بدأت الايام بالتتابع احيانا بسرعه الفهد و أحيانا اخرى ببطئ السلحفاه.
كان أدهم يقضى اغلب أيام إجازته مع زوجته و من عقد قرانه عليها حتى أصبحت ملكه بالكامل، حسنا ليس بالكامل حقا و لكن قد باح له العديد من الاشياء.
باح له ان يمسك بيدها متى أراد، ان يقبل جبهتها عند وداعه لها، ان يرى جدائلها البندقيه الملائمه مع لون عيناها البندقى الذى لطالما عشقه.
اما أسر كان و مازال يقضى اغلب الوقت مع زوجته التى عقد قرانه عليها، و لكن مع اريحيه أكثر فى التعامل و الحديث.
أصبح يمسك يدها متى أراد، و يجلس بجانبها دون اى خجل، و يبثها بكلامه المعسول الملئ بالعشق الخالص لها و لا لأحد غيرها حتى.
بينما ليلى كان روتينها معروف هى و زوجها كانت تنهض صباحا على مكالمه والدتها الهاتفيه لتستحم و تنزل هى و زوجها بعد ذلك للحرم لإكمال الفرائض لإتمام العمره، حتى و ان انتهوا منها كانت ليلى تبقى طوال اليوم بالمسجد تصلى و تقرأ القرآن و تدعى ربها دون كلل او ملل و أحمد كان يفعل المثل.
.
.
.
.
.
كانت ليلى جالسه بالغرفه شارده أمامها ليلاحظ أحمد ذلك و اول ما خطر بباله هو عودتها لذكريات تلك الليله المريره الخاصه بإختطافها بينما هو يجاهد ان يمحى تلك الليله من رأسها.
قرر ان يخرجها من شرودها ذلك حتى لا تغرق فى بحر الذكريات المريره اكثر من ذلك.
"ليلى"
نطق أحمد و هو يهز ليلى بخفه التى خرج منها شهقه خفيفه و هى تنظر لأحمد بإستغراب.
"ايه سرحانه فى ايه؟"
تسائل أحمد بهدوء و هو مازال جالسا بجانبها لتبتعد هى عنه قليلا ليتنهد أحمد بخفه.
"مفيش ،هو انا ممكن أسألك سؤال"
تحدثت ليلى بتردد و هى تنظر لأحمد بهدوء ليبتسم أحمد بإستهزاء و هو يحك مقدمه أنفه.
"يا ليلى يا حبيبتى انتى مش محتاجه تستأذن منى علشان تعملى اى حاجه، يا حبيبتى دلوقتى انا جوزك يعنى لو عايزه تعملى اى حاجه او تسألى عن اى حاجه قوليلى عليها من غير استئذان"
تحدث أحمد بهدوء لتومئ له ليلى بهدوء و هى تلعب بأصابعها بتوتر.
"طيب ممكن أسألك سؤال؟"
تسائلت ليلى مره اخرى ليمسح أحمد على وجهه بقوة لتنظر له ليلى بإستغراب.
" يا رب صبرنى،اسألى يا ليلى اسألى يا ماما"
تحدث أحمد بقله حيله بسبب تصرفات من أمامه لينظر لها بعد ذلك و هو يلاحظ توترها.
"هو انا ممكن اعمل عمره لتيته نهى؟"
تسائلت ليلى بهدوء بينما مازالت ليلى مطأطأه رأسها كأنها محرجه.
"لا مينفعش"
تحدث أحمد بهدوء و هو يطالعها بعنايه لترفع عيناها ناظره له بإستغراب.
" ليه؟!"
تسائلت ليلى بهدوء تريد أن تعرف السبب و فضولها أصبح مسيطر عليها.
"علشان هى لسه عايشه، يعنى هى بمقدورها انها تيجى بنفسها و تعمل الفرايض بنفسها، لكن ممكن تعملى العمره لحد متوفى و تتكتب فى ميزان حسناته"
تحدث أحمد بهدوء موضحا لليلى التى اومأت بهدوء على حديثه.
"يعنى انا ممكن أعمل عمره لجدو عبدالحميد، و لجد فرح صاحبتى الله يرحمه؟ "
تحدثت ليلى بتلقائيه لينفى أحمد برأسه بهدوء لتقطب ليلى حاجباها بإستغراب.
" انتى ممكن تعملى لجدو عبدالحميد عادى لأنك من أقاربه، لكن جد فرح مش هينفع تعمليله عمره غير لما تستأذنى منها الاول و تديكى اذنها"
تحدث أحمد بهدوء مره اخرى بينما انقطاب حاجبى ليلى مازالا كما هما.
"بس فرح مش هترفض، بالعكس دى هتفرح"
تحدثت ليلى بهدوء ليبتسم أحمد على معالم وجهها ليتجرأ و يمسك بيدها بين يديه مربتا عليها.
" عارف يا حبيبتى بس لازم نستأذنها الاول"
تحدث أحمد بهدوء و رقه كأنه يعامل ابنته الصغيره لا زوجته.
"أحمد انت عارف المعلومات دى كلها ازاى؟ "
تسائلت ليلة بفضول ليبتسم أحمد بهدوء و مازالت يداه تحتضن يد ليلى بهدوء.
"انا مسلم علفكره"
تحدث أحمد بإبتسامه لتقطب ليلى حاجباها و برزت شفتها السفلى بغضب طفولى.
"و انا كمان مسلمه علفكره، بس معرفش المعلومات دى"
تحدث ليلى بغضب طفولى و هى تحاول سحب يدها من يد أحمد ليتمسك بها أحمد بقوة.
"طيب خلاص متزعليش هقولك"
تحدث أحمد بإبتسامه و هو مازال متمسكا بيد ليلى التى نظرت له بغضب طفولى.
"انا عموما لما بعمل حاجه جديده بحب أبحث عنها الأول، و العمره كانت حاجه جديده كليا عليا فعملت ايه بقا؟"
تحدث أحمد بأسلوب التشويق لتمحى تعابير الغضب من على وجهها لتتابعه بفضول ليبتسم أحمد على أنه جذب انتباهه.
"اولا بحثت على النت بس خوفت لحسن المعلومات متكونش مظبوطه و بالأخص ان فيه تضارب كتير بين المعلومات على اكتر من موقع، ثانيا نزلت سألت اللى عملوا عمره قبل كدا و اللى عملوا حج من العيله بس بردو كانت المعلومات ناقصه و كنت محتاج اعرف اكتر،ثالثا روحت قعدت مع شيخ فى الجامع و سألته على كل اللى فى دماغى و عرفت منه الإجابات، و علشان كدا انا عرفت المعلومات دى"
كان أحمد يعد على أصابع ليلى الصغيره كل ما يقوله لينظر بعيناها بعد أن انتهى من حديثه ذلك لتومئ له ليلة بهدوء ساحبه يدها من يده ليمسكها ناظرا لها و حاجباه مقطوبان اكثر عندما رأى انها تحاول النهوض.
" رايحه فين ؟! "
تسائل أحمد بفضول بينما ينظر لليلى التى قطبت حاجباها بإستغراب من تصرفه ذاك.
"هدخل أكلم فرح و استأذنها انى اعمل عمره لجدها الله يرحمه"
تحدثت ليلى بهدوء و هى تنظر بتفحص لأحمد الذى ترك يدها و هو يحك مؤخره عنقه بحرج و ابتسامه متوتره.
نهضت ليلى متوجهه للغرفه بينما أحمد مازال يجلس يحاول الا يفكر كثيرا فى تصرفه الغريب ذلك.
لم يمر سوى دقيقه حتى وجدها تقف أمامه مطأطأه رأسها أرضا بحزن.
" فيه ايه؟"
تسائل أحمد بهدوء و هو يتفحص ليلى.
"ممعاييش رصيد اكلم فرح و لا حتى نت، كان نفسى أتكلم معاها و كمان استأذنها انى اعمل عمره لجدها"
تحدثت ليلة بحزن و هى تتنهد بقوة لينظر لها أحمد بهدوء.
"موبايلى جوا على الكومودينو خديه و اتصلى بفرح"
تحدث أحمد بهدوء لتنظر له ليلى و على وجهها ابتسامه سعيده حتى انها جلست بجانبه سريعا ممسكه بيده بسعاده.
" بجد يا أحمد! "
تحدثت ليلى بسعاده ليومئ لها أحمد بإبتسامه فهو اخيرا رآها سعيده لتلك الدرجه.
"بس احنا رغايين، و ممكن اخلصلك الرصيد"
تحدثت ليلى تحذره ليبتسم لها أحمد بهدوء.
"هلصيه ياستى و لا يهمك"
تحدث أحمد بإبتسامه لتومئ له ليلى بسعاده مطلقه.
"ربنا يخليك ليا"
نطقت ليلى و هى تركض بإتجاه الغرفه حتى تحادث صديقتها بينما أحمد ابتسم بإتساع جالسا بأريحيه أكتر.
فتحت ليلى الهاتف الخاص بأحمد و هى تبتسم بإتساع لتجد صورتها خلفيه للهاتف من الداخل لتمحى ابتسامتها بهدوء.
ابتلعت ليلى ما فى جوفها و هى تفتح الاستوديو لتجد ان هناك ملف خصيصا لها مسمى بإسمها لتدخله و تجد لها العديد و العديد من الصور لها منذ صغرها حتى الآن.
لا تدرى كيف فاضت عيناها بالدموع لتخطو على وجنتيها و تصبح بتلك الغزاره مع كل صوره لها تراها على هاتفه الخاص.
"ليلى"
صاح أحمد مناديا بإسمها لتمسح وجهها بسرعه حتى لا يراها تبكى.
"انا هنزل اشترى شويه حاجات، عايزة حاجه اجبهالك معايا و انا جاى؟"
تحدث أحمد و هو يقف على باب الغرفه لتمثل ليلى الانشغال بالمحادثة الهاتفيه الوهميه و هى تشير بيدها بالنفى و هى تعطيه ظهرها.
فور ان استمعت لصوت إغلاق الغرفه انهارت فى البكاء مره اخرى و قد أفرجت عن شهقاتها.
احبها مثلما هى تفعل بل و يعشقها مثلما تفعل و أكثر و لكن ما ذنبه هو أن يبقى معها، لابد من الانفصال عنه رغم ما ستعانيه و ما سيعانيه هو أيضا الا انه يستحق من هى أفضل منها، هو دائما يستحق الأفضل.
.
.
.
.
.
كان أسر بمكتبه يطالع هاتفه بغضب لتدخل عليه سمر و تجده غير منتبه لها حتى.
"ايه اللى واخد بالك كدا؟ اوعى تكون بتتفرج على حاجات قله ادب"
برقت عينا سمر فى نهايه حديثها ليتنهد أسر ملقيا بهاتفه على سطح المكتب.
"و انتى عرفتى الحاجات دى منين يا هانم"
تحدث أسر رافعا حاجبه الأيمن لتبتسم له سمر ابتسامه طفوليه.
"برئ يا بيه و الله، انا دايما بسمعهم فى الأفلام بيقولوا كدا"
تحدثت سمر بإبتسامه لتلاحظ ان أسر ليس على طبيعته المرحه اليوم لتقطب حاجباها.
"مالك يا أسر؟"
تسائلت سمر متقدمه بهدوء إلى أسر الذى تنهد بقوة ليزداد انقطاب حاجبى سمر.
"الموبايل بتاعى مش عارف فيه ايه بيبعت رسايل على الواتس و يمسحها من نفسه و الاقى ناس كتير داخله تكلمنى من غير ما اعرف فيه ايه"
تحدث أسر بحزن لتومئ له سمر بالنفى و هى تنظر بعيناه.
" لا ده مش السبب اللى مخليك عامل كدا"
تحدثت سمر بثقه و هى تمسك بيد أسر الذى تنهد بقوة.
" احلام عايزانى اروحلها البيت لحاجه ضروريه فى المشروع علشان هى حصلت لها ظروف و مراحتش الشركه انهارده و طلبانى انا مش حد غيرى"
تحدث أسر بما يعتمل صدره من قلق لتنظر له سمر بإستغراب.
" طيب و دى فيها ايه؟ "
تسائلت سمر بإستغراب ليتنهد أسر بقوة ممسكا بيداها هو الاخر.
" مفيهاش ،بس اوعدينى يا سمر انه مهما حصل تفضلى معايا و متسيبينيش ابدا، و خليكى واثقه فيا، ماشى؟ "
تحدث أسر بخوف و قلق لتبتسم له سمر بهدوء.
"يا حبيبى انا واثقه فيك اكتر من نفسى، أهدى كدا و ان شاء الله كل شئ هيبقى تمام"
تحدثت سمر بهدوء ليومئ لها أسر على مضض بسبب ذلك القلق الذى ينهش بقلبه.
.
.
.
.
.
كان أحمد يشاهد التلفاز بهدوء لتأتى ليلى و تقف أمامه لينظر لها بعد أن ابعد تركيزة من على التلفاز.
"احمد عايزة اتكلم معاك شويه "
تحدثت ليلى بهدوء ليومئ لها أحمد مغلقا التلفاز و هو يفسح لها مكان لتجلس بجانبه لتفعل ليلى بهدوء.
"خير"
تحدث أحمد بإبتسامه لتنظر له ليلى بجمود رغم ذلك الألم الذى يعتصر قلبها عصرا.
"تعمل حسابك انك اول ما نرجع تطلقنى"
تحدثت ليلى بجمود لتمحى ابتسامه أحمد و تتحول ملامحه إلى الجمود.
"مش وقته الكلام ده يا ليلى"
تحدث أحمد و هو ينهض من مجلسه لتنهض ليلى هى الأخرى لتقف أمامه.
"لا وقته يا أحمد، و اول ما نرجع مصر تطلقنى"
تحدثت ليلى بعناد و هى تنظر بعينا أحمد الذى أغلق عيناه و هو يأخذ نفسا عميق.
"مش هطلق يا ليلى"تحدث أحمد بهدوء و هو ينظر بعينا ليلى التى اغضبها بروده اعصابه تلك.
"هتطلقنى يا أحمد"
على صوت ليلى فى وجه أحمد و هى تنظر له بتحدى لتعلو وتيره تنفس آحمد لتعلم انه غاضب الان.
"طلاق مش هطلق و انتى هتفضلى مراتى لحد اخر يوم فى عمرى يا ليلى و أعلى ما فى خيلك اركبيه"
صاح أحمد فى وجه ليلى بغضب ليتحرك من مكانه خارجا من تلك الغرفه نهائيا تاركا اياها وحدها.
لا تعلم ما مصدر تلك السعاده التى ملئت صدرها فور ان نطق أحمد بكلامه هذا و ابتسامه واسعه لاحت على شفتيها لتنفى برأسها سريعا.
" لا هو يستحق واحده افضل منى، لازم افضل وراه لحد ما يطلقنى"
حدثت ليلى نفسها و هى عازمه على قرار الطلاق ذاك.
لم يمر الكثير من الوقت حتى دخل أحمد مهرولا إلى الغرفه لتنظر له ليل بإستغراب.
"لمى الهدوم بسرعه هنرجع على أول طياره لمصر"
تحدث أحمد بهلع لتقطب ليلى حاجباها بإستغراب من تصرفه ذاك.
" فيه ايه؟! "
تسائلت ليلى بهدوء بينما أحمد بدأ بضب أغراضه فى سرعه و هلع.
"هفهمك و احنا فى الطريق"
تحدث أحمد و هو يتحرك يبحث عن اشيائه لتقف ليلى أمامه و هى تنظر بعيناه.
" فهمنى فيه ايه"
تحدثت ليلى بقوة ليتنهد أحمد بقوة ناظرا بعيناها.
"أسر متهم بجريمه قتل و هو مقبوض عليه دلوقتى"
"ايه!"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
البرد هيموتنى يا معتز😢💔
ادعولى و قولولى رأيكم فى البارت💕
أنت تقرأ
عائله للرجال فقط
General Fictionاول قصه مصريه اكتبها و أتمنى انى اعرف رأيكم الروايه ٤ أجزاء بدايه من صراع لإثبات الذات و التأكيد على اهميه المساواه، ثم الأبناء و مشاكلهم الحياتيه من حب و خداع و حياه سعيده، إلى الأحفاد و الخدعه الكبرى و الغير متوقعه و النهايه السعيده القريبه من الق...