كان يجرها خلفه بخطواته السريعة المتتالية .. له ظفرات غاضبة مشفوعة بجنون ..
مارية تصيح بتوسل " أرجوك .. دعني "
زفر بحرارة دون أن يتأنى بمشيه .. تجف لسانه .. تحولت قطعة خشب في بلعومه
خاطبها بصوت غليظ هدر جعله يجفل و يقفز كحصان شبت فيه النار
" تريد يوري .. إنتظر قليلا .. سأرميك في حضنه "
سرى في أوردة مارية لحظة صمت .. و بدا في عينيها بريق دمعة أبت الخروج و ظلت مغلقة حتى إنعطفا الى جانب الغربي من القصر ..
يلفهما صمت موجع ..
وصلا أخير نهاية ردهة كانت طويلة فيها البلورة و الصورة ..
و انفتح باب حجري تلقئيا .. خاطبها بلهجة باردة مصطنعة
" هيا .. إذهب إليه .. إنه في الداخل"
أراد أن يلقمها في صدره بحنان و لا يدعها تدخل .. في وجهه شعاعان من الحزن و الغيرة التمعا معا في قلبه .. تتجمع الغصة في حلقه و الدموع عسيرة تأبى الخروج !
تحركت ببطء نحو الثقب المفتوح .. يسري ارتباك حاد في كيان جسدها المتنامي .. إرتعد أطرافها ..
كانت تريد أن ترى يوري في نفس اللحظة لا تريد أن تخسر إستيفن بسببه ..
خطواتها حائرة بين التردد و امضي ..
إنها تعرف جيدا أنها في لحظة إختبار بمشاعرها !
هل تحب يوري رغم كل ما سبب لها من معانات.. أم إستيفن الدي يغدق الحب بها ؟!
هي متأكدة بكل حواسها و جوارحها أنها تريد أن تركض على أحضان يوري غير آبهة ما يحدث بعدها على العكس ما يُزعم عقلها الدي يوهمها بأنها في حالة هديان !
حالة هلوسة أصابها تحت ضغط الشعور .. شحن بها .. حتى درجة عالية من التوتر أججت لديها الأخيلة و الإنفعالات .. و إلا لماذا تأبه برجل قتلها ! رجل شردها في مقابر ! كدمية مرمية بإهمال ! واثقة أن ما جرى كانت جريمة في حقها !
كانت تأئهة بين ما يريد عقلها و ما يريد قلبها ! كانت صامتة.. لا حركة فيها .. نظراتها شاهقة نحو فتحة الجدار .. كم تريد أن تراه حتى لمرة أخيرة وجها بوجه .. تسأله عن أحواله الخاصة و العامة .. تكلمه مشافهة ... تسمع منه الإعتدارات ..
و لكنها جرفت عن رغبتها الجامحة في تعرف عن أحواله .. لم تحب هذا الجانب الفضولي من نفسها .. إستدارت تكظم صبرها لتجد إستيفن .. يهدل حزنا إنفطر لها قلبها
أسرعت نحوه .. تضمه و تهزه بجنون ..
" لا أطيق رؤيتك حزينا ! أنا أحبك إستيفن .. لن أذهب الى غيرك "
طوقها بدراعيه .. يبتلعها في حضنه .. تنتابه فرحة مشوبة بذعر لم يعرفه في حياته .. يمسكها بقوة خشية أن يفقدها للمرة الثانية !
يرتجف بخوف مرضي من فقدان مباغت لحبه !
و لكن كيف يمكن لإنسان أن يحب بهذا الجنون ذون أن يكون نزيها أو صادقا ؟!
إنها من المشاعر الإنسان المضطربة التي لم توجد لها تفسير بعد !
لم يكن عنده ليلتها ما يقوله ليبوح لها بأنه ملتزم نحو علاقتهما معا و أنه لن يتقاسم معها إمرأة أخرى .. فلا أحد مثلها أبدا ! سوى أنه أطلق جملة صغيرة تحمل صدقا خالصا
" دعنا نتزوج دون حفلة خطبة .. دعني نتزوج بعد غد !"
تجشمت الدهشة فيها .. تتقاطع أنفاسها و هي تحاول أن تتكلم كطفل يشرنقها مفردات لغة كامنة حبيسة في باطنها تريد أن تخرج ..
" كيف .. أقصد كيف سنجهز كل شيء... الفستان .. و الكيك ..و "
وضع يده في فمها ..
خاطبها بحنان " إهدئي حبيبتي "
إسترخى عضلات وجهها المندهشة .. هدأت قليلا .. إنتظم أنفاسها ..
أطلقت جملتها المتمرغة في أنهار السرور
" هل حقا سنتزوج بعد غد .. أنا متوترة جداً و في نفس الوقت متلهفة جداً "
قاطع لحظاتها الحميمية وقع خطوات بطيئة و ثقيلة ..
إستدارا ببطء ..
تبادلا نظرات صامتة قبل أن تبثق جملتها الأولى بوقاحة
" يا إلهي لم أصدق عندما سمعت من الجميع أنها عادت حية ! و الآن أنت أمامي .. و في قصري ! "
كالعادة أفعالها المجفف مع مارية .. توسمت فيها القسوة و الإستهزاء ..
مشت نحوهم .. تتهالك بمشيتة جسدها المكتنزة ..
في شفتيها سرور متكبر ..
أمسكت يد مارية .. تخطبها بلهجة إزدراء عدائي
" ماذا تفعلين في قصري !؟ لماذا رجعت الى هنا ! هيا إتبعني .. سوف أرميك خارجا أيتها الوضيعة الماوتشينية "
دفع إستيفن يد أخته من يد مارية ببرودة قاسية أفطر قلبها ..
ماذا يحدث ؟! ..
خاطبها بإستفزاز " هي لم تعد خادمة في قصرك .. بل إنها ضيفتي أنا ! إن قمت بطردها هذا يعني أنك طردتني أيضا "
و أعقبت مارية بكلام إستيفن لإغاظتها أكثر
" سنتزوج بعد غد و نصبح أخوات يا إيسبيلا "
حملقتهم بصدمة و كأن نازلة عجيبة قد نزلت لعنة في وجهه
ردت بتوتر " لا أصدق .. أنت تكذبين بالطبع "
رد إستيفن بثقة " لا .. إنها تقول حقيقة .. أنا أريد أن أتزوج مارية "
داهمها إنهيار حادة فقدت بها وعيها .. حملها إستيفن في غرفتها دون أن تقف له شعره ..
.........
الحاشية ١:
خرج جيري و الأفكار تتدفق في جمجمته مثلما يتدفق الملفات في حاسب الآلي .. كان يريد أن يستوعب ما شاهد قبل قليل ! كيف وجد إستيفن عاريا الصدر مع صاحبة النظارات قرب باب غرفة .. هل كان يتخيل مشهدا جنسيا حدث بينهما في مخيلته ؟! هل كان يهدي بهذيان لا أساس لها من الصحة ! هل يمكن أن تكون أخته ؟!
كان يتحدث .. و يتحدث لنفسه .. و هو يشق طريقه الى خارج القصر .. بزغت أمامه صاحبة النظارات ذات بشرة شفافة كالطفل ..
عينيها الجميلتين تدعوه من وراء نظارتها الطبية .. يشعر بإنجذاب هائلة بدنو إليها .. تنبعث من داخله متاهات نفسية .. متعبة .. متشوقة الى إمرأة تملأ فراغات الرهيبة المرعبة ..
دلف نحوها ..
إرتسم في وجهها إبتسامة مجبرة .. و خاطبته بنبرة هامسة
" أرجو أن تنسى ما رأيت قبل قليل "
حملق فيها بغباء
" ماذا تقصد؟!"
أردفت بخجل " أقصد عندما كنّا أنا و ذلك الشاب إستيفن .. ليس الأمر كما تظن ؟! "
رد بوقاحة " هل هو حبيبك أم حبيب شخص آخر "
كان تحاول أن تنتقي عبارتها بعناية حتى لا يأخد عنها فكرة خاطئة
" في الحقيقة .. كان حبيب مارية قبل أن تموت .. و لكنه الآن يخصني ! ربما يتعاطف معها لا أكثر !"
إلتبس جيري بإبتسامة ماكرة .. و هو يخاطبها
" لماذا ترضين هذا النوع من الحب المشترك "
إجتاح إلينا غضب عارم أثار رغبتها في شتمه .. و لكنها تجاهلته و هي تصوب نحوه نظرات عنيفة فيما تتجه الى داخل القصر ..
..........
كانت الصياح يتناوشها من كل الجهات و هي تقترب في غرفة إيسبيلا .. صوت جهيّر كالبوق .. يتواعد .. و يهدد ! يهتز الجدران و كأنه حدث إضطراب جيولوجي ..
بزغت أمامها ميرنا .. شاحبة الوجه ..
أوقفتها إلينا .. تستوضح ما يحدث ..
خاطبتها ميرنا بهمسة خافتة
" إن سيدة إيسبيلا قد جن جنونها .. "
إندهشت ألينا .. توسع عينيها بفضول
خاطبتها بهدوء " و لكن لماذا ؟! "
رد ميرنا بهمسة " لأن سيد إستيفن قر ر أن يتزوج مارية بعد غد "
إرتفع صوت إلينا يحدث زلزالا آخر" ماذا ‼️⁉️📢
أدارت حدقتي عينيها و كأنها على وشك السقوط من الهول ما تسمع .! باغتتها وعكة غثيان و نلت أطرافها .. بدت على وجهها علامات الذعر و ملامح الصدمة
خاطبتها ميرنا قلقة " ما بك يا صديقتي "
" لا يمكن ! هذا غير صحيح .. كيف ينظر الى تلك المتسولة و أنا موجودة هنا !"
قاومت إلينا الغثيان قليلا .. تهرول نحو الحمام .. و لكنها أفرغته في الردهة !
جثمت على الأرض بركبتيها و راح تجهش بالبكاء وسط القرف التي أمامها .. تتلمظ على لعابها و دموعها .. تدرأ يدها في بطنها .. تحاول أن تضبط الفراشات التي تتقافز بجرح في داخلها ! آه .. كانت المسكينة تتلوى ألم داخلي شحن بها لدرجة عالية من العواطف و الخيبات !
كانت تناجيه همسا و تكلمه شفاهة
" إستيفن .. لماذا فعلت بي هذا .. لماذا زرعت في قلبي أملا لكي تنزعها في الأخير .. كم أنت قاس يا إستيفن لقلب أحبك بصدق ! ألم تجد مني ما كنت تبحث عنه من إمرأة .. الحب و حتى المتعة الجسدية ! كل ذلك أستطيع أن أمنحها لك و لكنك هزءت بمشاعري .. و تركتني بين أنياب الألم "
لحظات ...
و لا حركة فيها .. يغمرها البرودة و الخواء ...
.... يتبع !
سؤال ؛ هل تشفق على إلينا أم تحتقرها لأنها وهبت جسدها لرجل لا يحبها ! أو يحب غيرها أكثر منها ؟!
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Misteri / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
