في تلك الحقنة .. تصبب العرق من جبيني ، و بدت علي قشعريرة غريبة ..
إرتفعت درجة حرارتي .. و ييبست أعضاء جسمي !
فغبت عن الوعي لمدة ليست طويلة و لا بالقصيرة !
و عندما عدت الى الحياة وجدت نفسي قرب روائح نتينة من المواد المخدرة المخلوطة بالدماء .!
وجدت نسوة قد أغرقتهم صيحات الألم و الرعب ، و أجسامهم العارية مخالب القسوة و الشهوة ، مطوقة بالسلاسل الحديدة في أعناقهم و قد تحطم أحلامهم رغبات الوحوش !
و بين ذلك التخبط النفسي و تلك الغرفة المعتمة .. سكون تام .. تسمرت عيون تلك النسوة و أختطفت أنفاسهم .. هناك .. في تلك القبو المظلم تحت الأرض العابقة بروائح المواد المخدرة و الدماء .. تنتظر النسوة بلهفة رعب الى ما هو قادم!
نعم .. تلك العيون الخائفة تسمرت بصمت أمام الباب !
دخل رجل عجوز شارف على إنهاء عقده السابع و معه رجلان ضخمى الجثة ليعبثا على تلك السكون التي كانت قاتمة في الغرفة!
تعالت الأنفاس و دب الرعب في عيون الحاضرين ، و علامات الخوف ترتسم على محياهم
كان العجوز متأنقا بزي النبلاء البريطانيين القدماء .. و كأنه بذلك يضمن إستمرارية التقاليد و تراثهم العنيفة ! و كان ينظر إلينا من تل بشخامته و كبريائه التي لم تمحها الأيام و الزمان !
ثم أشار بيده مرة واحدة ، و تسلط علينا بالرجلين المخيفين !
أتجهى نحونا و علا صراخ الجميع و توسلاتهم و كأن القادم لهم سيحدد مصير حياتهم للأبد ، و مسكا السلاسل و قاما بجرنا في صف طويل كالمواشي .. يأخذونا الى المدابح و المجازر
أدخلونا في بهو ضخم مزدحمة بأناس متألقون بلباس السهرة الليلة ، الموسيقى الكلاسيكية ، الرائحة الجميلة المراشة بالأرجاء ، و الشموع .. و كأنهم يجلون إجلالا لقداسة الظلام !
هؤلاء يستمتعون بوجوهنا البائسة .. يضحكون .. يرقصون و يغنون .. و يجدون السعادة في كل شيء يحيط بهم ، الأطعمة الملونة الشهي حول موائدهم .. الدماء الذي يتلذذون بإرتشافه في أكوابهم الزجاجية !
ماذا أهلوس حقا !
يشربون دما ، كم أنا مجنونة لإستسلام بهواجسي !
ربما هو نبيد أحمر أو عصير توت أو طماطم !
أشعر أنهم وحوش بأقنعة بشرية جميلة ! كم سيلائمهم لو شربوا دما بدلا من تلك الكؤوس الحمراء !
أراقب من بعيد .. تلك الأرض المفروشة بسجادات نسجت بخيوط من الذهب ، و ستائر حريرية يتماوج بنعومة ، حفلة كحفلات الأمراء الحقيقيين ، تفتنك بجمالها و بهائها ، و نسائهم .. كم هن ساحرات بتلك الفساتين السهرة ، شابات و كأن الزمن أوقفهم عن النضوج !
و كنّا نحن أيضا هنا ! مجموعة نساء عاريات ! غير نظيفات !
نقف فوق المسرح كتماثيل معروضات للبيع لعند هؤلاء الأمراء الراقيين ! بأقنعة الوحوش
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystery / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
