كانت ليلى فى الكافتيريا المحببه إلى قلبها و التى أعتادت المكوس بها دائما لتحصل على كوب قهوه او حتى نسكافيه لتريح نفسها قليلا.
كانت ليلى شارده فى منظر البحر أمامها لتسمع صوت سحب المقعد الذى أمامها لتنظر لذلك الشخص الذى يريد مشاركتها جلستها بقوة لتتحول إلى استغراب بعد ذلك مع إنقطاب للحاجبين بقوة.
"استاذ فريد!"
نطقت ليلى و الاستغراب و الفضول يسيطر عليها بينما من أمامها جلس على المقعد براحه و ابتسامه واسعه على شفتيه.
"ازيك يا دكتوره ليلى"
ضغط على حروف اسمها و هو يتحدث بينما ابتسامته لم تقل و لو قليلا ليزيد هذا من استغراب ليلى.
"الحمد لله"
نطقت ليلى و فضلت الصمت بعد ذلك و هى تترقب من أمامها بفضول لصمته هذا و ابتسامته التى لا معنى لها تلك.
"مش هتعزمينى على حاجه طيب؟"
تحدث فريد و ابتسامته التى ملت منها ليلى مازالت على شفتيه لتتنهد ليلى بقوة.
"حضرتك ده كافيه شوف انت عايز ايه و قول للجارسون و هو يجبها لحضرتك"
تحدثت ليلى و معالم وجهها جامده ليومئ لها الاخر بإبتسامه باتت لزجه من وجهه نظر ليلى الان.
رفع هو يدله مناديا على النادل الذى أتى له ليأخذ طلبه بإحترام.
"لو سمحت واحد قهوه مظبوط و نسكافيه للآنسه"
تحدث فريد و هو ينظر لليلى فى نهايه حديثه لتنظر هى للنادل.
" معلش هات القهوه بس للأستاذ و متتأخرش"
حدثت ليلى النادل الشاب الذى اومئ لها بخفه متحركا من مكانه ليأتى بالطلب.
لاحظت ليلى صمت من أمامها و ابتسامته اللزجه و تلك النظرات التى يرمقها بها لتتنهد بقوة و قد فاض بها الكيل.
"فيه حاجه يا استاذ فريد؟"
تحدثت ليلى و قد نفذ صبرها لتتسع ابتسامه من أمامها لتقلب ليلى عيناها بغضب و صوت تنفسها قد على.
"مش من حقى اقعد ما دكتوره متدربه فى المستشفى بتاعتى؟"
تسائل فريد بإبتسامه لترمقه ليلى ببرود.
"لا مش من حق حضرتك انك تقعد مع دكتوره متدربه فى المستشفى بتاعتك فى مكان عام زى ده، ممكن اه فى المستشفى بتاعه حضرتك و يكون فيه أمر مهم زى الشغل غير كدا مش من حق حضرتك"
تحدثت ليلى بقوة ليتابعها الاخر بعينان ثاقبتان و ابتسامه واسعه.
صمتا الاثنان حتى قام النادل بوضع القهوه أمام فريد و غادر مجددا.
" طيب مش عايزة تعرفى انا دفعت فلوس المستشفى ليه؟ "
تحدث فريد و هو يرتشف القليل من قهوته و هو ينظر لليلى بتفحص.
" و الله المستشفى بتاعه حضرتك، و حضرتك ادرى بإدارتها، انا كل اللى عليا انى قولت هدفع الفلوس و روحت فعلا علشان ادفعها قالوا ان الحساب خالص"
تحدثت ليلى منهيه اى فرصه للحوار بينهما رغم فضولها الذى يكاد يقتلها من الداخل لتعرف لماذا قام بدفع المال هو.
ابتسم الاخر بهدوء و هو يتفحصها بعنايه لتطلق هى من عيناها نظرات ناريه له.
" طيب مش عايزة تعرفى انا جيت الكافيه ده ليه؟ و قعدت مخصوص على ترابيزتك انتى ليه؟"
تحدث فريد مره اخرى و هو ينظر بعينا ليلى التى اغلقتهم ضاغطه على أسنانها بقوة حتى لاحظ شده خط فكها السفلى.
"استاذ فريد ،قول اللى حضرتك عايز تقوله و لو مفيش حاجه تقولها اتفضل خلص القهوه بتاعتك و امشى"
تحدثت ليلى بنفاذ صبر من كتله البرود التى أمامها ليرجع ظهره للخلف مستندا بظهره على ظهر المقعد جالسا بأريحيه.
"ليلى فارس الهوارى دكتوره فى كليه طب تخصص جراحه قلب فى اخر سنه فى الكليه ليها اخين توأم رغم انهم مش شبه بعض خالص واحد مهندس و عنده شركه هنا فى اسكندريه و التانى متخرج من الكليه الحربيه و دلوقتى بيشتغل فى سينا، والدك مهندس و مامتك متخرجه من كليه آداب قسم اعلام، عايشه فى شقه لوحدك هنا فى اسكندريه علشان الكليه بتاعتك، مسقط رأسك الرئيسى الصعيد إنما تربيتك اغلبيتها هنا فى اسكندريه، ليكى صاحبه واحده بتأمنيها على كل اسرارك اسمها فرح حتى اخوكى لسه خاطبها من شهر أو شهر و نص تقريبا، بتنزلى كل يوم جمعه السوبر ماركت و تشترى حاجات الاسبوع تقريبا و اغلبيتها بتبقى حاجات سهله الصنع، بتحب تشربى النسكافيه بلبن جهينه و مش اى لبن تانى، من شهرين تقريبا اتجرحتى فى الصاغه و انتى بتدافعى عن اخوكى المهندس و دخلتى المستشفى و اتعملك عمليه و اتنقلك دم، بتحبى الأطفال جدا و بتعشقى حاجه اسمها التصوير، اه و بمناسبه الأطفال بنت عمك ملك معاها طفلين توأم و انتى بتعتبرى نفسك الام الروحه ليهم و دايما بتهتمى بالولد و سايبه البنت لمامتها"
أخبر ليلى عن اهم المعلومات التى فى حياتها لتنظر له هى بترقب ليكمل حديثه.
" مفكرتيش انا ليه بجمع المعلومات دى كلها عنك؟ "
تحدث و هو يعتدل فى جلسته متقدما بجذعه للأمام مستندا بذراعيه على الطاوله التى أمامه بينما ليلى لم تبدى اى رد فعل رغم الخوف الذى دب بأوصالها من كم المعلومات التى يعلمها عنها.
"من ساعه ما شوفتك بعد ما فوقت من الحادثه اللى من سنتين و انا أعجبت بيكى سواء طريقتك او معاملتك او حتى شكلك، قولت ده مجرد إعجاب بس فضلت اجمع عنك معلومات و كان كل يوم إعجابى بيكى بيزيد عن اليوم اللى قبله لحد ما اتحول لحب و الحب ده اتحول لعشق لدرجه انى كل يوم بتخيل انك جمبى وفى بيتى و مراتى و شايله أسمى و عيالى"
تحدث و عيناه أصبح لونهما مخالف لعيناه الرائقه منذ قليل و كأنها أصبحت معتمه بشده لتبتلع ليلى فى وجل و خوف من القادم، حسنا هى ظنت انه مريض نفسى و ليس شخص ذو عقل متزن ابدا.
" ليلى انا بحبك و مستعد اعمل اى حاجه انتى عايزاها فى مقابل انك تقبلى حبى ده"
امسك يدها بقوة لتحاول هى سحبها و لكن قبضته كانت تشتد على عضدها.
"استاذ فريد سيب أيدى لو سمحت"
تحدثت ليلى بهدوء و هى تحاول سحب يدها الا ان قبضته لم تجعل لها المجال.
"اقبلى بيا و انا مستعد اروح لوالدك حالا و اطلبك منه و نتجوز و كملى تعليمك فى بيتى انا مش هقف قدام مستقبلك، انا مستعد ابنيلك بدل المستشفى عشره و انتى اللى تبقى مسئوله عنهم"
تحدث و هو مازال ممسكا بعضد ليلى الذى اكتسب اللون الأحمر من شده قبضته.
"لو سمحت سيب ايدى"
نطقت ليلى مره اخرى و هى تحاول إخراج عضدها من بين قبضته القويه.
" اقبلى بيا و انا هعيشك فى الجنه، اقبلى بحبى و انا هخلى الدنيا كلها تحت رجليكى و طلباتك كلها هتبقى أوامر، اقبلى بيا و بحبى ليكى"
تحدث مره اخرى و كأنه يهزى لتبدأ ليلى فى خربشه يده بيده الحره كأنها قطه و لكنه لم يبالى لها.
"ليلى انتى بتاعتى انا انتى بتاعتى لوحدى"
تحدث مره اخرى و ملامحه قد اكفهرت فى غضب و قبضته ازدادت قوة على يد ليلى التى امتلئت عيناها بالدموع و صوتها بدأ فى العلو.
" سيب أيدى بقولك"
صرخت ليلى بقوة عل أحدهم يأتى لينجدها من ذلك المختل الذى أمامها.
"انتى بتاعتى انا لوحدى سواء بمزاجك او غصب عنك انتى بتاعتى انا لوحدى"
صرخ فى وجهها و ملامحه ظهرت لليلى كأنها ملامح شيطانيه و قبضته ازدادت قوة لتسيل دموع ليلى على وجنتيها بألم و خوف.
صفعه قويه من قبل يد ليلى الحره هوت على وجنته اليمنى علها تفيقه من احتوائه الشيطانى ذاك.
" سيب أيدى بقولك، سيب أيدى "
ظلت ليلى تسحب يدها بقوة غير آبهه لذلك الألم و الاخر تصنم بدهشه من فعلتها السابقه تلك.
نجحت ليلى فى تحرير يدها من قبضته اخيرا لتدلكها بخفه بينما هو افاق من صدمته تلك بسرعه ناظرا لها بغضب.
حمدت ربها ان مجموعه من الشباب أتوا إليهم بسبب صوتها العالى ليقفوا أمامه بينما ذلك النادل الكبير بالسن أتى إليها ركضا فور ان دخل تلك الكافتيريا لإستلام عمله.
"فيه حاجه يا دكتوره؟ "
تسائل ذلك الرجل الكبير و هو يلاحظ ارتعاش ليلى الواضح و هى تنظر لذلك الواقف أمام مجموعه الشباب يحاول الذهاب لها.
"اطلبلك البوليس؟"
تحدث الرجل للكبير بالسن مره اخرى بصوت مرتفع كأنه يهدد من يقف أمامه الا ان فريد لم يبالى له و لا حتى لتهديده التافه.
" خليكى فاكره كلامى كويس انتى بتاعتى سواء بمزاجك او غصب عنك"
تحدث فريد بقوة و هو ينظر إلى ليلى ليقوم بدفع ذلك الشاب الواقف أمامه مغادرا من المكان نهائيا لتجهش ليلى فى البكاء و شهقاتها أصبحت عاليه.
حاول ذلك النادل الكبير بالسن تهدأتها الا انها لم تهدأ ليتنهد ذلك الرجل بقوة.
" طيب قومى تعالى معايا "
تحدث ذلك الرجل لتنهض ليلى من مجلسها حامله اشيائها بينما لم تتوقف عن البكاء و لو قليلا.
"يا محمود انا اجازه انهارده علشان لو المدير سأل عليا"
صرخ ذلك الرجل الكبير بالسن نسبيا ليومئ له نادل اخر من الموجودين ليخرج هو و ليلى الباكيه من ذلك المكان.
.
.
.
.
.
كان أحمد فى سيارته ينطلق لوجهه لا يعلمها إلا هو ليتصل بشخص ما.
"حبيبى انت فى القسم و لا فين؟............... لا يا باشا انت تفضل عندك انا خمس دقايق بالظبط و اكون عندك و نطلع نتغدا سوا هعزمك على اكله سمك إنما ايه تفضل تحلف بيها طول عمرك......... حلو اوى خليك عندك انا فى الطريق"
أغلق أحمد الاتصال بإبتسامه منتبها للطريق أمامه حتى وصل لوجهته ليصف السياره نازلا منها بشموخ.
توجه لداخل قسم الشرطه ليقوم كل من يمر من أمامه بتحيته التحيه العسكريه بينما هو يبتسم لهم بهدوء فمزاجه جيد بحق فقد انتهى اخيرا من تلك القضيه التى كانت تؤرقه منذ ما يقارب الشهر كما أنه سيقدم طلب للأجازه ليقوم بخطوبه ليلى بل و يعقد قرانها أيضا مؤجلين الزفاف حتى تنهى تلك السنه الباقيه لها.
لمح تلك الفتاه الباكيه و أمامها رجل اكل الشيب من رأسه القليل ليضيق عيناه متفرسا فى ملامح تلك الباكيه أمامه.
"ليلى"
صاح بقوة و هو يقف أمام تلك الباكيه التى فزعت من صوته ليزداد بكائها كأنها تشكى له ما حدث معها.
"أهدى بس فيه ايه؟ أهدى أهدى"
لانت نبره صوته و هو يراها بتلك الحاله الغريبه فهو لم يعدها هكذا من قبل.
"هو...... هو... انا....... انا خايفه"
تحدثت ليلى من بين شهقاتها لتجهش فى البكاء مره اخرى.
ود لو ان يحتضنها، ان يأخذها بين ضلوعه حتى تشعر بالأمان، ود ان يجعلها سجينه ضلوعه حتى تكف عن البكاء و لكنه تحكم فى نفسه بشده حتى لا يفعل الا عندما تكون ملكه و حلاله.
"طيب أهدى بس و فهمينى ايه اللى حصل"
تحدث و قلبه يكاد ينفطر على حالتها بينما هى شهقاتها لا تساعدها.
"هو...... هو هددنى.........قالى..... قالى انى بتاعته....... عارف حاجات كتير........ عارف.... عارف بابا.... و ماما و اخواتى....... حتى ملك و عيالها....... عارف فرح......... انا خايفه........ انا خايفه"
كان ذلك ما استطاع تمييزه بسبب شهقاتها التى لا تنتهى ليتنهد بقوة جالسا القرفصاء أمامها ممسكا بيدها يحاول ان يهدأها قليلا من تلك الحاله.
" هو مين؟"
نطق بهدوء و هو ينظر بعيناها الباكيه و هو يقسم بداخله ان يحطم من ابكاها بتلك الطريقه.
" صاحب...... صاحب ......مستشفى التدريب"
تحدثت و شهقاتها هدأت قليلا و كأنها شعرت بالأمان الان فى وجود أحمد معها.
"الدمنهورى؟"
تسائل أحمد بهدوء لتومئ له ليلى برأسها مؤكده حديثه ليتنهد بقوة ناهضا معتدلا فى وقفته.
"اعملى يا ابنى محضر عدم تعرض من قبل فريد الدمنهورى على ليلى فارس الهوارى"
تحدث أحمد بقوة أمرا ذلك العسكرى الذى اومئ سريعا ليفعل ما أمر به.
"انا جبتها يا ابنى هنا علشان نعمل المحضر بس اديك شايف حالتها عامله ازاى و مكناش عارفين نطلع منها كلمه"
تحدث ذلك الرجل الكبير و هو يقف أمام أحمد الذى اومئ له بهدوء.
" متشكرين يا راجل يا طيب "
تحدث أحمد و هو ينظر إلى ذلك الرجل بإمتنان شديد ليبتسم الاخر فى وجهه.
" بتشكرنى على ايه يا باشا ده جمايل الدكتوره مغرقانى، بما انك معاها دلوقتى اتكل انا بقا على الله"
تحدث ذلك الرجل مودعا أحمد ليخرج من ذلك المكان نهائيا تاركا أحمد مع ليلى التى هدأت كثيرا عن السابق.
.
.
.
.
.
فى تلك الغرفه المظلمه يجلس منكسا رأسه للأسفل بينما صوت أنفاسه اللاهثه هو كل ما يسمع فى ذلك الفراغ.
يجلس وحده فى تلك الغرفه المحطم كل ما بها من صور حتى ملئ زجاج الإطارات المكان بأكمله.
نظر حوله و تنفسه الغاضب لم يهدأ بعد و كأن تحطيمه لكل ما فى الغرفه لم يجعله يهدأ و لو قليلا.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
السايكو ظهر اخيرا💃😂
رأيكم فى البارت؟ و تقييمكم من ١٠ لو سمحتم.
انا شطوره و بنزل كل يوم اهوه فوتز كتير بقا و كومنتات اذا سمحتم 💕
أنت تقرأ
عائله للرجال فقط
General Fictionاول قصه مصريه اكتبها و أتمنى انى اعرف رأيكم الروايه ٤ أجزاء بدايه من صراع لإثبات الذات و التأكيد على اهميه المساواه، ثم الأبناء و مشاكلهم الحياتيه من حب و خداع و حياه سعيده، إلى الأحفاد و الخدعه الكبرى و الغير متوقعه و النهايه السعيده القريبه من الق...