ظهر يوري خلفي متضايقا.. و نظرت إليه بلا مبالات .. فلم يعد يهمني كثيرا بعد أن سلب مني حريتي و إرادتي .. فأنا أصبحت أشعر بالكراهية و الحقد تجاهه .. كم أكرهك يا يوري .. بأنانية و قسوتك معي .. مشيت أمامه و جاوزته خطوات حتى أمسك يدي و أوقفني
" توقفي يا مارية "
توقف جسدي ينساع لأوامره كالعادة .. كم أكره هذا ! صرت أمثل العبدة المطيعة !
" ما تريد مني "
كان كاسح الوجه .. أطلق نبرة قوية " إبتعدي عنه .. هذا لا يعجبني "
" ماذا تقصد ! "
تضايق عيناه و اجتمعت حاجباه " لقد رأيتكما تتبادلان القبل ! "
إبتسمت إبتسامة إستفزاز و قلت بوقاحة " و هل جرحت قلبك الرقيق يا عزيزي "
أمسكني بقوة ألمتني .. تأوّهت " توقف .. توقف "
قال " انت ملكي يا خادمتي ! مما يعني أنك من ممتلكاتي الخاصة المحظورة عن الآخرين "
جذبني نحوه حتى صدمت بصدره القوى ! و هزني بقوته و هو يقول لي " هل فهمتي ! "
شعرت بخوف ممزوج بالغضب .. تبا له ! كيف يعاملني هكذا ! كم أبغضك .. أصبحت بغيضا حقا ! لم تعد ذلك الرجل المحبوب أبدا ! قد يكون حقا إمتلك جسدي لكنه لم يمتلك قلبي ! لا أحد يستطيع أن يستولي روحي !
قلت بألم " توقف .. أنت تؤلمني "
أفلت يدي .. و تركني أذرف الدموع .. كم أنت قاسي جداً يا يوري ..
تلاشى ملامح الغضب من وجهه لتحلها حزن دقيق في عيناه الرماديتين الناعسة .. و نظر إلى نادما أو ربما هذا ما خَيل لي .. لم أهتم ! و تركته بغضبه و إرتباكه لأنزل الى الدور الأخير في القصر .. آه كدت أنسى تحضير العشاء ، وجدت عجوزة لأري تصرخ و تشتم .. دخلت المطبخ ببط .. أبدوا شاحبة اللون و مرهقة بشكل واضح .. ثم ألقيت جسدي النحيل على الكرسي بإهمال .. أقوم بتقشير البطاطس في حالة إرهاق مزمن .. أنهكتني هموم و أعباء اليوم حتى الأحداث الإيجابية .. مثل تلك القبلة الوردية !
اللعنة !! لماذا أتذكر قبلة إستيفن الدافئة .. أشعر و أكنها لا تزال مطبوعة على شفتاي ! كم كان مخجلا !
لن أستطيع النظر إليه بعد تلك الحادثة !
بالحق إنني في ورطة !
مشاعري أصبحت جياشة و مضطربة !! متلبكة !! لم أعد أفكر بوضوح .. هل لأنني أدخل في سن المراهقة ! في بعض الأحداث لا أستطيع أن أقرر إن كانت لعنة أم نعمة !
تأخذني يميناً و تعيدني شمالا ..
أكثر ما يخيفني أن رجلا دخل في حياتي في تقويم الخطأ ! لا .. بل رجلان !
استيفن إنه أخ تلك البغيضة ..
و لكن لماذا كان قلبي يخفق بشدة ! ترف مثل طائر مجروح بحركات غريبة و سريعة ..
لا أستطيع أن أنكر بأنني شعرت شيئا في تلك القبلة الوردية ! و كأنها أخدت روحي معها !
و يوري .. تبا له ! قلبي يخفق له أيضا حتى عندما أراه من بعيد .. رجل غليظ الملامح .. آه كم هو وسيم و آسر بقسوته و غلاظته تلك .. بارز العضلات !
أحيانا أخشى أن يشعر مشاعري الصامتة تجاهه !
أحب المكر في عينيه الرماديتين .. يرنو إلي من عَل كالعقاب .. ! و كأنه يقول لي لا أحبك بل أريدك !
تبا ! أي عبث هذا الذي أفعله بنيتي ! و كيف قبلت لنفسي مثل هذه المشاعر الشائنة رغم كل ما فعله بي ! لقد إستخدمني كجارية له !
أخدت نفسا طويلا و هززت رأسي و أنا أحدث نفسي " اللعنة ! لماذا القلب دائما يتطلب الحبيب النافر التى تحترق فيه أوصالنا قبل أن نصل إليه .."
أخدت البطاطس لأضعها على النار .. أحس بتعب شديد .. و النعاس يداعب جفنتاي .. و لكن ما هي إلا ساعة حتى أحضر العشاء و أذهب للنوم
........................
كانت الضحكات و أصوات القهقهة تصلني في المطبخ بين الفينة و الأخرى .. لمحتهم في زجاجة الشباك .. كانوا في ظل شجرة الجازورينا ذات العساليج اللدنة الكثة في فناء القصر .. يوري و إيسبيلا و أفراد العائلة و بعض من أصدقائهم .. كانوا يجلسون جميعا بشكل دائري .. و في بهرة الحلقة نار حطب مشتعلة ..
تتعالى أصوات الضحك و القهقهات و هم يحتسون القهوة و الشراب ..
أتعجب كيف يمرحون و يستمتعون و أنا تحتهم أسيرة و مقهورة .. و بالأحرى مظلومة!
أشعر بغليان داخلي .. و غصة في حلقي .. أدافع دموعي و لكني أفشل مقاومتها .. وانهمرت بلا هوادة تكشف عن جزعى وانهيارى
؛؛
أكثر من أسبوعين مضوا .. و القهر يمزقني . ..أشعر بحزن و ظلم تعسفني و تشدني لأنتقم لجروحي و كرامتي !
تلك الجروح الدي نزفتها إيسبيلا ! و يوري !
لست بحاقدة و لكنني سأنتقم منكم و ستندمون.. فالتسامح كلمة غريبة في قاموسي !
أعود قليلا الى ذكريات الماضي .. كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها ( الغبية أنا )
و لكن لم أكن أعرف أنه يستغلني و نقطة ضعفي أنني زهرة .. أنه أناني يريد الكثير و لا يعطي غير الجروح !
نشفت دموعي براحتي .. و قمت تحضير العشاء لآخدها اليهم .. ..
و جدتهم مازالوا يضحكون و قد سرقوا مني ضحكتي و فرحي ..
نظرت الي .. و كانت تمضغ علكة كبيرة في شفتيها الغليظتين .. لعلها تستلذ في تدكر عنفها اليوم في جسدي !
قمت بتوزيع الصحون على الحاضرين..
وقفت أمامها .. أضع لها الأكل .. أفكر لو قمت بدس السم في طعامها !
رمقت وجهها الغلق .. أرى المكيدة على ملامحها الثقيلة .. ترتدي روبا حريريا يظهر جسدها المكتنز بكل التفاصيل غير المملة .. تمسك يد يوري بإستمرار..قبلته بمكر أمامي و كأنها تقول لي " إنه يخصني " .. شعرت بالخجل شديد .. أشحت وجهي !
يحاول يوري قليلا ليحرر شفتيه من شفتيها .. و لكنه حضنها قليلا لكي لا يجرحها !!
همست في أذنه كالأفعى .. إبتسم يوري كأنه لم ينجح يوما في صدها يقول " نحن سنحتفل في غرفتنا ! "
ضحك الجميع " إستمتعا أيها العروسان "'
وقفت إيسبيلا .. مشت أمامي .. همست في أذني " أحضري المشروب في غرفتنا "
...
ذهبت الى المطبخ .. أكتم غيظي .. جهزت كوبين زجاجتين مع قنينة شراب .. أسرعت بأخذها الى غرفتهم .. و كان قلبي ينبض و لا أعرف لم كنت خائفة !
دقت الباب .. أذنت لي بالدخول
وجدتها مستلقية على حضن يوري بجسدها الأنثوي الجامح ..
وضعت المشروب على طاولة الغرفة .. رمقت إليهم .. كانت تبوح له بإيحات جنسية تستثير فيه رغبة يوري .. شعرت بالخجل ممزوج بغضب عارم !
ايسبيلا " هيا أخرجي .. ماذا تنتظرين "
تعطلت حروفي .. و بحث كلمة ( لا ) في قواميسي و معجمي و للأسف لم أجده ..
إنسحبت بهدوء .. و خرجت خائبة ..
