ذلك الطفل ذو التسعه أعوام يجلس على كرسيه خلف مكتبه فاتحا ذلك الدفتر التى اهدته اياه اخته الصغيره ممسكا بقلمه الفضى الذى أصبح لا يفارق دفتره يخط بعض الكلمات بخط منمق جميل.
هنا:بتعمل ايه يا أحمد؟!
تحدثت توأمته و هى تقف بجانبه ترى ما هو مركز عليه هكذا.
أحمد:بكتب اول قصه ليا.
تحدث أحمد و هو مازال يصب تركيزه على دفتره و ما يكتب.
هنا:الله طيب ورينى خلينى اقرأها.
تحدثت هنا بحماس و هى تمد يدها محاوله خطف دفتر أخيها لتقرأ ما به و لكنه كان اسرع منها حيث أغلق الدفتر سريعا ساحبا اياه.
أحمد:لا مش هتقرأيها غير لما اخلصها كلها الأول.
تحدث أحمد و هو يشير لها بسبابته مؤيدا على كلامه و مصرا عليه.
هنا:طيب هتخلصها امتى؟!
تحدثت هنا بفضول ليضع أحمد يده أسفل ذقنه مهمهما يدعى التفكير.
أحمد:ممكن بكرا او بعده بالكتير.
هنا:طيب توعدنى انك اول ما تخلصها تديهالى اقرأها؟!
مدت هنا يدها امامها لينظر لها أحمد مادا يده هو الاخر بإبتسامه .
أحمد:وعد.
.
.
.
.
.
افاقت هنا من شرودها فى ذكريات الماضى على صوت صراخ صديقتها فى الهاتف.
ملك:يعنى ايه الخطوبه اتقدمت و بقت بكرا بدل يوم الجمعه انتوا بتهزروا يعنى ايه الخطوبه تتقدم من غير ما اعرف ده كله علشان خاطر البيه عنده شغل مهم يوم الجمعه حرام عليكم بقا ارحمونى.
اغلقت ملك الاتصال بوجه والدتها لتجلس منهاره بالبكاء لتنهض هنا بصعوبه ضاغطه على قدمها حتى وصلت إلى صديقتها لتجلس بجانبها اخذه اياها بحضنها مربته على ظهرها حتى تهدأ.
هنا:اهدى بس و احكيلى ايه إللى حصل؟
اومئت ملك لهنا لتبتعد من حضنها و هى تأخذ نفسها بهدوء.
ملك:ماما اتصلت بيا و بتقولى ان الخطوبه اتقدمت بقت بكرا علشان الأستاذ إللى أبويا رمانى ليه عنده شغل مهم يوم الجمعه و طبعا بابا مش هيقدر يرفضله طلب فوافق أن الخطوبه تبقى بكرا انا كدا أبويا بيبعنى بالرخيص اوى و امى بتوافقه على إللى بيعمله ده.
دخلت ملك فى نوبه بكاء اخرى لتحتضنها هنا مربته على ظهرها مره اخرى .
هنا:و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم ، يا حبيبتى الله اعلم بظروف الناس ممكن فعلا شغله ده مهم و والدك شايف انه تقديم الخطوبه هيكون افضل من تأخيرها مش ممكن هو هيسافر و هيقعد فتره؟
اومئت ملك كأنها اقتنعت بكلام صديقه طفولتها .
هنا:انتى عارفه يا بت انا قلبى حاسس ان خطيبك ده هيبقى جنتل كدا فى نفسه و مز.
انهت هنا كلامها بغمزه لتضربها ملك بخفه و هى تضحك لتبتسم هنا رغم حزنها على صديقتها .
ملك:بس احنا هنسافر كدا امتى؟! و هنستعد امتى؟ و نجيب الفساتين امتى؟
هنا:ايه يا بنتى ماسوره امتى إللى انفتحت دى هنسافر دلوقتي و بالنسبه للفستان انتى عندك فستان وردى جميل اوى و انا بحبه عليكى و بالنسبه للمكياج هحطهولك انا و بعون الله هطلع زومبى متقلقيش.
ضحكت ملك على أسلوب صديقتها فى الحديث و هى تشكر ربها بداخلها أنه رزقها بصديقه مثل هنا.
الساعه الثانيه صباحا دق باب غرفه عادل و زوجته نجلاء ليستيقظا و هما يتخيلا الاسوء ليفتح عادل الباب فى ذعر ليزفر براحه عند رؤيته لابنته ليعقد حاجبه لانها هى و صديقتها موجودان أمامه الآن فى هذا الوقت و بهيئتهم الانثويه كذلك.
نجلاء : دخل البنات بسرعه يا عادل لحسن حد يشوفهم !
اومئ عادل سريعا ليدخل الفتاتان ليغلق الباب خلفه سريعا.
عادل:ايه يا بنات إللى مصحيكم لحد دلوقتي! و لابسين لبس بناتى ليه؟!
نظرت ملك للارض بإحراج بينما هنا تنهدت بقوة و هى تنظر لصديقتها.
هنا:بقولك ايه يا بت انتى بطلى شغل الكسوف ده عادى يعنى دول باباكى و مامتك بردو.
اومئت ملك و هى مازالت تنظر إلى الارض لتخرج منها شهقه تدل على بكائها لتتقدم نجلاء لها مربته على كتفها بإبتسامه لترتمى ملك فى حضنها تشهق بقوة من بكائها لتتفاجئ نجلاء من رده فعلها هذه.
هنا:يا الله.
تنهدت هنا و هى تدلك جبينها بخفه بينما والديها ينظران فقط و لا يعلموا ما الذى يحدث هنا .
هنا: خطوبه ملك اتقدمت لبكرا بدل من يوم الجمعه.
ازدادت شهقات ملك فور حديث هنا لتحتضنها نجلاء بقوة مربته على ظهرها.
نجلاء:يا حبيبتى يا بنتى اهدى يا حبيبتى متعمليش فى نفسك كدا.
ملك:مش قادره يا طنط امى و أبويا بيبعونى بالرخيص.
نجلاء:متقوليش كدا يا حبيبتى بابا و ماما ادرى بمصلحتك ده انتى بنتهم حبيبتهم.
هنا: ايوه قوليلها بالله عليكى يا ماما لحسن انا تعبت من كتر الاواله و الله.
ربت عادل على كتف ابنته لتنظر له ليبتسم ابتسامه بسيطه بوجهها لتمسك بيده لاثمه اياها.
هنا:معلش يا بابا ازعجناكم بس قولنا نقولكم أن احنا ماشيين دلوقتي.
ملك:انا اسفه يا طنط ليكى انتى و عمو.
تحدثت ملك و هى تمسح بقايا دموعها بينما صوتها تحشرج من كثره البكاء لتربت نجلاء على كتفها بإبتسامه.
نجلاء:بتعتذرى على ايه يا عبيطه ده انتى بنتى التانيه و اخت الهبله دى.
هنا:ربنا يخليكى يا ماما.
ضحكوا على تصرفات هنا الطفوليه لتحتضن ملك هنا.
ملك:طبعا يا طنط هنا اختى.
هنا:طيب وسعى ياختى علشان الجراثيم.
ضربت ملك ذراع هنا بمزاح لتحتضنها هنا بقوة.
هنا:المهم لو حد سأل علينا و اكيد هيسألوا قولوا أن احنا نزلنا اسكندريه علشان خطوبه اخت أمير.
اومئ والدا هنا على تلك الفكره ليهما الاثنتان فى النهوض ليذهبا .
عادل:طيب استنونى يا بنات هغير هدومى و اجى اوصلكم.
هنا:لا يا بابا خليك مستريح اصلا احنا هنطلع هروب علشان محدش يشفونا و احنا بنات و واول ما هنركب هنكلمكم علطول عايزين حاجه.
نجلاء:عايزين سلامتكم يا بنات لا اله الا الله.
"محمدا رسول الله" نطقت الفتاتان قبل أن تخرجا من الغرفه ذاهبتان لخارج المنزل على أطراف اصابعهم و هنا تستند على ذراع ملك بسبب الم قدمها حتى لا ينتبه لهم الغفر.
فور ركوبهم القطار المتجه إلى الاسكندريه ذكرت ملك صديقتها أن تتصل على والديها لتفعل هنا .
.
.
.
.
.
فى الصباح يجتمع الكل على مائده الطعام لتناول الفطور ليلاحظ الكل غياب أحمد و صديقه و غياب فارس كذلك.
عبدالحميد:أومال فين أحمد و أمير صاحبه؟!
تسائل عبدالحميد و هو يرتشف القليل من كوب الشاى الخاص به .
نجلاء: نزلوا اسكندريه امبارح الفجر اصل انهارده خطوبه اخت أمير عقبال اولادكم.
اومئ عبدالحميد فى هدوء و هو يرتشف الشاى الخاص به.
عادل:أومال فارس فين؟!
عبدالحميد:فارس فى اسكندريه من امبارح بالليل فى شغل هناك.
اومئ عادل ليرتشف القليل من الشاى الخاص به هو ايضا ليشرق فور تحدث والده.
عبدالحميد:حيث كدا بقا اكلم فارس يبقى يجيب أحمد معاه و هو راجع.
نجلاء:مفيش داعى يا عمى هو هيجى بكرا بالكتير.
تحدثت نجلاء و هى تربت على ظهر زوجها و هى تمد يدها بكوب ماء له ليتناوله منها.
عبدالحميد:فارس كدا كدا جاى خلاص يجيبه و هو جاى معاه.
تحدث عبدالحميد و هو يرفع الهاتف على أذنه بعد أن اجاب فارس على اتصاله.
عبدالحميد:ايوه يا فارس انت هتيجى على امتى بإذن الله؟! ........... طيب حلو اوى أحمد ابن عمك فى اسكندريه هو كمان هاته معاك و انت جاى............مكانه استنى اسأل ابوه.
ابعد الحاج عبدالحميد الهاتف من على أذنه قليلا ليسأل ابنه و زوجته عن مكان تواجد ابنهم.
عبدالحميد:أحمد فين بالضبط ؟!
عادل:معرفش يا ابوى مستفسرناش عن مكانه لانه كان مستعجل.
اومئ عبدالحميد ليعيد الهاتف إلى أذنه مره اخرى متحدثا مع حفيده.
عبدالحميد:ايوه يا فارس اتصل بيه و اعرف مكانه و مترجعش غير و هو معاك مفهوم؟!
أغلق عبدالحميد بعد أن تلقى الاجابه من حفيده الأكبر لينهض داخلا إلى مكتبه فى هدوء بينما عادل و نجلاء يتصلا مرارا و تكرارا بإبنتهم و صديقتها و لكن ما من مجيب.
.
.
.
فى المساء كانت ملك تجلس بجانب خطيبها و التى صدقت هنا عندما قالت أنه سيكون وسيم فهو وسيم بحق شعر بنى بشره قمحيه تميل إلى البياض إلى حد ما و عيون عسليه مع ذقن و شنب خفيفان بلون شعره و جسد ذو بنيه رياضيه.
كانت ملك جالسه بجانبه لاتقل جمالا عنه بفستانها الوردى الرقيق و مكياجها الهادئ مع لفه غطاء الشعر البسيطه و تاج الورد الرقيق المرفق بغطاء شعرها لتلتقط الكاميرات لهم الكثير من الصور.
بينما هنا تقف بجانبها بفستانها الاسود الرقيق و غطاء شعرها البراق مع مكياجها الهادئ و هى تبتسم و تغمز لصديقتها التى تضحك على تصرفاتها.
كانت هنا تبحث عن هاتفها لتشعر بوقوف شخص ما خلفها.
"يا انسه"
صوت غليظ لرجل نادى عليها لتعير انتباهها له لتلتفت و ياليتها لم تفعل.
هنا:فارس!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
هوب هوب هوب اسرع تحديث فى تاريخ الروايه😂
ايه إللى هيحصل؟!
فوت ⭐+كومنت✏
تعليقاتكم تسعدنى💙
أنت تقرأ
عائله للرجال فقط
Fiction généraleاول قصه مصريه اكتبها و أتمنى انى اعرف رأيكم الروايه ٤ أجزاء بدايه من صراع لإثبات الذات و التأكيد على اهميه المساواه، ثم الأبناء و مشاكلهم الحياتيه من حب و خداع و حياه سعيده، إلى الأحفاد و الخدعه الكبرى و الغير متوقعه و النهايه السعيده القريبه من الق...