كثير ما نضرم النار في رغباتنا المستعجلة دوما .. لا نفكر بالعواقب التي تنتجها إثر ذلك ..
كثير ما يكون لنا أنماط حياة متداخلة مزدحمة بالعواطف و الآمال و الخيبات ..
كثير ما يكون عرجنا نابعا من طيبة قلبنا و سداجة كيوننا ..
أفي تلك الصباح الصافي كان للحياة مذاق آخر للجميع؟! .. أم فقدوا بعضا من فترات ما التسلسل الزمني .. لم يحسبوا الوقت و هو يمر بسرعة في فجائع درامية !
و لكن لا أحد منهم يحاول فهم نزاعاته المحبوسة .. لقد كانت إيسبيلا تعلن و تشتم و تصرخ بلهجات بديئة .. و بهذا المقياس السيء .. لم تكن حينها إختيارا جيدا للأنوثة الراقية ..
أما إلينا فكانت تقبل زعاف الموت بيأس تام من حياتها لتنعتق من كبل الصدمة و الحزن .. متعبة .. تموء مثل قطة جريحة فوق فراش المستشفى ..بعد أن فقدت بعضا من الزمن عندما شهقها حالة غيبوبة تامة .. !
إيسبيلا بوجهها المتجهم و ميرنا بملامحها الوديعة القلقة موجودان معها في المستشفى ..
ينساب تعاريج الغضب و الدموع و القلق على خدودهم ..! و كأن حرب دموي قد إشتعلت و دعجت دمائهم على الأرض.. و هم يعدون إستراتيجية محكمة لضرب عدوهم الدي هو عبارة عن فتاة واحدة ( مارية)..
أمسكت ميرنا يد إلينا بحنان صديقة عطوفة .. بينما يضرم في داخلها نار غضب بهاجس تفاصيله ..
لم يكن ما يغضبها هي مارية أكثر مما يغضبها نجاحها في حصول على حبيب يتمتع كل صفات الرجولة على حد تخيلها .. الحاسد ربما يعفوا عن إنسان أذنب في حقه و لكن لا يستطيع غفران شخص نجح بشي فشل بِه !
أما إيسبيلا ترقص على أنغام الشتم :
" اللعنة .. أنظروا الى تلك السمراء الفاجرة و ثقافتها العهر في سرقة الرجال .. يمقتني بشدة تصرفاتها الوقحة البدائية و هي تحاول أن تكسب مكانة في قصري ..لا لن أسمح لها .. أقسم أنني لن أسمح لها .. سألقنها درسا لن تنساه "
إبتسمت إبتسامة جانبية و هي تنظر الى ورقة الفحص التحليل لإلينا ..
كانت هذه بطاقة ربحها في إفساد ما يجمع بين مارية و إستيف ..
تمسكت به و لفقته تحت إبطها .. إستفز ملامحها الماكرة إلينا و ميرنا
" ماذا يقول ورقة التحليل يا سيدة كلاوس ! "
رمقتهم بخلسة بينما تتجه نحو النافدة لا يخلوا من ملامحها مكر أنثوي و هي تدبر مكيدة يجهل عنها الجميع !
خاطبتهم " لا شيء .. لا شيء "
أزعجهم هدوءها و نبراتها الرصينة التي تنم بالغموض ..
" لا بد أن هناك شيء ما يا إيسبيلا ! إن هدوء هذا لم يعجبنا .."
تململت قبل أن تبصق الجملة الأولى بثقة و هي تضع أظافرها اللدنة تحت ذقنها بطريقة خلابة و راقية
" حسنا .. يمكنك أم تقولوا بأنني لدي خطة ستعيد إلينا لإستيفن .. في نفس الوقت ستجعل مارية خارج الساحة "
إنتفضت إلينا كالسمك فوق سريرها ،..
إستثارت ميرنا بحماس ..
" ما هو .. تلك الخطة التي تخلصنا من مارية !"
إستدارت إيسبيلا بهدوء .. توجهت نحوهم ببطء متعمد .. إقتربت .. إنحنى رأسها ليستقر قرب آدانهم .. وشوشت .. و همست لهم بهسيسات أيقظت صخب حماسهم .. و قطعت أنفاسهم دهشة .. و كانت تضمر لهم بلحظة شاهقة يجعلون فيها مارية ذليلة على أقدامهم.. ..
.........
الحاشية ١:
لم يكن في ذهن مارية من أمور الدنيا شيءٌ سوى تأهب لتلك الليلة المنتظرة .. يعتريها اللهفة والقلق في آن واحد ..
و لكن شوقَها إليه كان طاغيًا على كل شيء.. وظاهرًا لكلِّ مَن حولها من الحاقدين !
فحركاتُها وكلماتها وتعابير وجْهِها الَّذي لم تفارِقْه البسمة منذ ليلة البارحة حينما طلب إستيفن يدها للزواج ، كلُّها تفضح ما تُحاول أن تُخفيه مارية من فرحٍ وشوْقٍ ليوم الزِّفاف،
كان قلْبُها الأبيض يتدفق فيه أنْهار السُّرور .. يغمرَها حتَّى كادت رُوحُها تفيض من نواحيها بهجة .
في ذلك الصباح كقطر الندى .. لم تكن مارية وحيدة تدبر كل شيء .. لقد كان قريبات إستيفن من جهة يلازمها و تحاول كل منهنَّ أن تساعدها في زفافِها، يشاركهن جميعًا في إقتناء فستانها إحدى أفخم محلات الجزيرة بسرورٍ واهتمامٍ غامرَين، من ملابس ومفارش وعطور، وكماليات وأدوات للزينة، وكلّ ما يتعلَّق بليلة الزّفاف.
يصطحبهم سائق خاص .. و يلفهم بنصف شوارع و محلات الجزيرة ..
في البداية أرْهقها تحديدُ ما تحتاجه ؛ فمستلزمات الزّفاف كثيرة، لن تتمكن من إتمام كلِّ التَّحضيرات على الموعِد الغد ؛
نصحتها (جاز) قريبة إستيفن أن تشتري الفستان أولا ثم الأشياء الصغيرة .. يمكنها أن تكمل الباقي بعد الزواج فالمحلات لن تهرب منها ..
كما أن باقي قريباته لم يترددن على تقديم المساعدة و المشورة لها !
جاز كانت أكبر واحدة بينهم .. فتاة طويلة جذابة لديها مسحة ماكرة في خطوط وجهها .. حاجبان رفيعتان .. عيون مفترسة ..شفتان كبيرتان ممتلؤتان .. تعمل عارضة أزياء عالمية.. في لحظة التي كانت هي في إجازة طلب منها إستيفن القدوم الى مساعدته ..
أما إستيفن لقد كان يتولى في التَّجهيزات الكثيرة وكافَّة الإعدادات لحفلة زفاف الغد ....
ثوب الزفاف:
كانت مارية تترقَّب أن يحتويَها ذلك الرّداء الأبيض ..قليل من الزينة ... كلاسيكية .. و يكون بسيطا .. راقيا في نفس الوقت .. تريد ثوب الَّذي طالما حلمتْ بارتِدائه والتَّباهي به كأميرات الأحلام في قصص الخيال.
أرادتْ ثوب زفافٍ مميَّز و غير مُلفت للنظر ! .. مفتوح الظهر .. مختلف عن كلّ ما رأته من أثوابٍ من قبل؛ لذا حارت كثيرًا في انتقائه؛ ولكنَّها أخيرًا اختارته، انتقتْه بعناية كبيرة لتبْدُو فاتنة في ليلة العمْر .
قامت بتجْربة ثوبها .. الدي جعل الفتيات ينبهر بها خاصة ( جاز) التي تتمتع بحس فاشيونستي .. تكحل عينيها المفترستين جسم تلك الفتاة المتناسقة منحنية كغصن لدن رغم هزلها .. كان جسدها أجمل من العارضات في قسماته .. خصرها الهيفاء .. عنقها الطويل .. ظهرها المستقيم .. و شعرها العنقودي الأسود الطويل ..
لم يضيعوا الوقت ! لقد قاموا بعد ذلك لزيارة المزيِّنة والمختصَّة بالتَّجميل للعناية ببشرتِها وتَحديد ما تودُّ عملَه بشعْرِها ووجهِها من زينةٍ في ليلة زفاف الغد !
و رغم أن كل شيء يجري بخير إلا أن القلق لم يفارقها للحظة ..
يتسلل الخوف في أعماقها تدريجيا كلما تحس أن الأمر بات جديا ..
تزداد دقات قلبها .. ليلة زفافها لم يكن بعنيها أكثر مما يعنيها أن تتأكد كونها لم تكن تحلم ! لقد كان هذه العجلة في الزواج ما يدعوها الى القلق و ربما الريبة ..
كان إستيفن الأكثر قلقًا؛ و تعبا و منهكا بتحْضير قائمة المدعوين، والحرْص على وصول بطاقات الدَّعوة إلى كلّ الأهل والمعارف والأصدقاء.
و تزيين حديقة القصر .. و قاعة الزفاف والاتِّفاق مع القائمين عليْها على كلِّ التَّحضيرات، وتَحديد عددِ الضُّيوف والطَّاولات الَّتي تلزم، وكيفيَّة تنظيمها وترْتيبها في القاعة.
و يزيده ذلك إحساس بأن تفضحه إلينا على ماريا ذون آية صفارات إندار .. في لحظة إنسياب بعواطفها الجريحة .. لقد كان يبحث عنها في أرجاء القصر و لكنه لم يجدها ..
فهو لا يعرف بأنها في المستشفى يضمران هي و إيسبيلا الحاقدة بفطرتها إنتقاما جميلا في ليلة حفلة الزواج .. ..و يجعلوا منها مسرحة الهزل ..
و عندما إنتهوا من بناء خططهم الخبيثة .. وقتها أنهت مارية على شراء كل ما تحتاجه ... و كان الوقت عصرا عندما تقابلت عيونهم على القصر .. أغاظها إيسبيلا عن وجود جاز بقرب مارية .. هي تكره جاز .. المشاحنات بينهم تحدث دائما لأنهما في نفس العمر ! يقال إذا أعجبت المرأة نفسها و جسدها و مكانتها غارت من كل أنثى جميلة و ناجحة حتى لو كانت أنثى الحيوان !
إستدرجها لثوان دهاليز الماضي و هي تسلم عليهم بإبتسامات باهتة و مزيفة .. تتدكر في مراهقتها عندما كانوا ثانوية كيف إنتزعت جاز من حبيبها لحظة تنافس غير شريف بينهم .. كانوا يتنافسون في كل شيء .. المكياج .. الإستايل في الملابس ... في الدروس حتى وصل الدناءة على مراهنة الشباب !
لم يعجب وجود جاز .. تملقت لها بكلمات معسولة ..
" إشتقت لك يا إبنة خالتي .. لماذا لم تتصلي بي يا حبيبتي !"
ردت جاز بإهمال ..مع إبتسامة جانبية و ضحكة منخفضة " حقا ! أنا أيضا "
ثم مشت ببرودة مع مارية .. أغاضها إيسبيلا أكثر .. و أثار في داخلها مبررا آخرا للإنتقام من مارية ..
إكشرت أنيابها .. و حملقتهم بحقد و هم يختفون في الداخل ...
.....
يتبع ...
ماذا سيحدث ليلة حفلة الزواج ؟! ‼️⁉️
كثير من التشويق قادم ..
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystery / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
