مناجاة الروح في سفر الحياة الدائب، تتجلى لحظات الوجود بأثواب العناء والسعي.
كما النجم في سمائه اللامتناهية، لا تهدأ أرواحنا في طلب الراحة حتى يأتي الوقت الذي تتحرر فيه من أسر الجسد.
إنها رحلة العمر، معبدة بالأحلام والآمال، تكتنفها أسرار القدر، وتعتريها مفاجآت الأقدار.
ففي كل خطوة نخطوها، وفي كل نفس نتنفسه، نسير على درب الحياة، متحدين تقلباتها،
مستقبلين بقلوب شجاعة كل ما تجود به علينا من أفراح وأتراح،
إلى أن يحين موعد الراحة الأبدية، حيث تستريح الأرواح وتتحرر الأجساد
* * * *.
حينما كان الفجر ينثر خيوطه الأولى على الأفق، استيقظت، متبعاً نداء العادة التي تحتضن روحي كل يوم. بخطوات تنساب بين الهدوء والترقب، توجهت إلى المطبخ، ذلك المكان الذي يعج بأسرار الحياة البسيطة. في تلك الزاوية المليئة بعبق الذكريات وأصداء الأمس، شرعت في العمل، مستنهضاً همتي ومستعيداً روح اليوم الجديد. كل حركة في تلك الرحلة الصباحية كانت تحاكي قصة، قصة إنسان يتواصل مع الحياة من خلال أبسط تفاصيلها، معانقاً في كل يوم جديد أملًا جديدًا ورؤيةً تتجدد.
في أثناء انهماكي في المطبخ، انضم إليّ هاني وميرنا، خادمان يجسدان قصصًا فريدة في حياتي وفي هذا المكان.
هاني رجل في مقتبل العمر، يتمتع بقامة متوسطة وبنية قوية تنم عن سنوات من العمل الشاق. وجهه الذي يحمل آثار التعب، يتلألأ بابتسامة صادقة تعكس روحه المرحة والودودة. أما عيناه اللامعتان، فهما بوابة تطل على قلبه الطيب والمخلص. هاني معروف بمهارته وسرعته في العمل، يتحرك بكفاءة ودقة، ويُظهر دائمًا استعدادًا للمساعدة وتقديم النصيحة بابتسامته المعهودة.
ميرنا، من جهتها، شابة في أوائل العشرينات، تتميز بملامح قويه وعينين ضيقتين تبرقان بمكر وفضول. شعرها الأسود الطويل ينسدل على كتفيها بنعومة، معطيًا لها طابعًا أنيقًا حتى في بساطة ملابسها العملية. تتحرك ميرنا بخفة ورشاقة، متقنة عملها بكل جد واجتهاد.
بعد أن اجتهدت في إنهاء مهامي في المطبخ، قررت أن أمنح نفسي فترة استراحة، لأستعيد نشاطي وأستمتع ببعض الوقت الهادئ قبل حلول الظهيرة. كانت الساعة تقترب من الثانية عشرة، وكانت الشمس تعلو في السماء، معلنة عن اقتراب منتصف اليوم.
في تلك اللحظات، انضمت إليّ العجوز لاري ، و بدأنا معًا في تنظيم المائدة بتناغم ، أخدت الصحون الى البهو حيث يجلس فيها الجميع إلا إستيفن , آخ ايسبيلا ، شاب يتمتع بوسامة استثنائية تلفت الأنظار، لا احبه أبدا ، فهو يحذق بي بطريقة توترني ، نظراته تلك تعكس مرآة لأفكاري ومخاوفي، تجعلني أتساءل عن مدى قدرتنا على إخفاء ما بداخلنا حقاً، وعما إذا كانت الأعين حقاً نافذة الروح كما يقولون.
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystère / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...