٢٩

690 32 1
                                    

الفصل التاسع و العشرون
-مرااااد !
التفت كلاهما على الصوت ليفاجئ كلاهما بمن تقف تضع يدها على خصرها بذلك المنظر الأنثوي المثير لأي رجل غير ذلك الذي يقف و عيانه تطق شررا ، من يراه الآن يتأكد أنه على وشك قتل أحدهم !
كانت قد تفننت في اختيار ما اعتقدت أنه ملابس ، فالظن في الملابس أنها تستر لا تعّرى  كما في حالة من جاءت متطفلة تعكر صفر حياتهما ... تمنع ذلك الصفو الذي جاهد كلاهما في الوصول إلي أولى خطواته !!
لكنها اقتحمت حياتهما الآن بالتحديد ....
اللعنة !!
-ما الذي أتي بكِ إلي هنا يا روان !!
قالها و هو يتمسك بقوته على الصمود و عدم ارتكاب جريمة الآن !!
قالت هي بدلال :..
-كنت أعلم أنك لم تنسَ حبيبتك و زوجتك إلي الآن .. لكم اشتقت إلي سماع اسمي من بين شفتك  !
إلي هنا و كفى !! كفى !!
ذهب لها و هو لا يرى أمامه من شدة الغضب !! فجذبها من ذراعها يجرها خلفه ...
مشت معه لكنها رمت نظرة لغنا التي تقف إلي الآن مبهوتة .. إلي الآن لا تفهم !!
من هذه !!
كيف أتت أو متي  ؟!!
ماذا يجمع بينها و بين مراد ؟!!
هل يمكن أن تكون بالفعل حبيبته و زوجته ؟!!
تطلعت إليها لتجدها بالفعل فاتنة بجسدها الممشوق .. و ذلك الخلخال الرنان الذي ترتديه .. بالفعل مثيرة لكنها مبهرجة و هي لا تعتقد أبدا أنا مراد يليق به مثل تلك !!
إنه عاقل !! رزين !!
و هي   لا تليق به .. أبدا ..  أبدا !!
من أي منطق تليق به أساسا  !!
~~~~•~~~~•~~~~
في مصحى الأمل ،،،
زفرت رباب بشقاء و هي على وشك دلوف حجرة مكتبة .. تلك الحجرة صغيرة المساحة التي تشعر فيها و كأنها حبيسة وسط من كانوا يوما فريقها ...
دلفت إلي الداخل و في نفسها حسرات من أنها ستلقاهم و لن تلقى عليهم حتى السلام !!
لكن مهلا !! أين هم ؟
لا يوجد سوى ذلك المزعج و المتطفل !! الذي بمجرد أن رآها حتى اقترب منها ..
زمت فاهها و تجاهلته و جلست على مكتبها و تمتمت في ضيق :...
-ما تلك المصيبة ؟!! رحل الجميع و تركوني مع هذا !!
-دكتورة رباب !! هل زميلنا عاصم ذاك مجنون !!
تمتمت هي بضيق :...
-لا يوجد هنا  مجنون سواك أيها المتطفل !!
-ماذا تقولين يا دكتورة رباب !!!
-كنت أقول !! ماذا حدث  ؟
-لا شيء بعدما رحلتي باكرا !! بالمناسبة أين ذهبتي ... لقد بحثت عنك كثيرا !!
قالت لنفسها بضيق أشد :...
-و ما دخلك بي ! مزعج !!
ثم قالت بزنق :..
-ادخل في الموضوع !!
-لما وجدت منهم عدم الألفة و عدم الترحيب بي !!! لم يعجبني  الموضع ، حاولت فتح العديد من المواضيع و في كل مرة يصدني ذلك المدعو عاصم !! لا أعلم لما يعاملني بحدة ..
-لأنك مزعج ..
قالتها لنفسها ، فوجدته يتابع :..
-و اليوم كذلك !! قلت لنفسي أن ابتعد عنه ، فتوجهت إلي تلك الطبيبة و قولت لها  أنها ودودة على عكسه ، و  مزحت معها قليلا ، فنحن زملاء ، أردت أن أضفي جوا من المرح قبل أن أسألها عن العمل ... وجدت ذلك العصبي يمسكني من رقبتي ، و بعدها دفعني .. و أمسكها من يدها  يجرها  خلفه ولا أعلم ماذا فعل بها !!! ما رأيك هل أخطأت !!!
قالت بتهكم واضح :...
-لا أبدا !! أصلك في الحقيقة مدب !!
-مدب !!!
-تلك من تغزلت فيها أمامه و مزحت معها ...
-ما الأمر هل هي قريبته ؟
-لا أبدا !! علاقة بعيدة جدا ... زوجته !
نظر لها مبهوتا ثم هتف :..
-ماذا ! بتلك المعاملة اعتقدت أنها عدوته!!
التفت لها علي صوت ضحكتها التي لم تقف حتى قالت :..
-من الآن لن يكون له عدو سواك ....
و تابعت ضاحكة ، فتابع و هو يشير إلي رقبته :..
-إذن انتهي أمرك يا قاسم !!
تابعت  ضحك ، فنظر لها بغيظ و قال :..
-هل ستبحثين لي عن حل ، أم ستظلين تضحكين فقط ....
-أولا أنا لا أفعل أي شيء بدون مقابل !!   لدي شروط !!
كز على أسنانه و قال :..
-موافق !!! انقذيني يا دكتورة رباب!!
-ها هنا مربط الفرس .. توقف عن مناداتي في كل حين و حين ...  
-موافق !
-ثانيا !! توقف عن  اللحاق بي و انشغل عني !
-حسنا ! حسنا ! و الآن انقذيني من بين براثنه !
-تعالي معي !! لنبحث عنهما ! علها بخير و لم يصب غضبه  فيها !
•••♡••••♡•••
وصل بها عاصم إلي الحديقة الخليفة للمشفى و لم تأكد من أنها خالية ! أفلت يدها ... و حملق فيها بغضب !
أمسكت يدها بألم ،  و نظرت له بدموع ساكنة في مقلتيها ..
فوجدته يهتف فيها بغضب :..
-أعجبك الوضع أليس كذلك ؟!
كانت عبراتها تنساب دون شعور منها ، و دون ادراك منها قالت :..
-و أخيرا تحدثت إليّ اعتقدت أنك نسيت كيفية التحدث !
-تعرفين كيف تصمتِ و إلا .......
هتفت صارخة :..
-و إلا ماذا ..  ماذا ستفعل أكثر مما فعلت ، هل تظن أن ما تفعله بالأمر الهين .. أن تتجاهلني و كأني صفحة قديمة طويتها من حياتك !  أنا أعلم تماما أني مخطئة و اعتذرت منك و أنا نادمة تماما  ... و حاولت مرارا أن أستجدى رضاك .. لكنك لا تريد أن تصفح !! و تعتقد أني السبب فيما  وصل إليه الفريق ! لكن ماذا أفعل هل تظن أني سعيدة ببعد رباب عني و هي صديقتي المقربة ... لكني لن أستطيع حتى أن أنظر إليها !! ليس خجلا فقدت .. رباب كما أعرفها لا تنس الإهانة أو الجرح  و أنا فعلت كلاهما !! لذلك  هي حذرتي من التحدث إليها .. و إن فعلت  ستحطم رسالتك و تعبك ... قولي ماذا أفعل و أنا خائفة عليك أكثر من نفسي ... هل تعرف قسوة شعور النبذ من الجميع ...
إلي هنا و ليذهب كل شيء إلي الجحيم .... العناد و القسوة ... لم يعد منهما أي شيء و هو يرى دمعاتها الساخنة على وجنتيها و هو يسمع اعترافها الذي هو متأكد من صدقه بحدث مشاعره ، فاقترب منها يمسح دمعاتها و يدسها في أحضانه !!
-كفى يا نهي ... كفى بكاءً !!
قالها بصوت حانٍ
-تعبت يا عاصم !! تعبت ...
-كفى أنا لا أتحمل دموعك !! و أنت أيضا تعلمين أني حاربت كل شيء لأجلك .. لبراءتك و طيبتك .. لم أتحمل أن تتحولي إلي واحدة أخرى لا أعرفها ...
-لن أفعلها ثانية صدقني !! لن ترى إلا نهي التي أحببتها فقط !!
-أحمم .. أحم !
سمعا ذلك الصوت فابتعدا على الفور ، ليريا من ذلك الذي أتي ..
-يبدو أني أتيت في وقت غير مناسب !!
كانت تلك هي رباب التي تابعت :..
-اعتقدت إن شجارا سينشب هنا .. لكن يبدو أن الوضع هنا على ما يرام !!
شعرا بالحرج فابتعدا كثيرا عن بعضهما ، و لما حاول كلاهما التحدث ... سمعا صوتا أخر و يبدو أنه قاسم قد أتي قائلا و هو يحاول التنفس  بصعوبة من الركض :..
-و أخيرا و جدتكم .. لقد تعبت ! ما الذي أصابني في رأسي عندما قررت الانضمام إلي ذلك الفريق المجنون يا ربي  ..
كانت نظرات عاصم له قادرة على حرقه ، فاقترب قاسم بسرعة و هو يقول :..
-أنا آسف يا زميل ! لم أكن أعرف أنها زوجتك ..  صدقا لم أكن أعرف !
لم تلين نظرات عاصم ، فتابع قاسم :..
-و كلامنا كان على سبيل الزمالة ليس إلا ...صدقي ... أقسم لك !
ارتخت ملامح عاصم نوعا معا ، و قالت رباب :..
-انتهينا ! و قد اعتذر .. اصفح عنه يا عاصم !!
-حسنا !
قالها بضيق ، فهمس قاسم لنهي :..
-و أنتِ لا تخبريه عن سبي له .. اتفقنا  !
-يبدو أني سأقتلك حقا تلك المرة !!
قالها و هو يكور قبضته منذرا بشر !!
فانحني قاسم بطريقة مسرحية كأنه ستقبل يده و قال :..
-لا أرجوك !
ضحك الجميع !!
و أخيرا بعد فترة طويلة عرف ذلك الفريق معني كلمة ضحك ..
بعد أن انتهوا قالت رباب بحزم :..
-إلي العمل كفى مضيعة للوقت !!
اصطفوا ليذهبوا إلي عملهم ، إلي قال قاسم :..
-أشكرك يا دكتورة رباب ... هل سنعمل دكتورة رباب !!
-لا حرام  عليكم !! لم تعدني ..
نظر لها و كانت نظراتها عدائية و هي تقول :..
-يبدو  أني سأكون من يقتلك هذه المرة ...
●●●●●●●♧●●●●●●●
في شاليه مراد ،،،
ظلت غنا واقفة مكانها دون حراك ، تنظر لطيفهما المنصرف ...
ينتظرهما من زمن و لكن لم يعد أحد منهما ... و عقلها و قلبها لا يقفان بصفها بل يزرعا الخوف في نفسها أكثر !!
تلفت أعصابها  من الانتظار فقررت الدخول و التلهي في أي شيء حتى يعود لعلها تطمئن ، لم تجد جدها ... لكن وجدت الممرضة تذكرها بأنه موعد دوائها !!
............................
عاد مراد بعد ربع ساعة و هو يغلي من الغضب ، حريق ينشب بداخله و عواطفه .. مشاعره ... أحلامه .. و عقلنيته كل شيء يتطاير كأبخرة تلك النيران ...
دخل الغرفة يشيع فيها فسادا ... لا تطول يداه شيئا إلا و تدمره ... يكاد لا يعي لأي شيء ... سوى فورة غضبه تلك !!
لما سمعت هي دوي سقوط الأشياء و تحطمها حتى أسرعت لمصدرها .... حتى دلفت  لتقف مبهوتة مكانها للحظات لا تعرف كيف تتصرف ..
اقتربت منه تحاول تهدئة لكنه بدى و كأنه لا يراها ...
-ارجوك اهدأ !! ماذا جرى ؟ اهدأ ... ماذا تفعل ؟!
صاحب ذلك الاستفهام المتعجب  شهقة صدرت منها بسبب تكسيره لكل ما تبق في الغرفة ..
و قفت أمامه تعترض طريقه عن متابعة ما يفعله ..
جن جنونه و  كز على أسنانه بغضب ، و بدأ بتكوير قبضتيه ..
شعرت بالخوف من نيته فهتفت بسرعة و هي تغمض عينيها:...
-مراد !!! ماذا تفعل ؟ أنا غنا !!
ماذا حدث هي شخصيا لا تعرف ، و جدته فجأة يضمها و هي التي توقعت أن يمد يده عليها !! و كأن صوتها كان له تأثير المخدر  على ثورته !! و كأن اسمه الذي نطقته لأول مرة على شفتيها كان كمقطوعة المسكن لألآمه !!
و فجأة شعرت بدموعه تبلل رقبتها و شعرها و هي عاجزة تماما عن الحركة .. عن الفهم ... عن التنفس !!!
ثواني و سقط كلاهما أرضا و لكنهما ظلا هكذا ... حتى وجدت نفسها تضع يدها على رأسه و تمسح على شعره بحنو !!!
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في مصحى الأمل ،،،
و أخيرا آن الأوان حتى يتحرر ذلك الطير  من محبسه ، فقد شفي جناحيه و أصبح قادرا على الطيران منفردا !!
نعم و أخيرا استعد بلال   للرحيل ودع الجميع ، اعتذر لبعضهم على سوء سلوكه و شكرا بعضهم على دعمهم له .. أما بالنسبة لمنقذته فهو حتى لم يكلف نفسه لينظر إليها حتى ، بل غادر هكذا ببساطة ...
كادت تموت غيظا و هي تتمتم :...
- متعجرف !
ثم دخلت مكتبها ، لتجد أن عاملا يدخل عليها و  يعطيها باقة من الزهور الرائعة المنتقاة بعناية ، استلمته ثم وقعت عيناها على البطاقة لتقرأ ما خط عليها :..
-ما فعلتيه لي .. ينقصه الشكر حقه  .... لقد قدمتي لي حياتي !!
ابتسمت  و هي تقول :..
-حتى في هذه متعجرف !
اجتمع الفريق في   غرفة المكتب كل منهما  يعمل عدا قاسم الذي شعر بالملل و لكن يكفى ما ناله حتى الآن من رباب ، ففضل الصمت و الجلوس مكانه !!
فجأة قامت رباب من مكانها ، و هي تحمل ملف ما ، توجهت إلي قاسم ، و  وضعت الملف أمامه و قالت :..
-كنت تدوش رأسي طوال الوقت تبحث عن العمل  ، الآن أتى لك العمل ،  أرني قدراتك الآن !!
التمعت عيناه   و أخذ الملف يتفحصه .....
و ذهبت إلي المدير تستأذن للذهاب باكرا ، و لم تأخذ ملف الحالة الجديدة ..
=======================
في شاليه مراد ،،،
كان ما حدث كان حلم !! غفوة قصيرة !! أفاق منها مراد سريعا و ابتعد  عن غنا و كأنه شخص أخر تماما !!
قالت غنا متعجبة :..
-مراد ! ماذا بك ؟!
قال هو بجمود :..
-أنا بخير تماما !
-كلا أنت لست بخير !
-غنا !
قالها بحدة غريبة ، فالتفت له متعجبة منه فتابع  :..
-اتركيني لوحدي !
-لكن ..
فلم يرى إلا أن  الرفض هو رد الفعل الوحيد منها ...
لكنه ليس في مزاج مناسبا أبدا !!
و قبل أن يفرغ شحنة غضبه بها ، عليها أن تغادر !!
فأمسكها من يده يجرها إلي الخارج !!حتى أقفل الباب عليه !!
لا يريد ازعاج أو تطفل من أحد ,فلم يسمع نداءها له.
......
لم تعرف ما الذي يجب عليها فعله ، فجلست على الأريكة و هي تنظر إلي الباب الذي  توارى خلفه ... ضمت قدميها إلي صدها و وضعت رأسها عليهم !
لا تعرف ما الذي يجب عليها فعله !!
لكنها فقط تريد أن تخفف عليه !
كل ما تشعر به أنه يتألم و هي لا تحب  أن تراه هكذا !! تريد أن تخفف عنه لكنه لا يسمح لها !
ماذا تفعل يا ترى ؟!!
لا تزال تتذكر كيف بكى على كتفها !
تشعر بدموعه على شعرها !
.........
و في الداخل
كان مراد يجوب الغرفة ذهابا و إيابا .. يبدو كأسد ساغب ! يريد أن يحطم شيء ، لكن لم يبقٍ شيء في الغرفة ليحطم ...
أراد أن يصرخ بعلو صوته !
تبا لذلك الألم  ! تبا !
□■□■□■□□■■■□□■□■□■□
في منزل سمر الجديد ،،،
رنة جرس كانت كفيلة لجعل بدن سمر يقشعر و يرتجف خوفا ..
من ذلك القادم يا ترى ؟
و لما اقتربت " هنا "لتفتح الباب للطارق ، أوقفتها عمتها  :..
-توقفي ! لا تفعلي !!
سمعوا صوت الطارق ليبدد ذلك الخوف :..
-افتحي الباب أيتها الأستاذة الجبانة !
أسرعت "هنا" لفتح الباب مرددة بمرح طفولي :..
-أمي ! لقد أتت أمي !
أطل وجه رباب البشوش .....
تلقت استقبالا حرا  من الطفلين فقد اشتاقوا لها حقا ، و هي لم تكن أقل منهم شوقا !!
-جاء وقت الأستاذة !
-أهلا !
-أهلا !! ما هذا الاستقبال الركيك ! هكذا ترحب الأستاذة برقيقتها !!
-رباب ! اجلسي   لست في مزاج يسمح لي بهذا المزاح !
-ما هذا الوجه العابس ! ألم أقل لك انتهت صفحة أكرم من حياتك !
لم تبد سمر أي تغير ، فقالت رباب :..
-يبدو أنك في حاجة إلي نزهة كالماضي !!
-رباب !
-لا ... لا أعذار .. هيا !
أجبرتها رباب على تغير ملابسها و بدلت ملابس أولادها ... على وعد بنزهة ، لكن ...
زفرت رباب عندما سمعت رنين هاتفها و هي تركب سيارة الأجرة  بصحبة سمر و الأولاد ...
-أوف ! الرحمة ..
-ما الأمر ؟
-لا أعلم ! و لكن أنا متأكدة أنه شخص مزعج !
أجابت رباب فأتاها صوت غنا تطلب منها  القدوم بسرعة ، ترجتها كثيرا أن تأتي بسرعة ، فزفرت حائرة لا تعلم ماذا تفعل ... لكنها لم تستطع  رفض طلبها ، فوافقت على مضض !
سردت على سمر الأمر فابتسمت قائلة :..
-لا مشكلة ! بإمكاننا أن ننتظرك حتى تنتهي ..
-وهل مشاكل تلك العائلة تنتهي ؟!
-عندما يجدوننا معكِ ... فسيخجلون و يدعونك تذهبي معنا !
-أتمني ذلك !  فإن أخلفت وعدي مع أطفالي هذه المرة لن  يمرروها لي !
سليم  :..
-أمي لا تفكرِ حتى !!
هنا :..
-هذه المرة لا يا أمي ! ليث ككل مرة !!
-أرأيتِ يا  سمر !
-لا تقلقي ! 
-حسنا ! يا أولاد .. أتريدون التعرف على خالتكم !
الطفلان :..
-خالتنا  !
سليم  :..
-لما هذه الفترة يظهر لنا أقارب جدد ! لما لم نكن نراهم من قبل !
أجابته بزفرة ، فهي لا تعرف ماذا تجيب ، إلي أن قالت "هنا" :...
-الشخص  الذي نريد أن نراه هو والدنا !
سؤال آخر و لا إجابة ، فجنحت كلتاهما إلي الصمت ...
...............
وصلت رباب إلي الشاليه فوجدت غنا على حالها ،  فاقتربت منها  و قد انتابها القلق و معها سمر و الطفلين ..
-ما الأمر هل أنتِ بخير يا غنا !
انتبهت لها غنا على الفور و قالت برقة :..
-الأمر و ما فيه .. مراد !!
توقف حديثهما على  صوت الطفلين ، فبمجرد أن دلفا حتى أصدرا ضجيجا عاليا !
قالت والدتهم بحزم :..
-يا أولاد ! ألم أصحبكم معي على شرط أن تعداني أنكما ستجلسان بهدوء !
قالت غنا و قد وقفت في مواجهتها :..
-لا اتركيهم على راحتهم  .. ابنيك يا رباب !
أومأت لها رباب ، و طلبت من الطفلين أن يأتيا  ..
-هذه " هنا " و هذا توأمها سليم .. أولاد هذه غنا خالتكم !
اقتربت غنا منهم و قبلتهم و فعلوا لها المثل و قد أحبوها بسرعة ، ثم انتبهت إلي سمر فقالت غنا و هي تمد يدها مصافحة :..
-سمر أليس كذلك ؟!
-نعم ! مرحبا غنا ..
اقترب سليم من غنا و قال :..
-خالتي ! أنت تعرفين ذلك الرجل العصبي  الكبير !
اشارت برأسها بمعنى لا فتابعت هنا :..
-جاء رجل كبير  إلي منزلنا برفقة رجل أخر .. و قد تحدث مع عمتي بطريقة ثيئة (سيئة).. لكن عمتي قالت أنه والد جدتنا.. أي جدنا الكبير !
رباب :....
-يا أولاد ! كفى ..
غنا :...
-انتظري أريد أن أعرف من يقصدان ؟
"يقصدوني أنا ! "
التفتوا جميعا إلي صوت سالم الغندور الذي أتى لتوه من الخارج ، تبادل الأطفال و سالم نظرات متحدية ، و وقفا الصبيان أمام والدتهما و كأنهما حارساها الشخصيان ...
-هل ظنكما أنكما تحموها مني هكذا  !
سليم :..
-نعم ! أنت شخص سيء ..
سالم :..
-تأدب يا ولد !
سمر / رباب :..
-أولاد !
" هنا " بعند طفولي :..
-نحن لا نحبك !
سمعوا صوت فتح الباب أطل من خلفه مراد الذي أتي على صوت الضجيج في الخارج!
لم يأبه الطفلان بدخول مراد ، و لكن اقتربا من سالم ، الذي اقترب منهما بدوره ..  كانت نظرات التحدي تشتعل بين ثلاثتهم ، إلي أنا أصبح ثلاثتهم في مواجهة بعض ..
فلم يسمعوا سوى صوت ضحكة مجلجلة من سالم ، ضحك من قلبه حقا .. على هذان الصبيان !!
نظرات تعجب تناقلها الصبيان ، فقال سالم :..
-إذا ماذا تريدان ؟!  اعتذار مثلا ..
نظرة واحدة من رباب إلي سمر ، فهمتها على الفور ،فسحبت سمر الطفلان من أيديهما للخارج !
تنهدت رباب و قالت بهدوء :...
-و الآن ما الأمر ؟ بسرعة يا غنا فالسيطرة على سليم و "هنا" ليس بالأمر السهل !
سالم :....
-ما الأمر يا غنا ! لما استدعيتها لقد كنتِ بخير !
-الأمر و ما فيه .. لقد أتت امرأة إلي هنا و تقول أنها زو....
هتف مراد :..
-غنا ! أنا لا أحب أن يتدخل أحد في حياتي !!
سالم :..
-صحيح غنا ! هي لا شأن لها بما  يحدث ! حتى أني كنت أفكر بما أنك بخير أن نعود إلي حياتنا و تعود هي إلي حياتها !!
قالت رباب بانزعاج  :..
-هاي أنتما ! لما كل ذلك الغرور .. هل تعلمان ، غنا و إن كانت الآن بخير فهو بفضلي .. و هي ليست بخير تماما ما لم تستعد ذكرياتها التي فقدتها ؛ لأنها ستتمثل أمامها منغصة عليها حياتها .. ذلك سبب خطتي التي لمتوموني عليها !
-رباب ! أي ذكريات تلك التي فقدتها أنا !
-سنتحدث في ذلك لاحقا !! كلما ما أردته أنا أن تعش غنا بهناء و هي قوية  تستطيع مواجهة مشاكلها .. و  هل تعلمون أنا كنت على نزهة مع أولادي و رفيقتي و أنت خربتموها عليّ !!
صمت تام خيم عليهم ، قطعه سماعهم صوت الطفلان يرحبان بوالدهم .. ضمه الصبيان و أشبعاه تقبيل .. أما أخته فمسكينة لم ينالها سوى مصافحة ..
ثم دخل و قال :..
-مرحبا بالجمع الكرام ..
لم يكن وائل هو وحده الضيف الآن ، بل أعقبه دخول تلك الفاتنة مرة أخرى .
-هالو !
حدق فيها الجميع ، بخلاف صوت صفير من وائل زاد غرور تلك الروان لتزداد ابتسامتها ! و نظرة حارقة ألقتها عليهما رباب ..  و شعورها بالحسرة يزداد إلي جانب شعور الغيرة ...
-هل اعتقدت أنك ستتخلص مني بسهولة مراد !
-أتيتي مرة أخرى ! ألم أرميكِ خارجا ؟!
-مراد! ستتخلص مني فقط عندما تأخذ ابنك !!!!
بقلمي أسماء علام موكا

عما قريب سأصرخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن