كل شيء حولي بدا كمشهد من تلك الأفلام التي تجعل القشعريرة تسري في جسدك، وتتسارع دقات قلبك مع كل تحول غير متوقع في الأحداث. الجو المحيط، النظرات الغريبة، والهمسات الخافتة، كل ذلك كان يضعني في دائرة الضوء، كضحية محتملة للأحداث الغامضة التي لم أفهمها بعد.
تساءلت، ماذا لو كان هناك مخرج خفي يتلاعب بخيوط قدري، يوجهني خلال متاهة من الأحداث المرعبة، يقرر متى وأين سيضرب الرعب التالي؟ الشعور بأنني جزء من لعبة أكبر، لعبة تتجاوز فهمي وإدراكي، جعلني أشعر بالعجز واليأس.
ولكن، على عكس أبطال أفلام الرعب، لم يكن بإمكاني الضغط على زر الإيقاف المؤقت أو الخروج من القاعة عندما تصبح الأحداث مخيفة جدًا. كنت محاصرة في هذا الواقع، وعليّ أن أجد طريقي خلال هذا السيناريو المرعب بمفردي.
* * *
استيقظت في زنزانة مظلمة، الهواء الراكد يكاد يخنق أنفاسي , الجدران الباردة تلامس جلدي، جعلي اشعر بقشعريرة تخترق عظامي، حاولت النهوض، لكن جسدي كان ثقيلًا، كأن السلاسل المطوقة على عنقي و يداي و رجلاي تكبل حركتي، أتحسس فستاني الغارق بالمياه الباردة النتنه .
بعد لحظات من الجهد، استطعت أن اجلس، احدق في الظلام الدامس، ا حاول تجميع أفكارها ، كيف وصلت إلى هنا؟ وأين انا بالضبط؟ آخر ما اذكره كنت مع استيفن في بحيرة هادئة .
لماذا أنا هنا !؟ ماذا يريدون مني ؟!
أنا لم أقترف شيئا!
خطوت خطوتين نحو باب الزنزانة
صحت بِأعلا صوتي
أخرجوني !
أنا لم أفعل شيئا ، أنا لا أحد !
تبا ، أخرجوني من هنا !
سمعت صوتا ، و تعالى الأصوات ، أصوات المعذبين تصل الى أذناي كالعاصفة المجنونه صرخات ملتاعة تنبعث من أعماق معدبين عالية ، مجروحة ، صرخات مخنوقة بالألم تخترق الأذن والقلب ، أشياء تتهاوى ، توسلات مكتومه .
اختفت الكلمات في حلقي ، فسدت مجرى تنفسي ، لم أستطع أن أصرخ مرة أخرى و لا حتى أن أطلق زفيرا ، شعرت بخوف شديد، ذلك الشعور القاهر الذي تغلغل في كياني، خوف مختلف عن كل ما عرفته سابقاً ، يختلف عن الخوف ظلمة الليل ، و رهبة الموت ، خوف بمذاق غريب ، خوف يجعل اللحظة تمتد إلى الأبد، يحول الصمت إلى صخب مدوٍ في الأذن، والظلام إلى وحش .
يرتجف جسدي المنهك بلا توقف، كأوراق الشجر التي تعصف بها رياح الخريف الباردة. قلبي تحجر في مكانه وسط هذا البرد الذي يخترق مسامي، يتركني أتكور على نفسي في زاوية مظلمة من الزنزانة، أعانق ركبتي المرتعشة، أنتفض مع كل صدى للصراخ الذي يعم المكان.
أضع يداي على أذنيي ، و أتمتم كالمجنونة .. هذا ليس حقيقيا .. هذا مجرد كابوس .. يكفي .. إستيقظي يا ماريا .
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Misterio / Suspenso.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
