وقف فارس ينظر ﻷحمد بإبتسامه جانبيه منتصره فهو قد اكتشفه ليضرب أحمد جبينه بخفه مفسحا له المجال ليدخل الغرفه ليتبعه أحمد بعد ان اغلق الباب.
.
.
.
.
.
.
.
.
هاله من الحزن و الكآبه تحيط ذلك المنزل بأكمله السيدات يلبسن اﻻسود و يبكين و يصرخن بصوت عالى يفطر القلوب و باﻻخص ريهام اﻻم التى حرق قلبها على فقدانها فلذه كبدها ابنتها الوحيده.
بينما الرجال يأخذ كل رجل مكان ليجلس به و هم صامتون كأن على رأسهم الطير بينما إبراهيم يجلس يبكى بحسره على فقدان ابنته الوحيده.
اتى أحمد و هو يضع يده بجيب بنطاله بينما يتمشى حتى وصل امام احد الكراسى ليجلس عليه واضعا قدم فوق اﻻخرى.
أحمد: يا اخى انا مش فاهم انت زعﻻن ليه؟! مش انت اللى قولتلها انك مش عايزها؟ و بردو مش انت اللى اديتها الفكره و هى كان بس عليها التنفيذ؟
تحدث أحمد ببرود ينافس برود الثلج لينظر له الجميع بإمتعاض و غضب مكبوت.
صوت دقه عاليه صدرت من عكاز الحاج عبدالحميد عندما قام بضربه باﻻرضيه بغضب واضح.
عبدالحميد:اسكت ساكت يا ولد كفايه اللى هما فيه.
تحدث الحاج عبدالحميد بلهجته الصعيديه الممزوجه بالغضب مما قاله حفيده سابقا.
أحمد:اسكت ليه يا جدى انا بقول الحقيقه و الحقيقة دايما بتوجع.
اجابه أحمد و مازال البرود مرسوم على معالم وجهه و نبره صوته كذلك ليسمع صوت دقه اخرى من عكاز الحاج عبدالحميد و لكنها اعلى هذه المره لتعبر عن غضبه الذى وصل ﻻقصى مراحله.
عبدالحميد:قولتلك اسكت.
صرخ به الحاج عبدالحميد بقوة حتى يصمت بينما أحمد نظر له ببرود و كان على وشك الحديث مره اخرى ليسبقه ابراهيم الذى تحدث بحسره و دموعه تتسابق على وجنتيه.
إبراهيم:سيبه يا جدى سيبه ياريته كان فوقنى من زمان قبل ما اخسر بنتى الوحيده ياريته كان شتمنى و ضربنى قبل ما اخسر بنتى انا مش عارف انا كنت بفكر كدا ازاى او ليه و اصلا ايه الفرق بين البنت و الولد اذا كنت بفكر بالطريقه دى يبقى ايه الفرق بينى انا صاحب التعليم الجامعى و بين الجاهل اللى عمره ما شاف تعليم بنتى كنت انا السبب فى موتها انا دايما كنت بعاملها وحش كنت بحسسها انا مش مرغوبه و ياما امها حزرتنى و انا كنت بعاند و بكابر ياريت بنتى ترجعلى تانى و انا هعاملها احسن معامله و عمرى ما هزعلها تانى و كل اللى نفسها فيه انا هعملهولها و الله بس ياريتها ترجع.
فور انهاء إبراهيم حديثه انهار باكيا واضعا وجهه بين كفيه بينما الكل يتابعه بحزن على حاله اﻻ فقدان الابن فهو شئ عظيم بحق.
أحمد:انت لسه فاكر دلوقتى انك تندم على اللى فات؟ كان تفكيرك ده فين و انت بتعامل بنتك كل يوم على اساس انها شئ غير مرغوب فيه؟ تفكيرك ده كان فين و بنتك كل يوم بتطلب منك بعض اﻻهتمام و انتى بتتعمد انك تنساها؟ و اﻻهم تفكيرك ده كان فين لما حذرتك و قولتلك انك هتندم على امنيتك؟
تحدث أحمد بما يعترى قلبه من غضب على إبراهيم و تصرفاته التى ﻻحظها مع ابنته اينفع الندم بعد سكب الحليب؟!
نظر الكل بغضب الى أحمد الذى يقف امام إبراهيم يوجه له اصابع الاتهام على انه مجرم و هو بالفعل مجرم بسبب ما فعله بإبنته الصغيره.
إبراهيم:كان فى الزباله عقلى كان فى الزباله مكنش فيا عقل الشيطان كان مسيطر عليه بس انا اللى سلمت دماغى ليه بسماعى لكلام الناس و ان البنت مبتجبش غير العار و ان الولد هو السند و الضهر و نسيت ان البنت هى الدفئ و الحنان و ان البنت هى اللى بترعى و تخاف على اهلها ياريت بنتى ترجعلى ترجع لحضنى و انا مش هحرمها من حاجه ابدا يا رب رجعلى بنتى.
الم و حزن و دموع هى اﻻجواء المسيطره فى ذلك المكان ليهرول ذلك الجسد الصغير يرتمى بحضن إبراهيم ماسحا دموعه بكفه الصغير بينما إبراهيم فى حاله من الصدمه حاله من حال الباقى.
افاق إبراهيم من صدمته ليأخذ جسد ابنته الصغيره فى عناق قوى خوفا من ان تكون سراب او حلم يقظه يختفى مع الرياح فهاهى ابنته الصغيره حيه ترزق بين يديه.
اتت اليهم والدتها و قدميها لم تستطع ان تحمﻻها لتخار قوتها امام ابنتها التى ارتمت فى حضنها فور رؤيتها بهذه
الحاله بينما ريهام تحتضنها بقوة مكوبه وجه ابنتها بين يديها ﻻثمه اياها بحب وفقدان.
راحه رسمت على وجوه الجميع فهاهى ابنتهم الصغرى حيه و لم تمت فى البحر كما قال أحمد.
بذكر أحمد ها هو يقف امامهم متربعا ينظر لهم بدون معالم تذكر لتتحول معالم وجهه الى الغضب الطفولى متحدثا.
أحمد:اخص عليكى يا ملك كنتى استنى شويه و انا اجيبلك حقك اكتر لدرجه انى كنت هخلى ابوكى يحلفلك هو اد ايه بيحبك.
نظر الكل بصدمه الى أحمد عدا فارس الذى علم بخطته كامله صباح اليوم و الفضل كله يعود الى ذلك اللحن الذى كان يخرج من فاه أحمد على هيئه صفير و كان ذلك اللحن موسيقى خاصه بينه و بين ملك ابنه اخيه الوحيده.
ملك:مقدرتش يا أحمد اشوف بابا و ماما بيعيطوا كدا علشانى.
تحدثت ملك بصوتها الطفولى الباكى و هى تنظر ﻻعلى حيث وجه أحمد الذى يطالعها بغضب طفولى.
ريهام:حرام عليك يا أخى تبقى عارف مكان بنتى ده كله و مخبى علينا الله يسامحك الله يسامحك.
تحدثت ريهام زوجه إبراهيم بعصبيه مفرطه و هى تنظر ﻷحمد بنظرات قاتله بينما أحمد ينظر لها ببرود.
أحمد:انا لو مكنتش عملت كدا مكنتوش هتحسوا بقيمه بنتكم ابدا انا عملت كدا علشان افوقكم كان ﻻزم اعمل درس عملى علشان متنسوش بنتكم ابدا.
تحدث أحمد بهدوء تام و هو ينظر بوجوه الكل كأنه لم يفعل شئ سوى الشئ الصحيح.
هدى:طيب كنت على اﻻقل وضحتلنا احنا انا و جدها و باقى العيله.
تحدثت هدى جده ملك من حيث اﻻب فى تأنيب واضح ﻷحمد.
أحمد:انا اسف يا طنط بس مكنش ينفع اقول لحد المهم يا ست لوكا صدقتى دلوقتى ان ماما و بابا بيحبوكى و ميقدروش يستغنوا عنك و لو دقيقه.
كان أحمد يتحدث بنبره معتذره لزوجه عمه التى تفهمت الموضوع مومئه برأسها له ليحول نبره صوته الى المرحه محدثا ملك الصغيره لتومئ له هى ايضا.
أحمد: و وعد منى يا ستى لو بابا او ماما زعلوكى تانى انا هاخدك و هنمشى بعيد و مش هنرجعلهم تانى ابدا.
كان أحمد يتحدث بجديه مصطنعه لتومئ له ملك بالنفى ليتابعها الكل بترقب.
ملك:ﻻ يا أحمد انا مش هبعد عن ماما و بابا ابدا ﻻنهم بيعيطوا و انا مش بحبهم زعلانين.
فور انهائها لحديثها اخذها إبراهيم فى عناق قوى لم يعانقها اياه منذ ان ولدت حتى عمرها هذا.
.
.
.
.
.
.
.
.
مرت ساعه بالفعل بينما الحاج عبدالحميد يحتجز أحمد داخل مكتبه و الكل يجلس فى الخارج بخوف و ترقب و باﻻخص فارس فإذا عوقب أحمد عليه ان يعاقب هو ايضا فهو ايضا كان يعلم بخطته.
نصف ساعه اخرى مرت ليسمع الجميع صوت فتح الباب ليركضوا و يقفوا امام الباب ليخرج الحاج عبدالحميد لينظر نظره سريعه بوجوه المحيطين و يذهب مستندا على عكازه و هو يمشى بوقار.
فور اختفاء الحاج عبدالحميد عن اﻻنظار ركضوا جميعا متسابقين فى الدخول الى المكتب ليروا ما الذى حدث بالمسكين -أحمد- الذى بالداخل.
دخل الكل ليجدوا أحمد جالس على احد الكراسى المرفقه بالمكتب مسندا مرفقيه على ركبتيه واضعا وجهه بين كفيه ليدرك الكل ان شيئا سيئا قد حدث.
ملك:أحمد مالك انت تعبان؟!
تحدثت تلك الطفله الصغيره التى ﻻ تفقه ﻻى شئ مما حدث بالخارج و يحدث اﻻن و لكن ما من مجيب و أحمد فقط ساكن على وضعه السابق و لم يتحرك و لو انش واحد.
فارس:مكنش ينفع نسيبك لوحدك تشيل الحمل كله لوحدك.
تحدث فارس و هو ينظر الى أحمد الذى ﻻزال ساكن كما هو.
هدى: يا ولدى مالك ايه اللى حصل؟! اتكلم يا ولدى.
تحدثت هدى و هى تربت على كتف أحمد بهدوء تحثه على الحديث و لكن ما من مجيب ايضا.
لحظات مرت ليسمعوا صوت قهقهات مكتومه صادره من خلف كف ذلك الفتى المخبئ وجهه.
تحولت القهقهات المكتومه الى اخرى واضحه بعدما ازاح كفه من على وجهه لينظر له الجميع بإستغراب.
هل جن هذا الفتى ام ماذا؟!
سؤال تخاطر فى عقول الجميع.
.
.
.
.
.
.
سﻻم♥
أنت تقرأ
عائله للرجال فقط
General Fictionاول قصه مصريه اكتبها و أتمنى انى اعرف رأيكم الروايه ٤ أجزاء بدايه من صراع لإثبات الذات و التأكيد على اهميه المساواه، ثم الأبناء و مشاكلهم الحياتيه من حب و خداع و حياه سعيده، إلى الأحفاد و الخدعه الكبرى و الغير متوقعه و النهايه السعيده القريبه من الق...