كم أنا غبية و مضطربة المشاعر ! أكاد أحس بأن قلبي يقتلع جذوره عندما أجد معذبي مع زوجته تلك ! و ظلت الأفكار تتزاحم في رأسي..
لم أعد أعرف كيف أفكر !
وتوجهت الى غرفتي .. إلى الحمام وخلعت جميع ملابسى وفتحت الدش لأزيل عن جسدى توتره وأزيل عنه رائحة المطبخ .. مرت لحظات حتى سمعت صوت أقدام تقترب من الغرفة فأسرعت إلى الفوطة لألف بها جسدى بسرعة و أنا أصرخ .. " من هنا .. من "
خرجت بعجل .. و جدت إستيفن ..
نظرت إليه بدهشة " ماذا تفعل هنا "
دخل الى غرفتي و نظراته تلتهمني .. يدهشه منظرى وأنا ملفوفة فى الفوطة والماء يتساقط من شعرى ومن بين أقدامى ..
رغم أنني كنت سعيدة بنظراته و كلامه إلا أن الخوف كان يمتلكني ، رسم خيالي بانه سوف يقترب مني و يقبلني مرة أخرى و يزيل ذلك الغطاء التي تحجزه عن نظراته .. ربما ليست قصة رسمتها في خيالي بل هذا ما أتمناه بالفعل .. لكنه إكتفى بنظراته الموحشة و إبتساماته !
تمسكت بفوطتي بقوة .. و قلت مرتبكة " ماذا تفعل في غرفتي !"
قال و الإبتسامة تعلو على وجهه السعيد " لقد كنت أنتظر بشوق حتى أختلي بك في غرفتك "
قلت بغضب " و هل أبدوا لك عاهرة ! أنظر إلي مرة أخرى .. "
استيفن " لماذا تقولين ذلك !"
قلت " و أنت لماذا قبلتني اليوم. !
استيفن " أليس واضحا !"
قلت " لا ليست واضحة .. انت لم تعترف لي مشاعرك او أي شيء !
اقترب مني بطوله و أرتبكت أكثر .. دنى مني .. يقول " هل أقول تلك الأربعة كلمات .. و ما الذي يجعلك متأكدة إن كانت حقيقية "
قلت " .. هل تخجل أن يعرف الجميع بأنك تحب خادمة !"
ابتسم يشبك يده في شعري القصير الأسود الفحمي .. يقول " كم أنت سادجة .. من يخجل في حب فتاة جميلة مثلك ! أكاد أكون محظوظا في حصولك "
و كان يتلمس شعري و يمرر يديه في عنقي ! و كان يكتفي بنظراته و لمساته الدافئة !
ثم قال لي قبل أن يشي طريقه الى الخارج " لم أكن أعرف بأنك بهذا الجمال "
كانت كلماته ترن في أذني لأيام .. و ظليت سابحة الأفكار طوال الليل .. و كنت أعتصر الوسادة في حضني حتى أطفؤ نيران مشاعري و عواطفي .. و قبل أن أقلد الى النوم
سمعت صوتا في شرفتي .. خرجت ألف الروب على جسدي بعجل ..
وجدت ألينا كاسحة البال
قلت بدهشة " ماذا تفعلين هنا "
نظرت الي و الدموع يملئ جفنتيها .. و قالت " لقد كنت أتبع أستيفن . و جدته معك .. و رأيت كل شيء .. نعم كل شيء "
أمسكت يدي .. إرتكبت .. قالت بنبرة جادة " هل تصدقين أنه يحبك ، حتى أنه لم يستطع أن يقول تلك الكلمات الأربعة "
قلت " الحب ليست مجرد كلمات ! "
ألينا " كم أنت غبية يا مارية .. هو يعرف كم أنت متعلقة بيوري .. كلنا نعرف ! لذا من الطبيعي أن يحاول مساعدة أخته في حفاظ على بحياتها الزوجية ، لقد حاول من قبل التخلص من التهديدات التي قد تدمر عائلة ، ليس لديك أي فكرة عن من يكون إستيفن عندما يتعلق الأمر بأسرته .."
لم أكن أصدق ما تقول ، نعم لأنها تغار مني ! لهذا السبب تحاول أن تُخلْق فجوة بيني و بين إستيفن .. تجاهلتها ..و أنسحبت الى الداخل ..
......
.. .. ..
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystery / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
