الألم و المتعة

117K 1.7K 108
                                        

إنهالت على وجهي بصفعة قوية أحدثت دويا أفقدني القدرة على النطق و تبعها ركلة في بطني ، ثم شدت شعري .. و الشرر يتطاير من عينيها المتجهمتان
بصقت في وجهي و هددتني !
كنت أرتجف بجسدي النحيل و أناملي المرتعشة ، ركضت و أنا أشهق باكية ، أصعد درجات السلم بصعوبة و كأن رجلاي جبت بهما أصقاع الحياة ، أحد ما أمسك دراعي !
إلتفت له .. إنه إيستيفن !
توقفت الكلمات في حلقي .. و أحتجت لثوان حتى ألملم شتات حروفي ..
صرخت في وجهه !
" أتركني .. أنا أكرهكم .. أكرهكم جميعا "
دفعته .. و صعدت السلم بعجل شديد .. ثم فتحت باب غرفتي بعنف غير مقصود من فتاة مجروحة ! و أرتميت بسريري أبكي بعنف و الدموع ينهمر مني كالشلال!
ثم أصابني حالة من الصمت المفرط يملؤها شهقات و آهات اليأس !
كم أنا مقهورة و بائسة !
حياتي أصبحت لا تطاق .. الساعات بالنسبة لي لا تعني سوى مزيد من الألم ، حتى الإبتسامة إختفت وراء هموم و تجاعيد أيامي البائسة !
تسير حياتي في وتيرة واحدة بلا أمل !! الحزن و الوحدة و الألم .. فقدت كل شيء في حياتي و رغم ذلك أظل عائشة ، لماذا ! لماذا أركض وراء السنين ! ترهقني و تتعبني ! ضاعت أملي !! و حريتي !! و كل ما يصنع معنى في حياتي ! و رغم ذلك لا أزال حية !
أصبحت مسجونة حتى في أنفاسي .. كل شيء تحول الى وجع ! الى قهر !! الى كآبة !!
لماذا أصبحت حياتي هكذا ؟! غريبة لا تطاق !
أحدهم يتغدى بدمي .. أظل حالة ضعف و إرهاق !
و أخرى تتلذذ في تعذيبي و تستمتع ببعثرتي ! تتباهى بقوتها أمامي ! أظل حالة قهر و ظلم !
جمعت نفسي و تكورت في زاية الجدار ! كم أحب أن أفعل ذلك عندما أشعر بعدم الأمان ، أحتضن نفسي و أواسيها ! أمسك بطني الموجوع و مشاعري الجريحة و أدفن رأسي بين أفخادي كطائر ينشد الأمان في كوخه !
كم أنا وحيدة !
الوحدة .. إنه المحق الذي يتربص في ممرات حياتي ، تعصف بحياتي المنهكة المكلولة !
تمنيت لو أن أحدهم يحتضنني بعنف دون أن يرى ملامح وجهي ، فقط يكون هادئا حتى أفرغ شحنات همومي ووحدتي ، ثم يسرح شعري و لا يسأل أبدا !
أحتاج الى شخص أبكي بعنف في صدره !
و لكن لا أحد ! أنا وحيدة في ظلام غرفتي ، أشكي همومي لنفسي لحالي !
الوحدة هي أقسى شعور يجلب الحزن و الكآبة !
و لكني حزمت مشاعري في قلبي !
أحد ما يدق بابي !
" من أنت ، أتركوني لوحدي أرجوكم ! "
" أنا هو يا مارية .. إنه إستيفن "
كان صوتي مبحوحا ، لربما بُح من كثرة البكاء و النياح !
" إستيفن اللعنة عليك أتركني "
و لكنه دفع الباب و دخل الغرفة من إذني .
أخفيت بسرعة ملامح وجهي المكتئب بين أفخادي !
و إقترب مني بخطواته الثقيلة ! أمسك ذراعي ..
إستيفن بصوته الهادئ " هيا .. دعني أرى وجهك "
قلت بغضب بصوتي الذي يظل مبحوحا " أتركني إستيفن ، أنا لا أحتاج الى شفقتك "
جلس بقربي و أحتضنني رغما عني ..
ضمني طويلا .. و بكيت دون أن أشعر ! بكيت في صدره بكاءا يقطع نياط القلوب ..
آه .. كم مضى زمن طويل على آخر مرة إحتضنني فيها أحد ؟! ليشعرني بالأمان !

شددت قميصه و بكيت حتى رفع رأسي .. و أمسك عنقي ليضع شفتيه على شفتاي !!
قبلني ببطئ و عفوية ، قبلني بدفئ ! أحسست بذوبان !

خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن