الفصل السابع و الأربعون (الجزء الثاني و الاخير )
اتصل بلال بمراد ليأتي هو الأخر للمرحاض بعدما رأي عبد الحميد مع وائل هناك !
وائل : بلال !! لماذا جئت ؟
-أنا من أسأل الآن .. ماذا تفعلون هنا ؟ و أنت دكتور عبد الحميد من تكون بالضبط .. عندما قصدك في المشفى عاملتني بطريقة بشعة و الآن أنتما هنا .. ما الذي تخططان له الآن .
عندها دلف مراد أيضا للداخل فوجدهم كلهم بالداخل .
مراد : ماذا يحدث يا بلال !!!
وائل : لا تقولا أنكما تتبعاني ؟!
بلال : إن كانت تصرفاتك مثيرة للريبة من حقنا تتبعك .
وائل : و إن كنت أنا أريد أن يعلم أحد لكان الأولى أن أخبر أختي أليس كذلك ؟!
عبد الحميد : لتهدأ قليلا يا وائل .. صوتك مرتفع !
وائل بإرهاق : يا الله ..
بلال : أرح نفسك و أرحنا و أخبرنا ما الذي تخطط له !
عبد الحميد : صبرا بالله ! بداية وائل ستذهب الآن و تذهب مع نهي و كأن شيء لم يحدث ، ستوصلها إلي فندق " ... " حيث ينتظرها عاصم و هشام ... و أنا سأخرجك بعدك و بعدها تتبعاني أنتما بسيارتكما ..
قالها مشيرا إلي مراد و بلال ، فأردف وائل :..
-و بعدها سأقود سيارتي إلي مركز العلاج الطبيعي " .." و أخرج من الباب الخلفي .. و سيتبعني عاصم و هشام و نهي فيما بعد .. سنتقابل في منزلك دكتور عبد الحميد بعد ساعة .. اتفقنا !
-حسنا !!
تم تنفيذ الخطة تماما كما خُطط لها !
و اجتمعوا بعد ساعة في منزل دكتور عبد الحميد الذي استأجره مؤخرا ..
جلس كلهم حول طاول مربعة الشكل ، و نظرات الحيرة تنقل من عاصم و هاشم و نهي إلي بلال و مراد و العكس بالعكس .
ذهب دكتور عبد الحميد ليجلب ملف من خزانته بينما قال وائل:..
-إن أردتما أن تفهموا ما يحدث ، فأنتما مجبران على استكمال الخطة معنا ...
أومأ مراد و بلال لما استشعرا حساسية الأمر .
ألقي إليه دكتور عبد الحميد ملف ، فالتقطه بلال أولا بدأ يقرأ فيه معلومات عن شخص ما ، فتركه و أردف :..
-و ماذا يعني هذا ؟
التقط مراد الملف و دارت عينيه بسرعة على الأسطر إلي أن وصل عند سطر ما فظل يقرأه مرارا و تكرارا و هو يسمع وائل يقول :..
-هذا ملف المجرم المجنون !! و هو السبب في اختفاء رباب .. إن أردنا أن ننقذ رباب فعليا أن نصل إلي هذا الشخص :..
قال مراد مشدوها :..
-جاسر ! الجوكر .
وائل : بلى !
مراد : الذي حرق مصنعك .
وائل متنهدا : أجل !
هب مراد واقفا و هو يهتف بصدمة :..
-هو جسار الجاسر نفسه .
وائل : نعم ! ماذا هناك ؟!
مراد : ذلك الرجل زوج غنا الأول ! أنه مختل عقليا .. سادي !
سقط قلب وائل بين قدميه !
ترى ماذا يفعل بكِ يا حبيبة القلب و الروح .
=======
دلف جوست إلي رباب فوجدها كما تركها لم تغير وضعها , جامدة !
لكنها تتمتم بشيء لم يتبينه ، فاقترب منها بوجهه بدافع الفضول فسمعها تقول :..
-الحمد لله ! الذي لا يحمد على مكروه سواه ! الحمد لله في السراء و الضراء .... بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيئا في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ..
كانت ترددها ، إلي أن على صوتها فجأة و هي تهتف :..
-لماذا اقتربت هكذا ؟!
فزع قاسم و عاد للخلف خطوات و هو يهتف :..
-أووووه . ألستِ معصوبة العينين .
-لكني لم أفقد السمع و الحس لكي لا أشعر بأنفاسك قريبة من وجهي .
-أووف
-أخرج يا قاسم ! فأنا أشعر بالاختناق كلما شعرت بك حولي .
-و لما يا ترى ؟!
قالت باستهزاء :..
-حقا لا تعرف ! لماذا يا قاسم ؟! لما تدنس روحك .. بعد اعتبرناك واحد منا خنتنا ، لقد استبدلت الذي هو أدني بالذي هو خير .. بئست المقارنة و بئست البيعة !! أنت فقط تضر نفسك قبل الجميع ..
-اهتمي فقط بشئونك الخاصة .. فأنت لا تعلمين مع من تتعاملِ ، فلا شيء سيضرني معهم .
ابتسمت ساخرة و أردفت :..
-يبدو أنك الذي لا تعرف مع من يتعامل ! قد تكون أول كبش فداء يضحون به إن تعارضت مع أحد أهدافهم .
قطع حوارهم دخول شارك لاهثا يهتف لجوست : ..
-جوست ! أين كات ؟
-ليست هنا ! ماذا يحدث ؟!
-الزعيم يريد أحد أن يسعف سجينته الأخرى و إن لم أجد من يفعل سيقطع رقبتي .
-أبحث عن شخص يفعل ! فهل تعتقد أني طبيب حقيقي .
-لابد أن نجد حلا .
فكر جوست للدقائق ثم توجه بصره لرباب و بدأ يفك وثاقها .
شارك : ماذا تفعل ؟!
جوست : أنتم تريدون طبيبا و هي كذلك ؟!
و أخيرا حررت من أغلالها ، شعرت بصعوبة في الوقف و كادت تقع ، فاستندت على الحائط .. حررت عينيها كذلك ، و جدت صعوبة في التكيف من الضوء الضعيف في المكان ، لكن سرعان ما اعتادت الأمر !
نظرت حولها فلم تجد وصف لتصف به المكان !
إنه أقذر ما رأت على الإطلاق .
أنه كسجن للقلب و الروح قبل الجسد !!
غير ورق الحائط المخيف الذي يجعلك حبيس الخوف فقط غير سامح بأي شعور أخر ليسيطر عليك !
استعجلهم شارك ، فأرشدها جوست إلي هناك ، كانت تسير خلفه ببطء متعب ! حتى دلفت للداخل ، فوقعت عينيها عليه و هو يجلس على كرسي هزاز ، و هو مسترخٍ كليا !
ثم هتف : لما جلبتها يا شارك ! أهذه هي أوامري .. أم أنك تريد أن تعجل بموتك و موتها .
قالها جاسر بصوت مرعب ، مخيف ...
-سيدي !
قالها شارك بصوت مرتجف ، فتابع عنه قاسم الذي كان يقف جواره من البداية :..
-سيدي إنها طبيبة ، فكات ليست هنا ...
رمقه جاسر بنظره ذرعت الرعب في أوصاله ، دارت عينا رباب على المكان فوجدته أكثر رعبا ، و كأنه استيديو لتصوير أحد أفلام الرعب .
لكن عيناها تجمدت عندما رأيت غنا هناك فاقدة للوعي !
لقد جمع بينهما القدر مرة أخرى لكن بالطريقة الأبشع لكنها ربما الأصلح !
و كأن رباب ليست حامل ، و كأنها ليست أقرب أن تبكي من الألم !
و كأنها لا تقف وسط مجموعة من الوحوش !
ركضت كطفلة صغيرة .
جثت على ركبتيها و وضعت رأس غنا على فخذها و شرعت في افاقتها ، لكنها رأت وجهها الذي غطته الدماء و الكدمات ، مشوهًا رقته !!! و تلك الحروق على رقبتها ، المشهد الذي جعل رباب تبكي ..
-غنا !! حبيبتي ! ردي عليّ ! ماذا فعلوا بكِ يا غنا ... غنااا !
ثم هتفت صارخة :..
-أنت أيها المهرج !!! اجلب ماء و عطر .
ذهب قاسم من فوره ، فهو يعلم أنها تقصده هو ، جلب لها ما أرادت و هو مستنكر لما لم يفعل الزعيم شيئا بديهيا كهذا!
لكن بمجرد ما وقعت عينيه على غنا و زال ذلك الاستفهام !
فهل يرأف الغول بحال ضحاياه !!
أنه حقا وحش !
كانت رباب تحاول معها و تحاول و هي لا تستجب إطلاقا ، حاولت طمأنتها بوجدها جوارها لكن لا فائدة .
لاحظت رباب ارتفاع درجة حرارة غنا بشكل مخيف ..
===========
مراد هاتفا : ماذا !! هل تريد أن تخبرني أنكم لا تملكون أي دليل على مكانه الحالي و لا حتى إن كان فر هاربا ألم لا ؟!
بلال : العصبية لا تجني ثمارها .. الهدوء أسلم حل كي نفكر .
كيف يطلبون منه الهدوء و قد تعمقت فكرة الانتقام في نفسه ، و ذلك الهاجس المخيف الذي بدأ يراوده ، فموعد هروبه نفس موعد اختفاء غنا !
و إن صدق حدثه ! فهذه كارثة !
غنا وقعت بين براثن الغول .
عبد الحميد : على الأقل قدر موقف وائل ! فزوجته في خطر !!
-و ربما هي ليست الوحيدة التي في خطر .
قالها مراد بألم ، لم يفهمه الحاضرون فسأله وائل :....
-ماذا تقصد ؟!
سرد لهم مراد ما حدث مع غنا و ما يظنه ، فازداد التوتر و القلق .
عندها ضرب وائل الطاولة بقبضة يده هاتفا بعصبية :...
-هل سنظل جالسين هكذا دون فعل شيء .
عاصم : طرف خيط نريد فقط طرف خيط .
وائل : الحل لدي ، سأذهب لتلك العلا و أجذبها من شعرها و أجعلها عبرة و أجعله تخبرني كل شيء .
عبد الحميد : و إذا كانت بالفعل لا تعرف شيء .
وائل هاتفا : أي شيء أفضل من لا شيء .
هشام : ما رأيكم أن نتبع الممرضة .
مراد : و هل سنظل في مرحلة التتبع فقط !!
بدأت مناوشات و أصواتهم بدأت تعلو ، فقاطعهم عبد الحميد هاتفا : ...
-توقفوووووا !
انتبهوا له فقال بجدية :....
-اسمعوا ما الذي قررته ... أنا لن أذهب للمشفى في الغد ، أخبرهم بذلك هشام نيابة عني غدا ، و عاصم و نهي ستتبعان تلك الممرضة .. هشام عيناك ستظل تراقب القسم "د" بما أني عينتك فيه ، ستراقب همسات و حركات الحرس ... و أنت يا وائل ستستدرج علا إلي المخزن لتعرف منها المكان .. أما مراد و بلال سيظلون معي .. أنا و مراد سنجمع أقصى معلومات عن جاسر و ان شاء الله نهتدي للمكان الذي يقيم فيه الآن ! و بلال أنت ..لدي لك مهمة خاصة ...
=================
أشرق الصبح و تنفس قائلا للأمل أسرع ..
عليك أن تكبر و تهلهل .
فالنفس ضاقت ، و القلب تألم ، و العقل وحده يدور يبحث عن منفذ !
ظلت رباب طول الليل ساهرة جوار غنا في محاولات مستديمة لخفض درجة الحرارة حتى انخفضت قليلا فتنفست الصعداء .. ألقت نظرة على ما أمامها ، فوقع نظرها على كتلة الجليد المتحركة الجالسة بكل جمود على كرسيه الهزاز يراقبهم بصمت متأمل ، فتمتمت رباب بغير رضا :..
-و أخيرا وجدت من يفوقني برودا ، فهو قد كسر الرقم القياسي في البرود و الاستفزاز .. لكن حقا هل أكون مثيرة للاستفزاز كهذا الشخص .
شعرت رباب بألم شديد أسفل معدتها و تشنج في وجهها من أثر الجروح و القليل من الدوار ، و شعرت بالجوع الشديد لكنها صمتت .
دخل قاسم في هذه اللحظة جالبا الطعام ، ثم قال باحترام لجاسر : ...
-سيدي ألا تفضل أن ترتاح قليلا .. فأنت لم تنم منذ الأمس .
بسرعة جذبه جاسر من مقدمة قميصه بقوة تجاهه ليميل قاسم بفزع بجذعه ، ثم قال جاسر بحدة :..
-إياك .. ثم إياك أن تملي على الجوكر ، ما يفعل .. فهمت !
أومأ قاسم برعب من نظرات الجوكر المخيفة !
دفعه الجوكر بعيدا ، فخرج قاسم صاغرا و هو يسبه في سره !
سمعت رباب صوت أنين خافت يصدر من غنا و كأنها تحلم :.
-أبي ! رنا ....
ثم قامت فزعة تصرخ :..
-دم .. دمااء ... دمااااء .
رباب : غنا ! اهدئي ...
وقعت عيني غنا عليه و هو يبتسم لها باستفزاز ، فارتجفت و اختبأت في أحضان رباب و هي تتمتم بذعر :..
-قتلهم ! قتلهم أمام عيني ..
-من يا غنا ؟ من يا حبيبتي ؟
لم تجب غنا بل ظلت تردد نفس الجملة مرارا و تكرارا و هي ترتجف و كأنها ترى المشهد أمامها !
لم تفهمها رباب ما قالت ، فجاءها الجواب من جسار :..
-تقصد أني من قتلت والدها و أختها ..
ضحك ملء فاه ... بينما شهقت رباب بفزع و هتفت :..
-أنت من قتلت خالي خالد و رنا !!!!! لما ؟
أردف جسار ببرود سفاح:..
- لم يكن عداءً شخصيًا .. بل كان مجرد مهمة .... لا أدري لم النساء تضخم الأمور هكذا إنه عملي يكفي أني تركتها حية ذلك اليوم و رغم هذا لم تحفظ الجميل و هربت من زوجها و طلبت مني الطلاق ...
من هول ما سمعت وجدت رباب نفسها تتمتم دون وعي :..
-أنت متوحش ! مجرم !! سادٍ و مريض نفسي .
كان (بول) قد دلف منذ لحظات و سمعها تسب زعيمه فأمسكها من شعرها مجبرنا إياها على الوقوف بعنف و رباب تصرخ من الألم و هتف :....
-كيف تجرؤين على إهانة الزعـ...
لم و لن يكمل جملته أبدا !
فقد أصابت رصاصة من مسدس جسار رأسه ، فأردته قتيلا في الحال :..
- كيف تجرأ على مقاطعتي ..
ارتجف كل الواقفين من المشهد الذي لم يستغرق ثوان معدودة .
شهقت رباب بفزع بينما صرخت غنا بهلع حقيقي !
لقد مات تابعا حقيرا لسفاح ، مات دون توبة .
عاش مجرما و مات على يد الوجه البشري للشيطان !
قبحت خاتمتك يا بن أدم !
بقلمي أسماء علام
==============
في المشفى ،،،
كل واحد منهم كلف بمهمة بدأ ينفذها !
كل قاسم يشعر بتشتت كبير و نفسه تراوده بما لا يستطيع !!
رن هاتفه فكانت من شارك فانزوى بعيد كي يجيب :..
-ماذااا قتله !! أليس لذلك الوحش عزيز ...ماذا يأمرنا أن نرتب أنفسنا للسفر .
أغلق قاسم الهاتف و هو يشعر بالحنق الشديد ، جاء ليلتفت فوجد تلك الممرضة خلفه تهتف بنزق :...
-ماذا هناك هل تراقبينني كات !!
-ربما نعم ، فلقد بدأت أشك في تصرفاتك و نوياك .. اعلم أني أراقبك فلا تجرأ على خيانتنا .
رمقها باحتقار و هو يهتف بغير رضا :..
-سواء أنا و أو أنتِ لا يجب أن نتحدث عن الخيانة .
و تركها و غادر .
==============
كان مراد و عبد الحميد يبحثان عن كل المعلومات عن جسار الجاسر ..
تأفف مراد بضجر :..
-و كأننا نبحث عن إبرة في كومة قش ! أوف .
-فلتقل يا رب ... إن شاء نستطيع الوصول إلي دليل !
مراد : يا رب !
ثم غمغم مع نفسه :..
-أرجو أن تكوني بخير ! أرجوكِ كوني بخير ... من أجلي يا غنا ! لن أستطيع العيش بدونك يا فراشتي !
صدح صوت الهاتف فأجاب مراد .
-خير ! لما تذكرتي ..... ماذا !!! ....... حقا !
بعدما انتهي مراد من هاتفه ، أردف بأمل :..
-سبحانك يا الله ! الحمد لله .. اتصل بهم جميعا حالا يا دكتور عبد الحميد .. الغي مهامهم جميعا !
-ما الأمر ؟!
-لقد حصلنا على المعلومات اللازمة .. محقق خاص كنت استأجرته منذ مدة طويلة ليحصل على كل المعلومات اللازمة عن الجوكر منذ حريق مصنع وائل .. و وائل ابتعد عن كل ذلك و قرر إلغاء كل شيء لكني نسيت أمر المحقق .. و اتصل بي يخبرني بكل المعلومات التي اريد .. الآن نحن نعلم مكانه !!
بقلمي أسماء علام
================
بعد مدة ،،،
قالت غنا ببكاء لرباب بعدما تركهم جسار وحدهما :..
-أهذه هي الحقيقة التي أردتِ مني تذكرها ..
مسدت رباب على شعرها و قالت : ..
-آسفة يا حبيبتي لم أعلم أنها مؤلمة لتلك الدرجة ... لكني فقط أردت أن أمنحك القدرة حتى تواجهي الماضي لتكوني قادرة على أن تقاومي الحاضر لتعيشي المستقبل !
-وأي مستقبل !! لا يوجد مستقبل .. فنهايتنا هنا ..
-أن متأكدة أن أحد سينقذنا !
قالتها رباب و هي ترجوها حقا من داخلها ، فأردفت غنا :..
-رباب هذا ليس مجرما عاديا .. أنه قاتل من المرتزقة .. لقد أخبرني أنه لفق كل شيء .. حتى أنه جعل رجاله يخدعون مراد و يظهروا الأمر على أني من هربت و تركته .
-و قد فعلها معي أنا الأخرى .
-كل هذا بسببي أنا .. أهنتك بكلامي والآن ستنهي بسببي أنتِ و طفلك .. لكني حقا لا أكرهك يا رباب أنا لا أعلم ماذا بي ... لا أعلم سر تقلباتي ..
قاطعتها رباب : ..
-لا يا غنا ! أنا أفهمك .. أعلم تماما ما تفكرين فيه .. أعلم أيضا أن تقلباتك هذه شيئا طبيعيا .. و أنا كنت متوقعة أن تخرجي عن عبائتك هكذا .. و أنتِ لستِ السبب فيما حدث معي إنه عملي .. كما أن لساني كافِ ليخلق لي كومة من الأعداء
قالتها رباب بمزاح هي بعيدة عنه كل البعد حاليا ! ثم تابعت بأمل :..
- لا تقلقي إن الله معنا .. أنا متأكدة أننا سننجو ... لكن هناك مشكلة ...
-ما هي ؟!
-أناااا ...... جائعة حقا .
اغتصبت غنا على وجهها ابتسامة ، قتلتها دخول ذلك الوحش ، قائلا :..
-لقد تركتما معا بما يكفي ! الآن غادرِ .
قالها مشيرا لرباب ، تحاملت على نفسها و وقفت و كذلك غنا ، تقدمت رباب على غنا لتحميها و هتف :..
-ابتعد عنها !! لن تقترب منها إلا على جثتي .
ابتسم لها بسخرية ، لكن غنا هتفت :...
-لا .. لا تتدخلي في الأمر .. هو يريدني أنا ... لا دخل لك !
أردف جسار بسخرية :..
-يا للتضحية !
ثم بدأ يقترب منهما بخطوات خطرة ، هتفت رباب :..
-ابتعد عنها أيها الحقير الهمجي .
جسار : لقد تجاوزتِ الحد .
قالها و يده تهوى على وجه رباب بأقوى صفعة شهدتها على الإطلاق .. صفعة أبعدتها عن غنا بضعة أقدام .
لكنها قاومت و وقفت أمام غنا مرة أخرى تحميها !
و هنا بدأ جسار يغضب يكره دور التضحية و الحب الأسري الزائف هذا ، فصاح :..
-تتحديني إذن يا **** لا شيء يقف في طريق الجوكر .. إنه دائما الورقة الرابحة .
ثم أمسك رباب من شعرها و دفعها بقوته الراسخة ليصطدم جسدها بعمود على الحائط ، كانت معلقة عليه رأس ثور لعب دوره في جرح وجهها بعنف ، لتسقط رباب بلا حراك ، و تتدافع الدماء بغزارة لتغطي جسدها !
جحظت عيني غنا و هي ترى منظر الدماء و رباب غارقة فيها فصرخت بذعر ، و اندفعت نحوها ، أعاقها ذلك المتوحش .... فظلت تضربه بكل قوتها و هي تبكي بانهيار :..
-قـ... قتلتها أيها المتوحش قتلتها .. كما قتلت كل جميل في حياتي ... لما قتلتها .. كنت اقتلني أنا و اتركها تنجو هي و ابنها .
قال هو باستمتاع :..
-أنا حقا مستمتع و أنا أركما هكذا ، هذه دماؤها هي و أنت تنزفين هنا يا للمتعة .
و نادي على شخص يدعى ليون ( أسد ) ليبعد رباب ، بدا يجر رباب من يدها ، و دماؤها ترسم خط السير على الأرضية .
ظلت غنا تصرخ و تبكي و تضربه و منظر الدماء يقتلها ، ظلت تسبه حتى أفرغت كل مدخرات صبره .. فهجم عليها يقيد يدها على الحائط و يمزق ثيابها بوحشية و يوشهما بحقارته و دناءته كما اعتاد دائما أن يفعل .
إلي هنا و توقفت عن المقاومة ، و هي تسترجع كل ذكرياتها التي هاجمتها دفعة واحدة ...
صورة جسار !!
مقتل أهلها أمام عينيها !
تعذيبه لها !
رباب و الدماء !
الدماء !
الدماء !
صرخة ألم عميقة هي فقدت ما استطاعت فعله ، قبل أن تتشنج بين يدها بشكل كامل و أخر ما رأته هو وجه مراد بمنظر فارس جاء أخيرا لينقذ الأميرة !
لقد جاء مراد حقيقة ، أنقذها قبل أن يكمل جسار نحرها ، أخد يضرب فيه بكل حقد !
بكل غل !
و مع هذا نيرانه لا تنطفأ !
صوت صراخها وجسدها التي استكان أمامه بجروحه يثيره أكثر لقتل الحقير !!
و أخيرا سقط ذلك الجسار .
سقط الوحش أخيرا !
لكن ثورة مراد لم تخف فظل يركله بقدمه ، و يميل عليه و يكيل له اللكمات !
-أيها الحقير ! حانت نهايتك أيها ال***
....
أما وائل فأول ما وقعت عينيه على رباب غارقة في دمائها ، حتى ظل يضرب ذلك الذي يجرها حتى فقد الوعي ، جثى على ركبتيه يرفعها عن الأرض و دموعه تغسل وجهها من دمائه :..
-لا يا رباب ! لا تقولي أني تأخرت .. لااااااا ... أنتِ لن يحدث شيئا لكِ ..لن تقتليني هكذا .. لن يكون عقابك بهذا السوء هل تفهميييين .. وائل يموت دونك .. لا عيش لوائل دون رباب هل تفهميييين .. إياك و التخلي عني .. أموت دونك و الله أموت .. أنتِ ستكونين بخير حبيبتي ..
ضمها بقوة إلي صدره و هو يبكي ثم قبل كل جزء في وجهها .
حملها و أسرع للخارج و هو يهتف :...
-أنتِ ستعيشِ .. أنا لن أفقدك .
و أسرع بها نحو سيارة الاسعاف بالخارج !
...
نزع مراد سترته و ألبسه لغنا بسرعة ثم حملها بين يديه !
دمعة سقطت من عينيه و هو يقول :..
-ليتني مت قبل أن أراكي هكذا .
سار مهرولا للخارج لكنه سمع صوت رصاصة تقترب منه !
========
قال عبد الحميد للضباط يقف معه بالخارج :..
-هل هم بخير ؟
-أخبرتك مائة مرة يا سيد ألا تقلق .. قواتنا بالداخل تقم بجهدها ... رغم أني حذرتكم من تدخل مراد و وائل .
كانت قوات الشرطة – التي أبلغهم بلال بالأمر مستغلا اسم عائلة الغندور و شرف الدين لأخذ ردة فعل سريعة منه – يخرجون أفراد العصابة واحد تلو الأخر .
خرج وائل و هو يحمل رباب ، فسقط قلب عبد الحميد بين قدميه ، وضعها في سيارة الاسعاف ليسعفوها و قلب وائل ينزف و دموعه تنهمر بلا توقف !
تأخر مراد في الخروج فهتف بلال بقلق عليهم جميعا:....
-و أين مراد ؟ ماذا حدث له هو الأخر .... يا رب سلم !
كان بلال يقف مشدود قلقا على رباب و أيضا على مراد .
بعد قليلا خرج رجل يحمل رجلا أخر مدرجًا بالدماء .
فزعوا جميعا ، لكنهم تنفسوا الصعداء بمجرد أن رأوا مراد خلف ذلك الرجل يحمل غنا !!!
وضعها في سيارة الإسعاف هي الأخرى .
دققوا النظر في الرجل الحي فوجدوا أنه ... قاسم و يحمل جثمان جسار .
ألقاه قاسم أرضا ثم بصق عليه قائلا :..
-كيف كنت أتبع حقيرا مثلك ! هذه هي النهاية الطبيعية لمن تغذى على دماء الناس و شرب من دموعهم !
عاصم بدون تصديق :..
-إذن كنت أنت الخائن في النهاية .
ألقى قاسم السلاح الذي قتل به جسار ، و أردف بابتسامة :..
-لكني لم أستطع أن أكون خائنا حتى النهاية .
ثم دخل بنفسه إلي سيارة الشرطة .
مراد : قتل جاسر قبل أن يقتلني من ظهري .
هشام : الحمد لله ! لم ننسي شيء أليس كذلك ؟!
خرج المسعف قائلا :..
-كلتاهما حالتهما خطرة .. سنذهب بهم للمشفى بسرعة .. قبل أن تخسرا حياتهما .
========
في مخزن ،،
كانت شيماء مازالت مقيدة هناك يحرسها الحارس فصرخت قائلة :..
-ألن تخرجوني من هنا ... أنا لم أفعل شيئاااا...
-------------------------------
بعد مرور عامان ،،،
أجلس سالم الغندور سليم جوار أخته " هنا " على الأرجوحة في حديقة قصره ، فابتسم له الطفل بشقاوة طفولية محببة ، لها بالغ الأثر على سالم ، فحمله مجددا و أشبعه تقبيلا .
هتفت " هنا " بسخط :..
-لا يا جدي .. سأغار منه هكذا .
ابتسم لها و أجلسها على الأرض الخضراء و جلس جوارها و هو واضع الصغير على قدمه :..
-لا يا حبيبة جدك .. يجب أن تحبي أخاكِ .. لأني لا أحبه ، فأنتِ سرقت قلبي كاملا دون منازع .
ضحكت الطفلة بغنج .
أسقطها سالم في أحضانه ثم ارتمى على العشب و هو يضم سليم لصدره و على محياه أجمل ابتسامة .. ثم قبل رأسهما و هو ينظر لهما بحنان .
هنا : أين أمي يا جدى ؟
-في رحلة يا حبيبتي ... ستعود بالتأكيد ..
-لكن لما لا أن نذهب إليهم !
-لا .. لن يأخذكم من أحضاني أحد .
===============
كانت سمر منهمكة بشدة في المطبخ فلم تنتبه على دخول بلال لها !
تأملها بلال بحب !
هو يشفق عليها كثيرا ، فقد تحملت معه كثيرا حتى استطاع أن يعيد بناء نفسه !
يكفى أنه صبرت على أمه و التي لا تترك مناسبة حتى تقذفها بلسانها السليط ، سمر لا تشتكي لكنه يعلم دون الحاجة للحديث ، عيناها تخبره بكل ما تريد !
اقترب منها بحذر و قرص جانبها بخفة عابثة .
فانتفضت و هي تلتفت إليه و هي تقول :..
-أووه بلال ! أفزعتني .
-ماذا تفعل حبيبتي .
لفت يدها حول عنقها و قالت بدلال :..
-تصنع طعاما لحبيبها ..
-سمر !!
قالها بغضب طفولي جميل و تابع :..
-لا تتدلي هكذا هنا ! فأنا لن أضمن ردة فعلي ... لا أدري ما هذا الغباء كيف لا يصنعون بابا للمطبخ ..
ضحكت هي على طفلها الحبيب الذي هتف بشقاوة :...
-تضحكين إذن ! فلتحتفظي بشجاعتك تلك لليل ... لكن الوضع لم يدم كثيرا فشقتنا أصبحت جاهزة .
-بلال ! حقا ..... و هل نستطيع أن ننتقل إليها في الغد !
-لا ! لأننا سنسافر الليلة لقضاء شهر عسلنا المتأخر ! و المكان مفاجأة .. فأعدِ نفسك .
منحته أجمل ابتسامتها و هل تتعلق برقبته هاتفة بعشق :..
-بلال ! أنا لا أستطيع أن أحبك أكثر .. لأن حبي لك ساع الدنيا بما فيها ! لقد فاق العشق بكثير !
لم يجب عليها قولا بل فعلا ، فقبلها ، ثم همس بنبرة عاشق حتى النخاع :..
-لقد سلمتك قلبي فاعلي به ما شئتِ ..
قطع لحظاتهم الرومانسية تلك رائحة الحريق ، فتسائل بلال :..
-هل هذه رائحة حريق !
هتفت سمر بفزع : ..
-الطعاااام !
هرب بلال بسرعة قبل أن يجد المقلاة على رأسه ، فقد أصبح خبيرًا بردة فعلها بعد كل مرة يتسبب فيها باحتراق الطعام ..
-بلااااااااال !
===============
قبيل العصر ،،،
أمسك مراد هاتفه ليحدث وائل ، و هو يجر خلفه حقيبة سفر صغيرة و حقيبة جلدية سوداء في يده ، تحتوى على أوراق العمل .
بعد برهة أجاب وائل :..
-خيرا يا مراد !
قال مراد بضيق : ..
-وائل هل علمت بشأن سفرنا المفاجئ هذا ؟
-نعم علمت بشأن سفرك أنت المفاجئ ..
-ماذااا !!! سفري وحدي ألن تسافر معي ؟!
أجاب وائل ببرود :.
-بالطبع لا .
-و لما لا .. ألم نتسلم أنا و أنت كافة أعمال عائلة الغندور .. لماذا أسفر أنا وحدي في رحلة عمل مملة .......... وائل أين أنت ؟؟ أنت مسافر صحيح .. لقد سمعت صوت إعلان طائرة ..
-إنه ... أنا .. كنت ...
سمع مراد صوت ضحكة عبر الهاتف تعرف على صوت صاحبتها بسرعة ، فهتف بغيظ :...
-أنت و رباب معا ! أنت مسافر للاستجمام أليس كذلك ؟!
ضحك وائل عليه بشدة ثم هتف مغيظا الأخير :.....
-بصراحة نعم ، و قد أصر سالم الغندور على أن يعتني بالطفلين لأنعم أنا و حبيبتي بقسط من الراحة .
-ماذا يصر على أن تذهبوا للاستجمام ، و أنا يدبسني في رحلة عمل .
دبدب مراد يقدمه كالأطفال و هو يهتف :..
-هذا ليس عدلا أبدا ... أبدا !!
انفجر وائل ضاحكا ، فزجرته رباب هاتفة :..
-وائل ! توقف ..مراد أنا متأكدة أنا غنا ستشفى قريبا .. أنت تعلم كما كانت الصدمة شديدة عليها !
-عامان كاملان و أنت تقولين نفس الأمر يا رباب و لا أمل و أنا بدأت أيأس بالفعل .
وائل : الصبر مفتاح الفرج .
