خرجت من الغرفة .. أحتفظ في ذاكرة هذه الليلة بكل تفاصيله .. و لم أنظر إلى ورائي
فالحب ليس من ضمن أولوياتي ..
كان ينقصني إنتقام مثل هذا كي أتعافى من الضعف .. لقد تفتح شهيتي لمزيد من الإنتقام .. و غدوت إمرأة جديدة في كل جشعها و إغرائها ..
إستيقظت في أول النهار كما إعتدت أن أستيقظ في هذا الوقت كل صباح بلا منبه أو غيره
لقد غيرني العبودية التي تلقنتها فتواظب على إيقاظي كأنه عقرب ساعة ..
هي العادة التي صاحبتني منذ أول عهدي في هذا القصر اللعين .. أن أستيقظ باكرا لأنتظر حين صحوتهم من نومهم فأقوم بخدمتهم حتى يتسربوا ..و قد واظبت عليها منذ زمن بهمة لا يعتريها الكلال ..
إتجهت إلى المرآة ..و مسحت براحتي على صفحة وجهي أزيل عنها أثار النوم و ما علق بي ثم خرجت أتلمس طريقي على هدى عمود الدرج نحو الطابق السفلي ..و فيها الى دهاليز المطبق ..غير أنني أعلنت هذا المرة نوعا من التمرد على روتيني ..
إتجهت صوب باب الصالون الكبير .. ففتحته على مصارعيه ..ألقي في أركانها نظرات متفصحة .. بفنائه أرضيته النحاسية القوراء ..و طابقيه و حجراته الواسعة العالية الأسقف ..
و في بهرة الحلقة مائدة طويلة و عريضة ..مغطاة بسيجادة مختلفة النقوش و الألوان ..تتدلى فوقها مصابيح لؤلؤية ذات عمود خشبي كبير ..
حلق بي حيث لم أصل يوما بحلمي ..و أنا التي إنحرمت من كل شيء حتى من الشعور بالراحة أو أنعم ببعض الهدوء..
لا أدري كيف إنبثق في ذهني خاطر رهيب ..
جلست في المائدة بلا تردد .. إخترت مكاني بين أحد الكراسي الخشبية اللامعة ..في مكان التي واظبت عليها إيسبيلا ربع قرن من الزمان ..
وحده الثأر كان يعنيني ..يوم قررت إعتلاء منصة سيدة القصر .. و كان نيران ثورتي كبركان هائج ..
سرعان ما وجدت نفسي مع الجمع الطيب في المائدة ..فما كان لهم إلا أن يتفحصوني بنظرات الإستغراب .. ثم جاءت العجوزة لاري بحنقها
وقالت لي بصوتها المرتعش في لهجة حازمة
- بأي جرأة تجلسين في مكان سيدتك !
و يتناهى صوت جهوري من خلفها جعلها ترتعد
- هل لديك مشكلة معها !
يظهر يوري و ترتبك العجوزة لاري و هي تهددني بالقيام فورا حتى لا يوبخها يوري
ثم قالت
- آسفة يا سيدي .. سأجعلها تنذم و لن تعيد
قاطعها
- دعيها , يمكنك أن تذهبي الى عملك !
و هرعت العجوز الى دهاليز المطبق مستغربة .. و لم يكن غريبا بعد ما حدث ليلة البارحة أن يدافعني ثم يضمي فجأة ليضع قبلة على جبيني ثم يقول لي و بكثير من الرقة التي على وجهه ..
![](https://img.wattpad.com/cover/51037733-288-k580701.jpg)
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystery / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...