Part 16

12.7K 856 54
                                    

صوت صراخ قوى من نبره ذكوريه بالقرب من ليليان النائمه جعلها تنتفض و هى تصرخ من الخوف و الذعر الذى ظهر جليا على ملامحها.
خرجت من تلك الغرفه الصغيره و هى حالتها مذريه بدايه من شعرها المبعثر بفوضويه إلى ملابسها الغير مهندمه.
خرجت و هى تتحرك يمنى و يسرى كالمخموره و هى لا تدرى ما يحدث حولها و صوت ذلك الصراخ لا يعطيها فرصه للتفكير حتى.
ظلت تتحرك كالمخموره و هى لا ترى جيدا فهى بالكاد تفتح عيناها بينما آثار النوم مازالت مسيطره عليها بشده.
تشعر بأزواج من الأعين مسلطه عليها و لكنها لا تستطيع الرؤيه جيدا و صوت الصراخ الجهورى يتلف أعصابها المتلفه بالفعل.
تحاول أن تسير و لكنها كانت تتحرك كالمخموره لا أكثر لتشعر بنفسها تكاد تسقط و لكن تلك اليد القويه التى احاطت بخصرها جيدا لتفتح عينها و قد بدأ شعورها بالواقع يعود إليها تدريجيا لتجد تلك الأعين التى تحدق بها بخوف على ما يبدو.
.
.
.
.
.
خرج جاسر من تلك الغرفه الصغيره فاردا جزعه و على وجهه ابتسامه جانبيه لا تنم عن اى خير بل تظهر مدى سوء نواياه ليس اكثر.
حافظ على مسافه قريبه من تلك الحجره ليأخذ نفسا عميقا معدلا من معالم وجهه يعيدها إلى البرود مره اخرى.
"انتوا يا بهايم"
صاح جاسر بقوة و صوت رجولى ليهرع أفراد الأمن فى القدوم له.
"فين البهايم المسئولين عن البيسين و عن نضافته"
صاح جاسر بقوة فى أفراد الأمن و هو يراقب الغرفه بطرف عينه حتى وجد ليليان تخرج و هى لا تدرى ما يحدث حولها.
آثار غضبه تحول أعين الجميع عليها بهيأتها تلك من ملابسها المبعثره و شعرها الغير مرتب مما يجعلها شهيه فى أعين الرجال.
" نادولى على البهايم دول، و انتوا يا متخلفين ازاى مفيش أمن فى المكان هنا، انتوا مش عارفين ان فيه سياح كتير بيسكروا و مبيبقوش شايفين قدامهم و ممكن ينزلوا البيسين و ينضروا، انتوا شويه بهايم مش شايفين شغلكم كويس"
صاح جاسر بقوة و قد نجح فى اعاده انتباه الجميع له مره اخرى بينما يتابع ليليان التى تتحرك يمنى و يسرى كالمخموره بطرف عينه.
لاحظ هو اقترابها الخطير من حمام السباحه الملئ بالمياه الغير صالحه للسباحه الان بسبب كميه الكلور الكبيره التى به للتطهير ليتحرك بسرعه فور ان رآها تفقد توازنها.
أحاط خصرها بساعده القوى بينما هى مغلقه عيناها بقوة لتبدأ بفتحها ببطئ و يحدث بينهما تواصل بصرى لمده لحظات كانت كفيله بإعاده ليليان إلى الواقع.
اعتدلت ليليان سريعا فى وقفتها مبتعده عن جاسر الذى نظر لها بنظره ثاقبه.
أصيبت ليليان باللهوجه لتسير سريعا مبتعده عن الجميع تاركه خلفها اشيائها بالكامل بدون اى اكتراث، أو بالأصح لم تفكر بأئ شئ.
دخلت ليليان إلى الغرفه سريعا و هى تتنفس بقوة لتجد ان ليان ساقطه فى نوم عميق لتتنهد هى بقوة.
دقات على باب الغرفه افزعتها لتنتفض فى وقفتها فاتحه الباب فتحه صغيره و هى تطل برأسها فقط لتجد أحدهم من خدمه الغرف.
"الحاجات دى بتاعه حضرتك"
تحدث الموظف و هو يمد يده بجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بليان و كيس صغير يبدو أنه وضع به ما بقى من المسليات لتأخذهم ليليان و هى تشكره بخفه.
.
.
.
.
.
"يا جماعه و الله ما فيه داعى انكم ترجعوا معايا كملوا انتوا اجازتكم"
تحدثت ليلى و هى تشعر بالحزن بسبب جعلهم يقطعوا تلك العطله ليعودوا إلى الاسكندريه مره اخرى.
" انا عن نفسى كدا كدا كنت هرجع علشان الشغل يعنى مش انتى السبب فى انى ارجع يا لولو"
نطقت ليان بهدوئها المعتاد لينظر لها الجميع بإستغراب فمتى كانت تنوى الحديث؟
" و انا مش هسيبك ترجعى لوحدك"
تحدث أحمد و هو يقف بجانب ليلى التى نظرت له بإمتنان بالغ.
"و انا طالع علشان ابقى معاكم لما كلكم هترجعوا انا بقا هعمل ايه "
تحدث زياد بإبتسامه و هو ينظر للجميع بهدوء.
"يلا يا جماعه احنا عملنا check out لينا كلنا و الاتوبيس مستنينا برا "
تحدثت ريتال و هى تقف و بجانبها ليليان و هى تومئ على ما قالته ريتال.
"يلا بينا"
صاح عمر و هو يعدل من هندامه حاملا حقيبته و حقيبه ليان الا ان ليان سارعت و سحبت الحقيبه لتخرج هى اولا ليتنفس عمر بقوة.
.
.
.
.
.
" الانسه عملت check out هى و الجروب اللى كان معاها انهارده الصبح يا فندم"
أخبر موظف الاستقبال جاسر الذى كان يسأل على رقم غرفه ليليان ليومئ له جاسر بهدوء و يرحل ليعود إلى غرفته مره اخرى.
"انا هسافر أمريكا اسبوع علشان فيه شويه مشاكل فى الفرع اللى هناك اول ما ارجع عايز سكرتيره جديده تكون خريجه سياسه و اقتصاد، عايزها حسنه المظهر و لبقه فى الكلام و التعامل، و الأفضل تكون بنت ناس و محترمه، لبسها يكون فى المعقول مش زى اللى قبلها، و الأهم بتعرف تتكلم انجليزى كويس"
تحدث جاسر دفعه واحده فى الهاتف مخبرا المسئول عن الشركه فى غيابه ليغلق الاتصال سريعا غير مهتما بالاجابه ليبدأ فى اعداد حقيبه السفر الخاصه به ليخرج من الفندق نهائيا متوجها إلى المطار سريعا.
.
.
.
.
.
مر يومان على عوده الجميع إلى الاسكندريه مره اخرى، نجحت تلك العمليه الجراحيه التى بسببها عادت ليلى بعد أن قطعت اجازتها، و ليان عادت للعمل فى الشركه مره اخرى و التى يبدو أن بها العديد من المشاكل فهى منذ عودتها و هى مشغوله بالعمل، و ريتال عادت لعملها هى الأخرى فى المشفى، و عمر و زياد عادوا لعملهم أيضا بسبب تلك المهمه التى ظهرت لهم فجأه من العدم بينما ليليان مازالت بمنزلها لا تفعل شئ سوى الاسترخاء.
رنين الهاتف المزعج جعل ليليان تتململ فى نومتها و هى تتنفس بغضب ليهدأ الرنين قليلا لتتنفس ليليان براحه و لكن يبدو أن من يتصل بها مصرا على اجابتها.
"الو"
أجابت ليليان على هاتفها و هى مازالت مغلقه عيناها بنعاس.
"انتى لسه نايمه، انا بقالى ساعه بتصل بيكى يا هانم، فوقى كدا و صحصحى معايا و اسمعينى كويس، هتقومى دلوقتى حالا من على سريرك و تلبسى اى حاجه قدامك و تروحى على شقتى انتى معاكى المفتاح و أحمد فى شغله، هتدخلى اوضتك هتلاقى عليها كيس فيه بدله نسائيه هتلبسيها بس بعد ما تاخدى دوش حلو كدا يصحصحك و تغسلى سنانك، هتخلصى لبس و هتقفى قدام المرايه هتلاقى الاستشوار على الكومود اللى جمب التسريحه هتنشفى بيه شعرك و تلميه ديل حصان و سيبى القصه فى حالها متلميهاش، هتلاقى فيه روج لونه بينك لطيف على التسريحه جنب الكحل اللى هتحطى منه حاجه بسيطه و هتحطى الروج و فيه برفان فى درج التسريحه اليمين حطى منه علشان ينعشك كدا، و هتلاقى فيه ملف على طرابيزه السفره و انتى ماشيه هتاخديه هتطلعى على شركه.............. للإستيراد و التصدير لان عندك مقابله الساعه ٣ يعنى بالظبط قدامك ٣ ساعات و تبقى هناك، بالتوفيق"
تحدثت ليلى دفعه واحده فى الهاتف و هى تعلم انها جذبت انتباه ليليان فور ان اخبرتها بالاستيقاظ لتغلق الاتصال بعد ذلك بينما ليليان اعتدلت فى جلستها و هى تنظر للهاتف فى يدها بإستغراب.
امتثلت ليليان لأوامر ليلى لترتدى اول شئ رأته أمامها لتخرج تحت أنظار والدتها المستغربه.
"رايحه فين يا ليليان؟"
صاحت فرح التى تراقب تعجل ابنتها و خروجها هكذا بدون النطق بأى حرف.
"مش عارفه"
صاحت ليليان و هى تهم بالخروج من الشقه غالقه الباب خلفها تاركه والدتها خلفها تحرك رأسها للجهتين بيأس.
فعلت ليليان ما اخبرتها به ليلى بالفعل لتنظر إلى انعكاسها فى المرآه بفخر و هى تبتسم بزهو لتقرر التقاط بعض الصور لها بحلتها و هيتئها الجديده.
نظرت للهاتف لتجد انها الثانيه و النصف بالفعل لتتعجل فى المغادره غير غافله عن اخذ ذلك الملف.
وصلت ليليان فى ميعادها لتجد انه مازال هناك من يقوم بمقابلته الان.
نظرت ليليان حولها لتجد انها أكثرهم احتشاما فى الملابس و لكنها اقلهم فى الانوثه.
نظرت ليليان على صدر من تجلس بجانبها لتنظر إلى صدرها بعد ذلك بأسى.
"كل ده نفخ إنما الطبيعى احسن بردو"
تمتمت ليليان بخفه و هى تعتدل فى جلستها محسنه من وضع صدرها و جاعله اياه يظهر لتعود كالمنكبه مره اخرى فور ان رأت تلك التى خرجت من المكتب.
"بقا هيسيبوا البطل دى و يمسكوا فى السلعوه اللى هى انا"
همست ليليان و هى تتنهد بقوة محركه رأسها للجهتين بحسره و حزن.
"آنسه ليليان ،آنسه ليليان الهوارى"
نادت إحدى الفتيات علي ليليان التى نهضت و هى تومئ لها لتشير لها الفتاه بالدخول.
دخلت ليليان لترى ذلك الرجل الذى اكل الشيب من شعره بعض الخصلات و لكن لا تنكر وسامته التى لم تتأثر و لو قليلا بتقدمه فى العمر.
"اتفضلى"
نطق الرجل بإبتسامه بشوشه و هو يشير على المقعد الذى أمام المكتب لتومئ ليليان بهدوء و هى تمد يدها بالملف الخاص بالCV الخاص بها و هى تجلس.
اخذ الرجل فى تفحص ذلك الملف بإهتمام بينما ليليان تتابعه بصمت و هى تجلس بثقه، فهى رغم يقينها برفضها المسبق الا انها قررت المواجهه.
"مؤهلاتك الدراسيه هايله، و الشهادات اللى وخداها من أماكن معتمده و اللى بتأكد اتقانك فى اللغه ممتازه، بس مفيش خبره نهائى، سؤالى بقا، انا ممكن اوظفك بناءا على ايه؟"
سأل الرجل بهدوء و هو يشبك أصابع يديه معا على سطح المكتب لتبتسم ليليان بهدوء.
"حضرتك لو كل شخص طلب اللى عنده خبره مش هيبقى فيه انجاز فى العمل بمعنى أصح مش هيبقى فيه عامل شبابى اللى بيضيف أفكار جديده عكس الكبار فى السن اللى عندهم خبره و اللى أفكارهم كلها تقليديه، الخبره بتيجى بالتعليم و يا اما تبقا طالب شاطر يا اما تبقا طالب فاشل، الخبره بتيجى بالعزيمه على التعليم و انك تبقى عايز تتقدم فى شغلك، حضرتك مثلا مش معقوله انك اول ما اتخرجت كان عندك خبره اكيد حضرتك قابلت الرفض اكتر من مره و ده خلاك يبقى عندك عزيمه اكتر انك تكمل و تثبت للكل انك هتبقى أفضل و اظن حضرتك اثبت ده دلوقتى، انا جربت مره و اتنين و تلاته و دى تجربتى العاشره و حتى لو اترفضت دلوقتى هجرب للمره ال١١ و مش هزهق او أمل بالعكس هفضل احاول و احاول لانى بثبت لنفسى قبل ما اثبت للى حواليا انى هقدر"
انهت ليليان حديثها و هى ترى علامات الاقتناع على وجه من أمامها لتبتسم بخفه.
" و أهم ميزه عندى انى بقدر اقنع اللى قدامى زى ما اقنعت حضرتك بوجهه نظرى"
تحدثت ليليان ليبتسم الرجل على ثقتها تلك و هو يومئ لها.
" الشغل هنا مش سهل، انتى هتبقى سكرتيره صاحب الشركه يعنى أهم حاجه عندك هتبقى الامانه، انتى هتبقى مسئوله عن كل حاجه مهمه من صفقات و عقود و غيره، انتى هتبقى دراع صاحب الشركه اليمين، انتى هتبقى العين اللى هيشوف بيها، هتقدرى تشتغلى تحت الظروف دى؟"
تسائل الرجل مره اخرى لتومئ له ليليان و هى تبتسم بإتساع ليومئ لها الرجل.
" الشغل هيبدأ بكرا من الساعه ٩ الصبح تكونى موجوده من ٨ و نص علشان تستلمى شغلك و تفهمى النظام، مفهوم؟ "
تحدث الرجل بنبره عمليه لتومئ له ليليان و هى تبتسم بإتساع لتنهض بعد ذلك و هى تحييه لتغادر و على وجهها ابتسامه سعيده.
خرجت ليليان مغلقه الباب خلفها و على محياها ابتسامه سعيده لترمق الجالسات بنظره فخر.
نظرت ليليان إلى صدرها ثم إلى صدور الفتيات معدله من وضع جاكيت بدلتها.
"و لو الطبيعى احسن بردو"
تمتمت ليليان فى سعاده و هى تخرج من ذلك المكان بل من الشركه نهائيا.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
زى انهارده من ٤٦ سنه الرجاله اللى فى البلد ماتوا 🤦‍♀️😂💔

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن