Part 31

16.7K 849 94
                                    

عاد الجميع إلى حياته و روتينه المعتاد مره اخرى، و فرغ منزل عائله الهوارى من الأحفاد مره اخرى.
أدهم الذى انتهت إجازته و عاد للعمل مره اخرى، و أسر الذى عاد للشركه مره اخرى ليكمل العمل على مشروعه، و أحمد الذى انتهت إجازته هو الاخر و عاد للأسكندريه لعمله المعتاد، و ملك التى عادت مع طفلاها إلى عش الزوجيه الخاص بها، و ليلى التى عادت للأسكندريه للتحضير لدخول الجامعه مره اخرى.
.
.
.
.
.
فى الشركه كان أسر ينظر للأوراق التى بيده بتركيز تام إلى أن دق باب مكتبه ليأذن للطارق بالدخول.
"اهلا"
نطق أسر بإبتسامه واسعه و هو ينهض من مجلسه و هو يتأمل القادمه بإتجاهه.
"السلام عليكم، ازيك يا أستاذ أسر"
تحدثت تلك الفتاه ذات الملامح الهادئه، صاحبه الملابس المحتشمه و الأخلاق الواسعه، هى ببساطه تشبه اخته كثيرا.
"و عليكم السلام، أسر بس اذا مكنش فيه مشكله يعنى يا آنسه سمر"
تحدث أسر بإبتسامه واسعه لتبتسم تلك الفتاه فى وجهه بهدوء مومئه له برأسها بخفه.
" أسمى سمر بس"
تحدثت الفتاه بنبره هادئه ليومئ لها أسر بإبتسامه واسعه و عينين متفحصه.
"اتفضلى اقعدى"
تحدث أسر و هو يشير لها على إحدى المقاعد لتنفى هى برأسها و بكلتا يديها.
" لا مفيش داعى، انا جايه و ماشيه علطول، مدام أحلام بعتانى علشان اخد ورق الصفقه"
تحدثت تلك الفتاه بهدوء ليقطب أسر حاجباه بغضب غير مبرر.
"و مبعتتش حد تانى ليه ؟ او مكلمتنيش و انا اجيب الورق و اجى ليه؟!"
تسائل أسر بغضب ظهر جليا فى نبره صوته و على ملامح وجهه لتنظر له الاخرى بإستغراب.
" فيه ايه يا استاذ أسر انا السكرتيره الخاصه بأستاذه أحلام و بعمل شغلى"
تحدثت الفتاه بإبتسامه محرجه و بنبره هادئه ليستعيد أسر وعيه سريعا.
" احم اولا أسمى أسر بس من غير القاب، ثانيا انا عارف انه شغلك بس الجو برا حر و شمس و انا كان ممكن اجى بسرعه بعربيتى يعنى، ده كان قصدى"
تحدث أسر بحرج يحاول إصلاح موقفه السابق لتبتسم الفتاه بوجهه بهدوء.
"مفيش داعى ،و انا مش ماشيه فى الشمس و لا حاجه مدام احلام خلت السواق بتاعها يوصلني "
تحدثت الفتاه بإبتسامه خافته ليذم أسر شفتيه مومئا لها.
" و السواق مستنيكى تحت؟ "
تسائل أسر بفضول لتومئ له سمر بالنفى بإبتسامه هادئه.
"لا مشى لان مدام احلام طلبته علشان رايحه مشوار مهم "
بررت سمر بإبتسامه هادئه ليرتدى أسر جاكيت بدلته سريعا.
" طيب يلا علشان اوصلك"
تحدث أسر و هو يتحرك من مكانه بعد أن حمل الملف التى تريده سمر بين يديه.
" لا مفيش داعى انا هاخد ميكروباص من على الناصيه"
تحدثت سمر و وجنتيها صبغت باللون الورد المحبب احراجا مِن مَن يقف أمامها ليسرح أسر قليلا فى احمرار وجنتيها اللطيف و عضها على شفتيها الورديه.
"لا مينفعش هوصلك بسرعه"
تحدث أسر بعد أن لاحظ انه أطال التفحص فى وجهها.
" لا و الله، اظاهر ان حضرتك مشغول و انا بستريح فى المواصلات العامه، الملف بس علشان الحق ارجع الشغل"
تحدثت سمر بحرج ليتنهد أسر بقوة مومئا لها بقله حيله مناولا الملف لها لتغادر سمر بعد أن ودعته بإبتسامه بسيطه.
خلع أسر جاكيت بدلته و القى به بإهمال على سطح المكتب و هو يجلس على مقعده مره اخرى.
" انت وقعت و لا الهوا اللى رماك يا سى أسر"
حدث أسر نفسه بإبتسامه خافته ليتنهد معاودا العمل مره اخرى و هو يبتسم بين الحين و الاخر.
.
.
.
.
.
تقابلت ليلى مع رفيقاتها بالجامعه بعد انقضاء فتره العطله ها هم يعودون معا مره اخرى.
"لا بس تصدقى الدبله بتاعه اخويا شكلها حلو فى ايدك يا فرح"
تحدثت ليلى فجأه لتجذب انتباه جميع اصدقائها على يد ملك المزينه بتلك الحلقه الذهبيه.
"ايه ده انتى اتخطبتى يا فرح؟ "
تحدثت إحدى الفتيات بصدمه معبره عن حال جميع الفتيات.
"ايوه و اخويا اللى خطبها، يعنى انا دلوقتى عمتها"
تحدثت ليلى بزهو لتقهقه الفتيات على ليلى و على ملك التى ضربتها بخفه على ذراعها.
بعد انتهاء الفتيات من المباراكات ذهبن ليروا جدول المحاضرات الخاص بهم و وجدوا قرار قد صدمهم بالفعل.
"ايه ده هينزلونا يومين فى الاسبوع نتدرب فى مستشفى خاصه"
نطقت ملك بصدمه و هى ترى ذلك القرار المعلق بجانب جدول المحاضرات.
"هى اول مره تحصل فعلا، بيقولوا ان صاحب المستشفى حابب يجرب فى الدفعه بتاعتنا لو استفاد من التجربه فينا هيقدم المساعده للدفع التانيه، و الأهم انه هيعين ناس فى المستشفى كمان بعد التخرج "
تحدثت إحدى الفتيات بعد أن استعلمت عن ذلك القرار المفاجئ و الصادم.
"مش عارفه انا قلبى مش مستريح للحوار ده"
تحدثت ليلى بقلق لينظرن لها الفتيات بإشمئزاز.
" انتى بومه ليه يا بت انتى؟ بقا فيه حد يلاقى الدلع و ميتدلعش؟ على الاقل هنترحم من مستشفيات الحكومه و القرف اللى بنشوفه فيها"
تحدثت إحدى الفتيات لتنظر لها ليلى نظرة ليست لها معنى و هى تتنهد بقوة.
" و التدريب ده هيبقى من امتى؟"
تسائلت ليلى بقله حيله فهى ليس بيدها اى شئ لتفعله كما انها لن تستطيع تغيير رأى الاداره و التى ترى انها فرصه ذهبيه بالفعل.
" مكتوب هنا اننا هنروح بكرا الساعه ٩ الصبح"
تحدثت ملك و هى تتفحص ذلك الإعلان المعلق لتومئ لها ليلى بخفه.
.
.
.
.
.
وقف أحمد بإحترام أمام من هو أعلى منه رتبه و اكبر منه سنا منتظرا أوامر تلك القضيه الجديده.
"القضيه دى صعبه يا أحمد، هتقدر عليها؟"
تحدث الأعلى رتبه ليبتسم أحمد بخفه و هو يومئ برأسه.
" بتوجيهات سعادتك يا فندم هنقدر عليها بإذن الله"
تحدث أحمد بلباقه ليقهقه الأعلى رتبه على حديثه ليومئ له بخفه.
"حيث كدا ملف القضيه اهوه و ورينا همتك انت و الرجاله بقا"
تحدث الأعلى رتبه و هو يمد يده بملف ما ليتناوله أحمد سريعا مؤديا التحيه العسكريه ليخرج من مكتب صاحب الرتبه العاليه ليتوجه لمكتبه بعد ذلك.
طلب من الساعى كوب قهوه ليجلس على مقعده خلف المكتب الخاص به فاتحا ذلك الملف الغليظ ليبدأ فى دراسته برويه و تعمق.
.
.
.
.
.
وقف أدهم أمام كتيبته و الدخان يكاد يخرج من أذنيه من شده غضبه.
"لما بتخافوا و بتنسحبوا من مجرد تدريب اومال هتعملوا ايه فى المواجهه الحقيقيه؟"
تحدث أدهم بصراخ غاضب فى وجوه من يقفوا أمامه مطأطئين رؤوسهم أرضا.
"لما انتوا شويه عيال ايه اللى دخلكم الكليه الحربيه؟ ايه اللى جبكم سينا؟"
عاد صوت أدهم الغاضب يدوى فى المكان مره اخرى اما الآخرين ينظروا للأرض بحصره.
" مجرد تدريب و بتهربوا منه، هتعملوا ايه لما تواحهوا الرصاص الحى؟ هتعملوا ايه و انتوا بتشوفوا زمايلكم بينزفوا لحد الموت قدامكم؟ "
تحدث أسر مره اخرى و لا احد يجرؤ على رفع رأسه من على الأرض.
"الشغلانه دى عايزة رجاله، رجاله تقدر تدافع عن أرضها، رجاله يبقوا شايلين كفنهم على ايديهم، رجاله يبقوا خارجين المهمه و هما عارفين انهم ممكن ميرجعوش تانى، إنما هتبقى عيل و بشخه ترجع تقعد فى حضن امك، المكان ده للرجال بس مفهوم؟"
صرخ أسر فى وجوه الواقفين ليرددوا جميعا فى نفس واحد.
" مفهوم"
" بكرا فى نفس الميعاد اللى هيبقى راجل و هيستحمل يجى التدريب، و اللى شايف انه عيل و ابن امه من الأفضل ميورنيش وشه و ياخد شنطه هدومه و يروح لحضن امه، انصراف "
تحدث أسر بغضب متحركا من مكانه متوجها إلى مكتبه ليتبعه صديقه و رفيق دربه منذ الجامعه.
"براحه شويه على العيال يا أدهم "
تحدث صديق أدهم و هو يجلس أمامه ليتنهد أدهم بقوة.
" يا زين العيال خوافين اوى، لما تدريب من درجه اولى و انسحبوا منه اومال هيعملوا ايه فى المواجهه اللى بجد؟"
تحدث أدهم و هو يتنهد بقوة لينظر له صديقه بهدوء.
"معلش يا أدهم، العيال اول مره يتحطوا فى موقف زى ده و متنساش اننا فى يوم من الايام كنا مكانهم"
تحدث زين صديق أدهم بهدوء ليتنهد أدهم.
" كنا مكانهم اه بس مكناش خوافين يا زين "
تحدث أدهم بقله حيله ليومئ له صديقه بإبتسامه.
"و انا متأكد ان كلامك   فوقهم و هيبقوا رجاله بجد "
تحدث زين بإبتسامه فطالما كان زين بشوش الوجه و هادئ الأعصاب لحد اغاظ أدهم كثيرا.
"صحيح مراتك هتولد امتى؟"
تسائل أدهم فجأه كأنه تذكر شئ هام ليبتسم صديقه فى وجهه.
"الدكتوره بتقول كمان اسبوعين، فهخلص المهمه الجايه و انزل اجازة و مرجعش غير و انا اب رسمى"
تحدث زين بإبتسامه حالمه و هو يتخيل انه يحمل مولوده بين يديه.
"اه يا عم و تقعد تحكيلنا بقا مغامراتك مع ابنك او بنتك اللى جايين"
تحدث أدهم بإبتسامه ليبتسم صديقه فى وجهه.
" ابنى "
تحدث زين بهدوء و ابتسامه بسيطه ليومئ له أدهم بخفه.
" يتربى فى عزك ان شاء الله"
تحدث أدهم بإبتسامه ليبادله صديقه.
"اكيد هتيجى انت و خطيبتك و العيله كلها السبوع بتاعه، هعمله سبوع يليق بظابط المستقبل"
تحدث زين بإبتسامه واسعه ليومئ له أدهم بخفه.
"إن شاء الله"
.
.
.
.
.
انقضى ذلك اليوم بكل أحداثه لتشرق شمس يوم جديد لتتقابل ليلى مع صديقاتها فى الجامعه ليذهبن معا إلى تلك المشفى الضخمه و البراقه من الداخل و الخارج.
تم توزيع المهام على الفتيات كل على حسب تخصصه و دراسته.
انشغل الجميع بمهامه بينما ليلى فقط تتحرك بعشوائيه فى تلك المشفى الكبيره واضعه يديها فى جيب معطفها الطبى الأبيض و سماعتها الطبيه تلتف حول عنقها.
جذب انتباهها صوت الصراخ عند الاستقبال لترى ما مصدر تلك الجلبه لتجد امرأه يبدو أنها من العامه تحمل طفل بين يديها و رأسه تنزف بقوة بينما الطفل فاقد للوعى.
ركضت ليلى لها و هى تصرخ بالعاملين ان يجلبوا لها سرير متحرك و يأخذوا الطفل إلى غرفه العمليات الا ان أحدا لم يتحرك من مكانه.
"انتوا متنحين ليه الولد هيروح مننا"
صرخت ليلى بقوة و والده الطفل تبكى بقهر على حال طفلها الصغير.
"لو سمحتى يا دكتوره متدخليش فى شغلنا، احنا عارفين احنا بنعمل ايه كويس"
تحدث موظف الاستقبال ببرود لتنظر له ليلة بصدمه.
"بقولك الولد هيموت من كتر النزيف"
تحدثت ليلى تحاول السيطره على صدمتها.
"تروح اى مستشفى حكومى لأننا مش هنقدر نستقبله عندنا لان احنا لينا معايير خاصه"
تحدث موظف الاستقبال ببرود و هو يتفحص تلك المرأه من رأسها حتى اخمص قدميها بإشمئزاز لتغضب ليلى من طريقته و اسلوبه الفظ.
قامت ليلى بلكم موظف الاستقبال بقوة جعلته يتراجع للخلف و انفه تنزف لتأخذ الطفل من يد والدته راكضه به إلى اقرب غرفه عمليات تجدها أمامها و والده الطفل تركض خلفها بينما الموظفين يحاولوا إسعاف الساقط أرضا.
"خليكى هنا و ان شاء الله خير متقلقيش"
تحدثت ليلى قبل أن ينغلق باب غرفه العمليات فى وجه والده الطفل.
من حسن حظ ليلى ان غرفه العمليات كانت معقمه و يوجد ممرضه بالداخل.
"ساعدينى بسرعه و جهزى الولد للعمليه على ما اغسل أيدى"
تحدثت ليلى و هى تضع الطفل على سرير العمليات لتومئ لها الممرضه سريعا لتفعل كما اخبرتها ليلى.
أوقفت ليلى النزيف بعد عناء و قامت بإغلاق الجرح بعده غرز لتخبر الممرضه انها بحاجه الى بعض الدماء لتنقلها إلى جسد الفتى الصغير لتومئ لها الممرضه جالبه لها كيس دماء بالفعل.
خرجت ليلى من غرفه العمليات و هى تتنفس براحه لتجد اغلبيه دفعتها و اصدقائها يقفوا أمامها كما وجدت الشرطه كذلك لتتنهد بقوة.
"اهيه يا فندم اللى اتهجمت عليا بالضرب"
تحدث موظف الاستقبال و هو يشير على ليلى لتنظر له ببرود متوجهه لوالده الطفل.
"متقلقيش يا فندم ابنك كويس و هيخرج دلوقتى و تقدرى تاخديه و تروحى و انا هجيلك لحد عندك و اتطمن عليه بنفسى"
تحدثت ليلى بهدوء و ابتسامه لتنظر لها المرأه بإبتسامه واسعه.
" ربنا يخليكى و يوقفلك ولاد الحلال دايما و ما تشوفى يوم مر فى حياتك ابدا"
ظلت تلك المرأه تدعو لليلى التى ربتت على كتفها بخفه متقدمه حيث ضابط الشرطه و موظف الاستقبال.
حركت ليلى يدها بحركه عفويه ليخاف موظف الاستقبال و يضع يده على وجهه لتبتسم ليلى محركه رأسها لكلا الجانبين بإبتسامه جانبيه.
" الاستاذ بيقول انك اتهجمتى عليه و ضربتيه فى مكان عمله"
تحدث الضابط بقوة لتنظر له ليلى بهدوء.
"انا ؟!"
تحدثت ليلى و هى تشير على نفسها.
"ايوه انتى و مناخيرى جابت دم كتير"
تحدث موظف الاستقبال لتنظر له ليلى ببرود.
"يعنى انت عايز تعملى محضر؟"
سألت ليلى موظف الاستقبال ليومئ لها بتكبر و هو ينظر لها بتشفى.
" تمام انا مكنتش عايزة اوصل الأمور للحد ده بس انا كمان عايزة اعمله محضر انه حاول يتحرش بيا و انا ضربته بدافع عن نفسى"
رفعت ليلى كتفاها للأعلى فى نهايه حديثها لينظر لها موظف الاستقبال بصدمه.
"محصلش يا باشا حتى اسأل اللى كانوا واقفين"
تحدث موظف الاستقبال و هو يشير على بعض الأشخاص.
"يا باشا علشان هما فى الشغل مع بعض من زمان هيشهدوا معاه إنما أنا حيالله واحده بتدرب فى المستشفى هنا يعنى محدش هيقف فى صفى"
تحدثت ليلى و هى تمثل الحزن و الانكسار ليومئ لها الضابط بهدوء.
" من الأفضل انك تتراجع عن المحضر بتاعك علشان هى ليها سببها و كمان محضرك مش هيبقى ليه اى قيمه قدام المحضر بتاعها"
وجه الضابط حديثه إلى موظف الاستقبال الذى نظر له بصدمه و فاه مفتوح.
" ايه اللى بيحصل هنا"
صوت غاضب أتى من الخلف ليلتفت الجميع لمصدر الصوت.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"
بكرا الذكرى السنويه لوفاه أعز شخص على قلبى   " جدى رحمه الله💙"
ادعوا له بالرحمه و اقرأوا له الفاتحه فضلا و ليس امرا

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن