خرجت من زنزانتي و كان الحارسان يجراني الى ردهة طويلة نحو مجهول ، ألمح المسجونين في زنزاناتهم تسيل منهم الجروح و الدماء .. المشهد المريع للمسجونين، بأجسادهم المثقلة بالجروح والدماء، ينقش في ذهني صورًا لن تمحى ، عيونهم التي فقدت كل بريق للأمل تطاردني ، تحمل استجداء صامت للرحمة أو حتى النهاية ، صرخاتهم المكتومة، والهمسات اليائسة تخترق الصمت المطبق، تردد صدى العذاب في أروقة المكان .
بينما أتقدم عبر الردهة، اشعر بثقل في كل خطوة، كأنما اسير في مستنقع من الخوف والشك ، الحارسان لا يُظهران أي تعاطف، وجهاهما بلا تعبير، مثل تماثيل الحجر، ينفذان الأوامر دون تردد.
أدخلوني في مكتب عادي و ما هي إلا لحظات حتى وجدت يوري وإستيفن أمامي ، يجتاحهم القلق
آه يا يوري لو تعلم ما حدث لي ."أين كنتما؟ لماذا تركتموني وحيدة تتخبط في الظلام والخوف؟" خرج صوتي مبحوحا تخنقه الدموع والأسى.
عندما التقت أعيننا، كان هناك خليط من المشاعر التي لا يمكن وصفها بالكلمات ، حدقت فيه بحزن وضعف، ومن ثم احتضنته بكل قوتي، كأنني أحاول العثور على شيء ما ثابت في هذا العالم المتحرك ، إحتضاني ليوري كان بمثابة مرساة في عاصفة هائجة بحثاً عن الأمان والسلام الذي فقدته.
إستيفن من جهته يشعر بالانزعاج من هذا التقارب العاطفي، وجهه يظهر تقلبات مشاعر معقدة ، عيناه كانتا تتنقلان بيننا ، حاول ان لا يركز علينا كِثيرا ، ثم حول نظراته إلى جهة أخرى .
بدأت أروي القصة .. بتمهل .. و كنت أبكي .. تتخلل صوتي الهزات والانقطاعات ، الدموع تجري على وجنتي كالأنهار، يوري وإستيفن صامتان يستمعان بانتباه .
في تلك اللحظة، كان مشاعر اليأس والإحباط تغلف الغرفة، يوري كان صامدا صامتا بعينيه المنكسرتين ..
احتضنته مجدداً ، دموعي تنهمر على صدره، أتوسل إليه بهمس خائف "إرجوك خذني من هنا.. أنا خائفة" هناك ثقل في الهواء، كلماتي تتردد في صمت مؤلم.
و لكنه كان يحدقني بتلك النظرات العجزة التي لا تستطيع أن تحرك رمشا !
صرخت فيه بهستريه ، هززت كتفه بكل ما أملك من قوة، احاول إيقاظه من شروده "ما بالك! تكلم.. أرجوك قل شيئاً، لا تتركني هنا". لكنه ظل صامتا ، عاجزاً .
في تلك اللحظة، تدخل إستيفن يحاول تهدئتي "اهدئي، سوف تخرجين قريباً، أعدك". لكن ما تلا ذلك من كلمات كان كالسهام تخترق قلبي، عندما التفت إلى يوري موجهاً كلماته القاسية نحوي "أنظري ماذا فعلت بنفسك ، هل أنت غبيه إلى هذه الدرجة يا مارية؟ يبدو أنني لم أعلمك جيداً ، مجرد تهديد وحبس ليومين توقعين ورقة تنهي حياتك ! كنّا سنخرجك لو لم تكوني غبيه و ضعيفه ، اللعنة! كم أحتقرك !"
![](https://img.wattpad.com/cover/51037733-288-k580701.jpg)
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystery / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...