مراد : صوتك السعيد يثير حنقي .. و أنا صبرت لعامين ألا يكفي هذا !! إلي أين ستسافران يا ترى ؟
وائل : و هل أخبرك لتخرب علينا رحلتنا ... فقط اعلم اني سأسافر مع حبيبتي في أجمل و ..
لم يكمل لأنه ببساطة مراد أغلق الهاتف من حنقه ...
لن يحسدهما ! لكن يبقى هناك حقد طفيف في جانب صدره !
___________
وائل : لقد أغلق الهاتف .
قالها و ضحك ، فهتفت رباب :...
-وائل ! لقد تماديت قليلا ..
-لقد شعرت بالمتعة و أنا أفعل ذلك هههههههههه .
-لقد صبر كثيرا بالفعل ! حالة غنا كانت سيئة بالفعل طوال العامين !!
وجدته فجأة يقبل رأسها شاكرا الله على فضله ! لن يصدق أنه أنجاها بالفعل !
لقد شعر حقا و كأن روحه غادرت جسده في ذلك اليوم !
كان يبكي كل ليلة حتى استعادت وعيها !
حتى أن فترة حملها قضتها كاه بالمشفى لا تغادر الفراش !
حتى رزقهم الله بسليم !
قبل وائل رأسها بعمق أكبر و هو يتذكر تعبها بعد أن وضعت طفلهما حتى أنها لم تستطع أن ترضعه كأي أم طبيعية !
علمت بما يفكر فأمسكت يده و وطبعت على يده قبلة ، تبعها همسها الرقيق :..
-لا تتذكر الأحزان بعد الآن .. تذكر فقط السعادة التي حصلنا عليها الآن .
قبل هو باطن يدها متأوها بعشق :..
-إن شاء المولي سأجعل أيامكِ كلها سعادة يا ملكة القلب و الفؤاد !
-إلي أين رحلتنا إذن ؟؟
قالتها بحمس ، فأجاب وائل دون أن تترك عيناه عينيها حبيبتيه ! بلونها الرمادي الأسر :..
-بصراحة لن تكون رحلة .. هي رحلات ... كل مكان حلمت بحياتك بزيارته يوما سنذهب إليه .
وجدها صامتة فنظر لها ، فتمتع بصره بلمعة عينيها مع همس ناعم كفراسة هبطت على أجمل زهرة في بستان الحب و هي تقول :..
-هل تعلم أن العشق خلق من أجل حروف أسمك !
-هل تعلمين أنك بالفعل مزيج مدهش من القوة و الجمال ! لن يعشق رجل امرأة كما أعشقك أنا الآن !
===========
كان مراد يسير في المطار و يتمم الإجراءات بذهن شارد و هو يتذكر كيف خرجت من المشفى للمصحى النفسي !
كلما نظر إليها تألم قلبه !
كانت أسوء مرة يراها فيها !!
و كأن فراشته الزرقاء فقدت جناحيها .
و استسلمت تماما للموت !
عندما كان يتحدث إليها ، كانت لا تجيبه و كأنها صماء و بكماء !
و عينيها كانت شاخصة و كأنها لا تراه !
ليالي قضاها جوارها كانت تذبل فيها أكثر !!!
حتى تماثلت رباب للشفاء قليلا بعد مولد الطفل ، فاستطعت جعلها تتحسن قليلا و جعلتها تستكمل علاجها في المنزل !
و حتى الآن ما زال متمسك بالأمل أن تشفى نهائيا !
في طريقه قابل بلال ، فسأله مراد بعد أن رحبا ببعضهما :....
-إلي أين أنت ذاهب بلال ؟
-تايلاند !!
-و أنا أيضا .. رحلة عمل مملة أنت أيضا .. لا مشكلة سنهون على بعضنا البعض .. دعنا فقدت نحقد على وائل هو الوحيد الذاهب للاستجمام هو و زوجته .
-أحمحم أحمحم ! في الحقيقة ..
قالها بلال بإرتباك أثار تحفز مراد فسأل :..
-ما الأمر ؟
جاء صوت سمر من خلفهما هاتفة :..
-بلال ! لقد انتهيت .. هي لنذهب !!
ضيق مراد عينيه و هتف بحنق :..
-أنت أيضا ذاهب للاستجمام !!
كانت عيني مراد تنذر بالشر ، فأمسك بلال يد سمر و هرب من أمامه !
دبدب مراد بمراد بقدمه على الأرض و هتف :..
-هذا حرااام ! كثير عليّ يا ربي .. يبد أن الكل هنا يستجمع في الصيف عداك أنت يا ابن شرف الدين .
ذهب إلي السيارة و جلس على مقعده بانزعاج ، جلس جوار النافذة و عندما نظر للناحية الأخرى ، وجدهم هناك هما وائل و رباب .
-أنتما مسافران لنفس الرحلة .. يا لكم من قساة القلوب ! هذا عذاب نفسي !!
انفجر كلاهما ضاحكين ، نظر خلفهم فوجد بلال و سمر !
فزم فمه هاتف بحنق طفولي :...
-سأراجع أوراق العمل و أحمي ضغط دمي من الارتفاع إلي ما لانهاية ..
ثم أمسك أوراق العمل بغيظ ، ليجدها كلها فارغة .
كاد أن يصرخ من الغيظ ! فهتف :..
-هذا كثير على قلبي ... أي لعنة هذه ؟؟
سمع صوت جواره يقول :...
-لو سمحت أخفض صوتك لأنك تزعجنا هكذا !!
نظر جواره و هو على استعداد تام بالفتك بمن أمامه !
لكنه صمت ، بل توقف تماما على الحركة ! كما توقف الزمن كذلك !!
و هو يرى فراشته الزرقاء في أبهى طلة !
يكاد يجزم أنها أجمل مرة رآها فيها ..
بفستانها الأزرق و حجابها الأبيض !
و ابتسامتها الساحرة ، و عينيها المهلكة !
ألقي نظرة على رباب و وائل و سمر و بلال ، و هو يرجوهم أن يثبتوا له أنه لا يحلم ، أو أنه لم يفقد عقله !!
فوجدهم كلهم يبتسمون له و كأنهم يعلمون بالأمر ، و أما رباب فأشارت له بعلامة النصر مع ابتسامة رائعة على شفتيها !!
بدون كلام ضم غنا لصدره و هو لا يصدق و تمتم :..
-الحمد لله !
و كأنها سمعت منه أرق عبارات العزل !
هو يعتبرها نعمة تستوجب الشكر و كفى !!!
فأطبقت يدها على ملابسه وهي تبادله العناق و ابتسامة مرتاحة هادئة على شفتيها !
ثم أمسك يدا بعضهما بقوة يخشون الفراق بعدما استوجب اللقاء !
...........
و أخيرا وصلوا إلي الفندق حيث تبدأ الرحلة .
بلد رائعة و حدائق مذهلة !
و كل عاشق ممسك بيد معشوقته !
أمام جناح رباب و وائل ،،
قبل أن تخطو أو ل خطوة للداخل بفستانها الذي أصر وائل أن يكون أبيض و كأن حياتهم تبدأ الآن ! حملها وائل بين ذراعيها و هو يهمس :...
-هكذا تدخل الملكة إلي جناحها .
-طالما معها الملك لم يعد يهمها كيف أو إلا أين .
*******
أما بلال و سمر ،،
سبقها بلال ودلف أولا ، فتعجبت سمر ..
بلال : أنا متعب جدا .. سأدخل لأستريح .
سمر : ماذا !!!!
تركها و دلف لغرفة النوم و أوصد الباب خلفه !
فهتفت هي بحنق : ..
-هذا هو شهر العسل يا بلال ! هل تعلم لو كانت رحلة مدرسية لكنت شعرت بالسعادة أكثر من ذلك !
لم يستطع أن يكتم ضحكته أكثر !!! فخرج لها و هو لا يستطيع السيطرة على نفسه من الضحك ، ثم هتف بمكر :..
-إذن أنت كنتِ تضعين بعض الخطط للرحلة بالفعل .... لقد أصبحت منحرفة يا فرولتي .
اصطبغ وجهها بالأحمر هاتفة بحرج :...
-لا أنت فهمتني خطأ .. كنت أقصد ....
شهقت بفزع و هي تشعر ببلال يحملها هاتفا :..
-سنتناقش في هذا الأمر فيما بعد .
=========
أمام جناح غنا و مراد ،،،
مراد بنبرة متوعدة :..
- كل هذا من تخطيطكم أليس كذلك ؟!
ابتسمت له ابتسامة بلهاء و هي تومأ برأسها ، فتابع مراد استجوابه المغتاظ :..
- متي أصبحت بخير تماما إذن يا غنا ؟
عضت غنا على شفتيها ، هاتفة بتردد :..
-منذ شهر كامل ..
أمسكها مراد من أذنها ، جاذبا إياها للداخل ، فهتفت تستجديه :..
-ااااااااه .. مراد ... سامحني ..
-استغفلتني يا غنا ؟!
-و الله أحببت أن أصنع لك مفاجأة !
ابتسم على شقاوتها ، و أخيرا عاد لوجه حبيبته الحياة !
حملها من خصرها و دار بها في الردهة و هو يهتف :..
-أحبك يا مجنونة .
صرخت غنا بجنون : ..
-أعشقك يا ابن شرف الدين !
هتف مراد بعبث :.
-سترين ما سيفعله بك ابن شرف الدين ! عاقبك سيكون قاسيا .. سأقتص منك لكل سنوات عذابي يا ..
ثم حملها على كتفه كالأطفال ، و سار بها نحو غرفتهما ، متابعا :..
-يا مهلكتي !
.........
و هكذا بدأ كل واحد منهم حياته و اختار منهاجه !
فحق لكل واحد منهما السعادة بعد طول شقاء .
كان ممكن أن يتخذوا الطريق الذي بدى سهلا .. لكنهم اختاروا الأصعب .
فحق لهم الآن يسعدوا .
الحب ليس سهلا دائما و لا يجلب السعادة دائما !
لكنهم ما داموا معنا سينتصرون دوما !
لأن الله خير حافظا !
الحياة طرق !
فاختر طريقك !
و تحلى بالأمل !
و ثق بأن الله معك دائما !
تمت بحمد الله
بقلمي أسماء علام
بيدج روايات بقلمي أسماء علام
أعمال أخرى
أختان في العاصفة مكتملة
و احترق غصن الزيتون مكتملة
ماض لا ينسى .. مكتملة
أسطورة البطل روايتي القادمة + ثأر و دم
أنت تقرأ
عما قريب سأصرخ
General Fiction#عما_قريب_سأصرخ رواية درامية اجتماعية اقتباس - أسف لتطفلي بما أنك رتبت كل شيء مع عائلة الغندور ولم تلقى بالا بإخباري سوى الآن , فهل يحق لها أن ترى صورتي , وأنا لم أرها حتى .. - لا تقلق بذلك الشأن فستراها الآن , وتتمني ألا يراها أحدُ غيرك .. هتف مر...