Part 38

12.8K 976 134
                                    

فى ذلك المنزل الكبير نسبيا يجلس ذلك الرجل الذى اكل الشيب من رأسه ما اكل و أمامه يقف رجل ذا معالم وجه غريبه.
"جبت المعلومات اللى طلبتها؟"
نطق ذلك الرجل الكبير بالسن ليومئ من يقف أمامه سريعا.
"ايوه يا باشا، ده ملف فيه كل المعلومات اللى قدرت اجيبها، هتلاقى هنا معلومات من و هى فى المدرسه الابتدائى لحد دلوقتى"
تحدث ذلك الرجل ذا الملامح الغريبه واضعا مظروف كبير الحجم نسبيا أمام ذلك الرجل الذى اومئ له بهدوء.
"تقدر تمشى انت دلوقتى، و الفلوس هتلاقيها وصلت بيتك"
تحدث ذلك الرجل الكبير بالسن ليومئ له من يقف أمامه و قد تهللت اساريره بسبب كبر المبلغ الذى وعد به.
امسك ذلك الرجل بالمظروف بعد أن غادر من جلبه ليفرغه و يرى محتوياته بعنايه.
مع كل ورقه يقوم بقرائتها جحوظ عيناه يزداد بصدمه حتى وقف على خبر ما، يبدو أنه اخذ من جريده ما، جعله يصدم و تتأكد شكوكه.
"يعنى ليلى قدرت تخلف تانى!!"
تمتم لنفسه بصدمه و هو لا يصدق ما حدث، بل و أنجبت توأم يشبهاها لدرجه كبيره، حتى ان ابنه ابنه عمومتها بها من ملامح ليلى الكثير.
هو وضع امر برأسه و ينوى بكل تأكيد تنفيذه فقط منتظر الوقت المناسب لفعله.
.
.
.
.
.
عادت ريتال من ذلك اللقاء و هى تلعن أخيها بسرها فبسببه هو تم إحراجها بشده بسبب ما تفوهت به عن غير قصد.
"عمر"
صاحت ريتال فور ان دلفت للمنزل مناديه على أخيها الذى وقف خلف والدته يحتمى بها.
"اطلع يا جبان"
صاحت ريتال مره اخرى و هى تبحث عن أخيها بينما هو يشدد على امساكه بملابس والدته اكثر من قبل.
"شوفتك ،اطلع يلا من ورا امك و واجهنى راجل لراجل"
"لما يبقى يطلعلك شنب هبقى ارد عليكى"
علق عمر سريعا على ما قالته ريتال و هو مازال يقف خلف والدته متمسكا بها بشده.
"طيب لما انت راجل اوى كدا خايف ليه و بتتحمى فى امك يا ابن امك"
صاحت ريتال و هى تحاول الإمساك بأخيها الذى يحرك والدته أمامه كالدرع البشرى.
"بنت ايه الألفاظ دى؟ "
تحدثت ملك تنهر ابنتها التى نظرت لها ببرود.
"اسألى ابنك، ده بيقول ألفاظ اوسخ من كدا يا حجه"
تحدثت ريتال معلقه على والدتها بينما ملك نظرت لها بإشمئزاز.
" كدا يا عمر، بتغفلنى! ده انا كان ناقص اطلع موس من بؤى و شرحله وشه بيه، بتشردنى كدا يا عمر"
صاحت ريتال مصدومه من ما فعلته مع زياد منذ قليل و كيف قامت بالاساءه اليه أمامه.
" و انا مالى انتى اللى مسحوبه من لسانك"
تحدث عمر بعد أن أظهر وجهه من خلف والدته ليتفادى تلك الملعقه الخشبيه التى قامت ريتال بقذفها مستهدفه وجهه  سريعا.
" يا بنت المجنونه"
صاح عمر بذهول لتستدير له والدته ضاربه اياه بخفه.
"يا قليل الادب، ما صحيح اللى تخلف اتنين زيكم تبقى فعلا مجنونه"
تحدثت ملك بقله حيله نافضه يد ابنها خارجه من المطبخ تاركه ريتال تنظر إلى عمر بنظرات شيطانيه ارعبته.
"ده انا هعملك عمليه تحميل فى وشك هتظبطك"
تحدثت ريتال بشيطانيه و هى تمسك بسكين المطبخ مقاربه من عمر بإبتسامه مختله.
" يا لهوى"
صاح عمر بخوف و هو يحاول الهرب من براثين ريتال المختله التى تنتوى له بالشر.
.
.
.
.
.
"يلهوى، ايه يلا الكدمات اللى فى وشك دى؟ "
صاح زياد فور ان دلف لمكتبه بالعمل و رؤيته لوجه عمر الملئ بالكدمات.
"و لا حاجه ده ريتال كانت بتهزر معايا"
صاح عمر بإستهزاء متلمسا تلك الكدمات بخفه و هو يتأوه بألم.
"يا نهار اسود، انا هتجوز ذا روك و لا مين يا عم، القطه الشيراز دى تخرشمك كدا"
تحدث زياد بصدمه و هو يتقدم من صديقه لرؤيه تلك الكدمات بشكل أوضح.
"قطه شيراز مين يا عمى، و بعدين انت بتعاكس اختى قدامى يا راس البهيمه"
صاح عمر و هو يلكز كتف زياد بخفه و ملامح وجه مشمئزه.
" ما هى هتبقى مراتى يا جدع"
صاح زياد مقهقها لينظر له عمر شزرا.
" هموت و اعرف ايه الثقه اللى بتتكلم بيها دى كلها، انت محسسنى ان كتب كتابكم بكرا، يا عم ده لسه موافقتش"
صاح عمر مستغرب من وضع صديقه الذى ابتسم له بثقه.
"هتوافق، المهم نشوف شغلنا الأول و بعد كدا تحكيلى زوجتى و قره عينى خرشمتك كدا ازاى"
صاح زياد مقهقها مره اخرى لينظر له عمر بإشمئزاز قاذفا اياه بالقلم الذى كان بيده.
" بص يا سيدى مهمتنا اننا نعمل تحريات عن شرف الدين و ابنه جاسر، شرف الدين مشكوك فى أمره انه بيتاجر فى السلاح و المخدرات، على حسب المعلومات انه كان شغال فيهم من و هو فى أمريكا بس اسمه مكنش ملطوط، لكن لما رجع مصر دخل بتقله كله السوق، ابنه احتمال كبير انه ميكونش عارف بأعمال ابوه المشبوهه، بس بردو هنعمل التحريات بتاعتنا و نتأكد "
تحدث زياد بجديه ليومئ له عمر بإنتباه.
" عارف او لا احنا لينا شغلنا و بس، معلومات جاسر ايه بقا؟ "
تحدث عمر بجديه ليومئ له زياد بخفه.
" جاسر شرف الدين، عاش حياته كلها تقريبا فى أمريكا، فتح شركه هنا للأستيراد و التصدير و نجح نجاح باهر، لسه متكرم فى حفله من يومين على اساس انه أصغر رجال الأعمال المصريين تأثيرا فى السوق "
تحدث زياد ليقطب عمر حاجبيه متذكرا.
"انا حاسس انى سمعت الاسم ده قبل كدا و مش غريب عليا"
علق عمر على ما قاله زياد ليهمهم زياد بخفه.
" ليليان بتشتغل سكرتيرته الخاصه، و اتكرم فى الحفله اللى لولو اتكرمت فيها"
أجاب زياد على فضول عمر الذى اومئ له بهدوء.
"يبقى ليليان اللى هتساعدنى فى التحرى عن جاسر ده "
حدث عمر نفسه مؤكدا على استعانته بليليان بينما زياد اكمل باقى حديثه.
"الغريبه ان الراجل ده المفروض انه اتولد فى مصر، و عاش فيها اكتر من ٣٠ سنه و بعدين سافر بس ملهوش اى مستندات قانونيه بإسمه هنا"
تحدث زياد ليقطب عمر حاجبيه بإستغراب.
" ازاى؟"
عبر عمر عن استغرابه ليتنهد زياد بقوة.
"مش عارفه، لما بحثنا عنه ملقيناش اى مستند قانونى ليه، لا بطاقه شخصيه و لا رخصه قياده و لا اى حاجه، اول حاجه لاقيناها بإسمه كان الباسبور اللى سافر بيه أمريكا هو و ابنه اللى كان عنده ٣ سنين تقريبا"
وضح زياد لعمر الذى اومئ له بخفه متفهما.
"اتأكد تانى من البيانات بنفسك، و اجمع اكبر قدر من المعلومات عنه، و انا هشوف حكايه ابنه ده كمان ايه"
امر عمر زياد الذى اومئ له بخفه بالايجاب.
" طيب كدا عرفنا هنعمل ايه فى الشغل، قولى بقا مراتى و ام عيالى علمت عليك ازاى"
عاد زياد إلى قهثهاته مره اخرى ليتنهد عمر بقوة.
" حبستنى فى المطبخ و خيرتنى يا تعملنى كيس ملاكمه و تخرج كل الغضب اللى جواها فيا، يا تعملى عمليه تجميل بسكينه المطبخ محوله معالم وشى ١٨٠ درجه "
أخبر عمر ما كانت ريتال تنتوى فعله به و ما فعلت بالفعل.
" و هو انت اهبل علشان تصدق انها ممكن تشوهلك وشك؟"
تحدث زياد بإستهزاء ليتنهد عمر بقوة.
" انت لسه متعرفش ريتال كويس، و صدقنى هى معندهاش أدنى مشكله انها تعملى اى فتحه فى وشى و بسهوله كمان"
تحدث عمر بيأس من حاله اخته ليبتلع زياد ما فى جوفه بتوتر و بعض الخوف.
" طيب اختك لسه مقبلتش طلب الجواز، قولها انى قررت اعنس و اعيش من غير جواز، و لا اقولك قولها هاجر إيطاليا احسن"
تحدث زياد بتوتر ليبتسم له عمر بشيطانيه.
" و الله ما يحصل، مش زوجتك و قره عينك، و مراتك و ام عيالك، شيل بقا يا معلم و شوف شويه من اللى انا شوفته فى حياتى"
تحدث عمر و هو يقهقه بشده على تعابير زياد التى بهتت بتوتر من ما قاله له عمر عن ريتال.
.
.
.
.
.
منذ تلك المحادثه القصيره التى حدثت بين أحمد و ليلى و أحمد يفكر فى امر ذلك الفريد، و امر بالبحث عن مكان الطبيب الذى أكد على وفاته ليتأكد منه اذا كان ما تخبره اياه زوجته حقيقه ام مجرد انتكاسة اخرى.
دقات خفيفه على باب مكتبه افاقته من شروده ليأذن للطارق بالدخول.
"باشا،دى المعلومات اللى طلبتها حضرتك"
تحدث الضابط الأقل رتبه من أحمد بإبتسامه بعد أن قام بتأديه التحيه العسكريه ليومئ له احمد بإبتسامه هادئه.
امسك أحمد بالملف بعد أن غادر الضابط ليقرأه بعنايه و حاجبيه يقترنان بإستغراب من ما يقرأه من معلومات.
دون العنوان الخاص بالطيب فى ورقه صغيره واضعا اياها بجيب بنطاله ناهضا ذاهبا لذلك الطبيب.
وصل احمد لذلك العنوان ليدق على باب المنزل و تفتح له فتاه يبدو أنها الخادمه.
دخل أحمد لغرفه الجلوس لينتظر ذلك الطبيب حتى يأتى له.
"افندم مين حضرتك؟"
سأل ذلك الطبيب فور دخوله الغرفه بينما أحمد كان يعطيه ظهره.
صدمه الجمت ذلك الطبيب و ظهرت عليه جدا فور رؤيته لملامح أحمد الذى وقف أمامه مواجها اياه.
"ازيك يا دكتور على"
تحدث أحمد بنبره جديه ليبتلع المقصود ما فى جوفه بتوتر.
"الحمد لله ،ازى حضرتك يا باشا"
تحدث الطبيب بنبره متوتره و هو يحاول جاهدا ان يرسم الابتسامه على وجهه.
"انا مش هعطلك كتير، انا هسألك سؤالين و امشى علطول"
تحدث أحمد ليومئ له الطبيب مشيرا له بالجلوس ليمتثل أحمد و يتبعه الطبيب.
"فريد اللى كشفت عليه فى السجن و اكدتلى انه ميت، مات فعلا؟ "
أنهى أحمد حديثه بتساؤل ليلاحظ حركات الطبيب المتوتره.
"الكلام ده عدى عليه سنين، ايه اللى فكرك بيه دلوقتى؟ "
تحدث الطبيب يحاول تغيير مجرى الحديث ليتنهد أحمد بقوة.
"مجاوبتنيش على سؤالى يا دكتور"
تحدث أحمد بجديه غير قابله للمزاح ليومئ له الطبيب.
" ايوه مات"
تحدث الطبيب بتلكلك لينظر له أحمد بهدوء.
"انا مش ملاحظ انها غريبه شويه انه بعد الحاله دى بالذات تستقيل؟"
تسائل أحمد بإستغراب ليبتلع الطبيب ما فى جوفه بتوتر.
"مش غريبه و لا حاجه، انا بس مكنتش ناقص حرقه أعصاب اكتر من كدا، انا كنت بتعامل مع مجرمين و قتالين قتله، و ناس محكوم عليهم بالإعدام، اعصابى تعبت من التهديدات اللى كنت بتهددها كل يوم، خوفى على نفسى و خوفى على عيلتى اللى خلانى استقيل"
تحدث الطبيب و لأول مره منذ بدايه الجلسه يتحدث بالحقيقه.
" يا دكتور لو سمحت قولى على الحقيقه، انت قولت عدى على الحوار ده سنين يعنى انت نسيت و اتنسيت، بس احنا لسه منسناش، ارجوك قولى على الحقيقه علشان لو لسه فيه باقى من الماضى انقذه"
تحدث أحمد برجاء لعل قلب الطبيب يرق لحاله بينما الطبيب أصر على الصمت.
" جدو جدو "
صوت رقيق لفتاه صغيره صدح فجأه بالارجاء و هى تركض بإتجاه الطبيب الذى التقطها بين ذراعيه بإبتسامه واسعه مقبلا وجنتيها بحب تحت أنظار أحمد.
" قلب جدو من جوا، اومال ماما فين؟ "
تحدث ذلك الطبيب بإبتسامه واسعه و الصغيره بأحضانه.
"برا و انا جيت جرى علشان اشوفك علشان انت وحشتنى"
صاحت الصغيره بإبتسامه واسعه ليبتسم لها جدها بخفه.
"طيب روحى لماما دلوقتى و انا عشر دقايق و جاى ماشى؟"
تحدث الطبيب بهدوء مع حفيدته التى اومأت له بلطافه مغادره بينما أحمد يتابعها بعيناه.
"ربنا يحميها ،يا ترى كان هيبقى ايه شعورك لو اتحرمت من انك تشوف اى حفيد ليك؟"
تحدث أحمد و هو ينظر للطبيب الذى قطب حاجبيه بإستغراب.
" انا بتقول ايه؟ "
صاح الطبيب بغضب ليتنهد أحمد بقوة ناظرا له بهدوء.
"شوفت مجرد التخيل خلاك عامل ازاى؟ ده احساسى، انا اتحرمت من ابنى البكرى، و اتحرمت من ابنى اللى كان لسه فى بطن أمه و متولدش و شاف النور، و اتحرمت انى اكون اب طول حياتى، اتحرمت من كلمه بابا، و اتحرمت ان بنوته حلوه زى حفيدتك تقولى يا جدو و انى افرح بيها زى ما انت فرحان كدا، شوفت بقا حياتى عامله ازاى و ده كله بسبب مين؟ "
تحدث أحمد بتأنيب لينظر الطبيب أرضا بخزى و حزن.
" هددنى انه هيموت بنتى و مراتى، هددنى انى لو مزيفتش موته هيموت احلى حاجه فى حياتى و اللى مخلينى عايش، من خوفى عليهم زيفت موته فى السجن و من بعدها استقلت، انا مكنتش اعرف انه هيأزيك، انا خوفت على بيتى، خوفت على بنتى الوحيده و اللى قعدنا فتره طويله على مجبنها، و خوفت على مراتى ليحصلها حاجه و هى حب حياتى"
تحدث الطبيب موضحا ليضع أحمد كفيه على رأسه و هو لا يستطيع الحديث او التفوه بأى حرف.
" اه يا وجع قلبى على عيالى، يا وجع قلب امهم، يا قهرتى عليهم، و يا حزن امهم، بسببك نسلى وقف، بسبب خوفك و جبنك كل حاجه حلوة فى حياتى راحت، انا مش هدعى عليك يتحرق قلبك زى ما اتحرق قلبى بسبب حفيدتك، الله يسامحك، الله يسامحك"
تحدث أحمد ناهضا ليخرج من منزل ذلك الطبيب نهائيا و هو يشعر بأن الأرض تميد به.
فور صعوده لسيارته انهارت حصون عينيه ليبكى بشده و قهر، و لثانى مره يبكى كالاطفال و بنفس المكان، فى سيارته و خلف مقودها و لكن الأسباب اختلفت.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع 💙"
مش عارفه اعلق على البارت ده و بالأخص اخر جزء منه😢💔 انا كنت بعيط و انا بكتبه و الله😭💔
٣٠٠ فوت = بارت جديد💔
صحيح هو انا لو عملت نوفيلا هتبقى لطيفه؟ و ايه أقصى عدد لأجزاء النوفيلا و ايه اقل عدد؟

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن