ليلة قال القدر كلمته من ليال الضياع .. يضيع عقلها في جلستها العربدية حينما شاهدت مارية .. قادت قدماها لتدخل الى غرفتها .. رمت نفسها فوق سريرها بإهمال لينجلي ليلة يضعضع البرد في أركان جسدها الجاثم .. و كآبة حاد أطاحت بها مهدورة الأنفاس و هي تجهش بالبكاء .. و تئن أنينا يعزف أوتار عزف حزين يقطع نياط القلوب الساهرين ..
كان شباكها مفتوحا .. تعصف برودة رعشة اليأس متسللة الى أوردتها تدريجا .. برد جلدي تساوي برد قلبها المكسور و آمالها التي تناثرت مثل قطع المرآة .. آمال رسمتها لحظة إنصياع لسعادة مؤقتة .. برد يتركها بين سنادات الألم .. برد تترك دموعها أثار على خدها .. و كانت البرودة تتعصف فوق جسدها اللامبالي ..
دلفت نحو الشباك بعد أن ضاق بها الكتمان و صدع الألم أناملها المرتجفة الباردة ... ..
تناظر السماء بنظرات حيري و ترجوا " أرجوك .. خد جسدي .. خد روحي .. "
سمعت صوتا عميقا يأتي تحت نافدتها .. " أيتها الفتاة .. أيتها الفتاة "
تاهت نظراتها في الفضاء الواسع .. لمحت أحدا عندما أنحت رأسها بشده ..
امعنت النظر إليه .. أنه فتى يبدوا في مثل عمرها .. ضخم الجثة ..
خاطبته بتعجرف " هل تتكلم معي "
" نعم أنا أتكلم معك "
أردفت " ماذا تريد أبها الفتى ! و ماذا تفعل أمام منزلنا ؟"
خاطبها بلطف " هل هذا منزل عائلة إكوادور كلاوس "
خاطبته بينما تكفف أثار الدموع على خدها " نعم إنها منزلنا "
سكت لبرهة و أردف بحنان " لا تبكي لأحد لا يستحقك .. لا تهدري دموعك الغالية "
نظرت إليه بإنفعال حاد .. تلوى فمها و أردفت " كم أنت وقح .. لا تتدخل فيما لا يعنيك أبدا .. أغرب عن وجهي "
خاطبها بعناد " لا لن أذهب .. أريد أن أجد مارية "
لحظتها تحول حزنها الى حقد . .. و رمت في وجهه شتائم فوضوية كقصف عشوائي جعله ينعتها بغبية و مجنونة ..
........
عند بوابة القصر وقف يدق الجرس بأنامله المتوترة .. إرتجف .. تنبش به الدكريات صور الجثث التي تركت مارية وراءها على الطريق بإهمال .. فقام هو بنبش الجثتين على حفرة عميقة حتى لا تجدها الشرطة .. نعم .. لقد كان يحمي مارية و لا يعرف السبب .. ربما لأنه يحس بالمسؤولية تجاهها لأنه لم يدفنها كما كان يفترض أن يفعل .. أم كان محاولة غير معلنة للبحث عن حبيبة تملأ حياته بسعادة .. دعنا نتوقف عن الإستنتاج .. و نتطرق للقصة ..
لفته ملامح وجه الحارس السارح المضطرب إنتباهه ..
خاطبه بصوت عال " أيها الحارس لماذا لا تفتح لي الباب "
تملك الدهشة عليه و رد بسرعة " آسف .. لقد كنت شاردا على ما شاهدت قبل ساعات "
تكلم جيري بإهتمام " و هل رأيت مارية "
توسع عينى الحارس حتى بدت حدقتا عينيه .. و ردد " نعم .. نعم .. رأيتها مند قليل و قد ظننت بأنها شبح "
إستطرد بدهشة " و لكن من أنت .. ؟! "
خاطبه " أنا إبن سيد فرانسيكوا الدي يمتلك دار الجنازة "
فتح الحارس البوابات الحديدية للقصر ..
::::::::::::/::///////::::::::
الحاشية ١:
كان المسكين إستيفن في دهشة الدروب .. يتغلغله رعشة التوتر و الحيرة ..
تحرك نحو مارية بدمعة شاردة يأبى أن تخرج من مقلتيه ..
و كانت الندم تطعنه بسكين الحسرة .. لو أنه فقط إنتظر قليلا قبل أن يتجاوز عن فراقها .. لو أنه لم يقدم ما قدم في تلك الليلة .. ندم من كل شيء .. سكرته .. نومه مع إلينا .. وعده لها بالخطبة يوم الحفلة ... آه يا لتلك الميثاق التي قطعها .. و لكن هل حقا سيتخلى عن وعده ؟! هل سيمحوا تلك الليلة التي ضاجعها ألينا بكل سهولة .. هل سيخفي ما فعل لحظة إنصياع لحزنه و سكرته من مارية ؟!
كل هذه الأسئلة كانت تحيره ! كانت تقذفه الى عرصات الإستسلام للكذب !
حينها قبل جبينها بقبلة حارة .. و أخد يطمئنها بلفظة بلاغي عشقي ..
" حبيبتي مارية.. ! أرجوك لا تتركني .. أنا بذونك لا شيء .. "
" أحبك ،أحبك ، و ألف مرة أحبك يا مارية !"
خاطبها بثقة و هو يمحوا كل ما إختزنته ذاكرته من تلك اليومين !
أشرق السعادة على وجه مارية .. إنتفضت من فراشها .. و أبتلعته في حضنها بشقاوة أنثى .. و هي تتدلع بصوتها الناعم محاولة أن تذكره على خطبتهم
" حبيبي .. أأنا في لهفة شوق جنوني عن ليلة خطبتنا .. هل سنشتري الخواتم غدا "
سرت قشعريرة غريبة في جسده .. و هو يبلع خوفه .. و يجر حقيقته السوداء التي تجثم في صدرة الى إختلاق عذر غير حقيقي ..
و رد بصوت خافت. " لا ليس غدا ! سأكون مشغولا ! ".
غطى وجه مارية سحابة حزن دقيق كسرها بكلامه المعسول و قبلة في خدها ..
" أنا أحبك مارية ! ثقي بأنني أحبك "
إبتسمت له بإبتسامة خلابة ..
خاطبها قبل أن يشي طريقه الى الخارج " و الآن سأذهب لأتركك ترتاحين .. أراك في الصباح "
........
خرج إيستيفن من الغرفة مارية .. و أنساب نحو غرفة إلينا كنهر جارف .. أكان محاولة التصالح مع ضميره الدي يأنبه بحق الدي إقترب تجاه إلينا .. أم أنه يريد بزيارته لها مقابل غير عادلة .. يريد منها أن تخفي ما حدث بينهم ؟! و تنسى كل شيء !؟
تحرك نحو غرفتها بذيول الحيرة و الإستعداد !
دق بابها بدقات سريعة متتالية ...
أدار العروة .. دفع الباب بلطف ..
وجدها واقفة قرب الباب .. وجهها الشاحب الحزين ..آثار الدموع على خديها المكفهرتين .. شفتيها الوردتين الممتلئتين التي شبعت من رقرقة دموعها الحارة ..
نظرت إليه ببرودة
الصمت يطبق المكان ..
أمسك أطراف يديها الباردة ..
شعرت بالدفء .. صدر منها حركة تلقائية دفعت بها يده .. و خاطبته بلهجة ثائرة
" ماذا تريد يا إستيفن ! ماذا تريد مني ! ألم ترجع حبيبتك ! لماذا لا تكون معها هذه الليلة فهي بأمس الحاجة لك "
رد بصوت خافت " و ماذا عنك !؟ ألست بحاجة لي "
إنسحب صوتها حزنا الى قاع حلقها .. لم تستطع أن تجيب .. نظرت إليه بنظرات مملوءة بالحقد و الإنقباض .. غصة عجيبة في داخلها ..
أمسك يديها بجرأة .. لم تستطع أن تمنعه ..
خاطبها بحنان " إنها باردتين جداً ."
و أخد يمسحها بيديه و يدفؤها .. بينما سيول العشق و الدفء ينجرف من داخلها ..
رمت نفسها لحظة ضعف على جسده .. إبتلعته بدراعيه .. فليس في جعبتها أي متسع للتفاوض .. هي تريد ه و بقوة !
خاطبته بين شهقات بكائها " إستيفن أنا أحبك .. لن أستطيع أن أعيش بدونك .. أنا أريدك حتى لو كان يقتضي الأمر أن أشاركك مع إمرأة أخرى .. أنا أريد أن أكون زوجتك و أم أطفالك .. حتى لو كان يعني أن تقضي ليلة واحدة معي و بقية لياليك مع مارية ! "
إرتسم الدهشة في وجه إستيفن .. لم يتوقع هذا من إلينا ! و خاطبها " و أنت تعرفين أنني أحبها أكثر منك "
ردت بصوت مراري يائس " نعم .. إستيفن.. كل ما يهمني أنني أمتلك مكانة في قلبك حتى و لو كان جزءا صغيرا ! "
لفها بإحكام في ذراعيه .. يحتضنها بلهفة شوق جسدها الناعم ..
و سرعان ما تقمص بدور الخائن ناسيا ما عده بنفسه أنه سينسى إلينا لأنه يحب مارية أكثر ..
جذبه حفيف ثوبها الإستقراطي الفضفاض فوق جسدها البنزدي الناعم ..
يفاجئها بقبلة حارة على فمها ..
و كان نيران شهوته كبركان هائج .. بحر عاص يكره القوانين و يحب التمرد .. بحر طاغية من طغاة الطبيعة ..
دقائق و ينطفئ لهيبه .. يتدحرج من فراشها ليقتفي أثار العتمة و البرودة .. دون قبلة أو حتى كلمة حانية
و فيما يلبس يخاطبها ببرودة و كأنها دمية الإشباع لا مشاعر لها ..
" سوف ينتهي ما بيننا فقط عندما تعرف مارية .. حينها لن تجدني بقربك .."
إبتلعت إلينا قسوته .. لأنها لا تريد أن تفقده .. و بدت يائسة لحنانه و عطفه ..
فالجوع الى الحنان شعور مخيف و موجع .. يظل ينخر فيك من الداخل و يلازمك حتى يأتي عليك بطريقة أو بأخرى ..خاطبته بنبرة حزينة قبل أن يشق طريقه خارج الغرفة " هل مازال خطبتنا قائما .. يوم الحفلة "
ما أسوء أن تبدوا المرأة يائسة للحب . انها على استعداد لتضحية كرامتها !وقف بدهشة و تملل قبل أن يُبْصق الحرف الأول بثقة " سأفكر بالأمر "
خرج من غرفتها عاري الصدر .. يحمل قميصه بيده ..
إنبثق أمام شخص غريب
تجمد إستيفن في مكانه .. عرقلته الصمت ..
خرجت إلينا خلفه تناديه ... بثوبها الفضفاض ..
تجمدا أمام الباب ..
.....
يتبع ....سؤال ؟ هل تظن أن إستيفن يستغل إلينا فحسب ؟
يبدوا أن كل ما يهمه أن لا ينكشف أمام مارية !
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystery / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...