حاله من الصمت تلتف حولهم و ما يشوب الصمت صوت الشهقات و صوت ترتيل آيات القرآن فى هدوء مشوب بالشهقات و الدعاء بالنجاه لمن بداخل غرفه العمليات.
خرج الطبيب من غرفه العمليات و هو يزيل غطاء الوجه تابعه غطاء رأسه لتكون هى أول من تلاحظه لتوقف لسانه عن ترتيل آيات القرآن لتنهض مسرعه بإتجاه الطبيب و هى تمسك بفستانها الأبيض الملطخ بدماء محبوبها و عشقها زوجها على سنه الله و رسوله.
ركضت بإتجاه الطبيب ليتبعها الكل فى لهفه ليسألوا عن حال محبوبهم جميعا.
هنا:خير يا دكتور حالته عامله ايه دلوقتى؟!
تسائلت هنا و هى تحاول السيطره على دموعها و تعدل من نبره صوتها قدر المستطاع.
تنهيده قويه خرجت من فاه الطبيب الذى يتابع وجوه من حوله فى هدوء لينظر إلى التى سألته بحسره من مظهرها فهى عروس لم تكتمل فرحتها بل دفنت فى مهدها يوم عرسها.
الطبيب: الطلقه كانت قريبه جدا من القلب بس الحمد لله انها مخترقتهوش بس مرحله الخطر لسه مخلصتش هو هيفضل فى العنايه المركزه يومين تحت عنينا و لو عدت ال24 ساعه دول على خير اقدر اطمنكم عليه ادعوله لأنه محتاج دعائكم.
تحدث الطبيب بنبرته العمليه ليعطى نظره حزن اخيره إلى هنا قبل أن يتحرك من مكانه مبتعدا عن غرفه العمليات لتخرج بعد قليل جثه فارس الممدده على السرير النقال الذى يدفعه الممرضون.
كانت هنا على وشك الذهاب خلف فارس حالها مثل حال الجميع و لكنها وجدت يدها تسحب بخشونه و قوه لتلتفت لتجد من سحب يدها ليست سوى زوجه عمها و والده زوجها نهى.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
تجلس بهيئتها المبعثره بفستان زفافها الأبيض الملطخ بالدماء الحمراء و التى ليست سوى دماء زوجها و هى تنظر أمامها بشرود و عقلها يعيد و يكرر محادثتها مع زوجه عمها غير شاعره بأى شئ يجول من حولها كأنها عزلت عن عالم الواقع.
شعرت بيد تربت على كتفها من الأعلى لتلتفت لصاحب اليد لتجده كبير عائلتها و هو جدها ينظر لها بهدوء و يده مازالت تربت على كتفها كأنه يطمئنها و يمد لها يد العون.
تنظر له بهدوء و عيناها بها الكثير من المشاعر منها الحزن و الألم على محبوبها و منها التفاجؤ و القهر من حديث زوجه عمها و الآن نظرات جدها تلك.
نظر الأكبر للأمام حيث البقعه التى كانت تنظر لها هنا بشرود بينما الأخرى تنظر لجدها بالتحديد بجانب وجهه الأيمن.
كان الصمت يعم المكان حولهم لتهمس هنا بصوت متحشرج متسائله.
هنا:انتوا عرفتوا مكانى ازاى؟ و الأهم يا جدى عرفتوا انى بنت ازاى؟
تنهد الأكبر لتنظر له هنا مره اخرى بعد أن كانت حولت نظرها للإمام حيث الفراغ.
عبدالحميد:انا عارف انك هنا من ساعه خطوبه صاحبتك اللى اسمها ملك.
شهقت هنا و هى تنظر لجدها بتفاجؤ فهو يعلم و منذ فتره طويله كذلك لينظر لها الأكبر بهدوء مومئا برأسه.
هنا:طيب مقولتليش ليه؟ أو ليه صممت انى اتجوز واحده من بنات عماتى و حضرتك عارف انى بنت مش ولد؟
تحدثت هنا بنبره عاليه قليلا و هى تنظر لجدها بعدم تصديق بسبب ما يقول الآن.
عبدالحميد :كنت عايز اعرف رد فعلك هيكون ايه.
تحدث الأكبر بهدوء و هو ينظر لهنا المصدومه.
هنا:يا جدى، طيب ماشى و عرفت رد فعلى بس عرفت ازاى انى هنا؟ أو اتأكدت ازاى؟
تسائلت هنا بفضول شديد و قد التفتت بجسدها بأكمله لجدها الذى ابتسم بهدوء.
عبدالحميد :يوم ما كنتى مسافره اسكندريه انتى و صاحبتك خرجتوا و انتوا بنات بحجه أن الدنيا ليل و الوقت متأخر و الكل نايم بس من حظكم انى كنت صاحى و شوفتكم و طلعت علطول للحراس علشان الهيهم عن البوابه لحد ما تخرجوا.
تحدث الأكبر بهدوء لتومئ له الصغرى بهدوء و هى تفكر بشئ ما.
هنا:اتارى لما مشينا مشوفتش حد من الغفر.
اومئ لها الأكبر فى هدوء لتصمت قليلا قبل أن تعاود التحدث مره اخرى.
هنا:طيب انتوا عرفتوا مكانى ازاى؟!
تحدثت هنا بهدوء و هى تنظر لجدها الذى نظر لها بدوره.
عبدالحميد : من ساعه ما عرفنا انك مش موجوده و احنا بدأنا ندور عليكى فى كل مكان و اللى كان بيطمنا عليكى و بيدينا امل فى اننا نلاقيكى كانت رسايلك لأمك و ابوكى و مكالماتك ليهم احيانا و لأن فارس ليه معارف كتير و كمان صاحبتك اللى اسمها ملك هى و جوزها ساعدونا كتير عرفنا انك فى اسكندريه لحد ما واحد من اللى كان معاهم صورتك و بيدوروا عليكى شافك و انتى نازله من عياده الدكتور و معاكى واحده حامل و عرفنا بعد كدا انك ممرضه معاها فى البيت بسبب ظروف شغل جوزها لحد ما لقيتى الكل فى عياده الدكتور.
اومأت هنا فى هدوء و هى تنظر أمامها حيث الفراغ لتتنهد بقوة.
هنا:قولتله ايه يا جدى علشان يوافق؟ اقصد فارس كان قالى انه مش هيتخلى عنى و هيقف معايا فى وش الكل رغم تحذيراتى ليه و رفضى بس هو اتمسك بيا اكتر.
تحدثت هنا بنبره ضعيفه حزينه ليربت الأكبر على كتفها بهدوء ليهدأها قليلا.
عبدالحميد:اول ما قولتله انك هتتجوز واحده من بنات عماتك هاج و اتعصب و قعد يقول انا مش هتحوز غير اللى قلبى اختارها و كلام كتير و لما قولتله هى مين دى سكت و متكلمتش و لما واجهته انك هنا و هو كان عارف حط وشه فى الأرض و قالى انه بيحبك و هيقف فى وش الكل علشانك فقولتله لو انت عايزها اعمل زى ما هقولك و اتفقنا انا و هو على المسرحيه اللى انتى شوفتيها.
اومأت هنا فى هدوء لتقترب من جدها محتضنه ذراعه لتضع رأسها على كتفه لتسقط دمعه من عينيها كانت تحارب لأن تبقيها بداخل عينيها.
هنا:انا اول مره فى حياتى ابقى خايفه اوى كدا من بعد موت اخويا، تفتكر يا جدى فارس هيرجعلى؟!
انهارت حصون عيونها المنيعه لتنهار سدود أعينها ليمتلئ وجهها بفيضان دموعها.
ربت الأكبر على رأسها الموضوعه على كتفه و هو يتنهد بقوه.
عبدالحميد:متخافيش يا بنتى فارس قوى و هيقوم بالسلامه ادعيله انتى بس.
هنا:بدعيله و الله يا جدى ربنا يرجعهولى بالسلامه.
.
.
.
.
.
انتفضت هنا من على ذراع جدها فور صياح أحدهم أن فارس أفاق من غيبوبته لتنهض هنا لتركض و هى تحمل فستانها بيدها و جدها خلفها و هى فقط لا تعلم متى غفت أو كم من الوقت مر عليها و هى تغفو على كتف جدها و لكن كل ما يشغل بالها الان هو رؤيه محبوبها و عشقها الابدى و الأهم زوجها.
دخلت الغرفه لتجد الكل بها كانت ستتوجه إلى زوجها و لكن وجدت والدته جالسه بجانبه ممسكه بيده لتقف مكانها بدون ملامح فقط تنظر لزوجه عمها بدون اى رد فعل فقط تنظر بشرود.
فارس:هنا.
همس فارس بإسم محبوبته التى فاضت عيونها بالدموع فور أن تواصلوا بالاعين لتحرك بإتجاهه بخطوات صغيره حتى وصلت له لترتمى بحضنه ليتأوه الآخر بألم لتبتعد الأخرى فورا ناظره له بهلع.
هنا:اسفه، اسفه و الله طيب النادى للدكتور.
امسك فارس بيدها لتصمت و هى تنظر بعينيه لتبكى مره اخرى متحدثه بحشرجه.
هنا :متعملش كدا تانى متخوفنيش عليك و متقهرش قلبى عليك.
ربت والدها الذى يقف خلفها على ظهرها بهدوء ليبتسم فارس بهدوء.
فارس:لا ده الواحد يتصاب كل يوم بقا علشان يشوف الكل حواليه كدا و يسمع الكلام الحلو ده.
تحدث فارس بمزاح لتنظر له هنا بعتاب.
هنا:قوم انت بس بالسلامه و انا اسمعك كلام من ده كل يوم.
تحدثت هنا بهدوء ليبتسم فارس بإتساع ممسكا بيدها بشكل أقوى لتبتسم هنا له بهدوء و هما يصنعا تواصلا بصريا.
عبدالرحمن:ايه يا جدعان راعوا اننا موجودين حواليكوا.
مصطفى:معلش يا عم عرسان جداد بقا ما انت عارف.
تناوش أبناء العم بالحديث ليقهقه الكل بسعاده إلى أن دخل احد ما يرتدى الزى الميرى و يظهر عليه الصلابه.
الضابط:معانا إذن بالقبض على نهى السيد الهوارى.
نظر الكل بصدمه للضابط بينما هنا و نهى صنعا تواصل بصرى لم يلحظه أحدهم.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
اولا انا بعتذر جدا على التأخير بس و الله انا كنت مضغوطه جدا طول الاسبوع و رغم كدا مذاكرتش و لا كلمه و مش عارفه فيه ايه، ثانيا ده كان المفروض يكون الجزء الأخير بس انا مبحبش اعمل أجزاء تانيه للروايات لذلك هكمل الروايه و هخليها من جزء واحد فقط الا اذا كان ليكم رأى تانى طبعا.
انا حصل معايا موقف غريب كنت مفكره انه لسه بدرى على يوم الجمعه اتارى اننا كنا يوم الخميس يعنى امبارح و الأسبوع جرى منى بسرعه رهيبه مش عارفه ازاى.
انتظروا نهايه الروايه فى اقرب وقت بإذن الله +نزلت تشويق قصه قصيره هتبقى مكونه من جزء واحد بإذن الله بإسم "ساره" شوفوها و قولوا رأيكم و بعد انتهاء الروايه دى استنوا روايات تانيه بإذن الله.
سلام💙
أنت تقرأ
عائله للرجال فقط
Fiction généraleاول قصه مصريه اكتبها و أتمنى انى اعرف رأيكم الروايه ٤ أجزاء بدايه من صراع لإثبات الذات و التأكيد على اهميه المساواه، ثم الأبناء و مشاكلهم الحياتيه من حب و خداع و حياه سعيده، إلى الأحفاد و الخدعه الكبرى و الغير متوقعه و النهايه السعيده القريبه من الق...