"قومى يا كلبه منك ليها"
صاحت ليلى فى ليان و ليليان و هى تهوى عليهم بزجاحتين ماء مثلجه لتنهضن الاثنتان و هن يشهقن بعنف من بروده المياه.
"فاكرين نفسكم ناصحين و هتضحكوا عليا؟"
صاحت ليلى بعنف فى وجه الاثنتان اللتان ابتسمتا بسعاده.
"و انتى يا ست ريتال فاكرانى هبله و هصدق لعبه العيال بتاعتكم دى؟"
صاحت ليلى مره اخرى فى وجه ريتال هذه المره لتبتسم المعنيه بإتساع.
"لولو"
صحن الثلاث فتيات و هن يلقين بأنفسهم فى أحضان ليلى التى كادت ان تسقط أرضا بسببهم.
"خنقتونى"
بالكاد ظهر صوت ليلى بسبب ذلك الاحتضان القوى ليبتعدوا عنها و هن يبتسمن بإتساع.
" وحشنى صوتك اوى يا لولو"
تحدثت ريتال و هى تقترب من ليلى مره اخرى محتضنه اياها وحدها لتبتسم ليلى ابتسامه هادئه مربته على ظهرها.
"يا أهل الدار"
صوت رجولى صدح من خلفهم ليلتفتوا جميعا إلى المصدر.
"عمر"
صاحت ريتال بسعاده و هى تركض لتقفز على اخاها الذى احتضنها بقوة رافعا اياها من على الأرض.
"و امك ملهاش حضن زى ده؟"
تسائلت ملك و هى تنظر بإزدراء إلى ابنتها لتجد ليلى تركض و ترمى نفسها بحضنها و هى تصرخ بإسمها.
"و ربنا احنا عيله مجنونه"
تحدثت ليليان و هى تضحك ليشاركها الجميع.
"وحشتينى اوى يا لولو"
تحدث عمر و هو يقترب من ليلى محاولا احتضانها ليشعر بنفسه يجذب من ملابسه من الخلف.
"انت هتعمل ايه يا حبيبى؟"
تسائل أحمد رافعا حاجبه الأيمن و هو ينظر لمن يمسكه بترقب ليبتسم له عمر.
" و لا حاجه يا باشا ده انا كنت هسلم عليها بس"
تحدث أحمد بخوف ليومئ له أحمد مربتا على ظهره بقوة قليلا.
انتظر عمر إلى أن ابتعد أحمد عنه قليلا ليحتضن ليلى سريعا ليأتى اليه أحمد ركضا.
" طيب و ربنا لتتعلق على الباب زى زمان يا عمر و ابقى ورينى بقا مين اللى هينزلك"
تحدث أحمد بغضب و هو يركض خلف عمر الذى يقهقه بينما يركض.
"الحقينى يا لولو"
صاح عمر و هو يركض حول ليلى و يحاول الأفلات من أحمد ليقهقه الجميع عليهم متذكرين تلك المواقف المرحه.
.
.
.
.
.
كانت ليلى تجلس فى الحديقه على تلك الارجوحه التى قامت بوضعها هى فى ذلك المكان و قد ذهب عقلها إلى ما يزيد عن العشرين عاما فى الماضى.
تذكرت ابنها الصغير الذى كانت تلهو معه بينما معدتها منتفخه أمامها بلطف لتتذكر تلك الليله المشئومه.
.
.
.
بينما ليلى كانت تداعب طفلها البالغ من العمر الثلاث سنوات فى منزلها الخاص بها هى و زوجها بينما كانت تحمل فى طفل آخر ليكون اخا لإبنها و عونا له فى هذه الحياه.
كانت تعلم بالفعل ان زوجها سيتأخر بالعوده فى هذا اليوم بسبب اتصاله المسبق بها.
رنين جرس المنزل جعلها تنهض حامله ابنها الصغير متوجهه إلى الباب.
"مين؟"
تسائلت ليلى من خلف الباب و هى تحاول أن ترى من بالخارج من خلال تلك العين السحريه المرفقه به فهذا ما أخبرها به زوحها.
"انا البواب يا هانم"
تحدث حارس العقار من خلف الباب لتبتعد ليلى قليلا و هى تقطب حاجباها بإستغراب.
فتحت الباب بهدوء ليدفع الباب بقوة حتى سقطت هى أرضا على ظهرها بينما تحتضن ابنها بقوة خوفا عليه.
دفع حارس العقار إلى داخل المنزل من قبل بعض الأشخاص المقنعين ليقوموا بضربه على رأسه ليسقط مغشيا عليه.
حاولت ليلى النهوض و لكن الام ظهرها فتكت بها لتضم ابنها إليها بقوة.
قام أحد الرجال بسحب ابنها منها عنوه لتحاول جاهده اخذ ابنها ليقوم الرجل بركلها بدون اى رحمه فى معدتها المنتفخه لتصرخ هى بألم و كأن احشائها تحترق.
حاولت سحب ابنها الذى يبكى مره اخرى ليقوم الرجل بتكرار فعلته و لكن لم يكتفى بمره واحده فقط هذه المره بل كرر ركلاته حتى خارت قوة ليلى نهائيا و سقطت مغشيا عليها بينما تنزف بشده.
عاد أحمد فى ذلك الوقت المتأخر ليفتح الباب و يجد حارس العقار رأسه تنزف بينما ليلى ساقطه مغشى عليها و تنزف بشده ليحملها سريعا متوجها إلى اقرب مشفى.
قام المسعفون بأخذ ليلى إلى غرفه العمليات سريعا ليخرج الطبيب من غرفه العمليات بعد أن قام بفحصها ليتوجه اليه أحمد سريعا.
"هى فيها ايه يا دكتور؟"
تحدث أحمد بهلع و هو يتمسك بذراع الطبيب الذى نظر له بشفقه.
"للأسف الجنين مات فى بطنها و جالها نزيف شديد و هنضطر اننا نستأصل الرحم و الا هيكون فى خطوره على حياتها، لو سمحت روح أمضى على الإقرار بسرعه علشان نبدأ فى العمليه"
تحدث الطبيب ليترك أحمد يقف وحده كأنه ضرب على رأسه و هو لا يعلم ماذا يفعل بعد ذلك، أو حتى أين ابنه البكر؟
مضى أحمد على ذلك الإقرار و بدأت العمليه بالفعل و قام أحمد بأخذ ابنه الذى توفى و هو مازال فى بطن والدته ليقوم بدفنه فهو كان تبقى شهران فقط و يولد.
مرت ثلاث أيام و ليلى ساقطه نائمه فى غيبوبه لا يعلم الأطباء متى ستفيق منها و أحمد لا يفارقها بعد أن كفل العديد من أصدقائه فى البحث على ابنه.
فى ذلك اليوم الثالث زف اليه خبر وفاه ابنه و انهم وجدوه ملقى فى إحدى المصارف حتى أصبح مجهول الهويه و الملامح و لكنهم علموا من هو من ملابسه التى كان يرتديها.
ها هو فقد ابناه الاثنان و زوجته لم تفق بعد ليجد نفسه يبكى كالطفل الصغير الذى ضاع من والدته فى الازدحام.
و ها هو للمره الثانيه يوارى ابنه البكر بيداه بينما هو أصبح فى حاله من الضعف و الألم و لا يعلم ماذا سيخبر ليلى بعد أن تستيقظ.
كيف سيخبرها انها فقدت ابناها الاثنان؟ و الأهم كيف سيخبرها انها لن تكون قادره على أن تصبح أم مره اخرى؟
استيقظت ليلى من غيبوبتها و سألت على طفلاها و هى تكدب ذلك الشعور الذى تفاقم بداخلها على أنهم ليسوا بخير، لتحصل على الصدمه.
بقيت لمده شهور صامته لا تتناول حتى الطعام، و لا تتحدث مع احد، كأنها جثه هامده و لكن فقط تتنفس.
بقيت على هذا الوضع إلى أن زف إليها خبر حمل زوجات اخويها لتشعر بالحياه مره اخرى و بالأخص عندما قاما اخويها بتسميه بناتهم بمشتقات من اسمها تيمنا بها.
.
.
.
"ليلى انتى كويسه؟"
افاقت من شرودها فى الماضى على صوت زوجها القلق لتنظر له بإمتنان و هى تومئ له.
جلس أحمد بجانبها و هو يقوم بتحريك الارجوحه بقدمه لتمسك ليلى بيده و هى تبتسم.
"مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه، ربنا يخليك ليا و يطول فى عمرك"
تحدثت ليلى بإمتنان شديد و هى تبتسم ليترك أحمد يدها محتضنا كتفها من الأعلى و هو يقربها اليه مقبلا جبينها قبله مطوله.
"يا ليلى انتى حب عمرى كله و اللى عمرى ما حبيت و لا هحب حد زيك، انتى شريكتي فى الحلوة و المره، انتى مراتى و اختى و بنتى و امى و صاحبتى انتى كل حاجه فى الدنيا دى، ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى"
أنهى أحمد حديثه متناول يدها بيده الحره لاثما اياها بحب لتبتسم له ليلى.
" الله الله اجبلكم شجره و اتنين لمون يعنى و لا ايه؟"
نطق أدهم الذى ظهر من العدم لتتبعه زوجته و أخيه و زوجته كذلك.
" امشى يا عدو الرومانسيه انت و هو، جرا ايه يا اخويا معرفش اقعد مع مراتى حبيبتى شويه لوحدنا يعنى و لا ايه؟"
نطق أحمد بمزاح و هو يضم ليلى اليه أكثر بينما ليلى جمدت ملامحها و فضلت الصمت.
" متنساش انها اختنا قبل ما تكون مراتك"
تحدث أسر بإبتسامه واسعه لتبتسم ليلى بتهكم من ما قاله منذ قليل.
" و صاحبتى انا كمان"
صاحت فرح بمزاح لتنظر لها ليلى ببرود لتبتلع فرح بتوتر.
"و هو انا يعنى مليش نصيب فيها و لا ايه؟ لعلمكم بقا ليلى دى حبيبتى لوحدى و محدش ليه فيها غيرى"
تحدثت سمر بإبتسامه واسعه و هى تجلس بجانب ليلى من الجهه الأخرى مبعده يد زوجها من عليها لتحتضنها هى بدلا منه لتبتسم ليلى بخفه.
"اه بحكايه اختنا دى، فى مره روحت لأحمد القسم و كان قدامه عسكرى ماسك واحد، المهم دخلت و سلمت عليه و بالاحضان و بتاع، فبيسألنى انت كنت فين كدا رديت عليه بتلقائيه شديده و قولتله كنت عند مراتك فى الشقه انا اللى سمعته بعد كدا شهقه العسكرى و المتهم و هما بيبصولى و يبصوا لأحمد بإستغراب و العسكرى لطش المتهم بالقفا و قاله اتعدل فى كلامك و أحمد و انا موتنا على نفسنا من الضحك، و بعد ما اخدنا نفسنا أحمد قالى يا حبيبى انا ملاحظ انك اخوها بس حسن ملافظك شويه"
أنهى أدهم حديثه ليقهقه الجميع على ذلك الموقف.
" يا عم متفكرنيش العسكرى فضل اسبوع يبصلى نظرات مش تمام بسبب اللى قلته"
تحدث أحمد ليقهقهوا جميعا مره اخرى على حديث أحمد المرح.
" خلاص بقا يا لولو متزعليش منى، اعتبريني عيل و غلط"
تحدث أسر و هو يجلس القرفصاء أمام أمام ليلى ممسكا بيدها و هو ينظر لها بإعتذار حقيقى.
" و انا كمان يا ليلى انا عارفه انى غلطت فى حقك و انا اسفه ليكى جدا"
تحدثت فرح و هى تجلس بجانب ليلى على الارجوحه مكان أحمد الذى نهض من جانبها يفسح لفرح مكانه.
تنهدت ليلى بقوة و هى تشعر بالحزن و الخزى، لا تعلم هل تسامحهم على اخطائهم كالعاده ام تظل على موقفها.
نظرت لزوجها بمعنى انقذنى ليبتسم لها بهدوء مومئا لها و كأنه أعطاها الاشاره على السماح لتبتسم له و هى تشكر ربها بداخلها على أنه رزقها بزوج مثل أحمد.
"قوم يا ولا من على الأرض لو بنتك طلعت و لاقيتك بالمنظر ده تقول ايه، و انتى ياختى ابعدى شويه كدا الجو حر"
تحدثت ليلى بمزاح لتبعد فرح عنها قليلا لتتشبث بها فرح أكثر.
"مش هتنازل عنك ابدا"
تحدثت فرح بدراميه و هى تزداد تعلق بليلى ليقهقهوا جميعا على ملامح ليلى.
" طيب يلا يا حلو منك ليه كل واحد ياخد مراته و يتكل و سيبونى فى قعدتى الشعريه اللى جيتوا بوظتوها مع مراتى"
تحدث أحمد و هو يدفع بأدهم و أسر ليقهقهوا على تصرفاته تلك.
" يا عم بقالك معاها اكتر من عشرين سنه و لسه مزهقتش"
تحدث أسر بمزاح لتنظر له زوجته بغيظ شديد.
" تعالى بقا و قولى انت زهقت ازاى"
تحدثت سمر بغضب و هى تنهض من جانب ليلى ذاهبه ليلحقها أسر سريعا.
" و انت يا أستاذ تعالى معايا اما نشوف رأيك فى اللى اخوك قاله"
تحدثت فرح بقوة هى الأخرى و هى تنهض ذاهبه.
" الله يحرقك يا أسر"
تحدث أدهم و هو يلحق بزوجته ليقهقه كل من ليلى و أحمد و هو يعاود الجلوس بجانب ليلى مره اخرى.
"الا صحيح يا أحمد انت مزهقتش منى؟"
تسائلت ليلى و هى تنظر بعين أحمد الذى تنهد بقوة.
"هسألك سؤال، هو فيه حد بيزهق من انه يتنفس؟"
تحدث أحمد بهدوء لتقطب ليلى حاجباها فى عدم فهم.
"يا ليلى انتى عندى زى النفس اللى بتنفسه علشان افضل عايش، انتى بالنسبالى كل حاجه، انتى النعمه اللى بشكر ربنا عليها كل صلاه، انتى محور حياتى كلها"
تحدث أحمد بهدوء لتبتسم ليلى له بإستحياء و قد توردت وجنتيها بخجل.
"بقولك ايه متجيبى بوسه و انتى حلوة كدا"
تحدث أحمد و هو يبتسم لتنظر له ليلى بخجل و قد ازداد تورد وجنتيها.
" بس يا أحمد عيب احنا كبرنا بقا خلاص"
تحدثت ليلى بخجل ليقهقه أحمد عليها.
" كبرنا مين يا حبيبتى ده احنا لسه شباب، ده اللى يشوفك وسط العيال يقول عليكى اختهم الصغيره "
تحدث أحمد بإبتسامه لتبتسم له ليلى و هى تنظر له بحب.
"هاتى بوسه بقا علشان خلاص مش قادر استحمل الحلاوه دى كلها"
تحدث أحمد و هو يكوب وجه ليلى بين يديه بينما ليلى بدأت تقهقه بسعاده كالطفله الصغيره.
.
.
.
.
.
" بتعملى ايه يا هنا عندك؟ "
تسائل فارس و هو يرى زوجته تقف تنظر أمامها و هى تبتسم بهدوء لتلتفت هنا الى زوجها متعلقه بذراعه.
" بص ليلى و أحمد "
تحدثت هنا و هى تشير على ابنتها التى تجلس بعيده عنهم بمسافة.
"أحمد ده راجل و لا كل الرجال، فضل مع ليلى مع انها طلبت منه الطلاق، استحملها فى وقت هى ذات نفسها مكنتش مستحمله نفسها فيه، بيعاملها زى الطفله و بيحببها فى نفسها، ربنا يهنيهم ببعض"
تحدثت هنا بحنان و حب و هى ترى ابنتها سعيده هكذا مع زوجها ليضمها فارس اليه مومئا لها بهدوء.
" ربنا يهدى سرهم كمان و كمان"
تحدث فارس بهدوء لتبتسم له زوجته ليغادرا معا بعد ذلك.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"
انا عند وعدى و نزلت بارت انهارده اهوه.
فوتز كتير بقا و كومنتات شجعونى بيها انى اكمل💕
أنت تقرأ
عائله للرجال فقط
General Fictionاول قصه مصريه اكتبها و أتمنى انى اعرف رأيكم الروايه ٤ أجزاء بدايه من صراع لإثبات الذات و التأكيد على اهميه المساواه، ثم الأبناء و مشاكلهم الحياتيه من حب و خداع و حياه سعيده، إلى الأحفاد و الخدعه الكبرى و الغير متوقعه و النهايه السعيده القريبه من الق...