ما تلك الرياح التي تشعر بها " مارية " , إن الطقس بارد بالفعل .. الهواء يدخل بين ضلوعها و يجعلها ترتعش من البرد ..و لكنها لا ترى شيئا .. شيئا فشيئا بدأت ترى صورة تتكون أمامها .. ؟! إنها ترى نفسها تقف في منطقة تحيط بها الظلام من كل الجهات ..الظلام يغطي كل شيء .. لقد فهمت "مارية" الآن ..
إنها الآن داخل حلم !!
كانت "مارية" تعرف أنها في حلم ..فيبدوا أن عقلها كان يعمل جيدا و هي في داخل الحلم , لكنها كانت مسلوبة الإرادة , فالحلم يسير كما هو و لن يقف على ما يبدوا ..
يمكنني هنا أن أخبرك بأنها أخذت تهوي طويلا في عدم و ظلام لا نهاية لهما ..و أنها تمكنت من الصراخ أخيرا لتذوب صرخاتها في ظلام سرمدي أحاط بها على نحو يقتل الأمل في الصدور قتلا ..
كل ما حدث هو أنها شعرت بنفسها تهوي لحظة واحدة ..و في اللحظة التالية وجدت نفسها ترقد على تابوت .. و أمامها حشد كبير من الناس ينظرون إليها في إنبهار و جلالة ..
أين أنا ؟
تصاعد السؤال في رأسها لكنها لم تستطع أن تتحركمن مكانها .. ظلت هكذا راقدة لا تقدر أن تحرك ساكانا .. كأنها لم يعد لها السيطرة في جسدها ..
لكن شيء واحد فقط يتردد في عقلها ..
أين أنا !
بالطبع ليس حلما .. لقد بدا كل شيء حقيقي ..قاس .. و مروع
إنها تعجز عن الإجابة ما يحدث لها ..
هناك طابور من الناس يتقدمون نحوها .. يقبلون يدها في خضوع و تدلل
و بدأت الحقائق في التسلل إليها واحدة تلو الآخر .. حقائق إستقبلتها عيناها دفعة واحدة .. لكن عقلها عجز ذلك .. فبدأ ترتيبا وفقا لأهميتها و غرابتها ..
و كل حقيقة تبعها سؤال واحد بلا إجابة ..
الحقيقة رقم واحد " إنها في قلعة "
لكنها لم تكن كأي قلعة رأتها "مارية " في حياتها على الإطلاق .. و هي قلعة شامقة تغيب في السماء ..ما سمح لضباب كثيف بالتخلل إليها و كأنه غيوم السماء ..
و تسائلت " كيف أتيت إلى هنا "
حقيقة رقم إثنين " إنها ليست في حلم "
فلا يوجد حلم بهذه الدقة و بهذا الكم الهائل من التفاصيل ..
ثم وقف جسدها تلقائيا ليخبرها
إنها ليس جسدها ..
و هي نقطة يصعب شرحها قليلا .. لتفهمها ستحتاج لأن تكون قد إنتقلت إلى جسد آخر غير جسدك ..
أنت تعرف جسدك .. تعرف طولك و وزنك ..
و مارية كانت تعرف ذلك ..و بالتالي عرفت أن الجسد الذي تقف بها الآن في القلعة ليس جسدها ..
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystère / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
