فى القاهره قديما فى احدى المستشفيات يسمع صوت صراخ احدى النساء أثناء عمليه الوﻻده بينما زوجها يجلس بالخارج واضعا يده اسفل فكه خائف على زوجته و حب حياته لتخرج له احدى الممرضات و على وجهها ابتسامه بشوشه.
الممرضه: مبروك يا استاذ جالك توأم زى القمر بنت و ولد.
ابتسم ذلك الرجل و حمد ربه و مد يده بجيب بنطاله مخرجا بعض النقود معطيا اياها للممرضه و ابتسامه الرضا و الحمد مرسومه على وجهه.
نقلت السيده الى غرفه حتى تسترد صحتها و قوتها و ايضا حتى يطمئن عليها اﻻطباء ليدخل عليها زوجها و ابتسامه الرضا على وجهه.
عادل:حمدالله على السلامه.
نطق مقبلا جبينها برقه لتبتسم له ابتسامه مماثله لتدخل الممرضه حامله الطفلان بيدها واضعه اياهم فى سريرهم الخاص بجانب سرير الام لتخرج بعد ان اخذت بعض الاموال من الرجل مثلها مثل الممرضه التى اخبرته بإنجاب اولاده.
وقف امامهم يتأملهم فى هدوء لتبتسم زوجته متحدثه. نجﻻء:قررت هتسميهم ايه؟
زادت ابتسامه عادل و ملئت عينيه بالفرح و السرور ليومئ لزوجته لتنظر له فى ترقب.
عادل:هسمى الولد أحمد علشان كل ما ابصله او انادى عليه احمد ربنا انه رزقنى بيه بعد الفتره الطويله دى.
.نجﻻء:طيب و البنت؟
عادل:دى هتبقى حبيبه ابوها هسميها هنا علشان تبقى وش الهنا و السعد عليا.
مرت اﻻيام و كبرا الاطفال كانت اسره سعيده يملؤها السرور و لكن تلك السعاده لم تكتمل بسبب فقدان فرد منها.
.
.
.
.
.
.
.
.
افاق ذلك الفتى صاحب النظارات الطبيه الكبيره من شروده على صوت صفير القطار المتجه الى احدى القرى فى جنوب مصر و باﻻخص الصعيد.
وقف القطار القادم من القاهره الى الصعيد ليبدأ ما به من ركاب النزول لينزل ذلك الفتى صاحب النظارات الطبيه الكبيره التى تخبئ وجهه الصغير بأكمله.
نزل ذلك الشاب بجسده ضئيل الحجم مقارنه بمن هم فى سنه و بشرته البيضاء و شنبه لحيته القصيرتان على ظهره حقيبه كبيره مثل الذى يحملها المغامرون و يسحب حقيبه اخرى متوسطه الحجم بيده و فى يده الاخرى حقيبه اخرى و يبدو ان بها كاميرا للتصوير الفوتوغرافي.
تحرك ذلك الفتى و هو يلتفت حوله فهو منذ زمن لم يأتى الى هنا فهذه تكاد تكون مرته الاولى اذا لم نحسب سابقتها.
خرج بجسده الضئيل و مﻻبسه الواسعه و تلك الحقيبه التى تكاد تكون بنصف طوله على ظهره خارج محطه القطار ليستقل اول سياره اجره وقعت عليه عينه ليذهب الى وجهته المحدده.
فور انطﻻق السياره قام بإخراج هاتفه فاتحا اياه ليجد هذا الكم من الرسائل من والديه و صديقه طفولته يخبروه فى العدول عن قراره المتهور و العوده للمنزل ليفتح الرسائل طابعا بعض الحروف و الكلمات ضاغطا زر اﻻرسال غالقا هاتفه مره اخرى.
.
.
.
.
.
.
فى احدى المنازل المتوسطه فى القاهره تجلس تلك السيده الباكيه و بجانبها فتاه فى بدايه العقد الثاني من عمرها تحاول تهدأتها بينما ذلك الرجل يمشى امامهم ذهابا و ايابا و وجهه قد احتقن بالدماء اثر غضبه الشديد.
ملك:يا طنط اهدى خير ان شاء الله.
لم تهدأ تلك السيده و لو قليﻻ و الرجل يفكر بشده و وجهه يزداد احتقانا و غضبا.
ملك:يا عمو العصبيه اللى حضرتك فيها دى مش هتحل حاجه اهدى بعد اذنك و خلينا نفمر بهدوء حضرتك عارف هنا دماغها صعيدى.
وقف الرجل فور سماعه لرنه هاتفه معلنه عن وصول رساله ليلتقط هاتفه فى سرعه لتقف تلك السيده الباكيه و من كانت تحاول تهدأتها كل منهم على جانب بينما الرجل فى المنتصف فاتحا الرساله المبعوثه من رقم ابنته.
"انا اسفه يا بابا بس انا مش هفضل على الوضع اللى انا فيه ده كتير و مش هفضل مستنيه لحد ما اﻻقيهم مقررين يجوزونى انا مش هرجع غير لما اغير فكرتهم و متقلقش على بنتك بنتك بميت راجل و لو عايز مصلحتى متجيش ورايا و خلى ماما تهدى و تدعيلى و انت كمان ادعيلى اعدى المحنه دى على خير و هكلمكم بالليل و احكيلكم على اللى حصل متقلقوش"
فور انهاء الرجل من قراءه الرساله زادت المرأه فى نحيبها اكثر لتتحدث بين شهقاتها.
نجﻻء:بنتى بتضيع منى يا عادل بنتى يا عادل اﻻتنين مش هيضيعوا حرام عليكم بنتى يا ناس مش كفايه اللى ضاع هيبقوا اﻻتنين.
هوى ذلك الرجل على اقرب كرسى له فقدماه لم تعد تحمﻻه بعد اﻻن ليتمتم بهدوء.
عادل:يا رب سترك يا رب سترك يا رب رجعهالى بالسﻻمه و انا هعوضها على كل اللى فاتها يا رب رجعهالى بالسﻻمه و انا هقف قدام الكل علشانها.
نزلت دمعه من عين ذلك الرجل الذى اكل الشيب من شعره ما اكل و بدأت التجاعيد فى الظهور على وجهه.
ملك:خير ان شاء الله و هى هتتكلم بالليل و هنفهم منها كل حاجه ادعولها بس ان ربنا يوفقها.
.
.
.
.
.
.
وقف ذلك الفتى امام احدى المنازل الكبرى و الذى كان وجهته من البدايه يحمل حقائبه و هو يلتفت حوله ليتذكر موقف حصل فى مكان ما بجانب ذلك البيت الكبير.
افاق من شروده على وقع اقدام قويه تأتى بإتجاهه سريعا و يبدو انها لحصان و بالفعل تخمينه كان فى محله وجد ان ذلك الحصان يقترب منه بسرعه لوﻻ تحركه فى اخر ثانيه لكان ذلك الحصان دهسه.
كان ذلك الفتى سيسقط على ظهره لوﻻ توازنه سريعا و لكنه كان يستشيط غضبا و ذلك ظهر جليا على وجهه.
الفتى بصراخ: مش تفتح يا اعمى.
وقف ذلك الحصان بسبب امساك صاحبه باللجام الخاص به بقوة ملتفا نحو ذلك الفتى بينما الفتى يقف منتظرا اياه.
بشره قمحيه اللون و شعر فحمى و شنب و ذقن خفيفان و عضلات مفتوله مختفيه خلف ذلك الجلباب الصعيدى كانت تلك مواصفات من يجلس على ظهر الحصان ناظرا ﻻسفل لصاحب الجسد الضئيل فى اﻻسفل.
الرجل:انت بتكلمنى انى؟
نطق بلكنته الصعيديه البحته و على وجهه عﻻمات اﻻستغراب و اﻻستنكار.
الفتى:ايوه هو فيه اعمى غيرك هنا؟
احمر وجه الرجل غضبا ضاغطا على اللجام بشده مما ادى الى رفع الحصان لقدميه اﻻمامين واقفا على الخلفيه فقط ليجفل صاحب الجسد الضئيل ساقطا على اﻻرض بقوة فى خوف.
الرجل:انا هسامحك بس المره دى علشان شكلك مش من اهل البلد و متعرفش انا ابقى مين.
تحدث ذلك الرجل بلكنته الصعيديه ناظرا لﻻسفل حيث الساقط ارضا ملتفتا على ظهر حصانه ذاهبا من امام ذلك الفتى الذى بدا يتخبط ارضا من الغيظ
الفتى:انا حاسس انى شوفته قبل كدا بس مش فاكر فين.
نهض من على اﻻرض نافضا الغبار من على مﻻبسه و حقائبه داخﻻ لذلك المنزل الكبير ليوقفه احد الغفر من يحرسوا ذلك المنزل.
دخل ذلك الغفير الى المنزل و كانت وجهته لشخص واحد و هو كبير المنزل و اكبر شخص فى ذلك البلد.
الغفير:يا حاج عبدالحميد فيه واحد بره شكله غريب عن البلد عايز يقابل حضرتك.
نطق ذلك الغفير بلهجته الصعيديه و هو يعدل بندقيته على كتفه لينظر له الحاج الكبير بإستغراب.
عبدالحميد:و مقالش ليك هو مين او عايز ايه؟
تحدث ذلك العجوز بلهجته الصعيديه و هدوء و رزانه تغلف طبقه صوته
الغفير:ﻻ يا حاج كل اللى قاله انه عايز يقابل حضرتك و لما سألته انت مين قالى انه مش هيتكلم غير لما يشوف حضرتك.
تحدث ذلك الغفير مره اخرى معدﻻ بندقيته للمره المائه على كتفه ليومئ له الحاج عبدالحميد فى هدوء ليذهب ذلك الغفير ليعود بعد قليل من الوقت مع فتى بجسد ضئيل و نظارات طبيه ضخمه و على وجهه ابتسامه.
تفحص الحاج عبدالحميد هذا الفتى ضئيل الحجم امامه قليﻻ ليتحدث.
عبدالحميد:انت مين يا ولدى و عايز مين هنا؟
تحدث الحاج بهدوء لتزداد ابتسامه الفتى لينظر له الحاج بإستغراب.
الفتى:انا اسمى أحمد ، أحمد عادل عبدالحميد الهوارى.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
اول روايه مصرية ليا.
رأيكم و تقييمكم ﻻول جزء.
انتظروا القادم .
أنت تقرأ
عائله للرجال فقط
General Fictionاول قصه مصريه اكتبها و أتمنى انى اعرف رأيكم الروايه ٤ أجزاء بدايه من صراع لإثبات الذات و التأكيد على اهميه المساواه، ثم الأبناء و مشاكلهم الحياتيه من حب و خداع و حياه سعيده، إلى الأحفاد و الخدعه الكبرى و الغير متوقعه و النهايه السعيده القريبه من الق...