خطوات و يلج المطبخ كالريح .. إختطفني من العتبة الى إحدى الزوايا كالبرق .. ركنني بقوته على الجدار .. ضمني الى صدره .. أنفاسه لاهثة .. يعدوا .. يتقطع أنفاسه ..نبضاته ..
نظراته ينبعث منهما بريق منكسر .. متخاذل .. حائر ..
يبتلعني في جسده .. يغتالني بمشاعره المضطربة ..
أحاول الفكاك منه .. أتملل بين ذراعيه لكي أتملص من الحصار الرهيب القوي الذي أفرض علي يوري .. و لا شيء يحركني ساكنا سوى الخوف .. الخوف بأن يرانا أحد بهذه الحالة ..
يضعضعه بشيء من الغرابة في أركان جسده اللاهثة .. المتهاوية ..
يعمنا الهدوء ..
الصمت سيد الموقف ..
إنحنى على وجهي .. إقترب على شفتاي .. يحاول تقبيلي .. أنهلت صفعة على وجهه جعلني أتلوى ألما من أصابعي التي أحسست أنها تكسرت بقوة وجهه الحديدي ..
أردفت قائلة " كيف تجرؤ أيها الوقع "
إمتلكه الغضب فدفعني بقوته ..
إرتطمت على الأرض .. تدلت يداي و جذعي كله .. إبتعد قليلا .. أوصد الباب خلفه .. تقدم نحوي
يشحذ مخالبه .. ظهرت أنيابه .. يتسلل الشر في عينيه الرماديتين .. ملامحه تفيض العنف ..
إغتالني الخوف .. إصطك ركبتاي .. أسناني.. جسدي ..
تهاوى على فوقي.... يكبلني الشلل .. و لا أستطيع الحراك .. أحسست نفسي دمية مشدودة الى الأعلى بخيوط لا مرئيّة .. يتحكمني كما يريد !
كنت ملقاة على الأرض كجثة هامدة ..
لم أمتلك سوى التطلع اليه بنظرات الإستنجاد و التي تطفح على عيني ..
تجرد من رحمته .. دنش الإحتفال و هو في أوج إشتعاله و تعطشه للدماء ..
غرزأنيابه في عنقي .. أحس يضغط عليها حتى دخلت بأكمله .. إنفجر الدم من عنقي يرسم على فستاني خطوطا حمراء .. إمتدها الى شعري .. خدي .. كأنه نهر يتدفق ماء معدنيا ..
أتلوى ألما في داخلي .. أعجز عن الحركة .. أعجز حتى عن العويل .. تجول عيناي في الزوايا .. تطلب الرحمة .. أطلب أن يتوقف .. و لكني لا أستطيع النطق
كلبني سيطرته على جسدي .. عقد لساني ..
تسلل الي الضعف تدريجيا .. ثم توقف فجأة
توقف الألم .. هدأ كل شيء ..
تركني كدمية مريمة على الأرض ..
حدق بي جيدا بشيء من التعالي و الإزدراء ..
لاحظ صدري يعلوا و يهبط شيئا فشيئا .. حتى توقف نبضاتي .. و زاغت عيناي .. أظلمت الدنيا أمامي شيئا فشيئا حتى إختفى كل شيء !
لم أعد أشعر نفسي .. جسدي .. وجودي ! لا شيء إلا الظلام !
...........
الحاشية :
مد يوري يده المذعورة تجاه مارية .. كذبت عيناه عليه .. كذبت يديه .. حدق بها جيدا لم يستطع أن يتأكد .. وضع يده على فمها .. إنها لا تتنفس أبدا .. تفقد نبضاتها .. لا شيء يتحرك .. لم يصدق !
يا إلهي هل ماتت ؟! هل حقا ماتت ؟!
حول بصره ببط يتأملها برعب .. لقد كانت ممدودة على الأرض يتلونها الأحمر .. و قد تجمد الدم في شعرها الأسود .. جزء من وجهها .. عنقها .. فستانها ..
يا إلهي ماذا فعلت بها ؟!
إسترجع أنفاسه .. تذكر ما غاب عنه ! نعم لقد عضها بقوة في لحظة غضب إمتلكه فترك تمزقا كبيرا في عنقها حيث تدفق الدم بغزارة .. !
" ماتت ! لقد أزهقت روحها الصغيرة و البريئة .. يجب أن أنقذها ! يجب أن أفعل شيئا "
وضع أذنه على صدرها .. لا شيء .. وضع فمه على فمها حتى يعطيها تنفسوا صناعيا .. و لكن لا جدوى
حملها بين ذراعيه .. شدها بقوة .. هرع نحو الباب ..إجتز العتبة .. خطوة واحدة و تسمر رجلاه ..لم يقوى على الحركة .. داهمه اليأس
لم يكن يعرف الى أين يسير ..
كيف سينقدها و قد مات !
الى أين يتجه ..
وضع جثتها الهامدة على الأرض .. جثا على ركبتيه .. مد يده .. تسمر عيناه عليها .. يا للفضاعة! يا للهول ! ماذا فعلت بها !
تصبب العرق على جنبه .. أصابته لحظة إنهيار نفسي .. إرتعش جلده . إرتجفت أنامله ..
جهش بالبكاء .. بكاء تحول من النحيب و النشيج الى صياح هستيري .. فقد عقله .. جن جنونه .. و بدأ الجميع يجتمعون حوله ..
![](https://img.wattpad.com/cover/51037733-288-k580701.jpg)
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystery / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...