لم تكن إيسبيلا من النوع الذي يفضي أحزانهم لإمهاتهم و لكن هذه المرة إستعصى عليها التكتم .. فباحت لها و جعلت الأم تسكن خاطرها بما وسعها من حلو الكلام ..
" ما هي إلا عاصفة و تمر يا إبنتي ..أبوك كان رجلا شهوانيا كالخنازير .. و هذا ينطبق أيضا على زوجك .. و كل الرجال مثل بعض .. إنتظري سوف يمل منها أخيرا ليعود لاهثا إليك كما يفعل أبوك في كل مرة !
إستثار هذا الكلام في نفس إيسبيلا بعض الإشمئزاز .. فهي لا تريد أن تعرف ما يدور بين والديها .. إلا أن أمها لم تتوقف عن الحديث .. و ظلت تتكلم حتى وصلت في نقطة لم تستطع إيسبيلا أن تسمع أكثر ..
بسبب هذا ما جعلها كتومة مع أسرارها و مشاكلها أكثر من لازم ..
و خرجت بعض أن إعتذرت لأمها .. ثم إن هناك مشاكل أهم من مشاكلها مع زوجها في هذا الوقت .. فما حدث مع مارية في الفترة الأخيرة جعلها تنكث وعدها للمجلس ..
الأمور تفاخمت حتى وصلت المشكلة الى الحاكم ..و ستشهد الإجتماع القادم إستقبال حشد من رؤساء العالم السفلي المذعورين ..
بشكل ما تدرك أن كل شيء لن ينتهي بخير .. فهناك من يسرب معلوماتهم الى الخارج ..هناك من يعرف خططهم ! هناك من يتجسسهم ..
هي تدرك كوزيرة تنظيم الشؤون الداخلية بأنها يجب أن تتحرك فورا ..ليس هناك وقت للتضييع بمشاكلها الخاص ..عليها أن تتصرف بحكمة و تنفد خطتها ذون أن تثير أي شك .. عليها أن تخرج مارية من هناك .. سوف يحتاجون دمها قريبا !
و عادت الى قصر ..
وجدتها و قد تحولت لحمل وديع و كأنها تخطط لفكرة شيطانية ..
عندما عدنا من السوق ..كانت هناك لإستقبالنا بحفاوة .. لم أستطع أن أصدق ..
وجدت يوري مترددا .. و لكنها لم تعطيه فرصة ليفكر بثانية واحدة ..إنفعت نحوه لإحتضانه ..ووقف عاجزا .. ينظر إلى بتردد المختلج في داخله و هو يحمل أكياسي بين يديه ..
و بالرغم أنهما زوجين ثمة إحساس يخبرني بأنها ليس لديها حق بإحتضانه !
ثمة إحساس يخبرني بأنه لي !
لا أدري لم كنت أشعر بغيرة عارمة .. لا أدري لماذا كنت أتألم !
لا أدري كيف نظر إلي و كأنه يعرف شعوري !
إنسحبت من المكان .. بشعوري المباغت في داخلي !
كنت كمن يحمل قلبه بين يديه ..
أرتجف .. أرتعش .. أكاد أبكي !
ثم لا أدري ما حدث ...
كان أمامي .. لاهثا و بدا أنه ركض خلفي بعد أن أزاح دراعيها من كتفيه بصمت ..
هي تدرك أنه كان خلفي .. تدرك بألم و لكنها آثرت الصمت الآن .. الفرصة لم تأت بعد !
أنت تقرأ
خادمتي اللذيذة ( غموض/رومانسي)
Misterio / Suspenso.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان .. و أقول لنفسي أحبه ! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها...