وطال ما تعابثت مع نفسي أمام المرآة .. أبدي زينتي .. أتبرج على مفاتن فستاني ... أرقص ضاربة الأرض بكعبي العالي... أدندن أغنيتي المفضلة غير أنني أشعر رأسي ثقيلا في أكتافي من التعب اليوم .. لقد كان حقا يوما حافلا .. أزعجني الشمس البارد في وقت الشتوي .. أحسستها شديدة على البشرتي البيضاء التي تحولت من أسمر نحاسي بالشمس .. الى ثلج الشتاء ..
لم أكن أعبأ وقتها أي ضوء .. بل أزيد بعدا بنظرات شمسية إستعرت منها جاز .. هي فتاة جميلة ..أجمل من تلك إيسبيلا .. في نظري اليوم كانت عجوز شمطاء في الغابرين فقدت كل غوايات الأنوثة... امتص الدنائة و الحقد رحيق شبابها فتركها قاعا صفصفا... لا تعبأ الوحدة بعد أن تركها يوري ..
أحسست بفكرة البكاء .. بمجرد أن ذكرت إسمه لنفسي .. كأن قلبي يتشقق ! ترى ماذا حل به ؟! ماذا يفعل في تلك الثقب المظلمة ؟!
لماذا أتذكره الآن ! غدا يوم زفافي .. يا إلهي إنني أشعر بالضياع ..ما هذه النقائض المرهقة ؟!
أتزوج إستيفن و أنا لا زلت أفكر بيوري ..! يا إلهي أنا غبية حقا .. لماذا أبه ذلك الأحمق يوري الدي قتلني ! لا لن أسامحه أبدا !وأجهدت نفسي أن أقنع بأنني أكره يوري .. بل إنني لم أحبه في حياتي .! إن حبي الأوحد الذي لا حب غيره...والذي لا يتغير... ولا يزول... ولا يفنى... ولا يندثر... هو لـ إستيفن حبيبي ..
نعم كنت أقنع نفسي كل هذا و أنا مدركة في داخلي و أعلم مدى ما عانيت من الهجر والفراق ومدى الحزن الذي يقطع نياط قلبي كلما ذكرت يوري وتذكرت ما حل به
يقول شاعر :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول..
ضحكت في داخلي من كل ما قلت بسخرية مريرة .. أيعقل أن تحب رجلا سفك دماءك على الأرض .. رجل شردك ! لماذا يتطلب القلب دائما الحبيب النافر الدي يعدبنا ؟!
لا .. ليس صحيحا ؟! قد يكون الحب الثاني هو الحب الحقيقي ! طبعا إذا غدرك الأول .. !
لا يوجد شيء إسمه حب إول أو حب ثاني .. يوجد فقط حب خالص ! تؤم روح ! و أنا أعتقد أن إستيفن هو تؤم روحي الوحيد في هذا العالم !
؛
؛
قطع صوت قوي حبل أفكاري ..
كان يأتي من باب غرفتي .. تدفقت نحو الباب لابد أنه إستيفن .. و كان قلبي يطير من الفرح شوقا للقائه ..
أشد قبضتي بقوة على عروة الباب .. أتنفس بعمق لكي أتخلص من توتري ..
نعم سوف تلتقي عيناي بعنيه ..لم أراه طيلة اليوم. .. تلتقي أنفاسنا الراعشة ..
فتحت الباب بلهفة حاد أضبطها في داخلي ..
لا .. ليس هو ! باغتتني الإحباط على وجهي بسرعة تظهر بوضوح ..
إنها إيسبيلا اللعينة .. وجهها الجليدي الغصة كغصن شجرة مقطوعة ..
تبادلنا بنظرات صامتة ..
يا إلهي كم أكرهها .. خلت نفسي أفرغ عليها جبلا من الشتائم الذباحة ثم ما فتئ أن دعوتها بالدخول ..
أكبت غضبي المدفون في داخلي كالبركان يعيد حممه إلى جوفه...لم أستطع رغم ذلك أن أنبس ببنت شفة !
لقد عض الصمت على رقبتي... أعرف أنني لا أستطيع أن أشتم أخت حبيبي ..
فما أنا إلا فاسقة ..متملقة ..أظهر حنانا مزيفا ... خائنة في رأيها ..
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystery / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...