Part 4

18.1K 799 28
                                    

كانت تلك أسوأ ليله مرت على ليلى طوال حياتها فالحمى التى اصابتها جعلت من جسدها بأكمله متألم و مشتعل.
كانت ليلى تشعر بالعديد من الناس حولها و لكن لم تملك الطاقه قط فى ان تتحدث او تتحرك حتى.
كانت تشعر بوالدتها و هى تبدل لها الكمادات طوال الليل و تسمع صوت والدها و هو يهدئ والدتها القلقه.
كانت تسمع صوت ملك التى كانت تأتى بين الحين و الاخر لتطمئن على حالها.
كانت تلك أطول ليله، كان الليل طويل لدرجه كئيبه و مخيفه لتشرق شمس يوم جديد و قد تحسنت حاله ليلى بشكل كبير فمن كان يراها و هى تحترق بسبب الحمى كان يظن انه لن تشرق عليها شمس يوم جديد بسبب حالتها السيئه.
فتحت ليلى عيناها صباحا لتجد اخويها الاثنان أمامها.
"صباح الخير"
تحدث أخيها أدهم بإبتسامه مقبلا جبهتها بحب لتبتسم له ليلى بخفه.
"عامله ايه دلوقتى يا لولو؟"
تحدث اخاها الاخر أسر و هو يمسك بيدها مقبلا اياها بحنو بالغ.
"يا سلام"
تحدثت ليلى بحزن و هى تنظر إلى اخاها أسر الذى تنهد بقوة.
"خلاص بقا يا لولو، انا اسف، و مستعد اعملك اى حاجه انتى عايزاها"
تحدث أسر بأسف لتنظر اه مضيقه عيناها بشك له.
" اى حاجه اى حاجه؟! "
تسائل ليلى مؤكده على حديث اخاها ليدب الرعب فى اوصاله فهو لا يعلم ما تفكر به اخته الان.
"رغم انى مش مطمن بس ماشى، اى حاجه تطلبيها"
تحدث اخاها أسر بعد أن تنهد بقوة لتبتسم له ليلى مومئه برأسها له.
"تمام بس خليك فاكر"
تحدثت ليلى و هى تشير بإصبعها السبابه ليومئ لها اخاها بالموافقه.
"طيب انا جعانه"
انتحبت ليلى بطفوليه ليقهقه اخويا عليها لينهضوا بعد ذلك لينزلوا للأسفل حيث الجميع لتناول الطعام كعائله واحده.
عادت ليلى إلى مرحها المعتاد و لكنها كانت تتجاهل جدتها نهى بسبب ما فعلته معها.
.
.
.
مرت الايام حتى توالى اسبوع و لكن تلك الليله تختلف لان صوت صريخ ملك ايقظ الجميع مفزوعين من نومهم.
حان موعد انجاب ملك لأطفالها لتتهلل اسارير الكل لتتحول بعد ذلك إلى فزع بسبب صريخ ملك المتألم.
ذهب الجميع إلى اقرب مشفى لهم لتدخل ملك سريعا إلى غرفه العمليات بينما الجميع بإنتظارها فى الخارج.
حاله من الهرج و المرج ملئت المكان ليكتشفوا بعد ذلك انه حادث سير على الطريق و ها هم الضحايا يدخلون المشفى.
والده تنتحب و تصرخ بشده مناديه على احد الأطباء ليسعف ابنتها الصغيره و حالتها صعبه هى أيضا و لكنها تتحامل على نفسها لإنقاذ ابنتها.
"أهدى يا ليلى فيه دكاتره اكيد فى المستشفى"
حدثت ليلى نفسها بصوت خافت و هى تغلق عينيها بشده و تقبض على يدها بقوة.
"بنتى بتضيع منى حرام عليكم"
صرخت والده الطفله مره اخرى و لكن ما من مجيب عليها لتأخذ ليلى نفس عميق فاتحه عيناها راكضه بإتجاه تلك الام.
بينما عائله الهوارى كانت تتابع الأحداث من بعيد وجدوا جسد ابنتهم يركض بإتجاه تلك الأم الخائفه لتحاول والدتها اللحاق بها و لكن يد زوجها امسكتها بإحكام.
"استنى نشوف هتتصرف ازاى"
نطق فارس والد ليلى إلى زوجته هنا التى اومأت له على مضض.
وقفت ليلى أمام تلك المرأه تحاول تهدأتها و الاستفسار عن حاله الفتاه الصغيره و اذا كانت تعانى من اى أمراض.
بعد استفسار ليلى عن حاله الفتاه اومأت لوالده تلك الفتاه و ظلت تبحث بعيناها عن سماعه الكشف حتى وجدت ضالتها و ركضت لجلبها.
بدأت ليلى بفحص الفتاه و لكن لم تسمع صوت دقات قلبها لتبتلع ما فى جوفها فى هلع و خوف و لكنها سيطرت على نفسها سريعا.
"أدهم"
نادت ليلى على اخاها الذى ركض إليها سريعا هو و أخيها الاخر آسر و ابن عمها أحمد.
"امسكوا السرير ده كويس و حاولوا انه ميتحركش"
املت ليلى بأمرها ليمتثل اخويها و ابن عمها لأمرها لتصعد فوق الفتاه ضاغطه على صدرها من جهه القلب بقوة تحاول انعاشه.
لم ينتعش قلب الفتاه و والدتها سقطت مغشيا عليها من الخوف لتقوم ليلى بتقريب فاهها من فاه تلك الفتاه تفعل لها تنفسا صناعيا معاوده الضغط على صدرها بقوة مره اخرى.
محاوله و اثنتان و فى الثالثه تنفست الفتاه الصغيره بقوة كأنها تغرق.
"هاتى أكسجين بسرعه"
صرخت ليلى فى إحدى الممرضات اللاتى كانوا يتابعون بصمت لتومئ لها تلك الممرضه سريعا جالبه لها تلك العبوه البلاستيكية الخاصه بالاكسجين حتى ينقلوها إلى غرفه مزوده بالمعدات.
أتى طبيب شاب سريعا لهم ليعلم ما الذى يوجد هنا بسبب ذلك التجمهر.
"ايه اللى بيحصل هنا؟ و ايه الهرجله دى؟"
صرخ الطبيب الشاب بقوة فى الواقفين يتابعوا لتتنهد ليلى بقوة قافزة من على السرير المعدنى المتحرك بإتجاه ذلك الطبيب.
"تقدر تقولى حضرتك كنت فين و ام البنت دى عماله بتصرخ ان حد يلحقها؟ تقدر تقولى انت كنت بتعمل ايه؟ تقدر تقولى كنت هتعوض ام البنت دى ازاى لو كانت فقدت بنتها؟ تقدر"
صرخت ليلى بوجه ذلك الطبيب الذى ابتلع رمقه بخوف و توتر من هجوم تلك الفتاه خلفه.
"انا لسه عارف ان فيه حاله طارئه دلوقتى"
برر ذلك الطبيب بخوف بسبب هجوم من أمامه.
" عذر أقبح من ذنب، اتفضل يا دكتور يا محترم البنت دى يتعلمها اشعه مقطعيه على كامل جسمها و بالأخص مخها بسرعه و تدخل اوضه العمليات علشان كتفها يتجبس لانه مكسور بس طبعا حضرتك ترده الأول و الشئ الأساس ان الأكسجين ميتشالش منها و اول ما تخلص ده كله تدخلها العنايه و توصلها بالأجهزة اللازمه علشان نتابع قلبها لانه وقف، مفهوم و لا اعيد"
تحدثت ليلى بأمر و سيطره ليومئ لها ذلك الطبيب سريعا متوجها إلى سرير الفتاه ليقوم بتحركيه بمساعده الممرضات  ليقوم بفعل ما أخبرته ليلى به.
تنهدت ليلى بقوة لتتوجه إلى والده الفتاه الساقطه أرضا و والدتها تحاول افاقتها.
جلست ليلى على ركبتيها أمام تلك المرأه ساحبه اياها من اكتافها لتجعلها بوضعيه الجلوس.
"ماما بعد اذنك اسنديها علشان تفضل بالوضعيه دى"
تحدثت ليلى إلى والدتها التى اومأت لها سريعا جالسه خلف تلك المرأه لترجع ليلى رأس تلك المرأه للخلف قليلا ضاغطه على جسر انفها بشده محاوله منها فى اعاده الشعور إلى جسد تلك المرأه و قد نجحت بالفعل فى إيقاظها.
"بنتى،بنتى فين؟ "
صرخت تلك المرأه فور ان لاحظت عدم تواجد ابنتها بالمكان  لتحاول ليلى تهدأتها.
"أهدى ،أهدى، بنتك كويسه هو بس كتفها اتخلع و هيجبسوه دى كل الحكايه هتلاقيهم دلوقتى بيعملولها اشاعه علشان يطمنوا عليها"
تحدثت ليلى بإبتسامه بسيطه لتنظر لها تلك المرأه بشك.
" بنتى بجد كويسه و لا انتى بتقوليلى كدا و خلاص؟"
تحدثت المرأه بخوف لتبتسم ليلى بوجهها متحدثه.
" طيب و حياه امى اللى قاعده وراكى دى بنتك بخير و هتبقى زى الفل"
تحدثت ليلى بمرح محاوله تهدأه تلك المرأه التى اومأت لها ناهضه متوجهه حيث ابنتها.
أنجبت ملك توأم فتى و فتاه بالفعل ليعودوا جميعا إلى بيت العائله بعد أن اطمئنوا على حاله ملك و التوأم و اطمئنت ليلى على حال تلك الفتاه التى انعشتها مسبقا.
.
.
.
بعد مرور يومان على تلك الأحداث كانت ليلى تجلس تتأمل فى طفلى ملك الصغيران و تتأمل بهم كل شئ يديهم، قدميهم، عيناهم المغلقه و كل شئ بهم رن هاتفها مقاطعا لحظه تأملها.
أخرجت ليلى هاتفها من جيب بنطالها لتجد اسم صديقتها المقربه على شاشه هاتفها.
"لسه فاكره انك تعبرى يا ست كخه انتى"
تحدثت ليلى بمرح فور ان أجابت على مكالمه صديقتها.
"يخرب عقلك يا ليلى ايه اللى انتى عملتيه ده؟"
تحدثت صديقتها سريعا بجديه لتقطب ليلى حاجبيها بإستغراب مما تقوله صديقتها.
"هو انا عملت ايه؟!"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
ج

معه مباركه 💙💜

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن