الفصل الأول

2.7K 61 1
                                    



دخل سالم الغندور حجرة حفيدته غنا ليطمئن على عروسته , و يستعجلها لكتب الكتاب , بمجرد دخوله بهر بجمال تلك الحورية الجميلة ..

- ما شاء الله ما هذا الجمال , سيغار منك القمر هكذا .

ابتسمت له ابتسامة مصطنعة باهتة , ولم تعقب , لكن لفت انتباهه عدم ارتدائها فستان زفاف بالمفهوم المعتاد , فكان منسدل عليها لكنها كانت فاتنة , مبهرة , فسأل المزينة :...

- لماذا لم تجعليها ترتدي الفستان الذي اشتريته لها .

أجابته بعملية : ..

- إنها رغبتها سيدي .

اقترب منها , ونظر لعينيها بعمق و قال : ..

- لماذا حبيبتي ؟ ألن تريحني ؟!

- جدي ! يفقد الشيء بريقه إذا استخدم للمرة الثانية .

- ألن تغيري رأيك أبدا غنا !

- جدي ! لقد أصبح ذلك الأمر مثيرًا للشفقة و السخرية على حدٍ سواء .

- لست أول امرأة تعود لبيت أهلها مطلقة !

ارتجف جسدها لتلك الكلمة المثيرة للتقزز فقالت : ..

- أرجوك لا تذكر الأمر أمامي , فهو كسكين بارد تنغرز بقلبي .

أشفق على حبيبة قلبه ابنة ابنه الوحيد الذي قتل منذ خمس عشر عامًا , لكنها تابعت كالمنومة : ..

- حمدا لله أن الكدمة الكبيرة جوار أنفي أخفتها خبيرة التجميل .

قالتها و هي تتلمس موضع تلك الكدمة التي لم تختفِ بشكل كامل منذ 3 شهور .

- حبيبتي حان موعد كتب الكتاب .

ارتجف جسدها بقوة فور ذكر تلك الكلمة , فلاحظ ذلك جدها فحاول تهدئتها , وضمها إليه , و مسح على رأسها , لكنها لم تسكن في أحضانه , فقالت بصوت متقطع : ...

- هـ .. هـ ..هل و ..صـ...ل المأذون .

أومأ برأسه إيجابًا و قال : ...

-نعم ! هيا لترَ عريسك .

-أنت من رتبت كل هذا الزفاف بمفردك , و لتكمله وحدك جدي .

- إنها مصلحتك يا غنا .

دمعت عيناها و قالت بصوت متهدج : ..

- لا تقولها أمامي مرة أخرى , فقد قلت الجملة ذاتها منذ 3 سنوات , فاستعدت مقتل والدي و أختي .

- ثقي في تلك المرة فقط يا عزيزتي .

- لا , لا أستطيع .

بدا و كأنه لا يستمع لها بل أخبرها بأنه ذاهب لإتمام عقد الزواج , و قريبا سيأتي الشاهدان وهو يرجو أن توافق بسرعة و ألا تتعبه أكثر من ذلك , فهوت على أقرب أريكة لتبكي , فقالت المزينة : ...

- سيدة غنا سيفسد مكياجك .

ثم وضعت يدها على كتفها جوار رأسها , فتأوهت بألم , فتعجبت المزينة : ..

- آسفة !!! لكن هل ألمتك لتك الدرجة .

لم ترد عليها لكنها نظرت للفراغ بألم جم ...

.....................................

في القاهرة ,,,

وقفت رباب ذات 30 عامًا أمام المرآه منزلها , بدهشة من هيأتها الجديدة محدثة نفسها : ...

- أهذه أنتِ رباب ..

- نعم هي أنتِ لكن عاد بكِ الزمن ثمانٍ سنوات , عودتِ ملكة جمال الجامعة و محطمة القلوب , من يتمناها كل شباب الجامعة , فتبخل عليهم حتى بإلقاء السلام ..

- لكن ماذا سيقول عندما يراني وائل هكذا , أعتقد أنه لن يعرفني بهذا المظهر !

- و هذا هو المطلوب رباب , ألم تتعبي من تلقي أخباره مع صديقاته .

- ليفعل ما يريد , كرامتي تنهار .

- و أين كانت كرامتك التي تدعيها و هو يتركك كل ليلة و يذهب إلي...

- توقفي أرجوكِ .

- أنتِ لم تخدعيه , أنتِ فقط تعودين رباب الذي يعرفها , الذي كان يسعى خلفها بلا كلل .. و بعد أن أصبحت أم لطفلين ..

- صار يكره قربها ..

- كلا , بل نسى ..

- و أين كبريائي , بل قولي أين هو من كل هذا لم يعد يفكر فيّ البته صرت مصدر إزعاج و إحراج له , بعد أن كان يفكر كيف السبيل إلي رضايّ .

بدأت تدمع عيناها , فأكمل عقلها حديثه بقوة : ...

- كل ما في الأمر أنكِ تذكرتي رباب الطبيبة و رباب الأم و نسيتِ رباب الزوجة الفاتنة .

- أما هو تذكر فقط وائل الزوج .

- بل الرجل عزيزتي ..

- نعم ! الرجل اللعوب الذي سلمت نفسي له و أصبحت أم أولاده .

- لأخر مرة سأذكرك أنتِ جميلة بالفعل لكنكِ أهملتِ نفسك , انظري للمعان عينيكِ السوداء التي أخفيتها خلف تلك النظارة التي لم تكوني تحتاجينها يومًا , أما عن شعرك الأسود الخلاب الذي أهملته أنتِ تقريبًا نسيتِ أن الحجاب لخارج المنزل فقط و ليس داخله أيضًا , أين ضحكتك الرنانة التي تأسر كل من يستمع لها , تذكرتي أنك من يخفف ألام المرضى لكنكِ نسيتِ أن ترسمي بسمة على شفاهك , أن تمنحيهم السعادة , لا أن يعطوكِ هم المرض و الكأبة ماذا حدث لكِ رباب .

- لكن ماذا سأكسب في النهاية .

- ستكسبين الرضا , سيعود كالخاتم بإصبعك , يعود نادما طالبا الغفران .

- و هل هذا سهل هكذا أن أنسى كرمتي التي أهدرها و هو يجرى خلف النساء لا تجعلني أستخدم كلمة أقذر من هذه فقد حاولت تهذيبها ..

- حتى و لو حاولتِ لن تستطيعِ فمثلك لا يستطيع لسانها التطاول , لكنك لا تضعفِ ستفوزين في تلك الحرب كلها , و ليس جولة واحدة ولن تعودي أبدًا له قبل يعرف قيمتك ويتذكر بمن تزوج , و يُقطع ذليه نهائيا و يستجدي رضاكِ عزيزتي ..

- و رضا الله قبلا ..

- بالطبع ..

- سأقبل , وسأحارب الآن .

- هذا هو ماأردت سماعه 

عما قريب سأصرخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن