إمرأة الورق

25.3K 792 62
                                        

أنا ألينا .. دعيني أجول لك بخواطري .. فاريك ما أنا و كيف كنت و هو طفلين عابثين لاهيين .. لا نكاد نفترق إلا ساعة نأوي إلى فراشنا ..

كنا أنا و استيفن جارين ..و شبنا في الحياة كالأخوة .. نلهو و نلعب و نرتاد نفس المدرسة ..

و أنتم تعلمون .. أن العائلات التي بينها مثل هذا التقارب و التحاب تحاول دائما أن تربط بين أبنائها بالزواج ..فتزوج أخي أخته .. و كنت أنتظر أيضا بدوري الذي سيجعله نصيبي ..

و هكذا نشأت في هذا الوهم و أنا أسمع من أمهاتنا و آبائنا أنه سيتزوجني عندما نكبر ..

أما هو فكان لا يكاد يقيم للمسألة وزنا .. و مرت السنون و مات والديي , فكان هو أول من يقف بجانبي و يساندني ..

و لست أدرك ما حل بنفسي وقتذاك .. فقط إعتراني ما يعتري كل فتاة عندما تتحول من طفلة الى إمرأة ..

هذا الصبي اللاهي العابث الذي كنت أعدو خلفه لأقدفه بالحصى و أغمره بالمياه و الذي كان يمسكني بين ذراعيه أو يجذبني من شعري فيلقي بي على الأرض ..و يجلس فوقي بيديه و ركبتيه ..ذون أن تتحرك له مشاعر ..

هذا الصبي الذي لم أك أرى فيه إلا وسيلة للهو و زميل لعب ..

أتدري كيف أصبحت أراه و هو يحضنني و يعزيني في فراق والديي .. يعطف بي و يغمرني بحنانه ..

و مرت الأيام و أنا أكافح حبي .. أحاول أن أخمده فلا يخمد .. حتى وقعت الواقعة ..

اليوم التي أتى بها أخي فتاة عربية من قبة بعيدة ..

لقد كانت إذا ما ضمت بمجلسنا .. لا يكاد هو يرفع عنها ببصره ..

كنت انصت إليه ..و كان ينصت إليها ..

كنت لا أحس إلا وجوده ..و كان لا يحس إلا وجودها ..

و عندما أشاد بحبه لها ..و تمت الخطبة و تحدد الزواج   بعد بضعة أسابيع

أي يأس عصف بنفسي وقتذاك ! تمنيت لها الموت ..

لم يكن يخطر ببالي قط أن أمنيتي الشريرة هذه يمكن أن يصبح حقيقة واقعة ..

كان النبأ مروعا ..و صدمني صدمة قاسية , رغم أنني كنت أعتبره أمنية عزيزة

فأندفعت أبكي في مرارة ...و أفقت من بكائي لأجده هو الآخر يبكي

فوسوس لي الشيطان بأن أستفيد من هذه الفرصة السانحة ..

حاولت أن أخفف من لوعه .. حتى وجدته في أحد الليالي مخمورا

الحقيقة أنه لن يستطيع أن ينجو من براثني .. و الحقيقة الأخرى أنه لم يرد أن ينجو مني ..

جمعتني و إياه حجرة واحدة .. فأستسلم سريعا أمام هجومي و أنهار مقاومته فرفع الراية البيضاء ..

خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن