Part 36

12.7K 1K 159
                                    

دلفت ليليان إلى مكتبها بهدوء و خفه حتى لا تجذب الانتباه كونها أتت الان فقط.
مر النصف الأول من اليوم بهدوء حتى ان المدير لم يطلبها إلى مكتبه و لو مره واحده مما زاد من توترها، أيعقل انه يدبر لها مكيده ما؟
أتت ساعه الراحه لتنهض ليليان خارجه من مكتبها نهائى ذاهبه لجلب طعام لها و لصديقها - جسور- كما  فعلت باليوم الفائت.
بعد قليل من الوقت عادت ليليان و هى تحمل حقيبه الطعام ليجذب انتباهها ذلك الصوت الصارخ من داخل مكتب مديرها لتدلف له سريعا.
"فيه حاجه يا فندم؟ اطلب الأمن؟"
تسائلت ليليان بإندفاع و عيون تشتعل غافله عن نظرات الصدمه المعلقه عليها من قبل الذى يقف أمام مديرها.
تلك الهيئه،ذلك التمرد، عيناها المشتعلتان و القادره على حرق الأخضر و اليابس، نفس اللسان الحاد، و الأهم تلك الملامح، هو يحفظها ظهرا عن قلب.
" مفيش حاجه يا ليليان ده والدى"
تحدث جاسر لينظر له والده بصدمه، هل قال ليليان الان و ليست ليلى، بالطبع هى ليست ليلى، فليلى التى يعرفها بمثل سنه تقريبا.
"اسف يا فندم، اصل الصوت كان عالى و قولت ان فيه مشكله، بعتذر لحضرتك"
عادت ملامح ليليان الهادئه مره اخرى لتنظر لوالد جاسر بإبتسامه خفيفه بينما هو فقط مازال يتفحصها بعيون جاحظه مما آثار ريبتها منه، و شعرت بإنقباض قلبها، و ألم يجتاح صدرها، تشعر بشئ خاطئ اتجاه من يقف أمامها، تشعر انه يفعل اشياء سيئه، أو ينتوى ان يفتعل اشياء سيئه، و احساسها ذاك لا يخيب ابدا مع ايا كان.
"تقدرى تتفضلى انتى"
اعادها للواقع صوت مديرها لتومئ له سريعا خارجه من مكتبه و هى تضع يدها على صدرها و تلتقط أنفاسها بصعوبه.
بينما داخل المكتب نظر جاسر إلى والده بتحدى معتاد منه اتجاه ابيه.
"انا قولتلك امبارح انه مهما فعلت مش هتراجع عن قرارى، و انت اللى اخدت كلامى على اساس انه هزار، يبقى متجيش تلومنى دلوقتى بقا"
تحدث جاسر واضعا يديه بجيب بنطاله ببرود بينما والده فى عالم آخر.
"اعمل اللى انت عايزه"
تحدث والده منهى هذا الحوار ليقطب جاسر حاجبيه بإستغراب، فمن يرى والده الان لا يراه منذ خمس دقائق مضت.
بينما والده كان يريد الخروج خلف تلك الفتاه بأى طريقه، فهو منذ أن رآها و هو يشعر ان هناك شئ خاطئ.
خرج والد جاسر من المكتب سريعا و هو يبحث عن ليليان بمكتبها الا انه لم يجدها ليسير بخطى سريعه خارجا من المكتب.
"عايز عينك على سكرتيره مكتب جاسر، عايز كل المعلومات بتاعتها، و لو تعرف تجبلى صور كمان يبقى احسن، عايز المعلومات دى فى اقرب وقت"
تحدث والد جاسر أمرا فى الهاتف و هو يفكر فى امر تلك الفتاه، و ذلك الشبه الكبير بينها و بين من يظن انها هى.
.
.
.
.
.
عادت ليليان بعد مرور خمس دقائق من مغادره ذلك الرجل المريب بالنسبه لها لتلدلف إلى مكتب جاسر سريعا.
" ايه يا جسور عامل ايه انهارده؟ "
تحدثت ليليان بإبتسامه واسعه و هى تخطو اليه جالسه على ذلك المقعد الذى أمامه.
"فاسخ خطوبتى"
تحدث جاسر بهدوء لتنظر له ليليان بإستغراب ممزوج بالصدمه.
"ايه ده انت كنت خاطب بجد؟"
تسائلت ليليان لينظر لها جاسر بإستغراب.
"اومال بهزار؟و بعدين انتى مستغربه اوى كدا ليه؟"
تسائل جاسر يحاول معرفه سبب انبهار ليليان هكذا.
"اصل انت مكنتش لابس دبله و لا حتى خاتم، و كمان عمرك ما قولت انك خاطب، و حتى من ساعه ما اشتغلت هنا و خطيبتك عمرها ما جتلك زياره لخمس دقايق حتى"
تحدثت ليليان موضحه كأن ما تقوله شئ طبيعى لينظر لها جاسر رافعا حاجبه الأيمن لأعلى قليلا.
"و ده كله لازم يعنى؟"
تسائل جاسر لتومئ له ليليان بحماس و هى تضع الطعام أمامه و علبه مشروبات غازيه كذلك.
" طبعا يا ابنى، انا ان شاء الله لما اتخطب كدا هلبسه الدبله بإيدى و يبقى ناوى على موته لو قلعها من ايده، دى حاجه، الحاجه التانيه انه لازم يبقى فخور بيا على رأى لولو، و يعرف عليا كل الناس و يقول دى خطيبتى، لازم يحسسنى بأهميتى عنده، ثالثا بقا و ده الأهم طبيعى انى اروحله مكان شغله، اطب عليه كدا فجأه بالغدا نتغدى مع بعض، أو اروحله فى ميعاد الشغل اشوفه بيشتغل بجد و لا بيلعب بديله مع انى هبقى واثقه فيه، بس بردو مفيش مانع من بعض المناغشات"
تحدثت ليليان بإبتسامه واسعه واضعه بعض الطعام  فى فاهها بعد ذلك ليومئ لها جاسر بهدوء
" و على كدا بقا ايه مواصفات فتى أحلامك؟ "
تحدث جاسر بإستهزاء و هو يتناول من الطعام الذى وضعته ليليان أمامه منذ قليل.
" امم، بص يا سيدى، انا عايزاه طول بعرض بحلاوة كدا، عايزاه يبقى هيبه بمعنى أصح، عايزاه مجنون زى حالاتى، يعنى مثلا اقوله ننزل نتمشى ٣ الفجر يقولى يلا مش يقولى نامى يا ماما، عايزاه عنيد زى حالاتى و يعرف يفرض رأيه عليا بس مش بالعصبيه، عايزاه يبقى طفل معايا زى ما انا هبقى طفله معاه، عايزاه يحبنى و يتقى ربنا فيا، عايزاه حاببنى بعيوبى قبل مميزاتى، عايزاه يخرج الطفله اللى جوايا و يحبها معايا، عايزاه راجل وسط الناس و طفل فى حضنى، و انت بقا ايه مميزات فتاه أحلامك؟ "
بعد أن انتهت ليليان من اخباره بمواصفات فتى أحلامها أعادت عليه السؤال مره اخرى و لكن فليجيب هو.
ما هى مواصفات فتاه أحلامه؟ ظل سؤالها يتردد فى أنحاء عقله يحاول إيجاد اجابه له و لكن لا يوجد اى شئ.
" هتصدقينى لو قولتلك مش عارف"
تحدث جاسر بعد أن تنهد بقوة لترمقه ليليان بإستغراب.
"يبقى خطوبتك الأولى كانت مصلحه و غصب عنك"
نظر لها جاسر بصدمه، كيف علمت بذلك الأمر؟ كيف علمت ان خطبته الأولى تمت بدون موافقته و رغما عنه.
"متتفاجئش كدا،انت لو كان ليك مواصفات للبنت اللى انت حابب ترتبط بيها مكنتش فسخت الخطوبه، و مكنتش وقفت كلام عنها، مكنتش هتبقى قاعد فى شغلك بوزك شبرين و لكن كنت هتقعد تضحك زى الأهبل لما تفتكر موقف او حاجه هى عملتها"
"انتى اتخطبتى قبل كدا؟"
سأل جاسر سريعا فور ان انهت ليليان حديثها لتقهقه بشده على افتراضه ذاك.
" لا يا سيدى، و لا حتى مرتبطه، المسأله كلها انك بتتخيل فى راسك انت عايز شريك حياتك ازاى، مش شرط كل تخيلاتك دى تتحقق بس الاكيد ان فيه منها هيتحقق"
رنين ساعه حائط المكتب معلنه عن انتهاء ساعه الاستراحه جعلت ليليان تنهض من مقعدها سريعا.
"سلام يا جسور، و ابقى اشكر المدير على أنه سامحنى على تأخيرى انهارده، بس كانت ظروف"
تحدثت ليليان بإبتسامه قبل مغادرتها المكتب ليلعن جاسر تلك الساعه على انهائها لحديثهم الذى أصبح يهواه، و اخذ يفكر ماليا فى جعل الراحه لمده ساعتين لا ساعه واحده.
.
.
.
.
.
فى منتصف الاسبوع تقريبا أتى لليلى دعوه لحفله ما لتكريمها على مجهودها و عملها المتفانى، مخبرين اياها ان بتلك الحفله سيتم تكريمها هى و مجموعه مِن مَن قاموا بالتفانى فى العمل و وصلوا لمكانه عاليه، و تلك الحفله فى نهايه الأسبوع.
سعدت ليلى كثيرا بذلك الخبر، و قامت بإخبار عائلتها بأكملها ليأتوا معها ذلك الحفل و يقوموا بتشجيعها كما هو معتاد منهم مع الجميع.
انقضى ذلك الاسبوع بهدوء و ليليان و جاسر يتحدثوا كل يوم لمده ساعه أثناء الاستراحه مما أدى إلى اقترابهم لبعضهم إلى حد ما.
فى يوم الخميس  طلب جاسر ليليان بعد أن مرت ساعه الراحه لتدلف له ليليان بعد ان دقت على باب مكتبه.
"حضرتك طلبتنى"
تحدثت ليليان بأدب ليومئ لها جاسر بخفه.
"عايزك تتشيكى و تلبسى فستان حلو علشان انتى جايه معايا حفله انهارده"
تحدث جاسر ببرود أمرا ليليان التى قطبت حاجبيها.
"اسفه يا فندم مش هينفع"
اعتذرت ليليان من جاسر الذى قطب حاجبيه بغضب من رفضها الواضح ذاك.
" و انا قولت تعملى حسابك انهارده، يعنى تعملى حسابك"
صاح جاسر بقوة و هو يضرب سطح مكتبه لتنظر له ليليان بتحدي .
" و انا قولت لا يعنى لا، انا عندى ظروف، لو كنت قولتلى قبل كدا كان ممكن اتصرف لكن دلوقتى مينفعش"
تحدثت ليليان بعناد ليزداد غضب جاسر من عنادها ذاك.
"يا اما تيجى الحفله يا اما تعتبرى نفسك مرفوده"
صاح جاسر مهددا لتتنفس ليليان بغضب و قد فاض بها الكيل.
"و انا مش هستناك لما ترفدنى، انا مستقيله"
صاحت ليليان بغضب ملوحه بيدها مغادره مكتب جاسر بخطى سريعه، و مغادره الشركه بأكملها بعد ذلك غير مكترثه بمناداه صديقتها لها، فقط غادرت و الغضب يعمى بصيرتها.
بقى جاسر بمكتبه مشدوها من فعلتها تلك، ماذا حدث لكل ذلك؟ لقد فعل بها أسوأ من ذلك و لم يخطر ببالها حتى امر مغادرتها و تركها للعمل.
بينما ليليان فقط عادت إلى منزلها و  هى لا تعلم ما كميه الغضب التى تجتاحها هذه.
فور دخولها إلى المنزل دلفت إلى غرفتها سريعا مبدله ملابسها لتتمدد على السرير ذاهبه فى سبات عميق.
هى دائما ما تلجئ إلى النوم اذا حدث معها شئ ما.
فى المساء قامت والدتها المستغربه لأمر عودتها مبكرا على غير العاده حتى تتحضر ليذهبوا جميعا إلى ذلك الحفل التى ستكرم به ليلى.
.
.
.
.
.
فى المساء وقف جاسر فى ذلك الحفل الذى أصبح يمقته الان برفقه بعض من رجال الأعمال و تفكيره مقتصر على شخص واحد و هى ليليان التى سلبت لبه بأفعالها الغريبه.
رفع رأسه بملل متنهدا لتجذب انتباهه بتألقها الاعتيادى لينظر لها بصدمه.
رآها تبحث بعينيها عن شخص ما ليبتسم بزهو مستأذنا مِن مَن يقف معهم متوجها إليها بإبتسامه زهو تملئ ثغره.
"انت بتعمل ايه هنا؟"
تسائلت ليليان بصدمه مباغته فور ان رآت جاسر يقف أمامها بإبتسامته المتغطرسه.
"المفروض انا اللى أسألك"
تحدث جاسر رافعا اكتافه لأعلى قليلا و ابتسامته مازالت على محياه.
"ما هى دى الحفله اللى مينفعش اروح مع المدير علشانها"
تحدثت ليليان بتأنيب و هى تنظر لجاسر نظرات ذات معنى.
"و هى دى الحفله اللى المدير كان عايزك تروحيها معاه"
تحدث جاسر بتأنيب هو الاخر لتتربع ليليان ناظره له بتحدى.
"ما هو لو المدير كان بيتكلم براحه كنت فهمت هو عايز ايه"
تحدثت ليليان بحده لتتحول ملامح جاسر إلى العبوس.
"ما هو انتى لو مش عناديه مكنش ده كله حصل"
تحدث جاسر مدافعا عن نفسه و قد بدأ صوته فى الارتفاع.
"خلاص يا عم متعليش صوتك و تلم علينا الناس، اصلا انا استقلت و انتهى الحوار"
تحدثت ليليان و الانزعاج رسم على ملامحها و هى تبحث بعيناها عن شخص ما.
"عن اذنك بقا علشان قرايبى كلهم مستنيين"
تحدثت ليليان متخطيه جاسر الذى وقف لا يعلم ماذا يجب عليه أن يفعل.
تبع ليليان بعينيه ليجدها تقف مع مجموعه كبيره نسبيا من الأشخاص ليجدها تحتضن فتاه بهما الكثير من الملامح المشتركه بينهم.
شعر بشخص يضع يده على كتفه من الخلف ليلتفت سريعا يرى من يريده ليتفاحئ بوالده.
"بابا !"
تحدثت جاسر بصدمه، فوالده كان آخر شخص يتوقع ان يراه فى تلك الحفله اليوم.
"مش معقوله اضيع حفله تكريم ابنى"
تحدث والده بإبتسامه واسعه ليقطب جاسر حاجبيه بإستغراب، ما سر اهتمام والده المفاجئ له هكذا؟ أيعقل انه سيتوفى قريبا؟
كانت حفله كبيره نسبيا، بها عدد لا بأس به من كبار المجتمع، من رجال الأعمال، و الأطباء المعروفين، و غيرهم مِن مَن صنعوا أنفسهم بأنفسهم.
بدأ الحفل و بدأ معه التكريم ليأتى اتصال إلى والد جاسر جعل ملامحه تعبس بشده و تتحول لغضب جام ليغادر من جانب ابنه الذى لم يهتم له.
كانت ليلى تقف مع ليليان وحدهما، لتخبرها ليليان على ما فعلته  فى العمل و امر استقالتها.
كانت ليلى على وشك التحدث مع ليليان و لكن جذب انتباهها ذلك الشخص الذى يسير من أمامها على مسافه جعلتها ترى ملامحه جيدا.
تخطت ليلى ليليان التى تقف أمامها بإستغراب تابعه ذلك الرجل لتتأكد من شكوكها.
ظلت ليلى تتبع ذلك الشخص بخطى واسعه و هى قاطبه حاجبيها و قلبها يدق بسرعه كبيره، و قد اثلجت أطرافها من التوتر و الخوف.
ذلك الشخص الذى تحفظ ملامحه جيدا، تحفظ ملامحه اكثر من اسمها حتى، ذلك الشخص الذى تسبب فى اذيتها سابقا، و يبدو أنه مازال يفعل حتى بعد موته، اذا كان موته حقيقه!
صدمت ليلى أثناء هرولتها خلف ذلك الشخص بجسد قوى حتى كادت تسقط و لكن ذلك الشخص أحاطها بذراعه بقوة مانعا اياها من السقوط أرضا.
"انتى !"
تحدث ذلك الشخص بصدمه بينما ليلى ظلت تتمعن فى ملامحه بصدمه و استغراب بعد أن اعتدلت فى وقفتها.
"ليلى"
التفتت ليلى سريعا فور ان سمعت زوجها يناديها لتلتفت إلى من كان يقف أمامها و لكنها لم تجده كأنه اختفى.
"بينادوا عليكى يا ماما علشان تتكرمى"
تحدث أحمد ساحبا ليلى التى تتلفت حولها بحثا عن من كان يقف أمامها منذ لحظات.
تكرمت ليلى و هى فى حال لا تحسد عليه لتخبر زوجها بأعصابها التالفه لترحل هى و عائلتها بأكملها تحت أنظار شخصان، أحدهم يشعر بإحساس غريب، و الاخر يشعر بغضب جم و كراهيه ممزوجه برغبه عارمه فى الانتقام.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
كان المفروض انزل امبارح اول ما الشرط اكتمل بس فعلا نفسيتى كانت متدمره بسبب الامتحان اللى كان من برا المنهج😭
بصوا رددوا بقا بصوت عالى كدا الكلام اللى عينكم هتقع عليه دلوقتى:
*ربنا ينجحك يا شروق يا بنت رحاب انتى و اللى زيك، يا رب أعمى بصيره نيبال عن أخطاء الدفعه كلها، يا رب ما حد يشيل ماده نيبال، يا رب تعدى صافى يا شروق انتى و اللى زيك، ربنا يجبر بخاطرك يا شروق انتى و اللى زيك، ربنا ينجحك يا شروق انتى و اللى زيك*
شكرا على الدعوات🌿💕
٣٠٠ فوت=بارت جديد.
بالله عليكم يا جماعه لو فيه اى شاب متابع الروايه يقول علشان متلغبطش و اكلمه على اساس انه بنت😪😁

عائله للرجال فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن