في ليلة غارقة في الظلام، حيث كان السواد يبتلع كل زاوية، والرياح تعوي كأنين الأرواح المعذبة، كان قلبي يرتجف بخوف متصاعد مع كل دقيقة تمر دون أن يظهر أخي. كان الصمت المخيم على البيت يخفي وراءه أصواتاً خافتة، كأنها همسات الأشباح، تزيد من حدة قلقي.
عندما طال انتظاري وتجاوزت الساعة منتصف الليل، امتلكتني الشجاعة لأتجه إلى الشوارع الخالية التي كانت تتردد فيها أصداء خطواتي الوحيدة. الظلال كانت تتراقص على الجدران بطريقة تبعث الرعب في النفوس، والأضواء الخافتة لم تكن تكفي لطرد الظلام الدامس.
وصلت إلى النادي الليلي حيث كان يعمل أخي، ولكني لم أجده هناك. بدأت أسأل الناس بصوت متهدج، لكن لا أحد كان قد رآه. قررت التوجه إلى الباب الخلفي للنادي، وهناك، وجدت مشهدًا مروعًا لا يمكن نسيانه.
أخي كان ممددًا على الأرض، محاطًا بظلال مخيفة وأكياس القمامة المتناثرة. جسده كان باردًا كالجليد، ووجهه شاحب بشكل مخيف، كأنه قناع للموت. عيناه المفتوحتان كانتا تنظران إلى الفراغ، تعكسان صورة الخوف والألم. كانت يداه متشابكتين بإحكام، كما لو كان يحاول الدفاع عن نفسه من شيء مرعب.
انتابتني رعشة شديدة وصرخت بأعلى صوتي، صرخة اخترقت الليل الموحش، كأنها استغاثة لروح تائهة في عالم مظلم. كانت اللحظة محملة بالرعب والحزن العميق، لحظة تحطمت فيها كل آمالي وأحلامي مع فقدان الشخص الوحيد الذي كان يعني لي كل شيء في هذا العالم القاسي.
* * *.
بعد وفاة أخي في ظروف غامضة ومريبة، شعرت بأن هناك شيئًا خاطئًا لا أستطيع تجاوزه. لم يكن الأمر مجرد حادثة أو وفاة طبيعية كما حاول الجميع إيهامي. كان داخلي صوت يصرخ بأن الحقيقة ليست كما تبدو. في صباح اليوم التالي، ملأتني العزيمة وغادرت المنزل مبكرًا متوجهة إلى قسم الجنايات، مصممة على كشف ما أخفوه عني.
عندما وصلت إلى القسم، استقبلني موظف بخمول وأخبرني أن المحقق المسؤول عن القضية ليس متواجدًا. جلست على أحد المقاعد الخشبية، أنظر إلى الساعة بين الحين والآخر. مرت ساعات طويلة، والمحقق لم يظهر. في اليوم التالي، عاودت القدوم مبكرًا، ولكن النتيجة كانت نفسها. وعلى مدار أسبوع كامل، كنت أذهب يوميًا إلى القسم، أراقب الوجوه، أبحث عن أي علامة تفيدني، لكن كل ما تلقيته كان أعذارًا متكررة.
وفي صباح اليوم السابع، لم أعد أتحمل الانتظار. دخلت إلى المكتب دون أن أطلب الإذن، نظراتي تحدق في وجوه الجميع. وعندما لم أجد المحقق، شعرت بالغضب يشتعل داخلي. انفجرت في صراخ حاد: "أخي لم يمت بطريقة طبيعية! لقد قُتل، وأنتم لا تفعلون شيئًا! لماذا لا تحققون في موته؟ هل تنتظرون أن تختفي الحقيقة؟"
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystery / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...