الفصل الرابع و العشرون
فجأة وجدت عاصم يقترب منها بسرعة , ثم جذبها من ذراعها فاصطدمت بصدره , كان يحاول التقاط أنفاسه بينما هي تنظر له كالبلهاء تماما ....
فجأة تحولت نظراته للعصبية و هو يهتف فيها : ..
-ألا تستطيعي أن تنتبهي أبدًا ..
فجأة انتبهت إلي الموقف كاملا , فهي كانت على وشك الاصطدام بأحدهم , فقال الأخير مبتسما : ..
-لا مشكلة .. كنت سأتفاداها لا تقلق !!
ثم القى التحية و غادر و هو يعبث بشعره , رمق عاصم نهي بنظرة مغتاظة و توجه إلي مكتب الاستقبال و سارت هي خلفه و هي تزم فاهها بضيق ...
سمعا تهامس الموظفات : ..
-هل رأيتِ ذلك الضيف !!
-ذلك الوسيم الذي يخرج الآن من المشفى !!
-نعم الذي كان سيصطدم بدكتورة نهي ..
- ماذا به ؟
-هل تعلمين ممن هو متزوج !!
-هل هو متزوج ... خسارة إنه وسيم !!
-الصدمة عندما تعرفين أن هذا هو زوج الدكتورة رباب المخيفة !
-تمزحين ........... مستحيل !!
بمجرد أن سمعت نهي حديثهم حتى نظرت خلفها تلتمس ظل ذلك الشخص ... هل ذاك هو وائل التي تسمع عنه !!
بينما أبدى عاصم عدم الاهتمام و انصرف إلي وجهته ...
...........................
في مكتب مدير المشفى ,,,
ازدرت رباب ريقها بتوتر و هي تقول : ..
-أي مرض سيدي ..
-لا تكذبي !! نفسك الغير منتظم , سعالك هذا , و الكثير من الأمارات تؤكد استنتاجي ..
أغمضت عينيها لثوانٍ فقال هو : ..
-انتظر الإجابة !!
فتحت عينيها و قالت: .
- 6 سنوات ..
-6 سنوات !!!
قالها بقليل من التأثر , ثم قال بعدها بجدية : ..
-مع أي طبيب تتابعين حالتك !!
-و ماذا تفيد مهارة الطبيب مع مرض مزمن مثل الربو ..
-الربو !!!!!!!!
نظر لها بأعين كلها صدمة , هو توقع فقط مجرد ضيق في التنفس , و ليس مثل ذلك المرض !
فتابع بنفس النبرة المشدوهة : ...
-أنتِ مصابة بمرض الربو !!
اندهشت من اندهاشه فقالت : ..
-ماذا كنت تعتقد سيدي ؟!
-كنت أعتقد أنه مجرد ضيق في التنفس !!
أرجعت رأسها عل المقعد و قالت بخفوت : ..
-إذن لقد وقعت في فخك , و اعترفت كالبلهاء ..
-ماذا ؟!! و إلي متي كنتِ تنوين إخفاء أمر كهذا ... و كما أظن أنه حتى زوجك لا يعرف بالأمر !!
لم تستطع الكذب فصمتت , و صمتها كان أبلغ من أي كلام !!
فقد أكد له ما وصل إليه استنتاجه !! و شعر بحدثه أن علاقة رباب و وائل ليست بعلاقة زوجية صحيحة ...
لكنه لم يشأ أن يتدخل في شئونها الخاصة , فرباب ليست من النوع الذي يبوح بسهولة , فلولا أنه علم عن مرضها بالصدفة لما كان علم !
دعا الله بإخلاص أن يصلح بينهما و يوفق ابنة صديقه إلي صلاح أمرها !!
غير مجرى الحديث تماما لتخرج عن حالة الشرود التي انتابتها و هو يقول : ...
-هل استطعتِ الوصول إلي أي جديد في موضوع والديكِ !!
-كلا !! و لا شيء ..... لم أنهي قراءة المذكرة التي أعطيتني إياها , كما جد الكثير من الأمور منعتني من البحث , أنا من الأصل لا أعرف من أين سأبدأ , أشعر أني ضائعة !!!!! سيدي ألا تتذكر أية معلومة , أي معلومة قد تفدني ..
-كلا !!
ثم تابع بإشفاق : ..
-لما لا تتركي الأمر برمته يا رباب , دعي الماضي للماضي و تقدمي في حياتكِ ...
-الأمر منتهي بالنسبة لي سيدي .. أنت لا تتصور كم ساعة و كم دقيقة أمضيتها في أعوامي الثلاثون ألتمس ذكرى عنهما ... أسمع عنهما قصة ... أرى لهما صورة , أي شيء , لقد تفننوا في محو أثرهما عني ... حرموني من أقل حقوقي في معرفة أي شيء عن والديّ , و لولا ورقة سميت -ظلما- شهادة مولدي , لما علمت اسمهما !! و لم يقدروا أن شهادة ميلاد الإنسان في نسبه !!! و أنا منذ علمت منك سيدي عنهما و أنا كالظمآن إن وجد ماءً فلن يتركه حتى يروي عطشه كاملا !!
أشفق عليها و على دموعها التي حجرتها في مقلتيها و أبت أن تنزل !!
فقال بدبلوماسية أب حكيم : ..
-حسنا !! اذهبِ الآن و تهيأِ فالاجتماع في غضون دقائق !! و إن تذكرت أي شيء ... سأخبرك فورا !!
استأذنت و ألقت التحية ثم غادرت !!
........................................
في الشاليه ,,,
تناول مراد حبتين من الدواء للتخفيف من حدة ذلك الصداع الذي يفتك برأسه يكاد يشطره نصفين ....
حائرًا ماذا يفعل ؟! لقد اُستنزفت طاقته في محاولته مع وائل ليحل عن رأسه تلك الفترة فقط , لكنه كان كالملتصق بالغراء ... حتى أنه شرح له عن طبيعة الوضع كاملا لم يخفِ عنه شيئا لكنه لم يزد إلا تمسكًا !!
مر عليه سالم الغندور و الذي كان يبدو عليه الانزعاج و هو يكمل ارتداء ملابسه ثم سمعه يهمم : ..
-اللعنة على العمل .
غريبة الدنيا بكل ما فيها !! ننخرط فيها بسلاسة دون شعور , نريد المال لنأمن العائلة ...... إن لم نحصل عليه نشعر أننا خاسرين .... و إن حصلنا عليه نسينا العائلة فنشعر أننا خائبين !! دائما الاختيار صعب لكن إذا كان كل شيء محسوم فلما سميت الدنيا دار الاختيار !!
كان سالم متوجه للخارج فانتبه لمراد فقال : ..
-أوه مراد !! يجب أن أذهب للمكتب , و لكني سأبذل أقصى جهدي لأعود باكرا لأحضر معك عندما تعود ابنة راضي إلي هنا و لن تكون هناك مشاكل ..
ثم اتجه للخارج , فتمتم مراد بعد أن زم فمه : ..
-كنت أتمني ذلك أيضا ! لكن ليس بتلك السهولة ..
ثم نظر لسالم الذي تركه و توجه للخارج فقال و هو يعد على أصابعه انتظارا : ..
- واحد تيك , تيك اثنان ... تيك , تيك ثلاثة ..
عندها نظر له سالم بنظرة نارية بعد أن تيبس مكانه لوهلة و قال و هو يكز على أسنانه : ..
-مراااااااااد !
شوح مراد بيده في الهواء بلا مبالة و هو يتمتم : ..
-كنت متوقع !!
تقدم مراد ليقف جواره ليرى ما أشار له سالم الغندور , و كان بالطبع وائل الذي يسير في الخارج متبخترا , يعبث تارة في شعره و تارة في تلابيب قميصه بتباهي ..
-غلطة أحد الموظفين الأغبياء , و أنا لا أعرف ماذا أتصرف معه فقد التصق بالمكان كالغراء ..
نظر له سالم و قال بحدة قبل أن يغادر : ..
-عندما أعود مراد لا أريد أن أجده هنا و إلا تصرفي لن يكون محبوب و لن يعجب أحد !!
غادر سالم بسرعة , فهتف مراد بضيق : ..
-هو يقول لي تصرف , و كذلك حفيدته المتسلطة , ماذا يظنونني .. مدير أعمالهما أم سكرتيرهم الخاص ..
ثم توجه إلي غرفة غنا و هو يقول : ..
-يرضيك هذا !!
ظل يتحدث لها و هي نائمة و هو مستند على الحائط و يقول : ..
-قبل أن أعرفك كانت حياتي أشبه بالجحيم و الآن هي جحيم حقيقي .... ماذا أفعل , عاجز أنا بين جدك و أختك تلك ... يا مسكينة إذ لم أتحملهم أنا يومين على بعضهما .. كيف تحملتهما أنتِ طوال عمرك ...
.....................................
في مستشفى الأمل ,,,
كان اجتماع لكل العاملين بالمشفى , يجلس مديرا الفرعين في المقدمة , يليهما مقعد دكتور هشام ثم رباب و بعد ذلك يترتب الأطباء و الموظفين حسب المكانة و الكفاءة , لكن لكبر عدد طاقم العمل , فإن الأطباء المنتدبين مضطرين للوقف في الخلف ...
كان مدير فرع الإسكندرية عل وشك بدأ الاجتماع عندما اقتحم أحدهم الغرفة , فالتفت الجميع للباب في حين دخلت تلك الطبيبة ( شيماء ) المتعجرفة الغرفة متبخترة و تمتمت قائلة : ..
-آسفة !! لقد تأخر موعد الرحلة قليلا .. و لم أرد أن أفوت أول اجتماع لي بعد البعثة .
ابتسم لها مدير فرع الإسكندرية و قال : ..
-مرحبا بعودتك دكتورة شيماء .. تفضلي !
تقدمت لتجلس فقال عبد الحميد على غير رضى : ..
-كان من الأفضل أن تطرقي الباب أولا , لا أن تقتحمي المكان هكذا !!
رمقته بنظرات مغتاظة لكنه اعتذرت على غير رضى , بعدها وقفت أمام رباب قائلة : ..
-اتركي المقعد !!
لم ترد رباب , و لكن التفت الجميع و استنكروا الأمر !!
-إن هذا مكاني , فيا دكتورة رباب أن تعلمين أنك في هذه المكانة سدا لخانتي الفارغة , لا أعرف إن كنتِ فعلتِ , أم لا !! لكني عدت لمكاني الطبيعي و أنت ستعودين بالتأكيد !!
لم تزد رباب عن أنها قامت من مكانها , فجلست شيماء مكانها بانتصار و زهو زائف , وسط دهشة و ذهول من الجميع ... تراجعت رباب إلي نهاية القاعة لكنها اختارت الركن الفارغ لتقف فيه بعيدًا عن عاصم و نهي الذي كان يقفان في الركن الأخر بطبيعة الحال !!
تم بدأ الاجتماع و تم إعلان أن الدكتور عبد الحميد أصبح شريك في المشفى بنسبة ٢٥% ، و لم يعد فقط المدير لفرع القاهرة ...
تعالت التصفيقات و التهنئات لدكتور عبد الحميد ... بعدها قدم دكتور عبد الحميد كلمة قصيرة و بعدها طلب ممن يريد أن يبدي أي اقتراح لتطوير المشفى أن يتقدم ...
و بالطبع كانت شيماء أول من رغبت بذلك ... تكلمت كثيرا و كثيرا ، البعض له معني و البعض الأخر بلا معني كنوع من الحشو و يبدو أنها عادت كما هي من الخارج فارغة الرأس فالطبع يغلب التطبع دائما ....
البعض ممن يحبون أن يبدون كالمثقفين تظاهروا بالفهم ، و البعض نعتها بالمتصنعة و البعض أبدى انزعاجه من تصرفاتها كعاصم فالتفت هو و نهي نحو رباب ليستشفوا وجهة نظرها فلم يجدوا سوى وجها خاليا من التعابير و كأنها ليست هنا ....
و بالفعل لم تكن معهم فعليا فهي كانت في عالم أخر شاردة عن كل هذا الهراء و العبث .. فالكثير من الأمور حدثت و تحتاج لتفكير عميق مرتب و بالرغم من كل ذلك لم تجد أي حل ... و كأن عقلها الذي طالما سندها في مواقف مشابهة قد أصيب بالشلل و الله وحده يعلم إن كان شلل مؤقت و سيزول أم أنه دائم ....
في بعض الأحيان تخون القوة العقلية صاحبها فيصبح لا حول له و لا قوة ، فعليه وقتها أن يلجأ لصاحب الحول و القوة - جل جلاله - و أن يجد دعامة أخرى غير عقله .. فكر أخر ، رؤية أخرى ... فربما ذلك كان الحل لمشاكل كانت كقفل ظننا من اليأس أنه خلق بدون مفتاح ..
أفاقت من شرودها على تقدم حنان – زوجة دكتور عبد الحميد – لإبداء اقتراحها ، التفتت رباب لعبد الحميد فرأت الرفض جليا على وجهه .. لكن حنان قررت أن تتكلم و انتهى ...
-بسم الله الرحمن الرحيم ..
كانت مرتبكة في البداية لكنها تمالكت نفسها سريعا و تابعت : ...
-أثناء جولتي في المشفى بهرت بالنظام و الإمكانيات و المظهر ... كل شيء رائع ... لكن ينقص المشفى شيء هام جدا جدا ...
صمتت قليلا و تطلعت إلي الوجوه أمامها ، فخانتها عيناها لتنظر لعبد الحميد فلمحت تلك النظرة المتحدية لقوتها التي حرضتها ضده لتقف و تتحدث رغم اعتراضه ... كانت لتضعف لكن رؤيتها لبداية انتصار زائف له أعطتها جرعة كبيرة من الشجاعة لتكمل و تقول : ...
-ينقصها الروح
توجهت لها علامات استفهام كثيرة فتابعت : ..
-جميع العاملين أطباء و موظفين كالآلات يعملن بنظام لكن بلا روح .
- لكن النظام واجب فلا هزل في العمل ..
قالها أحدهم تتبعه عدة تعليقات مؤيدة له و تعليقات ساخرة من مجرى الحديث ... ارتبكت حنان أكثر و ازدردت ريقها ببطء ثم تابعت : ...
-النظام مطلوب و للعمل قدسية لكن من قال أن النظام يتعارض مع الروح ، ما قصدته أن العمل يكون أمتع عندما نحبه و بالروح المحبة يكون التعاون أسهل .. الكل هنا يعمل على هواه ، و من الواضح أن تنفيذ الأوامر هنا ثقل على المأمورين ... لو كان هذا في مشفى عادي لكنت تقبلت الأمر لكن هذه مصحى نفسي و كيف سيشفى المرضى في جو متوتر كهذا ... فأرجو أنا نصفى قليلا فيما بيننا ... أنا نفهم بعضنا ، و نتقبل بعضنا ، نأخذ هدنة ، و لو أقيمت حتى رحلة فلا ضير في ذلك ، و لو استطعنا أن نسمح لبعض المرضى – الذين تسمح حالتهم – بالخروج مع رقابة أعتقد أن هذا مفيد لهم ... فقط هذا كل ما قصدته بالروح المفقودة ..
ابتلعت ريقها و تنهدت بقوة و قبل أن تعود لتجلس سمعت صوت تصفيق من زوجها و ابتسامة رائقة تحتل وجهه ، بعده تعالت التصفيقات من الجميع .... فلقد أصابت بحق ...
انتهي ذلك الاجتماع أخيرا .... و تم توديع دكتور عبد الحميد من قبل الجميع و قام مدير الفرع بإيصال دكتور عبد الحميد .. أما مدام حنان فالتفتت حولها الكثير يحيونها على اقتراحها ... و لم تكن شيماء لتفوت تلك الفرصة دون أن تتودد إليها ، فقالت : ..
-سيدتي يشرفني أن أقودكِ إلي سيارتكِ ..
بالرغم من أن حنان سيدة بسيطة في كل شيء لكن خبرتها – المتمثلة في حكايات زوجها الذي لم يمل يوما من أن يطلعها عن أحداث يومه و هي لم تمل يوما من سماعها - مكنتها من فهم نوايا تلك الفتاة و لو لم يكن ذلك فهي لم يعجبها احتلالها لمقعد رباب في الاجتماع ، فقالت : ...
-شكرا لكِ ، لكن دكتورة رباب ودودة للغاية و لا مانع لدي أن تصحبني للخارج كما أتت بي ...
من ينظر لشيماء الآن يرى عينيها تشع شرر من كثرة حقدها ....
انفض أغلب الجمع كلا إلي عمله ، أما نهي و رباب فقد ظلتا واقفتين مع حنان ثم قالت نهي بارتباك : ...
-أنتِ كنت تتحدثين معي ، لكن كيف اختفيت بتلك السرعة .
ابتسمت حنان بشقاوة و قالت : ...
-هذا سر المهنة !
ثم أشارت لرباب و غادرت و هي مبتسمة ، زمت نهي فمها ، و نظرت لرباب فوجدت ابتسامة شقية على وجهها هي الأخرى ، و راقبتهما و هما تنصرفان ..
كانت حنان تسير مع رباب ثم قالت : ...
-تلك الطبيبة الشابة طيبة للغاية ، لقد شردت لفتره طويله ، و عندما أفاقت كنت قد غادرت هههه ... لطيفة .
-لم أسأل ...
قالتها رباب ببرود فقالت حنان بخبث : ..
-و أنا كنت أستعيد الموقف مع نفسي ، لما اعتقد انني اتحدث معكي ..
لم تجب رباب و رافقت حنان حتى وصلت الى سيارة دكتور عبد الحميد ، ثم ودعتهما و بمجرد أن غادرت حتي بدأ الشجار بينهما و الذي لم يتوقف منذ تزوجا و سيستمر إلي النهاية ....
.......................
عادت رباب للداخل كي تزاول عملها ، و فجأة و جدت إحدى الموظفات تجذبها من ذراعها ، فقالت رباب متعجبة : ...
-ما الأمر ؟ ماذا يحدث ؟
-تعالي معي بسرعة دكتورة رباب .. هكذا أمرني دكتور هشام .
لم تمهلها الموظفة الوقت كي تكمل اعتراضها ، ثم دفعتها حتى دخلت مكتب دكتور هشام ..
رباب : ما الخطب يا دكتور هشام ؟
بوجه خال من التعابير وقف أمامها دكتور هشام و ناولها ورقة ، عقدت رباب بين حاجبيها ثم تناولت الورقة لتقرأها ، ثم علت الدهشة وجهها عندما تعرفت على تلك الورقة التي خطتها بنفسها ... تلك الورقة التي كانت بمثابة تعهد على نفسها إن فشلت في حالة بلال و ها هي قد فشلت فمن المفترض أن تقدم تلك الاستقالة ...
ألجمت الصدمة لسانها ، فهي عندما ذيلت تلك الورقة بإمضائها لم تتخيل أنها ستنهزم ، بل توقعت أنها ستحولها إلي حلقة جديدة في سلسلة انجازاتها المهنية .. لم تحسب حساب ظروفها و الضغوطات التي ستتعرض لها و تجعلها تقبل الهزيمة لأول مرة ... و ها هي تقف عاجزة ذلك الشعور الذي أصبح وتيرة حياتها في اليومين الماضيين ، ماذا ستفعل الآن هل سينتهي كل شيء في لحظة و تنفرط حبات اللؤلؤ من سلسلتها التي ظنت من فرط قوتها أنها أقوى من الصلب لن تنقطع .. هل ستقبل الهزيمة الآن و تعود إلي صفوف المتفرجين بعيدة عن مهنتها المحببة . و ماذا في يدها الآن كي تفعل .....
أنت تقرأ
عما قريب سأصرخ
General Fiction#عما_قريب_سأصرخ رواية درامية اجتماعية اقتباس - أسف لتطفلي بما أنك رتبت كل شيء مع عائلة الغندور ولم تلقى بالا بإخباري سوى الآن , فهل يحق لها أن ترى صورتي , وأنا لم أرها حتى .. - لا تقلق بذلك الشأن فستراها الآن , وتتمني ألا يراها أحدُ غيرك .. هتف مر...