دخل سالم الغندور حجرة حفيدته غنا ليطمئن على عروسته , و يستعجلها لكتب الكتاب , بمجرد دخوله بهر بجمال تلك الحورية الجميلة ..
- ما شاء الله ما هذا الجمال , سيغار منك القمر هكذا .
ابتسمت له ابتسامة مصطنعة باهتة , ولم تعقب , لكن لفت انتباهه عدم ارتدائها فستان زفاف بالمفهوم المعتاد , فكان منسدل عليها لكنها كانت فاتنة , مبهرة , فسأل المزينة :...
- لماذا لم تجعليها ترتدي الفستان الذي اشتريته لها .
أجابته بعملية : ..
- إنها رغبتها سيدي .
اقترب منها , ونظر لعينيها بعمق و قال : ..
- لماذا حبيبتي ؟ ألن تريحني ؟!
- جدي ! يفقد الشيء بريقه إذا استخدم للمرة الثانية .
- ألن تغيري رأيك أبدا غنا !
- جدي ! لقد أصبح ذلك الأمر مثيرًا للشفقة و السخرية على حدٍ سواء .
- لست أول امرأة تعود لبيت أهلها مطلقة !
ارتجف جسدها لتلك الكلمة المثيرة للتقزز فقالت : ..
- أرجوك لا تذكر الأمر أمامي , فهو كسكين بارد تنغرز بقلبي .
أشفق على حبيبة قلبه ابنة ابنه الوحيد الذي قتل منذ خمس عشر عامًا , لكنها تابعت كالمنومة : ..
- حمدا لله أن الكدمة الكبيرة جوار أنفي أخفتها خبيرة التجميل .
قالتها و هي تتلمس موضع تلك الكدمة التي لم تختفِ بشكل كامل منذ 3 شهور .
- حبيبتي حان موعد كتب الكتاب .
ارتجف جسدها بقوة فور ذكر تلك الكلمة , فلاحظ ذلك جدها فحاول تهدئتها , وضمها إليه , و مسح على رأسها , لكنها لم تسكن في أحضانه , فقالت بصوت متقطع : ...
- هـ .. هـ ..هل و ..صـ...ل المأذون .
أومأ برأسه إيجابًا و قال : ...
-نعم ! هيا لترَ عريسك .
-أنت من رتبت كل هذا الزفاف بمفردك , و لتكمله وحدك جدي .
- إنها مصلحتك يا غنا .
دمعت عيناها و قالت بصوت متهدج : ..
- لا تقولها أمامي مرة أخرى , فقد قلت الجملة ذاتها منذ 3 سنوات , فاستعدت مقتل والدي و أختي .
- ثقي في تلك المرة فقط يا عزيزتي .
- لا , لا أستطيع .
بدا و كأنه لا يستمع لها بل أخبرها بأنه ذاهب لإتمام عقد الزواج , و قريبا سيأتي الشاهدان وهو يرجو أن توافق بسرعة و ألا تتعبه أكثر من ذلك , فهوت على أقرب أريكة لتبكي , فقالت المزينة : ...
- سيدة غنا سيفسد مكياجك .
ثم وضعت يدها على كتفها جوار رأسها , فتأوهت بألم , فتعجبت المزينة : ..
- آسفة !!! لكن هل ألمتك لتك الدرجة .
لم ترد عليها لكنها نظرت للفراغ بألم جم ...
.....................................
في القاهرة ,,,
وقفت رباب ذات 30 عامًا أمام المرآه منزلها , بدهشة من هيأتها الجديدة محدثة نفسها : ...
- أهذه أنتِ رباب ..
- نعم هي أنتِ لكن عاد بكِ الزمن ثمانٍ سنوات , عودتِ ملكة جمال الجامعة و محطمة القلوب , من يتمناها كل شباب الجامعة , فتبخل عليهم حتى بإلقاء السلام ..
- لكن ماذا سيقول عندما يراني وائل هكذا , أعتقد أنه لن يعرفني بهذا المظهر !
- و هذا هو المطلوب رباب , ألم تتعبي من تلقي أخباره مع صديقاته .
- ليفعل ما يريد , كرامتي تنهار .
- و أين كانت كرامتك التي تدعيها و هو يتركك كل ليلة و يذهب إلي...
- توقفي أرجوكِ .
- أنتِ لم تخدعيه , أنتِ فقط تعودين رباب الذي يعرفها , الذي كان يسعى خلفها بلا كلل .. و بعد أن أصبحت أم لطفلين ..
- صار يكره قربها ..
- كلا , بل نسى ..
- و أين كبريائي , بل قولي أين هو من كل هذا لم يعد يفكر فيّ البته صرت مصدر إزعاج و إحراج له , بعد أن كان يفكر كيف السبيل إلي رضايّ .
بدأت تدمع عيناها , فأكمل عقلها حديثه بقوة : ...
- كل ما في الأمر أنكِ تذكرتي رباب الطبيبة و رباب الأم و نسيتِ رباب الزوجة الفاتنة .
- أما هو تذكر فقط وائل الزوج .
- بل الرجل عزيزتي ..
- نعم ! الرجل اللعوب الذي سلمت نفسي له و أصبحت أم أولاده .
- لأخر مرة سأذكرك أنتِ جميلة بالفعل لكنكِ أهملتِ نفسك , انظري للمعان عينيكِ السوداء التي أخفيتها خلف تلك النظارة التي لم تكوني تحتاجينها يومًا , أما عن شعرك الأسود الخلاب الذي أهملته أنتِ تقريبًا نسيتِ أن الحجاب لخارج المنزل فقط و ليس داخله أيضًا , أين ضحكتك الرنانة التي تأسر كل من يستمع لها , تذكرتي أنك من يخفف ألام المرضى لكنكِ نسيتِ أن ترسمي بسمة على شفاهك , أن تمنحيهم السعادة , لا أن يعطوكِ هم المرض و الكأبة ماذا حدث لكِ رباب .
- لكن ماذا سأكسب في النهاية .
- ستكسبين الرضا , سيعود كالخاتم بإصبعك , يعود نادما طالبا الغفران .
- و هل هذا سهل هكذا أن أنسى كرمتي التي أهدرها و هو يجرى خلف النساء لا تجعلني أستخدم كلمة أقذر من هذه فقد حاولت تهذيبها ..
- حتى و لو حاولتِ لن تستطيعِ فمثلك لا يستطيع لسانها التطاول , لكنك لا تضعفِ ستفوزين في تلك الحرب كلها , و ليس جولة واحدة ولن تعودي أبدًا له قبل يعرف قيمتك ويتذكر بمن تزوج , و يُقطع ذليه نهائيا و يستجدي رضاكِ عزيزتي ..
- و رضا الله قبلا ..
- بالطبع ..
- سأقبل , وسأحارب الآن .
- هذا هو ماأردت سماعه
أنت تقرأ
عما قريب سأصرخ
General Fiction#عما_قريب_سأصرخ رواية درامية اجتماعية اقتباس - أسف لتطفلي بما أنك رتبت كل شيء مع عائلة الغندور ولم تلقى بالا بإخباري سوى الآن , فهل يحق لها أن ترى صورتي , وأنا لم أرها حتى .. - لا تقلق بذلك الشأن فستراها الآن , وتتمني ألا يراها أحدُ غيرك .. هتف مر...