في اللحظة التالية ..أفقت في تلك القعلة .. و لكن بجسدي هذه المرة .. تكورت على نفسي و أخدت أرمق عيوني .. هنا و هنا
وجدت نفسي في قاعة متسعة يكسوها الظلام و البرودة ..جال بصري في القاعة التي يتسلل إليها ضوء شاحب عبر نوافذ عالية مغلقة .. لأرى .. أمامي الكثير من الضحايا المعلقين على الخوازيق يتألمون ..هيري مازال معلقا في مكانه ..
و لم أملك إلا أن أطلق صرخة رهيبة من هول المشهد الذي أراه .. أغمض عيني و جسدي يرتعش ..و ظللت أطلق الصرخات و الدموع تنهمر من عينيّ .. إنني الموت الآن .. أتمنى الموت لكي لا أراى بشاعة ما أشاهده الآن ..
هدأت صرخاتي قليلا و تحول إلى بكاء خافت ..
و على الرغم من صدمتي قمت أجول بين خوازيق أبحث يوري ..
و فجأة توهجت أمامي في الظلام عينان قرمزيتان ..و عرفت أنها هي ..و لم أعرف ما علي فعله لأستعد .. فقط أدرك أنني لا أريدهم أن يعلقون في الخازوق ..أو يقتلون ..
" شكرا لكي لمساعدتي على الرجوع في الحياة مرة أخرى .. لن أنسى لك الجميل ..و سأتذكرك دائما بعد رحيلك "
" رحيلي !؟
" نعم .. رحيلك ..و لكن لن ترحلين وحدك .. سيرافقك حفيدي إلى العالم الآخر !
أرجوا أن لا أكون فظة لكني أنصحك بأن أقتله أولا حتى ترحيلن بقلب مطمئن و أنتي تعلمين بأن لاشيء يربطك في هذا العالم !
قالت مارية بصوت خرجت كلماته متقطعة
" أتعني يوري !
" أخرجوه إلى هنا ! "
دفعوه إلى القاعة ممزق الثياب و الدم يسيل من فمه .. يلعن و يبصق ..يطلق مزيدا من السباب البدئ ..و ما أن لمحني حتى بدأ يرتعش بجنون ..و قد تحولت لسانه خشبة في بلعومه .. فلم يستطع النطق ..
أحسست قلبي يتوقف رويدا ..رويدا ..
في تلك اللحظة كان يوري قد بدأ يخرف بالكلام ..
" ما .. مارية .. لا ... لا ..
ثم هاج و صاح بجنون
" دعوها .. أتركوها و شأنها .. لا .. أيها الوحوش .. أيها القتلة الملعونين .. أتركوها .. إياك أن تقتربوا منها ..
أما أنا فكنت كامنومة مغناطيسيا .. لحظتها فقط تحول خوفي إلى ذعر حقيقي
لا أملك معطم إرادتي .. فلم أكن أفعل شيئا سوى أن أراقب و كأنني أرى شريطا سينمائيا ..و قد تحول عيناي إلى بياض ..
ضحكت المرأة بصوت عالٍ، ضحكة ملؤها السخرية، بينما كانت تتلذذ بمشاهدة يوري يتلوى في مكانه. "هل تعرفين، مارية؟ هل أخبركِ يوري ما فعله بأخيكِ؟" قالتها وهي تنظر إليّ بنظرة متلذذة، وكأنها تنتظر لحظة انكساري.
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Mystère / Thriller.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...
