وحوش الجنس

86K 1K 22
                                    

كانت ليلة تتقاطر فيه الترقب و الخوف و تعصف التوقع عن حدوث أشياء فضيعة في عالم تجتاح فيها مستقبل عتم مملوءة بالمخاطر و كائنات وحشية سواء كانت كائنات تحب سفك الدماء أو اللتي تهوي الى شرب الدم ...
هرول العجوز الخمسيني ( سيد فرنسيسكو) .. تلقف على  السلالم الى أعلا غرفته .. في ملامحه مسحة من الجنون و العجلة غطت معالم خطوط وجهه الدي خطت السنون الغابرة ..
كان يوظب و يلملم حاجاته و حاجات زوجته التي كان واقفة قربه في دهشة ..
تندد باستغراب " ماذا يحدث ! ما بك ! تكلم! الى أين نذهب !"
هو مكبل في تفكير ه وهو الخروج من هذه الجزيرة بأسرع وقت .. كأن القادم أفضع مما شاهدت البشرية في حياتها ..
يشد أوتار سرعته و عجله .. الى أبعد الحدود !  أخرج حقائبهم السفرية وضعها ما يستطيع إلتقاطها بيديه .. ملابسهم .. صورهم .. بعض كتبه .. يهرول هنا وهنا ليلتقط ما يراها ..
أنزل الحقائب في التحت بعد أن أوطبها .. صاح بإبنه و لزوجته .. و استرسل لهم بقوله  " هيا جميعكم حان الوقت "
تلقفت الأم إبنتها الرضيعة النائمة في سريرها .. و أخدتها بحضنها بعد أن لبستها المعطف الشتوي  ..
أقدم جيري بضخامته على وجه أبيه .. وقف أمامه  .. لطالما كان فتى مطيعا مثل إمه تماما .. كانوا يلجئون إليه عندما تؤول المحنات و يرحلون في كنفه دون أن يسألوا السبب !  هو إعتاد أن يقرر شيئا و يجر للإنصياع لهم دون السؤال .. و لكن الزمن غير كل شيء ! لم يعد ذلك الفتى .. و عليه أن يعامله على هذا الأساس
تكلم الأب بإستهجان حاد   " أنت لما تقف أمامي ..  !"  يشعر و كأن شيئا أمسكه بخناقة و يعيق هروبه المستعجل !
أردف يشد دراع إبنه " لا تكن غبيا يا بني .. لا تخاطر حياتك من أجل فتاة تعرفتها البارحة .. هيا إذهب الى الخارج و قم بتعبئة البنزين في السيارة "
كان يقف صامدا و رد بعناد " ليس قبل أن تقول لي السبب !"
تكلم الأب " سأخبرك فيما نسافر ، لم يبق الكثير "
إبتسم جيري بسخرية مريرة و أردف " ألم تفهم يا أبي .. أنا لن أسافر معك و من الأجدر أن تخبرني كل شيء قبل رحيلك "
قاطعت أصواتهم خطوات الأم و هي تحتضن صغيرتها ..
أطبق الصمت في المكان .. طلب منهم أن يسبقوهم الى السيارة ..
خاطب إبنه بحزم " أنت لم تعد صغيرا يا بني و تحتاج الى حمايتي و رعايتي .. لدي مسؤوليات في عاتقي و انت حر فيما تفعل بحياتك و لكني ثق بأنك ستندم على عدم سفرك معي و خلال أيام ستتحول هذه الجزيرة الى جهنم بعينها .. ليس لدي الوقت لأخبرك كل شيء .. إفتح الكتاب ،" أرسلون و ستجد ما يقتل فضولك "
و سلك دربه عابرا  باب المنزل ..
تقاطر في رأس جيري زحمة من الأفكار المتتالية .. فجرى خلفه ..
وجده قرب السيارة .. دعاه " أبي .. إنتظر أبي "
إرتسم السعادة في وجوه والديه ربما قرر الرحيل معهم .. و لكن كان همه الوحيد مارية ..
خاطبهم " أبي لدي سؤال ؟! كيف اجعل تلك الفتاة تسيطر عطشها "
خاب الأب أمله .. تنهد بأسي و أردف قائلا " هناك نوع من كريستال  ( أخد القلم و رسمها ) إنه يشبه هذا .. تضع في رقبتها و تعود طبيعية و يختفي المرض و لن تتحول بعدها  و لكن العطش لن يختفي إلا بواسطة دم مصاص الدماء المستئدب .. إنهم تحتاج الى دم مختلط "
أختطف جيري الورقة من يد والده بلهفة و أطرح سؤاله الأخير
" أبي أين يمكن أن نجد هذه الكريستال ..  و هو بالضبط "
رد الأب قبل أن يدخل في السيارة .." إنه كريستال صغير بحجم الظفر في داخل بلورة ناعمة يعود وقتها الى عصور القديمة إستخدموها الى إستحضار الشياطين .. و لا أعرف له مكانا  .. لقد إختفت مند قرن عن المتحف البريطاني .. عليك بحثها و إيجادها بسرعة لأنها ستتحول شيئا فشيئا الى ما هو أسوء من ماوتشينية .. "
سرى في أوردة جيري لحظة شرود و قشعريرة غريبة .. تنهد ببطء .. ودعهم بحرارة .. قبل وجنتي أختها الصغيرة الوحيدة .. أطبع قبلة على يد أمه .. مسحت رأسه و أوصته  بسلامة .. حضن والده بقوة .. 
الأب " مع السلام يا بني ! لا تنسى أن تتواصل معنى .. و إن صار المكان لا يُطاق إتصل بهذا الرجل " و أعطاه  ورقة فيها أرقام ..
.......
الحاشية 1:
كان إستيفن يسرده الذكريات الى يوم كان مع مارية يطلب يدها للزواج .. و هو لم يكن حينها تداهمه إحساس بمسؤوليات تآل إليه و نكدها و تعب الحياة في الزواج مثل ما يداهمه الآن و هو يفكر عن طلب يد إلينا .. الفكرة ترعبه و تشعره بغصة عجيبة و رغبة في الهروب .. و لكنه يتذكر ما وعد منها ، بأنه سيبقى بجانبها .. كم هو يتمتع بإحساس الصدق و الوفاء .. تأبط جأشه .. و بأحد لها رغبته حتى يتأكد أنها تبادله مثل الشعورية بالإنصياع الى حياة الزوجة .. ملل من حياة العزوبية و الوحدة و حان الوقت ليأسس عائلة ..
بنبرة شاردة و هادئة خاطبها  " ألينا أنا أريد أن أتزوج .. و لا أظن أنني سأجد فتاة رائعة مثلك لأسس معها عائلة جميلة .. هل أنت من تلك الفئة التي يرغب بحياة الزوجية و تأسيس !"
تقبلت الفكرة و تناغت و هي تحتضنه و تهزه من الفرح و تنشد لنفسها الأماني  .. بل حلقت في فضاءات أمانيها الى أبعد من ذلك بكثير .. حلقت حيث شهر العسل .. و أول حملها  منه .. و تأثيث بيتهم الجديد ..  و أماني أخرى كثيرة نامت في عينيها بلهفة إنتظار و شوق للمستقبل ..
خاطبها بمرح " إهدئي إلينا .. حبيبتي إهدئي "
هي بلهفة " لنعلن خطبتنا حفلة ليلة الغد "
تململ قليلا و لم تعجبه التسرع و لكنه إقتنع أخيرا و رد " و لم لا نجعلها .. إنها وقت مناسب ! "

الحاشية 2:
بعد أن ضاق بها الكتمان   .. و صدع الألم جدرانه .. تنبش العطش الدي كتمته طويلا و حبسته بين أضلاعها ....
خرجت و لم تنتظر جيري ..  .. خرجت ليس في ثنايا ثوبها البالي التي جبلت من القبور سوى خلايا جافة ميتة عطشه ..
جسدها الهزيل يترنح..  و العالم يترنح أيضا أمامها..  سالكة  في  غابة عتمة  .. تهم  بالسقوط  في كل خطوة و تلملم أطرافها جاهدة  الوصول الى القصر ..
إقتاد خطواتها المتعثرة أخيرا في الشارع .. إقتعدت الرصيف ..  تستسلم للتعب و المرض و الإنهاك ..
كانت ليلة شرهة  تعوي في عظامها البرد و الجوع .. عتمة  إلا بصيص من الضوء الأحمر يقترب منها سواد عظيم إقتلع أوتاد قلبها و صبها ذعرا
لم تستطع مهادنته .. أحدهم يقترب منها .. إنتفضت ..
بدا رجلان  سمراوان  قويا البنية .. تفوح منهما  روائح الفلاحين ..
أرسلوا إشارات التعجب و الإستفهامية .. في البداية ..
! فتاة في مرمى الإشتهاء! لم يستطيعوا أن يفوتوا الفرصة !
من طبيعة الإنسان أن يظلم اذا لم يجد ما يمنعه من الظلم جديا
و لكنه ليس ظالما بطبعه !

أطلق أحدهم بنظرات توحى  لهفة  تحرش حاد إبتلعه على الفور بلهفة شهوة أكثر حدة ..
" إنها فتاة طرية .. يا لحسن حضنا يا صديقي .. ". فيما إقترب الآخر ليلتصق بها .. و يخرج بين شفاه المقرفة أنفاس نتنة و رائحة إحتراق شيء ما   !
تلاحق أنفاسها .. و أصدرت أصواتا و جلبة تستجدي ..
" أرجوكم أتركوني .. أتوسل إليكم .. لا بد أن أصل  الى القصر .. "
زاد استغاثاتها  جمرة إشتعالهم ..
إرتفع قهقهاتهم و سخرياتهم ..
" نتركك .. لا تقلق سوف نتركك و لكن ليس قبل أن نحقق مرادنا  "
.
عاث نظراتهم على جسدها النحيل بينما تتطاير الشرر منهم ..
دفعها أحدهم على الأرض .. و بدأ يفك زر سرواله الجنيز المغبر الفلاحي !
إرتفع تصفيق الآخر مهللا لفعل صديقه ..
إبتسامات خبيثة و نوايا دنيئة لفتاة بريئة  لم تسلم ساقيها لرجل من قبل ... و سرها الخاصة مازال دفينا مثل شتلة واهية غلفها الحيّز الأسود بقفره ووحشته..
كانوا يريدون إغتصابها في العتمة .. و تركها فيما بعد كدمية مرمية  في حصايا الطرق ..
دلفوا نحوها  .. إرتجفت .. تلاحق أنفاسها .. ثمة عواصف قادمة ..
أسلمت أذنها لهمهمة تحرشاتهم .. قهقهاتهم المقززة .. إبتساماتهم الصفراء ..
أخرج أحدهم سكينا من دشاشة ذابلة  ..
وضعها فوق ثوبها الرث  .. .. و كانت قد إنتفضت كقطة أغرقها المطر حتى الثمالة ..
تموء بشكل جنوني .. تفجرت براكين سكوتها  .. ردفته برجلها ..
..
قاومتهم  كلبوة متوحشة كما يقاتل المقاتلون جيشا ..
و لكنها لم تستطع أن ترد رجلين ضخمين ..
رفسوها بسهولة   على الطين مرة أخرى ..

يتبع ..

خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن