الفصل الثالث
امتعض وجهها بشدة , فقال معتذرا :
- رباب أنا لا أقصد , فقط من تعملن في شركتي .
- لا بأس ! إنه شأنك , لا دخل لي في الأمر .. على الأرجح كنت أود إخبارك إني على وشك الخروج مع صديقاتي للعشاء.
- تخرجين في مثل هذا الوقت ! رباب هل جننتِ .
- ما الخطب ؟! أعتقد أنك لا تعود قبل الثانية بعد منتصف الليل !
- لا تقارني نفسكِ بي رباب ! أنتِ امرأة و أنا رجل !
- و ماذا هل لا يحق لي أن أتنسم بعض الهواء العليل أم يجب على أن أموت خنيقة هنا .
- رباب لا أريد نقاش ...
- فأنت الرجل .
- بالطبع !
- هل تعلم لم أعد أريد الخروج ليس بسبب كلماتك أو معتقدتك الغريبة في القرن الواحد و العشرين , لكن ذلك النقاش العقيم قد أفسد مزاجي .
- رباب ! عن أي معتقدات تتحدثين , تلك هي تقاليد هذا العالم و المجتمع الذي تعيشين فيه يا دكتورة .
- أعلم معتقدات مجتمعك الذي تبيح للرجل كل شيء , أما المرأة هامش غير موجود .
-لو كان ذلك لم سمحت لك بالعمل سيدتي !
-فعلا هذا كرم منك !! هل كنت تعتقد يوما أني سأسمح لك بالتدخل في عملي , أم هل يجب عليّ أن أعيش فقد خادمة في منزلك سيد وائل !
ثم نهضت من جواره غاضبة _ بالطبع رباب لم تكن لتخرج في مثل ذلك الوقت و لكنه افتعلت هذا الحوار لكي لا تكون استسلمت له , فعليها الفوز في تلك الجولة بل الحرب أكملها و لن تجعله يأسرها كما كان يفعل من قبل , كما أنها كانت تريد أن تثير له تلك القضية , فهو لم يفكر قط أن لزوجته حقوق , و ليست منن منه أو إحسان ... أما هو علم أنه قد أغضبها كما أنها تبدو فاتنة جدًا اليوم , و هو لا يريد أن يضيع تلك الليلة سدى ..
- رباب عزيزتي ! أنتِ تجادلين على أشياء تافة اليوم !
- لا أعتقد أن تلك أمور تافه , أم أنا كلي تافهة بالنسبة لك.
- من قال ذلك ...
بدا صوته هامسا و هو يقترب منها ليقبل خديها برقة , فقالت بحذر فهي تدرك خطوته القادمة , وذلك ما لا تريده , فهكذا ستكون خسرت , فقالت محاولة الابتعاد : ..
- وائل ! نحن نتحدث في أمر أهم !
- لا أعتقد أن هناك أهم من الأمر الذي أريدك فيه ..
- وائل !
كان ليقبل شفتيها لولا أن صدح رنين هاتفها , فحمدت الله سرًا أنه أنقذها من تلك النتيجة التي لم تكن لتقبلها , فهي لا تستطيع مهما حاولت مقاومته ؛ لأنها للأسف تحبه , وتكره ضعفها أمامه ..... اقتربت من الهاتف بينما زمجر هو ضيقا , كانت مساعدتها و هي نهى طبيبة أصغر منها سنًا تعمل في فريقها بمشفى خاص له عدة فروع , وتعد رباب أمهر الأطباء فيه , لذلك قد يتم استدعائها للحالات المستعصية في الفروع الأخرى , تحدثت في البداية برقة , إلي أن على صوتها و هي تقول هاتفه : ..
أنت تقرأ
عما قريب سأصرخ
General Fiction#عما_قريب_سأصرخ رواية درامية اجتماعية اقتباس - أسف لتطفلي بما أنك رتبت كل شيء مع عائلة الغندور ولم تلقى بالا بإخباري سوى الآن , فهل يحق لها أن ترى صورتي , وأنا لم أرها حتى .. - لا تقلق بذلك الشأن فستراها الآن , وتتمني ألا يراها أحدُ غيرك .. هتف مر...