السيدة و الخادمة

65.1K 1.5K 44
                                        

ألينا هي تلك الفتاة الهادئة ذات ملامح ذابلة .. التي لم تظهر كثيرا في حلقات روايتي ..لديها مشية خجولة و رزينة .. تختفي عن الأجواء .. تحمل نظرات حالمة و شاردة .. شفتان رقيقتان ممتلئتان وجه مربع مع إنحناءات لطيفة .. عينان رماديتان ضيقتان تضع نظارات طبية بإستمرار ، لديها خصلات شعر بني طويل تجمعها دائما بمطاط أسود .. بشرة شاحبة اللون .. جسم طويل متناسق بتقاسيمه ..
حساسة جداً .. ترتبك بسرعة و تميل الى العزلة قليلا مع كتبها. .. فهي عاشقة للقراءة الروايات العاطفية و الكتابة ..
كانت تجلس كالعادة جانب نافذة في غرفة المكتب ..
تقرأ بشرود و هي تتأمل تارة رفوف الكتب الخشبية المتناظرة الذي يغظي الجدران الغرفة بأكمله ..
إتجهت نحو إحدى الرفوف و أخدت كتابا آخر و هي تزفر بثقل .
ثم جلست على أريكة وثيرة يظل حلقة الغرفة ..
كان يوري هناك يقرأ كالعادة مع فنجان قهوة الصباح .. لفته ملامح وجه أخته السارح المضطرب و شرودها .. فهي تجلس و تأخد كتابا ثم تعود لتغير بكتاب آخر .. تقاسيم وجهها يدل بوضوح بأن شيئا ما يشغل رأسها . .. أحب أن يسألها ؟. فهو يحب الهدوء في غرفة المكتب خاصة .. لكن لسانه لم يكن يطاوع ليحدثها !
يا إلهي أنظر ماذا فعلت !؟
أوقعت نظارتها .. و أنحنت لإلتقاطها .. تناثر شعرها الطويل .. بدأت تجمعها بعصبية و نرفزة ..
إندهش أخوها ربما لأنه لم يعتد رؤيتها هكذا .. فهي تلك الفتاة الهادئة و الوديعة دوما ..
من الواضح أنها غاضبة من شيء ما .. نظرة عينيها المتجهمتان .. ملامحها الجامدة الصعيقية .. عدم الإسترقاء في بسماتها و حركاتها !
خاطبها بهدوء " ما بك ألينا ! "
قطبت جبينها .. و ردت ببرودة " لا شيء "
إستنكر يوري جوابها " لا تكذبي .. هيا قولي يا أختى .. ماذا يزعجك "
رمقت إليه بخجل .. ثم تمتمت قبل أن تبصق الكلمة مرة واحدة " إيستيفن "
إبتسم يوري فهو يعرف مسبقا بأنها متعلقة بإستيفن و تحبه .. فرغم أن أخته خجولة و لا تحادثه بهذا الأمور إلا أنه يشعر بها من تصرفاتها .. لأنه هو من قام بتربيتها بعد أن مات والديه ، لقد كان لها أكثر من أخ !
خاطبها يوري " نعم .. ما به ! "
أجابت بخجل " رأيتهما معا .. هو ومارية ليلة البارحة "
صمتت قليلا ثم إستطردت " كان يخرج من غرفتها في آخر ساعة من الليل و هي لا شيء يغطيها سوى فوطة قصيرة "
إنتفض يوري من جلسته ..
ألينا بدهشة " ما بك يا أخى "
عاد يضبط جلسته .. فهو لديه قدرة فائقة في إخفاء إنفعاله خاصة و هو يسن أسنان الغضب ليستعملها لاحقا ضد مارية !
رد بعفوية " لا شيء .. لا تهتم !" بينما عيناه الرماديتان يتطاير منهما شرر لا توصف !
عادت ألينا بقراءاتها الشاردة .. حتى يحين وقت الفطور ..
ذهبت الى صالة الطعام .. أخدت كتابها معها .. و ظلت تحاول إخفاء قسمات وجهها الشاحبة و نظراتها الزائغة ..
حضر الجميع .. و أجتمعوا على المائدة ..
و كانت تحضر مارية الفطور بحركاتها الرشيقة و السريعة .. فتاة هزيلة .. طولها المعتدل أقرب الى القصيرة .. هيفاء الخصر ... عينان واسعتان متقاربتان .. كم أكرهها ! كتمت بغيظ ! هل يعقل بأن يحب إستيفن تلك الهزيلة و مظهرها الرث ؟! هززت رأسها غير مصدقة ،،. مستحيل أن يحب تلك الخادمة الجاهلة !
إنبعث في داخل ألينا قليل من الإيمان بأنها قد يكون لديها فرصة بأن تنافس مارية على إستيفن ، فهي الفتاة المثقفة الجامعية و تحمل كثير من صفات للأنوثة الراقية .. إبتسمت بثقة " تلك البشرية الحمقاء لن تهزمني "!
و لكن سرعان ما إنهار ثقتها عندما إنبثق إستيفن فجأة أمامها .. !
بدت قسمات وجهه نضرة .. نظرة عينيه لامعة .. فاح عطره .. تمهل .. وجد كرسيا فارغا جنب ألينا .. جلس بإسترقاء !
علا وجه ألينا بالشحوب .. و أجتمع الدماء على وجنتيها الفاتحتين .. وضعت كتابها أمامها ! تتظاهر بالقراءة..

خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن