عند لمـآرَ .. كانت ترتب شنطـة وآئـل وهيَ على أعصـآبها تبيَ تعرفْ ليشَ طلب منها تجهز شنطتـه وهيَ حاسةْ كبدهـآ لآيعــة و بتطلع بأيَ وقت!
رفعت راسها لمّـآ حستَ بدخوله للغـرفة و شكله مكتئب .. : وآئـــل وينَ رآيــح !
قفّل البـآبَ و قالْ بهدوءَ : رآيــح مكّـة .. " عقّـد حواجـبه و هوَ يشوف الشنطـة اللي بجنب شنطتـه " و ليش هذي هنـآ !
تخصـرت : لآ والله ! .. يعنيَ تبيْ تروحَ و تتركني !
وآئـل تنهّـد هو عارف من أوّل كل كلمة بتقولها : لمور .. انا رآيـح علشـآن شغلة مهمّـة مو علشـآن لعبْ مارح أكون فاضي لك ابد و لا حتّـى أقدر أشوفك
لمـآر مصممة وبداخلها تقـآومَ بطنها : مافي مشكلـة اجلسَ هنـآك .. أهم شي أكون بقربك .. مو كفـآية السبعَ شهور ! .. انا جيت هنـآ و انا مصممة أضل معك دآيم ومَ اتركك ابد
وآئـل أخذ المنشفـة وحطها على كتفه : أنا داخل اتحمم .. بعدين نتفـآهم .. " و قبل لآ يدخل التفت عليها " على فكـرة عزوز نايمَ بالمجلسَ
جلست عالسـرير وهيَ مصممـّة اللي ببـآلها .. و كلآم ام صقـر يوم كانوا بإيطاليا و لمار تشكي لها شوقها لوآئـل مقـآبل بروده معها يتردد بإذونها
[ يا بنتيَ .. ما يصير تبعدينَ عن زوآجك كذا ! .. صدقينيَ هو مهوب ببـآرد معكِ إلآ لأنك بعيدة عنّه .. الرجـآل يبيَ حرمـة سنعة تضل معه على طولَ .. لآ كـآن بمشكـلة يلقـآها الصدر الحنونَ له .. ما يصير تبعدين عنّـه كذا بعدين يدوّره له حرمـة ثانيـة غيرك ]
رددت بدآخلها " بروحَ معـه يعنيَ بروح معه " .. فجـأة وقفتَ و رآحت ركضَ لحمامَ غرفة " ريتاج " و طلّعت كلْ الليَ فيها ..
تنهّدت بتعبَ " مو وقتك والله " .. سنّدت نفسها وهيَ حاسـة بخمولَ بكل جسمها بسَ مهما كان بتقـآوم قدام وائل ..
مضتْ دقـآيقَ وهيَ تدوّر على حـل يقنـعه لينَ ما قطـع تفكيـرها صوتَ باب الحمام وانتوا بكرآمه ينفتح و يطلعَ منّـه وآئل وهو لاف المنشفـة على خصـرة و بإيده يجفف شعره بفوطة صغيرة
وقفّت و توجهتَ له و سحبت منه الفوطة الصغيـرة و صارت تجفف شعره ..
و بعـد فتـرة بسيطـة جلست قدّآمه عالتسريـحة : هـآ وش قلت !
وقف وآئـل و أخذ له تيشـرت و بنطلون و طلـعَ لغرفة تبديـل ملآبسَ الصغيــرة .. ثوآنيَ و طلـعَ و هوَ يوقف قدّآمها عالتسريحـة و يعدّل شعره تحت انظار لمار المترقبة ..
و بعدَ فتـرة تكلّم بهدوء : ما أقـدر آخذك معيَ ..
تنرفزت : طيب ليششَ ممكن تفهمنيَ ! .. وجوديَ معك يأذيك !!
ثبّت نظره عليـهآ لفـترة .. تقرّب منّـها و حاوطَ خصرها و بـآسهاَ على خدّها بوسـة قويـّة .. و فجـأة حسّت به يشيلها من فوق التسريحة و يجلّسها عالسـرير ..
وآئــل و ذرآعـه محـآوطة كتوفها : أبيك تعرفينَ شيَ وآحــِد .. وجودكِ معيَ بالنسبـة ليَ أهـــمَ شيْ بحيـآتيَ و لآ ابيكِ تتوهمينَ بأوهـآمَ مالها وجودَ .. لمّـور وربيَ سفرتيَ هذي مقدر آخذك معيَ ..
لمـآرَ : طيب فهمنيَ ليششَ ما تقدرْ !
وآئـل تنهّـد وناظر قدّآمه : عبد العزيزَ اللي بالمجلسَ .. رفيـقَ روحيَ ..هالسفـرة علشـآن يتعـآلجَ .. ومافيَ علآج لهَ غيـرْ قربـه منْ ربــّه و الكعبـة .. مرضـه غيّـر حياته كلياً .. تركَ الناسَ و العالم و انعزل عنّهم مايعرف أي بشر طول هالثلاث سنينَ غيري .. ترك زوجتـه اللي كـآن يعشقها لحد الثمالة بسبب اللي صار له "تنهد " .. محتـآجني كثير يالمـآر
لمـآرَ تأثّـرت مرة وجاها فضـول تعرف وشهو مرضه : يا قلببببيَ الله يشفيـه يا ربَ .. و يجمعه بزوجتـه .. بسَ من وش يعـآنيَ !
وائل : سِحــر ..
شهقت لمار و حطّت يدها على فمها : حسسبيَ الله .. " سكتت رغمَ فضولها الليَ يزداد بسْ حسّن ان هذي خصوصيـآت ما يصير تتدخل فيها "
وآئـل حسَ فيها و تابـعَ وهو يشدها أكثر له : وحدة ما أقول غير الله ينتقـمَ منّها تبيَ تفـرّق بين الرجـآل و زوجتـه .. " نزل راسه " طبعاً هي ماهيب زوجتـه مملك عليها بسَ .. و قبل موعد زواجهم بأسبوعين صار اللي صار و انسحر .. كان لآ زال يحب زوجتـه بسَ ماهو قادرْ يجيهـآ .. يحسَ بثقل يجثم على صدره عرف انه لو تزوجها مستحيـل يقدر يقرب منّها رغمَ حبـّه .. انقطـع عنّها شهـرْ و بعدها راح لبيتها و ما نطق بغير كلمـة الطلآق و طلع
لمـآر و قلبها يعتصـرَ على حال عبدالعزيز ..نطقت بقهر و حزن : طيب ليشش طلّقها !!..مفروض يسوي المستحيل عشانها .. يتزوجها و يفهمها بحاله و هي أكيــد رح تكون بجنبـه على طول لين ينفرج اللي فيـه !
وآئـل : مايبي يظلمها معه .. وهيَ بعدها صغيــرة
لمـآر بأسى : كم عمرهـآ ؟
وآئـل : لمّـآ خطبها كان عمرها 16 و ملّك عليها و هيَ بعمر الــ 17 .. " تنهّد" يعنيَ الحين عمرها 20 سنة ..
عمّ الهدوء لفترة طويلة لينَ نطق ينهي الكلآم : لمـ .. " بتر كلمته لما شافها مغطية عيونها و تصيـح "
جلس على ركبته قدامها و مسك يدينها و هو يقول بإبتسامة : لمورَ حيآتـِي ليشَ تصيحين ؟
لمـآر ما ردت عليه و هيَ مستمرة ببكـآءها : .......................
وقّف و وقفها معه ضمّـــها وهوَ يمسح على ظهرها : خـلاصَ خلآص قلبيَ لآ تبكيـــنَ
لمـآر وهيَ تشـآهق : حـــرآم والله ما يستـآهِل .. الله لآ يسـآمِح من كـآن السبب ..
بـآسَ عيونها و جلّسها بحضنـه : الله ما يضيـّع حقَ عبـآده .. بسَ انتيَ خلاصً لآ تبكين ما يهونَ عليّ أسـآفر و انتي تبكيـنَ
لمارَ و كأنها تذكّرت شيَ مسحتَ دموعها وبصوت مبحوح : السبـعَ الشهورَ اللي مرت كانت صعبـة عليّ " و برجاء" طلبتك آبي أروحَ معكْ ..
تنهّـد وآئـل بنفـآذ صبر : أنـآ مَ خبّرتك بقصة عبدالعزيز إلآ لأنيَ أبي أقنعك إنْ السفـرة مو سهلة بضـل معهَ طول الوقتَ بالحرمَ
نزّلت رآسها بخيبـة .. مد يدينه و رفعَ وجهها : مارحَ أتـأخرْ لمورَ .. و أوعدك ما أقطعك و لآ يـومَ و إذا تبينَ و لآ سـآعة .. " ابتسـم " اتفقنـآ ؟
حسّـتْ إنْ كلامهَ صحيحَ الرجـآل رآيحَ يتعـآلجْ مو رآيحَ يلعبْ ! .. هـزّت رآسها علآمة موافقة ..
بـآسها على جبينها : ربيَ لآ يحـرمنيَ منّك ..
همست : و لآ منك
وقف و أخذ شنطتـه و ثبتها على كتفــه .. التفت عليها : ما يصير تجلسينَ وحدك بالبيتَ .. فين تفضلي تكوني !
لمـآر نطقت بسرعة : بشقـة وليـد
قال نـآفيَ : لآ .. شقة وليـد لآ .. كلّها عزآبينَ و شبـآبَ ما يصيرْ
و لمـّآ شاف الإعترآضَ بعيونها : اوككيَ .. ليشَ ما يجيَ وليـد بنفسـه هنـآ ؟
ابتسمت بفرحَ : أكيد ما رحْ يرفضَ ..
ابتسـمَ : اوكيَ البسيَ عبايتك الحينَ اوديك بيت صاحباتك لينَ ما يرجع وليد من شغله
بلمحَ البصــرَ لبستَ عبـآيتها و قبـلْ لآ تلبسَ الطرحـة .. تقّدمت لهَ و ضمّته ..لمّـها بحضنـه و شــدَ عليها بقوووةَ .. تركها تبكيَ على رآحتها بصـدره لفتـرة .. رفع وجهها و باسَ عيونها و خدّهاَ و شفـآتها ..
وآئـل و هوَ يبعد عمّها : يللاَ مشينـآ ..
شبّكت يدينها بيدينه و طلــعوآ بعدَ ما صحّــى عبدالعزيزَ من نومــه ..