Part 31

12.2K 723 49
                                    

وقف ذلك الملثم أمامها مره اخرى بينما ليلى تنظر له بترقب ممزوج بالاستغراب الذى سيطر على معالم وجهها، ترى اتلك النهايه؟!
"علشان تحرمى تزعلى جوزك تانى"
نطق ذلك الملثم الذى أمامها مزيلا ذلك الوشاح الذى كان يخفى وجهه ليظهر لها زوجها لتشعر انها أصيبت بشلل فى جميع أطرافها حتى لسانها.
"اضحكى للكاميرا يا لولو"
نطق أخيها أسر و هو يمسك بهاتفه يصورها بينما أدهم يقف جانبه يتابع شاشه الهاتف.
" سورى يا لولو بس الباشا أمر"
تحدث عمر هو الاخر و هو يظهر و بجانبه رفيقه زياد.
"هما اللى غصبونى"
تحدث زياد موضحا لليلى التى تشعر ان الارض تميد بها.
"بابا"
نطقت بها ليلى بصعوبه و هى تشعر انها بحلم ما.
"نعم يا حبيبتى"
تحدث فارس و هو يضع يده على كتفها من الخلف لتنظر له ليلى بصدمه.
بدأت الاضواء من حولها تضئ بخفه لتيقن انها بمنزل العائله الان، بالأخص فى الحديقه الخلفيه للمنزل.
بدأت الاضواء تضاء بالتتابع، و كل بقعه تضئ تظهر صوره تجمعها هى و زوجها، تلك الصور من جلسه التصوير التى اقامتها ليليان لهم فى خطبه عمر و ليان.
صوره و هى تنظر لزوجها بحب، صوره و هى تتعلق برقبته كالطفله الصغيره، صوره و هو يحيط خصرها بتملك و غيرها من الصور.
كانت الصدمه مسيطره على ليلى و لا تستطيع الحديث او حتى الحراك من مكانها.
فجأه بدأت ليلى بالبكاء بصوت عالى كالاطفال ليضمها زوجها له سريعا و هو يربت على ظهرها بينما التف الجميع حولهم بقلق على حاله ليلى.
"انا اسف، معلش، انا اسف"
ظل أحمد يردد الأسف على اذن ليلى التى تبكى بين ذراعيه ليشعر بها ترتخى بين يديه فاقده الوعى.
حملها سريعا متوجها بها إلى المنزل ليتبعه الجميع، بينما ريتال أسرعت فى افاقه ليلى التى استجابت لهم سريعا.
فتحت ليلى عيناها تنظر للجميع بخيبه بسبب تلك الفعله التى قاموا بفعلها ضدها، و أباها كيف يفعل بها ذلك؟ كيف يجعلها تعانى هكذا؟
نهضت ليلى من بينهم صاعده إلى غرفتها دون النطق بأى حرف لتتمدد على السرير مغلقه عيناها.
لحظات و شعرت بأحد يضمها من الخلف و يمدها بذلك الدفئ المميز.
اذا هى لم تكن تحلم، هو كان معها بالفعل، هو كان يحتضنها حقا، كان يبثها حنانه بالفعل.
"اسف يا ليلى، متزعليش منى"
تحدث أحمد بهدوء و هو يجعل ليلى تلتفت له لتنظر له بعيون دامعه ليشعر بقلبه يحطم من تلك النظره.
"هونت عليك تقولى لو خرجتى مش هتدخلى الشقه تانى؟ مفكرتش فيا انا هعمل ايه من غيرك؟ مفكرتك انى مليش غيرك؟ مفكرتش انى مبستريحش غير فى حضنك انت؟ "
عاتبته ليلى بحزن و دموعها بدأت بالانهمار بالفعل ليضمها أحمد إلى صدره بقوة ماسحا على ظهرها بخفه بينما يقبل رأسها قبلات متتابعه.
" اسف متزعليش منى، اوعدك مش هتتكرر تانى"
تحدث أحمد بأسف شديد ليشعر بليلى تدفن رأسها برقبته ليبتسم بخفه عليها و على تصرفاتها الطفوله التى اعتادها منها بالفعل.
شدد أحمد على احتضانه لها ليشعر بها تستكين بين ذراعيه براحه.
"خلاص مش زعلانه؟"
تسائل أحمد مبعدا رأسه عنها قليلا يرى ملامحها الا انها دفنت وجهها برقبته سريعا.
شعرت ليلى بنفسها تبتعد عنوه عن حضنه و فجأه أصبح أحمد يعتليها لتشهق هى بصدمه من فعلته تلك.
"هتسامحينى و لا ارجع اخطفك تانى؟ و المره دى هتبقى بجد"
تحدث أحمد بتهديد لتنظر له ليلى بغضب متذكره ما فعله بها منذ قليل.
حاولت ليلى التحرك و الهرب من قبضته المحكمه عليها و هى تدفعه من صدره الا ان أحمد امسك بيديها بقوة رافعا اياها فوق رأسها جاعلها مقيده الحركه.
ابتسم ابتسامه ساخره قبل أن يدنو منها مقبلا اياها بحب.
كانت ليلى تحاول الفرار منه بقوة الا ان قوتها بدأت بالاسترخاء ليشعر بها أحمد تاركا يدها لترفعهم ليلى محيطه عنقه بحب مستسلمه له.
و بدأ الاثنان فى بث بعضهم الحب و العشق مره اخرى، ليتعلماه معا من البدايه حرف بحرف.
.
.
.
.
.
صباح يوم جديد أشرقت شمسه معلنه بدايته للجميع الذين كانوا بإنتظار رد فعل ليلى على ما حدث بالأمس.
تجمع الجميع حول مائده الطعام بإنتظار نزول ليلى و أحمد، و بسبب تأخرهم ظن الجميع انهم لم يتصافوا بعد، مما أصاب الجميع بالقلق.
بعد قليل من التوتر وجدوا ليلى تتقدم لهم على مائده الطعام و بجانبها أحمد.
لاحظ أحمد متابعه أسر و أدهم له و هم ينظروا له بتوتر ليغمز لهم و هو يبتسم بإتساع.
"صباح الفل يا لولو"
صاح أسر ليفهم الجميع كما هو متفق بينهم ان مزاج ليلى أصبح جيدا الان ليبدأوا بالتحدث مع ليلى التى تجاوبت معهم سريعا و تضاحكوا فيما بينهم بسعاده كأسره طبيعيه.
.
.
.
.
.
بينما ليلى تجلس فى غرفتها ممسكه بألبوم صور ضخم تتابع الصور التى به بإهتمام دق باب غرفتها لتأذن للطارق بالدخول ليدخل كل من ليليان و ليان و ريتال ركضا إلى ليلى.
"بتعملى ايه يا لولو"
تسائلت ليليان و هى تنظر إلى ما تمسكه ليلى منذ قليل لتصدم ليليان.
"مش معقول!"
تحدثت ليليان بصدمه و هى تنظر لتلك الصوره بتفحص.
"فيه حاجه؟"
تسائلت ليلى و هى ترمق ليليان بإستغراب حالها كحال الفتاتان الاخريتان لتبتلع ليليان ما فى جوفها.
"مفيش يا لولو، بس، بس مين ده؟"
تسائلت ليليان و هى تشير على ذلك الرجل الكبير فى السن و الذى يرتدى جلباب صعيدى و يجلس بوقار فى تلك الصوره وحده.
"ده يا ستى كبير العيله، ده جد امى و ام ابوكى، ده جدو عبدالحميد الله يرحمه"
تحدثت ليلى و هى تتلمس تلك الصوره بأطراف اناملها برقه و هى تبتسم بخفه.
"هو انتى تعرفيه يا لولو؟"
تسائلت ليان عندما رأت نظرات ليلى لتلك الصوره لتومئ لها ليلى بخفه.
"انا عشت معاه حوالى  ٣ أو ٤ سنين و بعدين توفى "
تحدثت ليلى بإبتسامه خفيفه و هى تنظر إلى ليان التى اومئت لها سريعا.
"ربنا يرحمه و يغفرله"
تحدثت ريتال لتبتسم لها ليلى مربته على يديها بخفه بينما ليليان فى عالم آخر مختلف عنهم.
ذلك الشبه بين كبير العائله رحمه الله و بين مديرها بالعمل غريب، شبه شديد كأنه احد أبنائه، و من صلبه، نفس بنيه الجسم، نفس الملامح، حتى العينين و لونهم الفريد واحد.
" ليليان انتى سرحتى فى ايه؟"
افاقت ليليان من شرودها على قيام ليلى بهزها بخفه لتنظر إلى ليلى بهدوء
"و لا حاجه يا لولو، انا بس بفكر مدير الشغل هيعمل فيا ايه لما ارجع و هو مش طايقنى اصلا"
تحدثت ليليان بطريقه مضحكه ليقهقه الجميع عليها و على طريقتها الطفوليه.
انتهزت ليليان فرصه انشغال الجميع عنها بحديثهم لتلتقط صوره سريعه لتلك الصوره الموضوعه بالالبوم لتشاركهم الحديث بعد ذلك.
.
.
.
.
.
فى الشركه كان الجميع يتجنب جاسر فى ذلك الوقت، فهو غاضب بحق، يومان و تلك اللعينه - من وجهه نظره- لم تأتى للعمل بسبب مجرد حجه واهيه و هى ان احد اقربائها مريض و اضطرت ان تسافر له.
و ما زاد من حنقه هو تفكيره الدائم بها، و شعوره ان هناك شئ خاطئ بإبتعادها عنه.
اذا كانت أخبرته هو لكان رفض، و ليمرض من يمرض حتى إذا كان توفى لم يكن ليبالى، و لكنها فقط لم تخبره هو.
قام بتأجيل كل شئ، و كان يعمل على قدر المستطاع على تراكم العمل عليها حتى يعاقبها على غيابها هكذا.
لم يتحمل الجلوس هكذا، فغضبه كأنها نيران تستعير به و تقوم بشويه على نار هادئه.
غادر مكتبه و هو بحاجه لإخراج كتله الغضب التى تعتريه ليمر على من يعملوا معه بالشركه، و من كان حظه سئ اليوم هو من سيتمنى الموت على أن ينال جزء من غضب جاسر المستعر.
كان الجميع يتمنى انتهاء ذلك اليوم دون طرد اى موظف بالشركه، و التساؤل الاعظم فى ذلك الوقت، هو ما سبب غضبه الجارف ذاك؟ هو حتى لم يكن يبالى بالمرور على الموظفين، ما الذى حدث له؟
.
.
.
.
.
قضى الجميع عطله سعيده مع العائله، بعيدا عن الأعمال و الضغوطات، فقط عطله عائليه قضوا ساعاتها فى حوار عائلى لطيف وجها لوجه بعيدا كل البعد عن شاشات الهواتف و مواقع التواصل الاجتماعى حتى يحظوا معا بلحظات جيده كعائله واحده لطيفه.
انتهت تلك العطله التى كانت بسبب خلاف بسيط بين إحدى أزواج العائله لتتحول بعد حل ذلك الخلاف إلى عطله مرحه بسبب الأحفاد.
قام زياد بقضاء تلك العطله مع العائله هو و جدته التى قضت اغلب وقتها مع هنا التى كانت مفتقداها بشده.
كانت عطله مرحه مليئه بأحداث مرحه من الحاضر من قبل ليليان و ليان و ريتال و عمر و أحمد اللذان مازالا كالقط و الفأر و لكن أحمد استغل ليان جيدا ليبعد عمر عن ليلى حتى يقضى هو الوقت معها، و فى أحاديث عن الماضى التى كانت كل من هنا و ملك ابطالها و يقصونها عليهم و هم يخبروهم عن تنكرهم فى هيئه الشباب لقضاء بعض الأمور المعطله ليزداد مرحهم و قهقهاتهم السعيده.
انتهت العطله و حان وقت الوداع مره اخرى ليعود الجميع إلى اشغالهم التى كانت معطله لفتره لا بأس بها.
كل اسره صعدت فى سيارتها الخاصه ليعودوا إلى الاسكندريه مره اخرى.
"بس اللى شاغل بالى انتوا عملتوا الخطه دى كلها ازاى؟ العربيات  مكنتش موجوده، و انتوا مكنتوش موجودين لما مشيت مع بابا الصبح، حتى انى مشكتش فى حاجه ابدا، حتى لما انت كنت معايا فى الاوضه انا كنت مفكراه حلم"
قطعت ليلى الصمت المحيط بهم فى السياره ليقهقه أحمد بخفه عليها.
" هو انتى مفكره انك انتى الوحيده اللى بتعرفى تخططى و لا ايه؟ "
تسائل أحمد بمزاح و هو يقهقه لتنظر له ليلى بتأفأف.
" احنا اول ما عرفنا انك ركبتى قطر الصعيد و كلنا قولنا اننا هنجيلك علطول بس لازم نعمل فيكى درس بسيط كدا الأول و طبعا نعمل مفاجأه كمان علشان نصلح بيها الوضع بسرعه، المهم ليليان كانت خلصت شغل على السيشن بتاعنا قالت إنها هتطبعه على لوح كبيره شويه و نقدمه، و ريتال و ليان قالوا انهم هيحطوا الصور فى الجنينه بترتيب معين و عليها شويه إضاءات لطيفه زى ما انتى شوفتى، و عمر كان صاحب فكره الخطف دى و قال ان عمى فارس و عمتى هنا هيساعدونا و بالأخص لما عمى فارس اتصل بيا و عرف اللى حصل بينا، مستنناش كتير زياد بس راح جاب جدته علشان تيجى معانا و ركبنا العربيات كلنا و طلعنا على البلد، واصلين بالظبط الساعه ٥ الصبح، ركنا العربيات بعيد عن البيت و دخلنا علطول كان عمى فارس مستنينا طلعتلك انا اتطمن عليكى و سيبت أدهم و أسر يفهموا الكل على اللى هيحصل، و ظبطنا كل حاجه، و قولنا لابوكى انه يأخرك على اد ما يقدر برا و احنا هنبقى على تواصل معاه خطوه بخطوة، فعلا اخدك من طرق كتير غريبه عنك و الأهم انه بعدك عن مكان ركن العربيات، و احنا كنا مستخبيين فى البيت، و طلعتوا على الأرض و قعد يلففك فيها  و يفرجك على حاجات كتير و علشان انتى طفله اتلهيتى، و بردو علشان انتى طفله نمتى، فضلنا مستنيين لحد ما الدنيا ضلمت و خلينا عمى فارس يبدأ يصحيكى، و علشان انا عارف انك بتخافى من الضلمه و دى حاجه كانت فى صالحنا قولنا لعمى فارس يمشى بيكى فى طريق مقطوع و ضلمه و هو الصراحه رحب بالفكره اوى، و بدأت خطتنا بقا زى ما شوفتى"
تحدث أحمد بينما ليلى فقط مذهوله من ما تسمعه من زوجها، الهذه الدرجه تربيتها اثمرت بالجميع؟!
وصلوا اخيرا ليصف أحمد السياره فى مكانه المخصص ليذهب هو و ليلى و يصعدا إلى المنزل.
ليلى عادت إلى رأسها ذكريات تلك الليله المشئومه لتلعب بأصابعها بتوتر و حزن.
وقفا الاثنان أمام باب المنزل لتنزل ليلى رأسها أرضا بحزن بينما أحمد فتح باب المنزل بهدوء.
شهقه عفويه خرجت من فاه ليلى التى ارتفعت من على الأرض ليكون موقعها بين ذراعى أحمد محموله كالعروس.
نظرت ليلى إلى زوجها بصدمه لتجده يبتسم لها بحب.
"خلينا نعمل ذكريات جديده و اولها اننا نعيد ليله فرحنا مره تانيه، فرحى انا على أجمل عروسه، عليكى انتى يا ليلى"
تحدث أحمد بإبتسامه محببه منهى حديثه بقبله مطوله على جبين ليلى جاعله اياها تغلق عيناها براحه بسبب كم المشاعر الجارفه التى افتعلها أحمد بها.
فتحت ليلى عيناها و هى تبتسم بحب لأحمد محيطه عنقه بذراعيها مرحبه بتلك الفكره لتزداد ابتسامه أحمد اتساعا.
" استعنا على الشقى بالله"
صاح أحمد دالفا للمنزل بينما ليلى تقهقه بسعاده على تصرفاته التى ترجعها لفتره شبابها مره اخرى.
.
.
.
.
.
صباح يوم جديد و ها قد عادت ليليان إلى حياتها العمليه لتباشر عملها مره اخرى كالمعتاد.
"يا صباح الفل"
تحدثت ليليان ملقيه التحيه على رنا - موظفه الاستقبال- بمرحها المعتاد.
"وحشتينى يا ليلو"
صاحت رنا و هى ترتمى بأحضان ليليان التى تقبلتها بمحبه و سرعه.
"صحيح ،المدير مش طايق نفسه من ساعه ما انتى اخدتى اجازه، و عمال يزهق و يشخط فى الكل، و كان هيطرد اتنين لولا ستر ربنا كان زمانهم مشيوا من الشركه"
تحدثت رنا بآخر المستجدات لليليان التى قطبت حاجبيها بإستغراب
"و ده ليه؟"
تسائلت ليليان لترفع رنا ذراعيها للأعلى قليلا.
" علمى علمك"
تحدثت رنا لتومئ لها ليليان بخفه مودعه اياها لتذهب الى المصعد.
وقفت ليليان فى المصعد و هى تضغط على زر الطابق لتخرج هاتفها و تعبث به قليلا ليبدأ باب المصعد بالانغلاق ببطئ و لكن هناك من اوقفه بالفعل.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
انتظروا بارت كمان بعد شويه💕

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن