تقابلوا بإرتباك أجساد تخفي أسرار خبيثة
لمح إمرأة مهملة بثوبها المنحسر..
توسدت لتو خسارت معركية ترك أثار على جسدها طري ..
و رجل يغتسل وجهه بقطرا ت العرق و يبخس أمامها ..
لا يخلوا من عينيه من نوايا الغش الذكوري ..
..
لمح آثار ما علق به من صفرة الدهشة ..
وقفا إلينا و إستيفن بوجهين حائرين ..
لمحا شاب غريب بإختلاف يجسده بين وجهه الطفولي و غلاظة جسده الضخم كالفيل المتنامي بكيانه ..
يلبس بنطال مرفوع و بزة قديمة باهتة و حداء صيفي مؤلف من نعل و ربطة إبهام ..
تحدث بخجل
" كنت أبحث مارية " ..
بصوته الجهير .. و قامته المديدة كالبرج و هو يحملقهم بحياء ..
تاهت نظراتهم على وجهه ..
هتفت إلينا " آه أنت ذلك الفتى الدي كان تحت شباكتي "
إبتسم بخجل يحك رأسه بلطف " أنا آسف .. لم أكن أريد مضايقتكم "
شد إستيفن دراع جيري بقوة .. يلوح في عينيه غضب ممزوج بالغيرة .. كقنابل موقوته تترامى في دمه
خاطبه بنغم عدائي ..
" و كيف تعرف مارية أيها الفتى "
تسائل جيري بماذا يهدي هذا الرجل ؟
دفع يده .. خاطبه " أنا فتى من دار الجنازة .. "
طامن إستيفن راْسه بخجل " أنا آسف "
إطمأن قليلا.. إستطرد " هيا بِنَا سآخدك في غرفتها " ..
ألقى نظرة خاطفة على إلينا .. مالت وجهها المتغضنة .. تخفي مشاعرها المختلجة في داخلها .. و قد تجمعت الغصة في حلقها ..
خرج استيفن غير مباليا بها .. و كان في حوزته أعذار تعفيه من الإحساس بالذنب
لأنها من عرضت له ما أيقظ صخب حواسه الذكورية التي تعودت الإستكانة بسهولة ..
فلماذا يهتم ما تشعر به لأنها هي التي فتحت له بجملة واحدة بوابة شهواته الجهنمية ..
أكان عرضها نابعا من طبيعتها و حبها الشديد لي ؟ أم حاجة الى إدعان للمتعة !؟ و كلا أمرين لم يهمه أكثر مما يهمه مارية .. هي إمرأة تضمر له متعة شاهقة .. و مارية إمرأة بريئة و رقيقة .. إمرأة لا تمل منها أظافره الفنية .. كأنها أنثى لكل الفرشاة ..
كان يعتريه رغبة ملحة في البكاء بخيانته لها و هو متجه نحو غرفتها مع جيري ..
نعم تلك كانت خيانته الأولى لإمرأة قد خانته في موتها ..
إجتازا الممر الطويل ..
إنعطفا أزقة ضيقة . ..
صعدا السلالم ..
.........
الحاشية ١: ..
كانت مارية ترقص على أنغام الماء الدافئة .. تحتضنها أوهام الشهوة من الخلف ..
متقدة في ذاكرتها لحطة إنقظاضها على رجلين شهيين كلبوة مفترسة ..
متقدة لحطة إنغراس أنيابها الحادة في أجسادهم المفعمة بروائح الفلاحي ..
طامنت رأسها بعجب و تركها تلك الرغبة شرسة مذهولة حائرة. .. لا تدري كيف غلب شهوة الدم حاجتها للحب و الحنان و الزواج !
قاطع أفكارها و تسؤلاتها المزدحمة دقات باب غرفتها ..
إنتفضت تحت الماء كالسمكة .. إرتبك جسدها .. ثمة إحساس يخبرها بأنه إستيفن ..😍😊 كم تأنس لدفئه و حنانه !
لحظات و تشعر أن الأمل يستأذن بالدخول الى حياتها ..
أسرعت نحو خزانتها .. سرت رعشة شوق و لهفة و هي تضع في جسدها ثوبا قصيرا و كأنها تهيئ لنفسها ليلة عشق وردي يتصارخ بألالحان ..
توجهت نحو الباب و دبيب اللهفة يتلاعب في داخلها ..
أمسكت مقبض الباب .. سحبتها ببطء.. تقبلت عينيها مع عينى إستيفن عندما رفعت رأسها.. و جدته يحاول أن يمسح دموعه .. حضنته بقوة ..
آه وجهه الرائق خمري اللون المملوءة بالشجن و الدموع .. أطرافه المعروقة يعبق منه رائحة غريبة .. رائحة عرق نسائي ..
سكتت خشية أن يخونها حواسها الأنوثة الهائجة ..
لم تنتبه لجيري الدي كان يقف خلفه .. و قد إعتدت وجهه غيمة دهشة .. لا يدري كيف تداعى لذهنه مباشرة بأنهما حبيبنا ..
و لكن لحظة ! ماذا كان يفعل إذن مع تلك الفتاة الطويلة ! قطع أنفاسه الصدمة ؟!
إعتدرت له بلطف .. بينما تغطي أعلى صدرها بالمنشفة خجولة !
" آسفة يا جيري لم ألاحظ بوجودك !"
لجلج لسانه بتوتر
" لا بأس .. أراك قد تحسنت بكثير " مبتلعا عنما يضمر له إستيفن من خيانات !
تكلمت بينما هي لاتزال في أحضان إستيفن " نعم لقد تحسنت .. سأعرفك بحبيبي إستيفن .. إنه رائع أليس كذلك !؟"
نظر إليهم كطفل تشنقه مفردات كامنة حبيسة في باطنه تأبى الخروج ! فضل أن يسكت ! من دخل فيما لا يعنيه لقي فيما لا يرضى ..!
رحبتهم في شرفة غرفتها .. يظل خلفها هدير أمواج البحر الهادئة .. و نسمة رمال الشاطئ ..
شرع جيري يديه في الهواء بعد أن وضع كتاب كبير أمامهم .. يستنشق عبق البحر ..
خاطبته مارية بإهتمام " كيف حالك يا جيري ؟! آسفة لم أستطع إنتظارك "
إستطردت " و لكن لا داعي بأن تقلق علي بعد الآن .. لم أعد أشعر بالعطش "
أردف إستيفن " مارية ماذا تقصد .. هل كنت عطشة للدم "
علا في وجهها الشحوب .. و قبل أن تقول له الحقيقة و ربما كان من الأفضل أن لا تخبره لأنه لن ينظر إليها كفتاة بريئة .. بعد أن أخدت روح رجلين من قارعة الطريق! و تستلذ بذكريات جرائمها و لقسوتها تريد أن تحتفظ بتفاصيله بدلا من ان تشعر بالذنب و كأنها إستثمارات عاطفية و لحظات حميمة جميلة ..
قاطعها جيري .." نعم كانت . . و تمكننا أن نسيطر عطشها بواسطة بعد الدماء الدي كنّا نختزنها في الثلاجة " و قد إمتقع وجهه بفعل الكدبة التي أطلقها لسانه متدكرا بأنه شريكها في الجريمة ..
إبتلعت مارية كلماتها . .. و هي تلوح إليهم بحزن .. ينفطر قلبها الواجفة. بسبب هذا الكذب الدي يعصف أوراق صفراء على إيمانها بالصدق و الوفاء .. يتلاعب بها روحها
كيف قدرت أن تكدب على وجه حبيبها إستيفن .. لا تستطيع إجتياز تأنيب الضمير الدي يداهمها .. لو فقط عرفت أنه يكذب عليها أيضا بخيانته مثل ما سكتت و لوحت رأسها بأكاذيب جيري .. لارتاحت كثيرا .. فهو ليس مهما كما تظن أكثر من أهمية رغباتها المرتعشة نحو دماء الفلاحين الأقوياء ..
واجهته بوجهها النحيل .. و لم يتنام الى سمعها سوى صوت جيري و هو يشرح لإستيفن ..
لمحت على كاتب كبير .. كان مألوفا بالنسبة لها .. جره الى ذكريات قديمة .. في مكتبة والدها .. كان لديها كتاب مثله ! إن منظره لا ينسى .. فهو محاط بغلافه الجلدي بعض أحرف كبيرة بلون ذهبي !
إنبثق للحظة جانبها الفضولي ..و سألته " ما هذا الكتاب يا جيري ؟!"
إقتضب جبينه و رد بحزن
" ترك لي أبي قبل إن يرحل مع عائلته .. و قال لي أن أقرأ هذا الكتاب لأنني بواسطتها سأعرف مستقبل هذه الجزيرة "
إنفجرت مارية بضحكات عالية صدد أرجاء الغرفة و أعقبها سخرية إستيفن
" حقا ! هل نستطيع أن نعرف عن مستقبلنا أنا وحبيبتي !"
شعر جيري بإحراج .. ووضع الكتاب جانبا .. بدا الجدية واضحا على قسمات وجهه و أردف بصوت رصينة
" دعنا من هذا الكتاب .. فهناك أمر أهم من ذلك "
أخرج ورقة من جيبه .. و تابع " لا بد أن نبحث هذه الكريستال بأسرع وقت ونضع في رقبتك قبل أن تتحول "
إنبثق من عيني مارية ما يشبه صراخ
" أتحول .. الى ماذا سأتحول ! أنا أشعر بالخير الآن .. أفضل حالا من قبل "
إختطف إستيفن الورقة من يد جيري ..
هتف إستيفن " آه .. أعرف أين يكون هده الكريستال .. "
لمحت مارية الورقة .. لهجت نفسا كثيفا .. و أستطرد ت " أجل .. إنني رأيته مرة في جانب الآخر من القصر"
إعتلى في وجه إستيفن غيمة من الغضب .. و أردف " لن تذهبي الى ذلك المكان .. و خاصة أن يوري ..
سكت هنيهة و قبل أن يكمل جملته قاطعته مارية بقلق :
" ماذا حدث ليوري .. ماذا حدث له ؟!"
نسيت لوهلة ما سبب لها يوري ..
أغاظ سؤالها إستيفن .. لوح عليها بعينان مزدريتان " اللعنة .. تبدوا خائفة و قلقة عليه رغم كل ما سبب لك!"
أكمل جملته " صار من الراقدين يا مارية .."
راحت تلتفت الزوايا بعينين زائغتين .. تنفخ أنفاسا حارة متقاطعة .. تنتفض كالمجنونة
" هل مات ! هل تعني أنه مات ! ذاك المجنون ماذا فعل بنفسه ... "
إنتصب إستيفن بقامته الطويلة ..
نظراته ثاقبة أكثر حدة ..
ملامحه صارمة ..
شفتاه المرتجفتين الورديتان يعلوهما غضب مشوبة بغيرة لم يعرفه من حياته ..
أمسك يديها بقوة ..
سحبها من جلستها ..
مشى بخطوات سريعة يجر خلفها و لسانها يتلجلج بتوتر ..
" إستيفن .. مابك ! الى أين تأخذني ! أترك يدي ! "
....
يتبع
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mistero / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
