Part 34

12.6K 962 106
                                    

عادت ليان إلى منزلها و هى بالكاد تكتم بكائها و شهقاتها التى تحارب للخروج من صدرها عبر شفتيها.
فور ان دلفت إلى منزلها حتى انهارت باكيه خلف باب منزلها.
"يا خبر،ليان ايه اللى حصل؟ ليان انتى كويسه يا ماما؟"
تحدثت والدتها - سمر- بفزع فور ان رأت ابنتها على تلك الحال لتهرع إليها ممسكه بيدها تحاول اسنادها للنهوض.
"ايه اللى حصل؟ و فين عمر؟ و دبلتك فين يا ليان؟"
تسائلت سمر و هى تنظر لإبنتها بعدم فهم، بينما ليان تبكى بحرقه فقط غير مجيبه على اى من اسئله والدتها.
" سبته يا ماما، سبته، عمر مش فاهمنى و انا مش فهماه، هو دماغ و انا دماغ، بيعاملنى كأنى و لا حاجه فى حياته، انا مش عايزاه، و مش عايزه اشوفه تانى"
صاحت ليان بين بكائها لتحاول والدتها تهدأتها لتقوم بإسنادها و إدخالها الى غرفتها.
رنين جرس المنزل جعل سمر تخرج من غرفه ابنتها لترى من الطارق لتجد انه عمر.
" ليان هنا يا طنط؟ "
تسائل عمر و معالم وجهه غاضبه لتنظر له سمر بإستغراب.
" ادخل يا عمر، ايه اللى حصل؟"
تسائلت سمر بهدوء بينما عمر دلف إلى داخل المنزل.
"تقدرى تقوليلى ازاى بنتك تمشى و تسيبنى وراها كدا، لا و بتقلع الدبله و تسبهالى من غير اى سبب، هى دى تربيه"
صاح عمر بغضب لتخرج ليان من غرفتها على صوته العالى ذاك.
"انت متعليش صوتك نهائى، و انا متربيه غصب عن عينك، الدور و الباقى على اللى مستحلى لزقه البنات اللى الله اعلم اخلاقهم عامله ازاى فيه بطريقه ما يعلم بيها الا ربنا"
" ليان"
صاح عمر مره اخرى بغضب أقوى مقاطعا استرسال ليان فى حديثها لتنظر له ليان بغضب مماثل.
"قولتلك صوتك ميعلاش، روح يا شاطر علي صوتك على اللى انت كنت واقف معاها، و الله اعلم انتوا كان بينكم ايه او تعرف عنك ايه، دبلتك معاك و بابا هيرجعلك باقى حاجتك لما يرجع، روح ارتبط بواحده على مزاجك علشان تبقى فخور بيها و انت بتعرف الناس عليها، مع ان ذوقك بان"
نظرت ليان فى نهايه حديثها بإشمئزاز إلى عمر لتدلف إلى غرفتها غير معطيه عمر اى فرصه للحديث.
تنفس عمر بغضب ليخرج من المنزل صافعا الباب خلفه بقوة لتقف سمر مشدوهه و لا تعلم كيف تتصرف، بالأخص و انها لا تعلم ماذا حدث معهم ليصبحوا بمثل تلك الحاله الغير مفهومه.
.
.
.
.
.
كانا أحمد و ليلى يتابعا إحدى البرامج على التلفاز بهدوء.
"حماده"
نادت ليلى على أحمد الذى همهم لها بخفه و مازال يتابع التلفاز بتركيز.
"انا عايزة لوز و فسدق و لب و شوكولاته"
عددت ليلى ما تريد على يدها لينظر لها أحمد بطرف عينه معتدلا فى جلسته.
"مش عايزة كاجو و عين جمل بالمره؟"
تسائل أحمد بإستهزاء لتشهق ليلى بقوة مومئه له.
"تصدق كنت نسياهم، بس عايزاهم مملحين لو سمحت"
نطقت  ليلى بإبتسامه طفوليه لينظر لها أحمد بصدمه، فهو كان يستهزأ بحديثها لا أكثر.
دقات عنيفه على باب المنزل افزعت الاثنان لينهضا سريعا متوجهين إلى باب المنزل بينما ليلى تضع وشاح رأسها بفوضويه و توتر.
فتح أحمد الباب بهدوء يعكس ما بداخله من صخب ليشعر بالباب يدفع بقوة و يدلف عمر و هو فى قمه غضبه غير ابه لارتداد أحمد للخلف بقوة بينما ليلى تتابع بعيون ثاقبه.
"ينفع اللى بنت اخوكى عملته ده؟ بتمشى و تسيبنى و تسيب الدبله بتاعتها؟ بتزعقلى لما اروحلها بيتها و تطردنى منه، هى دى التربيه بتاعه البشمهندس و مراته؟ بقا فيه واحده محترمه و متربيه تعلى صوتها على خطيبها و تطرده من بيتها؟ فين التربيه اللى كلكوا فرحانين بيها و بتشكروا فيها؟ "
كان أحمد على وشك الصياح بعمر و جعله يفيق و يزن ما يقوله بحق ليان الا ان ليلى اوقفته بإشاره من يدها.
" خلصت؟"
تسائلت ليلى ببرود لينظر لها عمر بغضب دون النطق بأى حرف.
" اطلع برا"
نطقت ليلى ببرود ليزداد غضب عمر و صوت تنفسه الغاضب أصبح مسموع بشده.
" انتى بتطردينى؟"
صاح عمر بقوة متسائلا بينما ليلى لم يهتز بدنها و لو قيد انمله.
"لما تتعلم تدخل بيتى كويس، و تتكلم عن تربيتى كويس هحترمك و اتشرف بيك فى بيتى، إنما غير كدا هطردك و همد أيدى عليك كمان، متفكرش يا حضره الظابط انك كبرت، لا يا بابا انت لسه العيل اللى كنت بشيله بإيدى دول، و لو تربيتك نقصت على كبر انا هربيك تانى من اول و جديد، امشى اطلع برا و مشوفش خلقتك غير لما تتعدل و تيجى تعتذر عن اللى انت قولته"
صاحت ليلى بقوة و بنبره عمر لما يعتاد عليها ابدا ليقف مشدوه من فعلتها تلك.
أمسكت ليلى بكتفه بقوة محركه اياه دافعه اياه خارج المنزل واقفه أمامه.
" انا بيتى ده مبيستقبلش غير المحترمين و المتربيين، مش اللى فاكرين نفسهم كبروا على اللى ربوهم"
صاحت ليلى بقوة فى وجه عمر غالقه الباب فى وجهه بشده بينما عمر يقف أمام الباب كمن سكب عليه دلو من الماء المثلج.
شعر بشئ يسيل على وجنته ليمسحه سريعا ليجدها دمعه تحررت من جفونه لينظر لها بصدمه، هو لم يبكى حتى عندما كان بالجامعه و قائده يسئ اليه بألفاظ يندى لها الجبين لبشاعتها، التلك الدرجه رد فعل ليلى كان صادم له؟!
لاحظ أحمد ارتعاش جسد ليلى ليقترب منها بهدوء ممسكا بكتفيها بهدوء.
"انتى كويسه؟"
تسائل أحمد بهدوء لتنظر له ليلى كالطفله التائهه و هى تومئ له بالنفى ليضمها أحمد إلى صدره مربتا على ظهرها ليشعر بإرتعاشها بين يديه بسبب بكائها ليضغط على أسنانه بقوة بغضب.
هو يعلم انها تحب عمر، و دائما تلقبه "بأبنها البكرى" و يصعب عليها تصرفها القوى هذا معه و لكنه استحقه بحق هذه المره، و لولا تدخلها و منعه لكان هشم صف أسنانه بسبب غضبه الشديد منه.
كيف يفعل عمر ذلك بمن ربياه، بالأخص ليلى كيف يفعل بها ذلك و يصرخ بوجهها هكذا بل و يشكك بتربيتها كذلك، و له أيضا، رغم تلك الصراعات التى تظهر للجميع فيما بينهم الا ان عمر له مكانه خاصه فى قلب أحمد، عمر أراد أن يصبح ضابط بسبب أخذه لأحمد كقدوه مثلى له، اذا اهكذا يعامل قدوته؟ بمثل تلك الطريقه؟
.
.
.
.
.
دخل عمر إلى منزله و شياطين الجحيم ترقص أمام عينيه، بداخله غضب يكاد يحرق الاخضر و اليابس من حوله.
دلف إلى غرفته مغلقا الباب بقوة و ليجلس على السرير و صوت تنفسه العالى يسيطر على المكان.
"مورى"
صاحت ريتال بإبتسامه واسعه و هى تدلف إلى غرفه أخيها.
"مورى انا جعانه، تعالى معايا ننزل نشترى اكل، و بالمره تحكيلى عملت ايه مع ليان انهارده"
تحدثت ريتال بإبتسامه واسعه و كانت تلك الشعله التى ادت إلى انفجار غضب عمر الجارف.
"محدش يجبلى سيرتها تانى، بسببها هى الكل شايفنى انا اللى غلطان، محدش شايف هى عملت ايه، بقيت انا الشيطان و هى الملاك البرئ اللى مبيغلطش ابدا، و انتى كمان جايه تقوليلى عملتوا ايه، اطلعى برا انا مش عايز اشوف حد خالص"
صاح عمر فى وجه ريتال التى امتلئت عيناها بالدموع لتنهض من مجلسها الذى كان بجانبه لتخطو ذاهبه من أمامه و لكنها توقفت فجأه ملتفته له.
" عارف، ايا كان إللى حصل بينكم انا فى صف ليان، مش علشان هى الملاك البرئ و انت الشيطان على الأرض، لا، علشان انت مبتشوفش نفسك غلطان ابدا مع ان الغلط راكبك من ساسك لراسك بس انت اللى بتقاوح، انت فاكر نفسك الشمعه اللى بتحترق من أجل الآخرين و انت مبتقدمش اى تضحيات نهائى، انت فاكر نفسك انت المسيطر على كل حاجه، و فاكر نفسك انك انت الوحيد اللى صح، انت شايف نفسك ملك الكون يا عمر، فوق يا بابا، احنا لو بنفوتلك حاجات فده بمزاجنا مش علشان انت صح و لا حاجه، احنا كلنا بنفوت و بنقول انك فى يوم هتعقل و تفوق لنفسك، بس الظاهر ان كل الفرص دى مش نافعه معاك، انت بتخسر كل اللى حواليك بسبب نفسك مش بسبب حد تانى فبطل تعلق أخطائك على شماعه غيرك"
انهت ريتال حديثها خارجه من الغرفه نهائيا تاركه عمر خلفها مصدوم من حديثها.
لقد واجهته بنفسه الحقيقيه التى ينفيها منذ الأمد، لقد تحلت بالقوه لمواجهته بالحقيقه التى يرفض الاعتراف بها.
لقد وجهته للطريق تاركه اياه يواجه نفسه بنفسه، يجب عليه أن يعترف بأخطائه لنفسه اولا قبل أن يعترف بأخطائه فى حق الآخرين، يجب أن يفيق من تلك الدوامه التى تحيط به قبل تجرفه إلى مكان صعب العوده منه.
.
.
.
.
.
مازالت ليليان تعمل حتى وقت متأخر، و بالكاد تبقى بالشركه هى و عمال التنظيف و المسئولين عن الامن الذين يبدأوا عملهم مع مغادره الموظفين.
خرج جاسر من مكتبه و هو يعدل من جاكيت بدلته الكلاسيكيه مغادرا مكتبه بل الشركه بأكملها، فهو قد انتهى من عمله لليوم.
جذب انتباهه وجود ليليان بمكتبها حتى ذلك الوقت المتأخر، و الذى يكون بعد انتهاء الدوام بساعتين كاملتين.
توجه لها بخطوات هادئه ليلاحظ مدى انشغالها بالاوراق التى بيدها غير منتبهه لاى شئ اخر.
"انتى بتعملى ايه عندك؟"
تسائل جاسر فجأه مما أدى إلى فزع ليليان و خروج شهقه قويه من فاهها لتهدأ من روعها بعد ذلك.
"بخلص الشغل اللى عليا"
تحدثت ليليان و هى تكمل عملها غير ملقيه بالا لمن يقف أمامها.
"لحد دلوقتى؟الشغل خلصان من ساعتين، و الكل مشى"
تحدث جاسر قاطبا حاجبيه بإستغراب لتتنهد ليليان بقوة محركه رأسها لكلا الجهتين بأسى.
"المدير الله يسامحه بقا قالى مفيش مرواح غير لما تخلصى كل الشغل المتراكم عليكى"
تحدثت ليليان بحزن مصطنع و هى تتنهد بقوة ليبتسم جاسر بجانبيه و هو يتربع أمامها.
" لا و انتى بتسمعى الكلام اوى"
تحدث جاسر بإستهزاء لتنظر له ليليان بغضب طفولى.
"بقولك ايه يا جسور اتكل انت بقا خلينى اكمل شغلى "
تحدثت ليليان مكمله عملها المتراكم عليها.
" طيب كفايه كدا انهارده و قومى روحى، و بكرا ابقى كملى الشغل"
تحدث جاسر بنبره هادئه لتنظر له ليليان بحزن.
" اصل انت هتدافع عنى لما المدير يشلوحنى"
تحدثت ليليان بحزن ليتنهد جاسر بقوة واضعا يده بجيب بنطاله.
" المدير صاحبى و هتوصطلك عنده"
تحدث جاسر مقررا الخوض فى تلك اللعبه التى فرضتها ليليان عليهما لتبتسم له ليليان بإتساع.
"بجد و الله"
تحدثت ليليان بصدمه ليومئ لها جاسر متنهدا بخفه لتتهلل اسارير ليليان.
"روح يا شيخ الهى تنستر، الهى ما تتحوج لحد، ربنا يخليلك عيالك، يا رب تتجوز، لا ده انا كدا بدعى عليك لو دعيتلك انك تتجوز"
تحدثت ليليان و هى تلملم اشيائها ممسكه بهاتفها متفحصه اياه غافله عن جاسر الذى يبتسم على حديثها المضحك و طريقتها الأكثر اضحاكا.
"يلهوى عشر مكالمات، أجرى يا جسور لولو هتعمل منى كفته "
صاحت ليليان بجزع و هى تنهض من على مقعدها بادئه بالركض ليقهقه جاسر عليها بخفه تابعا اياها بخطوات واسعه اشبه بالهروله.
.
.
.
.
.
فى ذلك المنزل الواسع الاشبه بالقصر يجلس ذلك الرجل المصطبغ شعره الأسود ببعض الخصل البيضاء دلاله على تقدمه بالعمر ممسكا بصور فوتوغرافيه صغيره يتأملها و يتحسسها بأصابعه برقه.
"بابا"
صوت رجولى صدع فجأه مما ادى إلى توتر ذلك الرجل الكبير بالسن ليخبئ الصوره فى جيب روبه المنزلى سريعا.
"تعالى يا جاسر"
صاح ذلك الرجل معتدلا فى جلسته منتظرا دخول ابنه له بغرفه الجلوس.
"ازيك يا بابا؟"
تسائل جاسر و هو يجلس أمام والده بملامح جامده ليبتسم والده بإستهزاء.
"اخيرا افتكرت ان ليك اب و جاى تسأل عليه"
تحدث ذلك الرجل ببرود لينظر له جاسر ببرود اكثر.
"سؤال و قرار "
تحدث جاسر ليقطب والده حاجبيه بإستغراب و عدم فهم.
"قصدك؟!"
تسائل والد جاسر و ملامحه غير مقروئه لينظر له جاسر ببرود.
"سؤال،احنا لينا اى قرايب فى الصعيد او اى حته تانيه؟ "
تسائل جاسر ببرود ليتحول وجه والده للغضب سريعا.
"احنا ملناش اى قرايب، قولتلك انا و امك مقطوعين من شجره ملناش اى قرايب نهائى"
صاح والد جاسر بغضب شديد، غضب غير مبرر لينظر له جاسر ببرود و هو يستريح بظهره على ظهر الاريكه.
"هدى أعصاب يا باشا و وفر فورانها للى جاى"
تحدث جاسر ببرود غير مكترث لوالده الغاضب أمامه.
" قرار،انا قررت افسخ الخطوبه اللى انت اصريت انها تتعمل، و اعمل حسابك انت مهما قولت او عملت انا مش هتراجع عن قرارى، انا قولت اقولك قبل ما أبلغ والد اللى المفروض انها خطيبتى "
تحدث جاسر ببرود ناهضا من مجلسه مغلقا زر جاكيت بدلته الكلاسيكيه.
"انت ايه الجحود اللى انت فيه ده؟ انت ازاى بتعامل ابوك بالشكل ده؟ "
صاح والد جاسر بغضب و هو ينهض واقفا هو الاخر.
" بعضا من ما عندكم يا باشا"
تحدث جاسر ببرود و ابتسامه جانبيه ليغادر بعد ذلك تاركا والده خلفه غير مكترث لصياح والده الغاضب مناديا بإسمه.
"كل مادا و  شكوكى بتزيد فى انى ابنك، و انا قررت اتأكد بنفسى "
تمتم جاسر لنفسه و هو يتوجه إلى سيارته ليركبها و يغادر محيط قصر والده بأكمله.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
الكل قلب على عمر😱 بس يستاهل🤷‍♀️ جاسر شاكك ان ابوه مش ابوه 🙄 و العلاقه بين جاسر و ليليان بقيت حلوة إلى حد ما يعنى 😎.
جاسر هيتأكد ازاى من شكوكه؟ و ليلى هتعمل ايه مع عمر و ليان؟ و الأهم عمر هيعمل ايه بعد ما الكل قلب عليه؟
الناس اللى بتسأل على ميعاد التحديث، انا مليش ميعاد محدد للأسف و بالأخص الفتره دى التحديث هيبقى كل فتره كبيره، و مش عايزة اصدمكم و اقول انى احتمال كبير محدثش لمده شهر بسبب الامتحانات لانى سيباها بظروفها، فرجاء محدش يزعل منى بسبب التأخير.
انا عند وعدى اول ما البارت جاب ٢٥٠ فوت حدثت علطول💕
٣٠٠ فوت =بارت جديد🤦‍♀️🤷‍♀️

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن