الأرض الملعونة

20.8K 688 31
                                    

هناك نداء يتصدر في كل مكان .. " تعالوا إلى الكنيسة .. مدو يدكم و أفتحوها ..تعالوا إلى المساجد .. تعالوا إلى الأماكن المقدسة و ستتنجون منها .. إفتحوا أبوابها و لا ترتجفوا .. أدفعوا أبوابها بقوة  و أدخلوا بأي قدميك تشاء .. 

دعك من الشياطين الذين يتزاوجون في الساحات و الطرقات .. أنجوا بنفسك من الفتن .. دعك من الدماء الذين على شفاههم و جلودهم .. دعك من كل ذلك و تقدم .. الى أماكن المقدسة .. المكان الآمن لك .. 

الطريق مظلمة موحلة .. الغابة مفزعة تترصد فيها الوحوش تتشمم بحثا عن رائحة الدم .. 

فمن لم تظفر به الوحوش وجدته الشياطين فيمتلكون روحك و غقلك .. أو يمتصوا دمك لتتركك مفزعا بلا دم في العروق .. 

أوصدوا أبواب الكنيسة .. في الخارج يتربص مصاص الدماء ينتظرون ضحايا بشرية 

في الشارع ألف رجال عراة مع ألف عاهرات يقدمون القرابين .. 

الطريق تعج بمن فقدوا السبيل فاستحالوا كالغيلان المواتشينين ! 

لا تذهبوا .. أوصدو الأبواب .. الحياة خطر داهم .. 

لو خرجت فلا تعد لأنهم سيلوثونك و لسوف تصير منهم .. 

... ... .. 

هنا .. إنطلق يوري مع أبناء أعمامه و الحراس.. يوصدون باب القلعة  بأسلاك شائكة  تمنع إجتياز الغيلان .. البشريون الذين  صاروا ضحايا لمصاص الدماء .. إنهم يفعلون هذه الأوانة ما يحلو لهم .. و عليهم أن يحموا أنفسهم إلى حين تعوذ الوضع إلى طبيعته أو ربما لن تعود .. 

مع كل هذا الخطر .. يوري لم ينسى مارية للحظة .. 

مع أن الخيانة هي أبشع ما يمكن أن نتعرض له  الإنسان في حياتنا ..و   يوري يدرك هذه الحقيقة إلا أنه لم يقدر على كراهيتها ربما السبب يعود بأنه كان يعرف هذه الحقيقة دائما .. الحقيقة أنها لا تحبه أو الأقل هذا ما يحسبه .. في اللحظة التي أقبلت عليه عارية .. كان يعرف ما تريد !

و مع ذلك سمح لها أن تستغله .. ربما شعوره بالذنب نحوها كان باعث ذلك !

خطر له بأنها بحاجة الى ثأر كهذا كيف تتعافى من حب إستفين ..و لكنه سرعان ما أدرك أنه كان مخطئا .. بعد أن رآها تواعده سرا في أحد المقاهي ..

هذا ما أخبرته إيسبيلا عندما إتصلت به .. لكنه لم يرد أن يصدقها

.و مضى الوقت و هو ملازم في صمته حتى يدعوها الى الكلام .. لكنها لم تتكلم .. و لم تخبره أنها إلتقت به .. بدأت الحقيقة تفصح عن شكوكها و تدلي بتهمتها ... و لم يشك في مرة واحدة أنها لا تزال تحبه

بل و تفانى في شكوكه حتى تجسم في مخيلته و هما عاريان يحتضنان بعضهما .. فأثار هذا في نفسه الغيرة .. و مع ذلك لم يسعه سوى أن يثق بها حتى إنهار كل شيء في للحظة ..

عندما سمعها بوضوح و هي تقول " لا أريد شيكا .. أريد كل أملاكك !

إقترب منهم خشية أن تخونه أذنيه .. و لكن إتضح كل شيئء عندما وجد في يدها شيكا لامعا ..

زاد به الحنق من هذه الخائنة التي تصر على معاملته كالأحمق ..

و أخد موقفه على إخراجها من حياته ..

لكن ها قد أقبل عليه ليلة أخرى ينام بذونها  .. و هو قلق عليها .. 

لقد مضت ثلاثة أسابيع  و هو يبحث عنها غير مصدقا تلك الرسالة .. رسالة وداع غير مبرر 

أكان من الأجدر أن تكتب رسالة إعتدار ,, 

يكاد يصدق بأنها هي من كتبت الرسالة ... 

.. .. .. .. 

كان يوري في غرفته نائما .. هانئا بنومه ..  حيث الجو ممطر في الخارج .. حدث زلزال أقعده من نومه عندما إقتحم عليه رجال ملثمين يجرون خلفهم ذيول طويلة 

..

و ثار يوري ..و تحول إلى ذئب هائج متسع الفم .. إلا أنه تلقى حقنة أردته على الأرض كجثة هامدة .. و أمسكوا ذراعيه يجرون خلفه .. إلى شاحنة سوداء ضخمة .. و هكذا باقي عائلة أكوادور إلا الخدم طبعا ..

ذبحوهم من نحورهم كالخراف ..و سال دمائهم كالنهر من الفجوة الدامعة التي صنعوها منذ ثانية ..

طبعا أنت لا تصدق تلك الشائعة التي تقول بأن مصاص الدماء يموت بوتد خشبي في قلبه .., الحقيقة هي أنهم يموتون مثلنا ..

ثم أشعلوا الحريق على القصر كما امرت ملكتهم .. 

*** 

يتبع 

خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن