دلفت نسرين إلى مكتب صديقتها و هى تحمل حقائب صغيره فى يدها.
"نورى، انا جبت حبوب مسكنه بس الصيدلى قالى لازم تتاخد بعد الأكل فروحت جبت شاورما سورى و بطاطس سورى علشان انا جعانه، و بما ان الاكل السورى مينفعش من غير توميه و علشان ريحه نفسنا جبت لبان كلورتس بالنعناع، و جبت كمان حاجه ساقعه علشان نبلع الاكل، و بعدين ناخد الحبايه المسكنه و نكمل شغلنا"
صاحت نسرين و هى تدلف إلى مكتب صديقتها و تنظر بالحقائب.
" مالك يا نورى؟"
تسائلت نسرين فور ان رفعت رأسها و رأت صديقتها واجمه و تنظر للهاتف بصمت.
" هقابله"
همست نورسين بضعف و حزن و هى مازالت تنظر إلى شاشه هاتفها التى أظلمت بالفعل فور ان أغلق الهاتف.
"زين؟!"
تسائلت نسرين لتكتفى نورسين بتحريك رأسها فى ايماءه بسيطه لتتنهد نسرين بخفه واضعه الحقائب على سطح المكتب و هى تذهب لصديقتها.
"نورسين، اجمدى و خليكى قويه، انا مش متعوده اشوفك ضعيفه كدا، اعتبرى نفسك رايحه مقابله شغل، اتكلمى بثقه و قولى كل اللى فى قلبك كأنك بتعرفى نفسك، واجهيه باللى انتى شوفتيه و عرفتيه، متفكريش فيه كأنه زين اللى قاعد قدامك، متخليش ثقتك فى نفسك تتهز يا نورى"
تحدثت نسرين بهدوء و هى تجلس القرفصاء أمام صديقتها ممسكه بيدها.
" و بعدين بقولك ايه فكى كدا و تعالى ناكل و احكيلك انا شوفت ايه فى الشركه انهارده "
استطاعت نسرين جذب انتباه صديقتها التى نظرت لها بتركيز و انتباه.
" ايه اللى حصل؟ "
تسائلت نورسين بحماس و قد تبدلت ملامحها للحماس.
"هحكيلك بس لما ناكل الأول علشان احكيلك بالتفصيل الممل، و انتى عارفه الأحداث بتقع منى و انا جعانه "
ابتسمت نورسين على ما قالته صديقتها التى نجحت فى تشتيت انتباهها.
.
.
.
.
.
انتهى اليوم ليبدأ يوم جديد، يوم ملئ بالتوتر و المفاجآت، لم تذهب نورسين للعمل بسبب توترها الشديد من المقابله المسائيه مع زين، لتذهب نسرين وحدها و تخبر الجميع بعدم قدوم نورسين بسبب مرضها المفاجئ.
زين بدأ يومه بحماس مفرط و أمل يتجدد كل دقيقه تقريبا بداخله على أن ذلك اليوم سيكون بدايه جديده بينه و بين نورسين، حتى ان ابتسامته ظلت مرتسمه على وجهه طوال اليوم على عكس العاده مما أدى إلى استغراب المحيطين به، و هدوءه الغريب فى عمله كذلك.
نوران عادت لعملها مره اخرى لتجد العديد من العملاء الذين يريدوا ان تخطط هى لحفلهم و تنفذه بنفسها و بطاقمها الخاص لتسعد كثيرا و تتصل بمراد لتخبره بمثل ذلك الخبر المفرح.
نسرين ذهبت للعمل وحدها لتبدأ العمل بهدوء و روتينيه ممله حتى انها لم تخرج من مكتبها طوال اليوم او على الاقل الفتره الأولى من اليوم.
آدم انكب هو الاخر على اعماله الورقيه و ظل يقرأ تلك الأوراق الهامه الخاصه بالصفقه الجديده التى سيفعلها مع إحدى الشركات اليوم.
.
.
.
.
.
خرجت نسرين من مكتبها اخيرا و هى تحمل بين يديها ملف ما و تتوجه به حيث مكتب آدم.
"لو سمحتى بلغى مستر آدم انى محتاجه انه يمضى على ملف مهم"
حدثت نسرين سكرتيره مكتب آدم بمهنيه.
"مستر آدم فى قاعه الاجتماعات الكبيره بيمضى على صفقه جديده مع شركه الاتحاد"
تحدثت السكرتيره بهدوء لتومئ لها نسرين بخفه و هى تفكر فى شئ ما.
"شركه الاتحاد"
تمتمت نسرين بهدوء لتشهق بقوة بعد ذلك و عيناها فتحت على وسعها.
"بقولك ايه خلى الملف ده معاكى، و حافطى عليه كويس، برقبتك الملف ده"
تحدثت نسرين و هى تعطى الملف للسكرتيره قبل أن تهرول بإتجاه قاعه الاجتماعات الكبرى، حيث وجود آدم.
.
.
.
.
.
" مستر آدم"
صاحت نسرين بقوة و هى تقتحم قاعه الاجتماعات لينظر لها الجميع بإستغراب بينما آدم نظر لها بغضب.
" الحق يا مستر آدم، عمتك فى المستشفى بين الحياه و الموت و طالبه تشوفك ضروري"
صاحت نسرين و هى تتقدم من آدم تحاول جعله ينهض.
"عمتى !"
تحدث آدم بإستغراب لتومئ له بتأكيد على ما قاله.
"ايوه و عماله بتقول عايزة آدم هاتولى آدم، و عمالين يتصلوا بيك على تليفونك مقفول علشان كدا اتصلوا بالمكتب و قالولنا اننا نقولك بسرعه "
تحدثت نسرين بعجله لينظر لها آدم ببرود و هو يعتدل فى جلسته.
"ماشى نمضى العقود بس و هروحلها"
تحدث آدم ببرود و هو يمسك بالقلم مره اخرى لتسحب نسرين القلم من يده سريعا.
" مش هتستنى ،بقولك بين الحياه و الموت، الوليه بتودع و انت قاعد، قوم يلا"
تحدثت نسرين و هى تسحب آدم من يده بقوة جاعله اياه ينهض بقوة.
"معلش يا جماعه نبقى نحدد ميعاد تانى بقا ان شاء الله"
صاحت نسرين و هى تسحب آدم بقوة خلفها حتى خرجا من قاعه الاجتماعات و ذهبا من أمام القاعه.
سحب آدم يده من يد نسرين بقوة لينظر لها بغضب بينما هى نظرت له بهدوء.
"ايه اللى انت هببتيه ده؟ و ازاى تسحبينى وراكى كدا؟ و عمتى مين اللى بين الحياه و الموت؟ بسبب فعلتك دى ضيعتى من أيدى صفقه مهمه و كانت هتكسبنى كتير و تنقلنى نقله تانيه"
صاح آدم فى وجه نسرين بغضب بينما نسرين مازالت تنظر له بهدوء بارد.
"هى كانت هتنقلك فعلا، بس بدل ما كانت هتطلعك السما كانت هتخسف بيك للأرض"
تحدثت نسرين بهدوء لينظر لها آدم بإستغراب و عدم فهم.
" الشركه دى عامله زى المثل اللى بيقول، من برا هالله هالله و من جوا يعلم الله"
تحدثت نسرين مره اخرى لينفذ صبر آدم الذى تنفس بغضب.
"اخلصى و قولى إللى عايزة تقوليه و بسرعه علشان انا معنديش صبر"
تحدث آدم بغضب و نفاذ صبر لتومئ له نسرين بهدوء بارد.
"هقولك و بعد كدا هعد من واحد لخمسه و هيبقى ليك حريه القرار، اراهنك ان الشركه دى قدمت ورق مظبوط و مفيهوش و لا غلطه، و متأكده انها قدمت عرض من سابع المستحيلات انه يترفض، بس حطت حته شرط جزائى يوديك ورا الشمس لو مدفعتوش او حتى لو فكرت انك تفض الشراكه، الشركه دى متعوده على كدا، و اى شركه بتعمل معاها صفقه بتفلس بعديها بشهور قليله لحد ما الحدوته كلها انكشفت و عرفنا اللى فيها، انا مضيعتش حاجه من ايدك بالعكس انا انقذتك، هعد من واحد لخمسه و يا اما ترجع و توقع العقود يا اما تروح لعمتك اللى بين الحياه و الموت"
تحدثت نسرين موضحه إلى آدم الذى ظل ينظر لها فقط.
" واحد ،اتنين، تلا.... اه"
صاحت نسرين مقاطعه عدها عندما قام آدم بسحبها خلفه و هو يهرول بخطوات واسعه جعلتها تركض خلفه.
" احنا رايحين فين؟ "
تسائلت نسرين من بين أنفاسها المتلاحقه و هى فى المصعد مع آدم.
" هنروح نلحق عمتى اللى بين الحياه و الموت"
تحدث آدم بإبتسامه لتعتدل نسرين فى وقفتها و هى تنظر له بهدوء.
"طيب و انا مالى، هى عمتى و لا عمتك؟"
تسائلت نسرين ليحك آدم مقدمه أنفه بخفه.
" انتى اللى جبتى الخبر، يبقى تيجى معايا"
تحدث آدم و هو ينظر أمامه لتبوز نسرين شفتيها بطفوليه.
" طيب اجيب شنطتى طيب"
تحدثت نسرين لينظر لها آدم بخفه.
"هخلى الأمن يجبهالك"
تحدث آدم بإبتسامه قبل أن يلتفت و ينظر أمامه مره اخرى.
فتح باب المصعد ليقوم آدم بإمساك يد نسرين مره اخرى ساحبا اياها خلفه مره اخرى، كأنه يقوم بأى حجه كانت فقط للإمساك بيدها.
انطلق آدم بالسياره فور ان جلب الحراس حقيبه نسرين الجالسه بجانبه بهدوء.
" علفكره انا معنديش عمه"
تحدث آدم كاسرا حاجز الصمت لتنظر له نسرين بهدوء.
"حاضر المره الجايه هقول خالتك"
تحدثت نسرين ليقهقه آدم عليها بخفه لتنظر هى له.
"انا معنديش قرايب خالص، والدى و والدتى كانوا مقطوعين من شجره، فبعد ما توفوا و انا مليش قرايب خالص"
تحدث آدم بهدوء لتزم نسرين شفتيها بهدوء و لا تعلم ماذا تقول لينظر لها آدم بطرف عينه بخفه.
" بقولك ايه انت مش جعان؟"
تسائلت نسرين لينظر لها آدم بصدمه ليبتسم بعدم تصديق.
" جعان "
تحدث آدم لتومئ له نسرين بخفه و هى تعتدل فى جلستها.
" هعزمك على اكله سمك إنما ايه حاجه اخر الاجه، امشى بس زى ما هقولك علشان المكان غريب شويه، و متحكمش على الشكل إنما احكم على الطعم"
تحدثت نسرين بحماس ليومئ لها آدم بخفه و هو ينطلق حسب توجيهاتها.
.
.
.
.
.
فى المساء تحديدا فى النادى، ذلك المكان الذى سيتقابل به كل من زين و نورسين.
كانت نورسين تجلس و تلعب بأصابعها على أطراف كوب القهوه الخاص بها بهدوء و هى تنظر أمامها بشرود.
وجدت نورسين باقه ورود توضع أمامها لتنظر لمن وضعها و تجده زين و هو يبتسم بخفه.
"اسف لو اتأخرت"
تحدث زين بهدوء و هو يجلس أمام نورسين الصامته و التى حتى لم تبدى اى رد فعل بملامحها و إنما اكتفت بالنظر له بهدوء.
"مهما دورت على ورد حلو بلاقيه كله وحش جمبك يا نورى"
تحدث زين بغزل و هو ينظر إلى نورسين و يبتسم بخفه بينما نورسين فقط تنظر له بهدوء.
" انا نفسى بس اعرف انتى ايه اللى مضايقك منى للدرجه دى، خمس سنين، خمس سنين يا نورسين و انتى و لا بتبصيلى حتى، حتى المكان اللى ببقى موجود فيه انتى متبقيش فيه، ايه اللى حصل خلاكى تبعدى يا نورسين؟"
تحدث زين بحزن و هو ينظر إلى نورسين التى تنهدت بثقل.
"تعرف يا زين اللى أسوأ من الغلط هو نكران انك غلطت من الأساس "
اخيرا تحدثت نورسين الصامته منذ بدايه اللقاء لينظر لها زين قاطبا حاجبيه.
" انت انانى يا زين، و مبتحبش غير نفسك، ياما قولتلك انى بحبك و بحس بالأمان و انا معاك، بحس انك فى ضهرى دايما و مبزعلش منك مهما عملت، بس انت اخدت كلامى على اساس انى مش هقدر استغنى عنك فى يوم مهما عملت فيا، انا مكنتش مكفياك يا زين علشان كدا دورت على غيرى برا، كلمت بنت و اتنين و عشره و عشرين و ميه و انا عارفه و ساكته، قابلت بنات كتير و خروجات حلوة و كنت بشوفك بعينى و انت مع كذا بنت أشكال و الوان و بسكت، و بقول مش مشكله مادام بيحبنى، طالما لسه مفيش حاجه رسميه بينك و بينه سيبيه يعمل اللى هو عايزة، سيبيه يا نورسين هو بيلف و بيرجعلك تانى، بيرجع يديكى القوة و الأمان من جديد، و مهما خرج و لف و دار مش هيغضب ربنا و الأهم مش هيخونك، لكن كان لازم اواجهك، كان لازم اخد موقف من اول ما شوفتك بتكلم بنت، و كان لازم اعاقبك و ابعد عنك لما شوفتك خارج مع بنت، انت اثبتلى انى غلطت لما وثقت فيك و وثقت انك مش هتخونى، اثبتلى انك مش مصدر الأمان و لا حاجه بالعكس انت مصدر لوجع القلب و الحزن و بس، اثبتلى ده لما شوفتك فى اوضه فى فندق و اللى صاحبك بيحبها فى حضنك"
تحدثت نورسين بقهر ليحاول زين التحدث و لكن نورسين اوقفته بحركه من يدها.
" متحاولش تبرر و لا تتكلم علشان انا مش هسمع، انا معدتش العيله الصغيره إللى اول ما تقولها كلمه حلوة تريل و تنسى كل حاجه و تترمى فى حضنك، انت معدتش مصدر الأمان بتاعى، انتى معدتش الحيطه الصلبه اللى بتسند عليها لما بتعب، انت معدتش اى حاجه فى حياتى يا زين، انا قابلتك انهارده علشان اقولك الكلام ده، كلام كان محبوس جوايا من زمن، من اكتر من خمس سنين بكتير يا زين، للأسف معدش ليك رصيد انى اديك فرصه تانيه، و انا معدش فيا حيل انى احافظ على حاجه هى مصممه انها تبعد، ياريت و لأول مره تفكر فى حد تانى غير نفسك و تبعد عنى و تسيبنى فى حالى، و شوف حالك و خلينى اشوف حالى، لأنه مهما عملت انا مش هبقى ليك "
انهت نورسين حديثها و هى تنهض ممسكه بحقيبه يدها و تنظر لزين الذى ينظر لها بصمت.
" خلى العلاقه اللى بينا تكون مجرد قرابه، و قرابه بعيده كمان"
انهت نورسين حديثها مغادره بعد ان وضعت بعض الأموال على الطاوله تاركه زين ينظر إلى مكانها الفارغ ليحول نظره إلى الازهار التى زبلت من وجهه نظره و فى عيناه الحزينه.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
انا جيت😂 نورت البيت 😌 و خليت نورسين تواجه زين🙂 و نسرين تنقذ آدم☺️.
رأيكم فى البارت و الأحداث؟!
ياريت يا جماعه يعنى تقدروا تعبى ده و عدد الفوت يزيد شويه لو مفيهاش اساءه أدب يعنى، النجمه مش بتعض و مش هتخسر حاجه لما تضغط عليها و مش هتسحب من النت حاجه ده للعلم يعنى.
كابس عليا انى اكتب حاجه طبيه، أو حاجه تبع الشرطه او الجيش بسبب المسلسلات التركى 🤷♀️😂
دمتم سالمين💜
أنت تقرأ
عائله للرجال فقط
General Fictionاول قصه مصريه اكتبها و أتمنى انى اعرف رأيكم الروايه ٤ أجزاء بدايه من صراع لإثبات الذات و التأكيد على اهميه المساواه، ثم الأبناء و مشاكلهم الحياتيه من حب و خداع و حياه سعيده، إلى الأحفاد و الخدعه الكبرى و الغير متوقعه و النهايه السعيده القريبه من الق...