٤٣

637 28 0
                                    




الفصل الثالث و الأربعون (الجزء الأول)
في المشفى ،،،
قالت رباب بحزم قاسي :..
-و من الأفضل أن تتوقفي عن الدراما التي تفتعلينها دائما ، فلم يعد لأحد منا الصبر عليها كثيرا ، فأنا لم أعد أتحمل ... فما بالك بمراد ؟!! هل تظنيه سيتحمل أكثر من ذلك ! كلا .. أنتِ خرجتِ عن السيطرة تماما ، فليس كل من صادفته مشكلة عاد خائفا مهزوما مثلك ، لكنك فقط جبانة !
-لا شأن لكِ بي !!
هتفت بها غنا بعد أن جرحتها قسوة كلمات رباب ، فأردفت رباب بقوة :...
-أن لا أتدخل في شئونك ، بل أنا أشفق على هذا الرجل .
قالتها و هي تقترب من مراد ، فأشارت إليه ثم تابعت :..
-بينما فعل هو كل شيء من أجلكِ ، ماذا قدمتِ له أنتِ غير الكذب و الألم ، أنتِ لا تحلي أي شيء بل تزيدين من مشاكله فقط .. إلي متي سيتحمل تلك الحالة ، حالة لا متزوج و لا أعزب تلك .. إن كنت غير قادرة على تقدير رجل عظيم مثله ، فمن الأفضل أن تتركيه يبحث عن أخرى تقدره حق قدره ..
ثم أمسكت رباب يد وائل الذي كان ما يزال يحمل ابنتهما و هي تجذبه للخارج ، فخرج معها ..
وضع الطفلة في المقعد الخلفي ، و فتح لرباب باب المقود الأمامي لتركب ، فركبت جواره و هي صامتة ..
ركب هو في مقعد السائق و أدار المقود و انطلق من أمام المشفى بحذر .
كانت رباب حزينة صامتة !
شعرت أنها قست كثيرا على غنا ، و هي تعلم كم هي هشة لن تحتمل !
-كان يجب فعل ذلك ... كانت تحتاج لمن يخبرها بالحقيقة حتى و لو كانت كالعلقم مره ، ستكون أفضل هكذا !
قالها وائل بصوته الهادئ الذي كان كالبلسم لجروح ضميرها التي تؤلمها ، فنظرت له رباب ، و تعجبت كيف قرأ أفكارها و أزال شكوكها بجملة واحدة .
يا الله كم تعشق ذلك الرجل !
خاصة عندما صار حقا رجل ! رجلها و سندها و مصدر قوتها !!!
××××××××
بينما وقفت غنا مكانها ، تترقب أثر رباب !
كان مراد ينظر لها مترقبا ردة فعلها ، يريد أن يهون عليها لكنه لا يستطيع ! هي يجب أن تتخذ قرارها بنفسها ...
يجب أن تعلم أنه لم يعد هناك وجود لحياة وردية أبدية !  و أنها يجب أن تكون قوية كفاية ليس من أجل أحد بل لأجل نفسها أولا !
هي قد وصلت لمفترق الطريق الآن ، عليها أن تعبره الآن بمفردها ..
كفاها تشتتا ، ففي الأسابيع الأخيرة كانت مشاعرها كلها متضاربة ، تميل للرأي و عكسه في نفس الوقت ..
رآها تسير بخطوات شاردة بعض الشي فتتبعها بحذر ، حتي وقفت أمام السيارة ، فتح لها الباب و ركب جوارها ..
بعد فترة طويلة من الصمت قال مراد :..
-سأوصلك أولا ! و بعدها سأعود لأكون بجوار السيد سالم ، إذا احتاج شيئا ...
أرادت أن تقول شيئا ، لكنه توقفت في أخر لحظة ، ثم أومأت برأسها و تابعت صمتها ..
أوصلها ، تتبعها بعينه حتى اختفت من أمام ناظريه ، فأدار المقود من جديد ليذهب للمشفى !
×××××××××××
لفت انتباه رباب تلك الجريدة التي كانت في سيارة وائل ، فأمسكتها عندما شعرت بأن فيها صورة مألوفة ..
كانت الجريدة قديمة منذ حوالي شهر و نصف ..
تأملت رباب الصورة التي لفتت انتباهها ، فكانت لمراد و غنا يوم زفاف عاصم و نهي !
حدقت بالصورة باهتمام و قد شعرت بالضيق ، فلم يكن أحد يريد أن تظهر غنا في الأوساط أبدا .. و قد تناول الأخبار كلاما فارغا عن سبب عدم اظهار مراد شرف الدين لزوجته الجميلة حفيدة أكبر رجال الأعمال .
لم تهتم رباب بالتفاصيل ، فألقتها بغضب أمامها ، كان وائل يتابعها خفية ، و لا يعلم سبب عصبيتها و خشي أن تكون مازالت تظن أنه خانها ...
أوقف وائل السيارة أمام البحر ، فتطلعت له رباب باهتمام قائلة :...
-ما الأمر ؟ لما أوقفت السيارة ؟
-رباب ! أريد أن أخبرك بشيء .
-ماذا هناك يا وائل أقلقتني هكذا .
-رباب ! هل صدقتني عندما ...
فهمت رباب ما يحاول قوله ، ثم قالت بشرود :..
-رغم كل ما فعلته معي يا وائل ! لقد فعلت الكثير من الأشياء السيئة..
أغمض وائل عينيه و هو يزفر بألم ثم استغفر الله على ذنوب كثيرة فعلها و هو مغيب عن الحق ..
سمعها تتابع :..
-لكن لم تقسم بالله يوما كذبا ..
نظر لها و هو لا يصدق أنها تحفظه هكذا ، لطالما أخبرته أنها تحفظها .. لكنه لم يتصور أن يكون بتلك الطريقة !
هي تكاد تحصى أنفاسه ، تعلم سكاناته و حركاته بينما هو بدأ يكتشفها منذ 3 أشهر فقط .
أقسم بداخله أنه سيجعلها سعيدة ، لن يجعل البسمة تفارق وجهها الذي بات يعشقه أبدًا !
فوجد أن الوضع مناسب تماما لما كان يريده .
فقال :....
-شكرا لكِ يا من ملكتِ فؤادي .
ابتسمت بصدق على جملته و قد استطاع انتشالها من أفكارها و مخاوفها بشأن عائلتها ..
-و في تلك المناسبة أود أن ..
ثم وضع يده في جيبه و أخرج علبة ، ثم فتحها و أخرج خاتما ذهبيا جميل و قال :...
-عهد قطعته على نفسي أنني سأشتري لك شيئا من جهدي و تعبي .
مطت شفتيها باستياء تعجب له فقال في توجس :...
-ما الأمر ؟! ألم يعجبك ؟!
-يقولون عندما يهدي الرجل زوجته بدون سبب فقد بدأ باللعب بذيله !
قهقه وائل مليء فمه ثم أضمها لصدره و هو يتابع ضحك  ثم قال :..
-زوجتي الطفلة ! من يسمع ما قلته لا يصدق أنك طبيبة في الثلاثين .
ثم قال بلين :..
-لا تقلقي لم يعد لوائل زوجك أي ذيل البته ليلعب به .
عادت البشاشة لوجهها و أظهرت انبهارها بالخاتم ، ثم ألبسها إياه ، ظلت تتأمله بحب ، ثم قال وائل :..
-لقد فقدتِ الكثير من الوزن ، حتى أن الخاتم أصبح كبيرا على بنصرك .. سأبدله !
-لا أنا أريده هكذا .. شكرا يا حبيبي ..
ابتسم على جملتها و بدأ نصائحه المعتادة بأن تهتم أكثر لطعامها و الكثير من النصائح التي تليق بأخصائي تغذية ..
بعدها اتاها هاتف من المشفى ، بالتحديد من الحرس في القسم "د"
و قبل أن تجب أغلق الخط  ، و أعاد الكرة مرة أخرى ، فشعرت بوجود خطب ما ، خاصة و أنا هناك شكوك كثيرة تنتابها حول القسم منذ بضعة أيام ..
و قبل أن تخبر وائل بالأمر أتاه اتصال يستدعيه للعمل ، أخبرها على مضض ، فاستجمعت شجاعتها و أخبرته بأنها تريد أن تذهب للمصحى ، رفض بشدة ، و لما زاد إلحاحها ... اضطر للموافقة .
أوصلها و ذهب هو المطعم و معه " هنا "
×××××××××××
اتجه مراد صوب المشفى حتى يكون جوار سالم الغندور ، جاءه هاتف من والده فأجاب :..
-السلام عليكم يا أبي ؟
-و عليكم يا بني ! هل ما سمعناه صحيح يا بني ؟! هل سيارة الإسعاف ...
كما توقع مراد تماما ، فصافرة الإسعاف ببوقها المميز ينطلق من فيلا رجل الأعمال الشهير سالم الغندور لن يمر هكذا مرور الكرام ، و احتمال مؤكد أن يجد المشفى ممتلئ بالصحفيين في غضون ثوان ، لذلك حمد الله أن سالم أصر على مغادرة حفيدتيه .
لقد تصرف بحكمة حقا هذه المرة .
لكن شر البلاء ما حسبته أنت خيرا !
قال مراد :..
-نعم يا أبي الرجل الحديدي أساس عائلة الغندور في المشفى الآن ..
-لا حول و لا قوة إلا بالله ، اللهم أجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها ، ما حال السيد سالم يا ولدي و ما أحوال الجميع عندك ؟!
-و ماذا تعتقد يا أبي ؟! هو بالعناية المركزة حالته ليست مستقرة بعد ..
-كن بجانب زوجتك يا بني ..
-لقد أوصلتها للمنزل ، و أنا حيث يجب أن أكون جوار جدها .
-لا يا بني ! أنا و عمك سنتكفل بالأمر .. كن بجانب زوجتك !
لم يسمع فريد جواب ابنه بل سمع همهمة في الجوار و كأن مراد يحدث أحد عنده ....
-مراد ! بني .... خيرا !
قال مراد بصوت مرهق ساخر :..
-و أي خير .. لقد فضل الصحفيين التأكد من أخبارهم ، فجاءوا صفوفا لمتابعة الأخبار عن كثب !
-ارم حملك على الذي خلقك يا بني .
-و نعم بالله !
-سنأتيك قريبا .
-لا داعي يا أبي .
-لا بل أنت غادر و كون عونا لزوجتك و نحن سنهتم بالأمر و نوفيك بالجديد .
أغلق مراد الهاتف و قام متنهدا يطلب العون من الله .. ثم ذهب ليفض تجمع الصحفيين المزعج هذا !
×××××××××
دلفت غنا إلي المنزل و في داخلها صراع كبير ، كانت تتحرك بأليه و دموعها متحجرة تماما و كأنها استهلكت محزون الدموع كاملا و لم يبق ما يخفف عنها الآن !و كأن العالم أشخاصا و أشياء ، ماديات و معنويات أجمعوا على تركها وحيدة تحارب في معركتها للحياة ..
و كأنها نست أن الكون قد يتركك لكن خالق الكون لن يفعل ..
لما شعرت بتثاقل الحمل توجهت للمرحاض و اغتسلت و توضأت و فرشت سجادتها أرضا و أقامت الصلاة ...
اشتكت كثيرا ، و دعت كثيرا ، و استغفرت كثيرا .
حتى أفرغت ما في جعبتها كليا .
بعدها شعرت بالراحة ، و توجهت إلي الدولاب أخرجت منامة زرقاء بدون أكمام ، فلم يعد هناك داعي لكي تخفي شيء عن أحد .. فقد جفت جراحا قد تركت أثرا بالغا في نفسها قبل بشرتها .
نظرت مليا إلي وجهها و قد اختفت تلك الكدمة تماما ، تلك الكدمة التي كانت ناتجة عن كسر في عظام وجهها .
تأملت ذراعيها ثم أمسكت كريماتها و أخذت تضع منها و كأنها تتمني أن يزول أثرها تماما من روحها قبلا و كأنها لم تكن .
و جلست تفكر في جدها و رباب و مراد الذي شغل الجزء الأكبر هو و كلمات رباب !
ظلت تفكر لما لم تبد أي ردة فعل تأثرا بخطابها ؟!! هل من الممكن أنه لم يقرأه بعد !!
و لما ؟! هل كأن مشغولا لهذا الحد ؟!!
و كأن عقل الأنثى أبي أن يتركها و شأنها ..
هل لم يعد يرغب بها ؟!
هل مل حقا منها ؟!!
×××××××××
تحرك وائل بسيارته و كانت " هنا " بدأت بالاستيقاظ تدريجيا ، نظر لابنته لهنية ثم غير وجهته عندما صدح صوت أذان العشاء في الأفق .
ذهب إلي المسجد حيث بدأ وائل الجديد ..
أخذ معه ابنته التي ظلت تتساءل إلي أين ، لكنها توقفت عن السؤال عندما رأت والدها يخلع نعله أمام باب " بيت الله " فعلت مثله فابتسم .
كان استقبالا حارا بين وائل و شيخ المسجد الذي عرفه في أواخر ليال الشتاء و أقام عنده شهر غيابه عن الكل ، كانت إعادة تأهيل له !
-مرحبا يا بني ! لقد قلقت من اختفاءك المفاجئ هذا .
-عذرا لقد أقلقتك بلا داعي .. لقد كنت أختبر شعورا مختلفا تماما !!
-إذن سنتحدث كثيرا و تروي لي قصة شعورك المختلف هذا بعد الصلاة ..
انتبه الشيخ لتلك الطفلة الجميلة التي تنظر له بتعجب ، فانحنى الشيخ ناحيتها بابتسامة و قال  :..
-و من تكون تلك الجميلة ؟!
قالت " هنا " :..
-أنا هنا وائل الأنصاري و أنت ؟!
ثم أمسكت " هنا " لحيته و قالت :..
-إن لحيتك طويلة جدا ! لما ليس لدي لحية مثلك  ..
ابتسم الشيخ على عفويتها و قال لوائل :...
-ابنتك لطيفة  !
ثم أخذ الفتاة و أعطاها لزوجته لتصلى معها في مصلى السيدات في الأعلى !
و بعد انتهاء الصلاة و انفضاض الجمع ، جلس الشيخ مع وائل في أحد الأركان و طلب منه الشيخ أن يسرد له ما حدث له خلال الثلاثة أشهر الماضية و ما هذا الشعور الجديد الذي انتابه ..
شعر وائل بنسمة من هواء الربيع تلفح وجهه و هو يتحدث :...
-ذلك الشعور الذي انتابني لا أستطيع وصفه ، أن تكون سند عائلتك و عمادها ،  يا له من شعور ؟!!
-أنار الله لك طريقك يا بني  ، لكن هل تحافظ على صلاتك بالجامع ..
-إن استطعت يا شيخنا ، فالحياة لن تعطيك الوجه المنعم دائما ..... وائل المُنعم لم يعد كذلك ، مات ابنه , بيّع منزله و احترق مصنعه و لم يبق له من ذكرى من والديه سوى السيارة ، و يعمل بوظيفتين ..
ربت الشيخ على كتفه هاتفا :..
-كلما اشتد البلاء عظم الأجر يا بني ..
-لكني لست آسف ، حتى أني أشكر الله الآن أكثر لأنه ابتلاني ... موت سليم غيرني ، صنع مني وائل هذا ، أعاد لي زوجتي و ابنتي و حفظ لي أختي ... الآن نحن نجتمع على مائدة واحدة ، أصلي بهم جماعة فجرا  ، كم أشعر بالسعادة و أنا إمام زوجتي في صلاتها  و غبطة انتابتني عندما كنت أول من يعلم ابنتي أولى خطوات صلاتها ، شعرت بالأمل عندما سلمت أختي إلي رجل سيحافظ عليها ! وقفت جوار زوجتي في حملها ، كم شعرت بالفخر و  أنا أتابع نمو ابني يوما بعد يوم في بطن أمه ،  و شعرت بالندم أني فوت على نفسي كل تلك السعادة ، كم كنت غافلا أحمقا ..
قال الشيخ مبتسما :..
-سبحانه الذي ابتلاءك كي تفيق من غفلتك ... و لم يتركك في طغيانك !
-أود أن أخد رأيك في قرر يراودني و أريدك أن تدلني على صواب أمري .
================
تقدمت رباب من الحديقة الخلفية حيث يوجد قسم "د" ، كانت هناك ما يشعل فكرها فلم تكن منتبه لما يدور حولها ، ففي الفترة الأخيرة و منذ عملت في هذا القسم و هي تشعر بأن هناك أشياء غريبة و مريبة تحدث ، و عندما بعثت تقريرا لدكتور ممتاز ، لم يصلها أي ردة فعل منه ..
تقدمت نحو الباب المخفي للقسم و امتدت يدها لحقيبتها لتأخذ المفتاح .
و قبل أن تمتد يدها لتفتح الباب ، شعرت بأن قدمها لم تعد تحملها ، و كأن الليل و الظلام سواء ، و كأن السماء انطبقت على الأرض ، لتسقط بعدها دون حراك ...
×××××××××××
بعد أن بذل مراد جهد جهيد في إبعاد الصحفيين و قد لاحقته أسئلتهم الفضولية العديد عنه و عن زوجته و سبب إخفاءها عن الأعين و عن حالة سالم الصحية .. إلي أن استطاع بمساعدة الأمن إبعادهم .
جلس في سيارته و هو يشعر بالإرهاق
ثم قرر التمشي قليلا ، فهو يشعر بالاختناق ، فترجل من سيارته و وضع يده في سترته ، و قبل أن يبتعد عن السيارة , لاحظ صوت في جيب السترة و شعر بورق في جيبه .
شعر بالضجر و عاد مرة أخرى إلي السيارة , و ألقى بالورقة أمامه دون أن ينظر لها !!!!!!!!!!!!!!
و قرر المكوث في السيارة
شعر بالعجب من تقلب مزاجه هذا ، ثم أرجع رأسه للخلف و أغمض عينيه ليسترخي  ...
××××××××××××
في حفلة بلال ،،،
شعر بلال بشعور غريب يجتاحه ، لكنه ميز شيئا واحدا من مشاعره المختلطة ألا و هو الغضب ..
يشعر بغضب كل خلية من خلايا جسده .
الآن نسي ميرنا و الحفل و المصنع و لا يفكر سوى في سمر ! لا يمكن أن تأتيه الطعنة من هنا ! ليست سمر ..... مستحييييل !
لا يمكن أن تكون مخادعة لتلك الدرجة ...
و من غضبه أمسك أكرم من رقبته مرة أخرى و هتف فيه :.....
-أفق ! أيها السكير .. من تلك زوجتك ؟!
أصدر أكرم صوت متألم  و هو يقول :..
-سمر الأنصاري !
اتسعت عيني بلال و هو يقول :..
-أنت مجنون .. هي زوجتي .
أطلق أكرم ضحكة عالية ، جعلت بلال يتركه متفاجئا بردة فعله ، إلي أن قال أكرم :...
-إذن أنت لعبتها الجديدة ! مجرد تسلية ستزهدها هي بعد فترة و تلقي بك كمن سبقك ..
ثم أكمل ضحكه ، تلك الكلمات المسمومة التي أقنع أكرم بها نفسه أقنع بها بلال !!!
أي رجل في موقفه بعدها سيشتاط غضبا ! فما بالك بمن كل همسة من أنثي تمثل لها هاجس مقلق !!!
ثانية و توقفت ضحكات أكرم كم توقفت أنفاسه كذلك أثر تلك اللكمة العنيفة التي تلقاها ، و جعلته يسلم على الأرض سلاما حارا بوجهه !!
-خذوا ذلك الكلب بعيدا حتى يفق ، فأنا لا أعاقب السكرى !! أريده أن يكون بكامل وعيه عندما أسحقه بين يدي !
قالها أمرا للحرس !
كانت نظرات بلال قاتمة مخيفة ، و كأنها جمرة مشتعلة !!!
خرج من المكان ، ثم إلي الحفل و هو يجاهد ليبدو طبيعيا .
جال المكان بعينه بحثا عن سمر حتى رآها تقف هناك بجوارها ............... ميرنا !!!!
لم يعلم كيف تسللت تلك البسمة الساخرة وجهه ! و عقله يجرى مقارنة تفصيلية و تخلق تشابها وهميا بينهما !
بينما هو يسير تجاههما بخطوات بطيئة متمهلة خطرة .
_________
بينما عقل سمر كان يحاول الصمود بالرغم من صدمته !
لا ! هذه المرة غير ..
لن تهرب ككل مرة ..
ستدافع عن حقها في بلال ! كما ستدافع عن كرامتها !
لن تسكت ككل مرة متقبلة الإهانة .
و هي ستصرف بطريقتها مع بلال ! و ستعنفه عن إخفاءه عنها سرا كهذا !
كما أنها ستعاقبه و لن تسامحه بسهولة !
لكنها كانت حقا غاضبة منه و عليه !
و بفعل أفكارها هذه وجدت لسانها يقول :..
-إذن أنت هي الخائنة الحقيرة التي حكى لي بلال عنها .
ألجمت الجميع بقولها و جراءتها التي أخفاها مظهرها الخجول ، لكن ميرنا تمتمت بحنق :..
-ماذا تقولين يا أنتِ ؟!!
قالتها بتحقير ، فردت سمر :..
-أنا سمر الأنصاري زوجة بلال الهواري  ، إن كنتِ جاهلة بقدر الناس فلا تتحدثِ .... لكن ماذا أفعل فلي قدرة خارقة على مخاطبة الناس على قدر عقولهم !
-يجب أن تكونِ هكذا و إلا كيف استطعتِ أن تتزوجي بمجنون كان يمكث بالمشفى العقلي بعد أن أفقده جمالي عقله .
قالتها ميرنا ضاحكة ساخرة ، فقالت سمر بكبرياء لم ينتقص :..
-بعض الأشخاص من كثرة نقاءهم لا يستطيعون التعامل مع كتل الخيانة و الخثة المتحركة ، فيحتاجون لإعادة تأهيل بالمصحات النفسية كي يتمكنوا من التعامل مع بعض المجانين بالخارج .
لم تجد ميرنا ما يقال ،  بينما اقتربت منها سمر بثقة مهلكة :..
-لا تقلقِ يا حلوة !  فأنا كفيلة لأمحو أي أثر لكِ في حياة بلال .. و أنا عليه قادرة !
.....
لم يكتمل ذلك النذال و المبارزة الكلامية بسبب تلك الدفعة القوية التي تقلتها سمر عندما جذبها بلال من ذراعها نحو ، دون أن يسمح لها بالمقاومة جرها خلفه دون يلتفت قيد أنملة غير آبه بتعثرها بسبب فستانها الفيروزي الطويل  !!
فلو التفت إليها الآن لصفعها بقوة على ما تفوهت به !
ألا يكفى اشتعاله الآن بسبب ما علمه عن ماضيها ليأتي حديثها  الأحمق من ميرنا – الذي للأسف لم يسمع سوى أخر جملة فيه – ليزيد الطينة بلة الآن و يزيده غضبا على غضب !
خرج كلاهما من الحفل و فقوا في جانب بعيد عن الناس عندها ترك يدها ، فهتفت هي :..
-ما الذي تفعله يا بلال ؟!! ما هذا الأسلوب ؟!!
-ما الذي أفعله أنا !!! أم ما الذي تفعلينه أنتِ .. لما كنتِ تتحدثين مع تلك الحرباء .
أخطئت فهم معنى جملته و سبب غضبه فهتفت بسخرية و غضب مكبوت :...
-و لما ؟! هل هذا ما سبب غضبك أنني علمت عن كل ما كنت تخفيه عني ..
-أنا أخفيت عنك !! إذن ماذا فعلتِ أنتِ .
-أنا ! و ماذا أخفيت أنا عنك ؟!
-حقا لا تعلمين يا قادرة !!!
قالها بهمس متهكم ، كنت تحاول أن تستشف مقصده و قد بدا لها ساخرا ، لكنه تابع :..
-الوغد الذي كنت أبحث عنه لأثأر لكِ منه أتي لي بقدمه بكل وقاحة يخبرني عن زواجكما الآن و قد أوضح كم كنت مزحة لطيفة لتجربة جديدة لك !!
دمعت عيناها بانفعال و قالت :..
-و كيف لم تكن تعلم عن زواجنا يا بلال ألم تعقد قراني و تعرف أني مطلقة ..
-يبدو أني كنت مشغولا بالتفكير أي ملاك تزوجت و لم أنتبه لهذا و أنتِ كنت مستمتعة تماما و أنت تكملين تمثيل دورك عليّ و لم تفكري في إخباري .. أو ربما تكونين متفقة مع ميرنا و هذه كلها خدعة و أنا وحدي كنت لعبتكم ..
قالت بصوت يقطر وجعا , و هي لا تصدق اتهامه و هي التي كانت تدافع عن كرامته أمام تلك الحرباء متناسية تماما كرامتها :...
-هو قال عني و أنت صدقته أليس كذلك ؟!
نظرت له بنظرات مستشفة تبحث عن أي عذر لسوء  ظنه بها , لكنها للأسف لم تجد أي عذر  أو ندم و إنما قتامة غلفت عينيه البنية بقسوة لم ترها في عينيه يوما ! لا تصدق أن العينين التي فاضتا بعذب المعاني و سطور  العشق الآن تقسي عليها بكلام قتلها بصمت ، فأمعنت في قسوة معانيها هي الأخرى و هي تهنف :...
-إذن يجب أن تعود لمصحي الأمراض العقلية مرة أخرى .
-سمر !
قالها هاتفًا , و هي يجذبها من ذراعها نحوه فاصطدمت بصدره ، لكنها لم تعبأ !! لم تعبأ أنها جرحته و أهانت كرامته و رجولته بكلامها !
لم تعبأ به !!
كما لم تعد تعبأ بمشاعر أي حد  !!
يكفيها جرحا حتى الآن ..
ألم يكتفي العالم بقهرها بعد !
تعبت من الصمت !
تعبت من التضحية !
تعبت من أنها المفعول في كل جمل حياتها ، لتجرب يوما أن تكون هي الفاعل ، فمن الممكن أن يعجبها الأمر ؟!!
تعبت من كونها الجانب المظلوم دوما .. لتجرب مرة دور الظالم ، ربما يروق لها ؟!!
لكنها حقا لم تكن تريد أن تحرج الشخص الذي  و لأول مرة صدحت دقاتها باسمه علانية !!
لكن لما تفنن هو في أذيتها هكذا ؟! كيف صدق كلام وغد كأكرم !!
فتابعت هي :..
-حقيقة عرفتها أنا اليوم من حبيبتك السابقة ... يا من أخبرتني أني حبيبتك الوحيدة .. يا من المفترض أني زوجتك .. يا من المفترض أني أقرب نساء الأرض إليك أجدني أجهلهم بك !!
شعر بشعور غريب ، و هو يتلقى كلماتها الذي أصابته في الصميم !
الآن يشعر بالتشتت !! بالضياع !!
لا يعرف كيف التصرف ؟!
ماذا يجب أن يفعل !!
من الصادق و من الكذاب !
من ينتصر القلب أم العقل !
الماضي أم الحاضر .
بينما كان جسدها ينتفض بانفعال ، ثم تركته و سارت مسرعة !!
التفت إلي حيث ركضت ، و قد لاحظ ظلام المكان التام .
فوجد نفسه يهرول خلفها ربما بفعل خوفه عليها ... حتى أمسكها من ذراعها ثم جرها خلفه و هي تحاول أن تفلت منه و قد خانتها دموعها لتبلل وجنتيها  !
وصل إلي حيث سيارته ثم دفعها في الداخل و أغلق باب السيارة .
حاولت هي الهروب لكنه كان الأسرع ليغلق الباب أوتوماتيكيا بجهاز التحكم الخاص بالسيارة و ركب جوارها !
و قاد السيارة بصمت تام .
هتفت هي باهتياج :..
-انزلني  ! قلت لك أنزلني يا بلال !
وظلت تضربه على كتفه  .
و هو يقود بصمت تام و ملامحه متجمدة ، يحاول التمسك ببقايا ثباته الانفعالي ، فهو لم يعد يضمن ردة فعله أو تصرفاته عندما يخرج عن السيطرة !
لما يئست من تجاوبه معها ، و ضعت كفيها على وجهها لتغطيه بينما انسابت دموعها كالشلال ، حتى بات يسمع صوت شهقاتها العالية و نشيجها المتواصل مع ارتجاف جسدها كلها !
تمسك بما بقي له من صبر و جمود حتى لا يضمها الآن لصدره و يكمل أسطورة عشقهم !
لكن لا !
هو بلال الهواري .. ليست لعبة في يد النساء يحركونها كيف يشاؤوا !
سيقام حديث طويل لكن ليس الآن ..
أوصلها للمنزل و انطلق نحو حفلته التي تركها من أجلها .
رمقت طيف سيارته المنصرف بدموع منهمرة لتصعد أولي درجات سلم بيتها ..
لينسدل الستار على حكاية عشق باتت حكاية جرح !!
========
الفصل الثالث و الأربعون (الجزء الثاني )
وصل مراد إلي شقته ليجد أن الصمت قد رسم فيها صورة بشعة !
ابتسم بسخرية !
أليس هو معتاد على ذلك منذ أن اختار هذا المنفى الاختياري بعيدا عن أهله و و ناسه .
و منذ أتت تلك الفراشة الزرقاء لم يختلف الأمر كثيرا .
ماذا كان ينتظر ؟!
أن يدلف ليجد تلك الموسيقى العذبة تنعش المكان !
و زوجته تستقبله بابتسامة غناء مع وعد بإشفاء كافة جروحه و شقاءه !
تابع بتلك الحسرة اللاذعة إلي غرفته دون أن يلتفت إلي غرفتها حتى !
و دون أن يبدل ثيابه ألقي بجسده المنهك على الفراش لينام في ثوان معدودة ..
×××××××××××××
أشرقت شمس صباح جديد حامل في طياته الكثير على أبطالنا !!
داعبت الشمس وجه وائل الذي نام على الأريكة البارحة من شدته إرهاقه ..
فقد جاء في وقت متأخر ليلا فقد كان يبحث عن عمل جديد بعد أن كرر  ترك  هذا المطعم !
بعد أن أكد الشيخ قراره الذي كان متذبذبا فيه ، بعد أن أخبره بأمر علا و ما تريده و أمر المدير الذي تعامل معه على أنه المخطأ ، فيجب إرضاء العميل مهما فعل !!
فجاء رد الشيخ شافيا كافيا بقوله تعالي " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الأخرة  و الله يعلم و أنتم لا تعلمون " صدق الله العظيم
نزل هذا القول بردا و سلاما على وائل و هو يستشعره بكل خلاياه  و قد أكمل الشيخ * ان تركت هذا رغبة في رضا الله فسوف يرضيك الله *
و بعدما عاد ليلا ، ثم أنام " هنا " النائمة جواره أخته النائمة كذلك .
لم يستطع الذهاب لغرفته من شدة الإرهاق فنام على الأريكة !
**
سمع صوت جلبة يأتي من المطبخ فاتجه صوبه ، ليرى أن سمر تقف في المطبخ تعد الفطور بآلية تامة !
تعجب من قيامها بذلك في ذلك الوقت الباكر جدا من الصباح !
شعر بأن الأمر خارج عن المألوف ..
و ما زاد هذا الشعور لديه عندما وجد دمعة شاردة تسرح على خديها فمسحتها بسرعة !
-سمر !! ماذا حدث ؟
تفاجأت بوجده فقالت :..
-وائل !! لا شيء .
اقترب منها ينظر لعينيها مباشرة و قال بحنان أخوي خالص :..
-إن كذبتِ على أخوكِ ، ففي خضن من سترتمين تشكي همك !! من سيمسح دموعك من على خديكِ ! من سيجلب حقك ، أنا يا حبيبتي من سأفعل .. قولي ماذا فعل لك بلال ؟
هتفت بصدمة :..
-كيف علمت أنه بلال ؟!!
أغمضت عينيها و لوت فمها بطفولة و هي تستدرك غبائها فهي قد وقعت في فخه و اعترفت .
فقال هو بتسلي :..
-إذن هو صحيح ..  ماذا فعل ؟
تنهدت بهدوء و هي تردف  :...
-أريد أن أحلها وحدي من فضلك يا أخي .. تلك الحياة أنا من سأحاسب عليها لذلك وحدي من سأتلاعب بأوتارها !
نظر لها طويلا متأملا ثم قال :..
-سأتركك الآن تجربين ! لكن في أي وقت سأري أن الأمر يستدعي تدخلي سأتدخل دون أن أسألك حتى .
ابتسمت له ابتسامة لم تقصد أن تجعلها باهتة لكنها كانت نابعة من شحوب حياتها كلها منذ ليلة أمس !
قبل وائل رأسها ثم قال مازحا :..
-لكن أين طبيبتنا الهمامة ! ألم تستيقظ حتى الآن ، لقد توقعت أن تستيقظ باكر حتى نذهب و نطمئن على جدها !
-لا أعلم ! لم أرها .. لكن ماذا به جدها .
-لقد شعر بالتعب قليلا أمس و ذهب للمشفى ، سأذهب لأوقظها .
-و أنا سأتكفل ب "هنا"
ذهب إلي غرفتها و فكر كيف يوقظها بمزاح و لهو عابث ليمحو عنها توتر البارحة !
لكن خطواته توقفت تزامنا مع دقاته و أنفاسه عندما وجد الفراش مرتب تماما على نفس هيئته البارحة ، و لا دليل على أنه أحد دخل تلك الغرفة أمس !!!!
××××××××××××××
في شقة مراد ،،،
استيقظ مراد من نومته و اغتسل و أعد الفطور و استعد للخروج ، لكن انتابه القلق حيال ذلك الصمت المقلق للمنزل !
كما أنه يريد أن يأخذها لسالم الغندور قبل أن يذهب لعمله فقرر خوض تلك المخاطرة و الدلوف إلي غرفتها !
حاول فتح الباب و هو متعجب أنه ليس موصدا من  الداخل كعادتها .
شعر بتيبس قدميه ، و شلل أصاب كافة حواسه و هو يرى تلك اللوحة المدمرة للغرفة ..
قطع زجاج النافذة الكبيرة التي تناثرت أشلائها على الأرضية .
ازدردت ريقه بخوف و هو يتابع بعينه قطرات الدماء على الأرضية ....
.......................
-سمر ! سمرررررر ..
أتته مسرعة بسبب صوت صراخه العالي قائلة :..
-ماذا هناك يا وائل ؟!
-رباب !! أين رباب ؟!
-أليست هنا ؟!
قالتها و هي تنظر لداخل الغرفة التي كانت مرتبة بعناية ، كل شيء في مكانه كما رتبته هي !!
فالبارحة كان دور سمر في التنظيف فهي أخر من خرج من المنزل .
أخدت تتأكد من الأمر ، و فتحت دولاب رباب لتتأكد من أمر هام لتبعد ذلك الهاجس المزعج عن رأسها !
لكن كلا ! لقد تأكدت من شكوكها ، الثياب التي كانت ترتديها رباب البارحة غير موجودة ..
كان وائل يهتف بانزعاج و عصبية :...
-سمر ! أنا أسألك أين رباب و أنتِ ماذا تفعلين ؟!
كانت سمر بالأساس منزعجة ليأتيها وائل و يفرغ غضبه فيها فهتفت :...
-بلال! هي زوجتك و ليست زوجتي .. من الذي من المفترض أنه يعلم .
كانت تتحدث بعصبية كبيرة و كأنها حقا خرجت عن طورها و نست أمر رباب ..
أما أنها أيضا حانقة على رباب ؛ لأنها أخفت عليها حقيقة بلال .
لم يستوعب وائل ما تفوهت به سمر فقال بحزم :..
-أولا أنا وائل و لست بلال يا سمر !
أدركت هي للتو ما تفوهت به فلعنت حماقتها ، لكنه تابع :..
-و أنا كنت أسئلك لأني بت ليلتي على الأريكة لم أدخل للغرفة حتى ! لكن معك حق هي زوجتي أنا ، أنا من يجب أن يعلم ...
ثم تركها و أخذ مفاتيحه و غادر المنزل بالكامل و هو يتوعد لها إن كانت قضت ليلة الأمس بالفعل خارجا حتى لو كانت في عملها ..
ألن تكف عن التصرف بحماقة و طيش !! هي ليست مسئولة عن نفسها فقط بل هناك جنين الآن ينمو في أحشائها !
كما أنها تكاد تكون ساهية أنها متزوجة ، و هو الوحيد الذي لديه السلطة على حياتها ! يجب أن تسأله قبل أن تتصرف أي تصرف أحمق كهذا ..
أم أنها إلي الآن لا تعتبره رجلها ! أم أنه بعد كل ما يفعله ليس أهلا لثقتها !
زفر زفرة حارقة تحمل ألما كبير بداخله !
و جزء من قلبه يراوده أنه من الممكن أن يكون لديها عذرا منعها من إخباره ! ربما لديها سبب شافي لعقله و قلبه !!
و أي عذر يا ترى ؟!!!
............................................
وقفت سمر مكانها تحاول تدارك الموقف !!
ماذا بها ؟! ما الذي يحدث لها ؟! و ما الذي تفوهت هي به ؟!
اللعنة عليك يا بلال يا ابن الهواري !!!
أنت السبب !
أم ربما أنا السبب ؛ لأني جعلت لك كل تلك الأهمية في حياتي !!
.....................................

عما قريب سأصرخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن