بعد مرور أكثر من ست ساعات ..
حالة من الاستقرار بدأت تعم المستشفى ، و كثير من الطالبات سمحوا لهم بالخروج ، مابقى غير القليل من المصابات.. تتراوح حالاتهم من الخطيرة لـ المتوسطة
و بأحد الكراسي ، جالس وهالة من الحزن تحيطه .. * التهاب رئوي حاد سبب لها نزيف شديد بالرئـة ، التنفس عندها معدوم ، و فـوق هذا الجنين اللي ببطنها مات ! * و إلى الان ماصحت !
وقف على خروج الدكتور : هاه دكتور بشّـر؟
الدكتور : قدرنا نسيطر عالنزيف ، الحين حالتها شبه مستقرة .. لكن الرئة رح تسبب لها مشاكل كثير بالمستقبل ! بس انت ياولدي اهدى حالتها مو خطيرة لهالدرجة ..
زفر بهم : مقدر أشوفها ؟
الدكتور بإبتسامة مطمنة : مابتحس فيك ، لسى تحت تأثير البنج.. بعد ما ينقلونها من الغرفة تقدر تدخل عندها
تركـه الدكتور و همّه يزيد ، مسح على وجهه بضيق و هو يجلس .. مضى وقت من الزمن لين حس باليد اللي تنحط على كتفه ، رفع راسـه لـ - خالد زوج مرام أخت ملاك - اللي نطق : كيفها أم تالا الحين؟
ياسر بضيق : ماوعت للحين ..
جلس بجنبه ويده على فخذه : اذكر الله ، ان شاء الله مو صايبها شي .. لو حالتها خطيرة كان نقلوها لـ مستشفى ****.
سكت ياسر لـ ثواني قبل لا ينطق : و كيفهم اهلك !
خالد : الحمدلله أخت الحرمة بس صابها كسر برجلها و اصابات خفيفة ، و الحين صاحية.. - وبقلق - بس ، بنت أم رايد نقلوها لمستشفى *** و الظاهر ان حالتها خطيرة !
*
بأكبر المستشفيات بالرياضالسكون و الهدوء يعم المكـان .. ما عدا صوت الخطوات القلقـة ..
و بكل رجاء تتوسّـل القلوب خالقها يحفظ لهم فلذات الكبــد ، أبو رائـد تخونـه قوته و بدون خجل تسقط دموعه لـ مثواها الأخير .. على حالتـه من وصله الخبر - يارب لا تحرمني من شوفتها و ضحكتها -و بجنبـه أخوانه * أحمد و يوسف * يحاولون يخففون عنه و يقوونـه .. و هم المحتاجين من يوقف بجنبهم !
و بالمقابل ، التوأم .. واقفين بقله حيلة ، ولو ان وجودهم مثل عدمـه لكن هذي - ميـرا - نكهة البيت ، و القريبة لقلوب الكل !
و عالجنب يتوزعون أهل البنتين اللي يرقدون بجنب ميرا..- و بالزاويـة البعيدة عن الكل ، جالس بجنب أمّـه يحاول يصبرها و تصبّـره .. لا زال عالق بذهنـه آخر حديث دار بينهم ،و إبتسامتها الخجولـة و صوتها المبحوح وهي تنطق " شكرا رائد ، عيونك الحلوة ياخوي - وقبلتها الممزوجـة بإعتذار شديد مع بحة صوتها - آسفة .. والله الدنيا ما تسوى وانت زعلان مني ! "
والله الدنيـا ما تسـوى و انتي بعيـدة عن عينـي يا أختي ، ليت لو الدنيا ترجع شوي و أشيلك بعيوني و ما أبعد عنك لو لحظـة..
نزل راسه يمسح دموعه و بدل ما يقوي أمـه ، صارت هي اللي تشد على كتفـه و تدمع !
- خارج المستشفى ، و بالشارع المقابل له ..
تركي : راكان ، قم ارجع البيت .. ارتاح و رح نخبرك بكل شي
راكان اللي جالس عالرصيف بضيـاع شديد ما نطق بشي..
تابع تركي وهو ينزل لـ مستواه : انت ليه معقد الامور كذا ، صدقني حالتها مو سيئة بالشكل اللي تتصوره
عض شفاته و بصوته الخفيف و لا زال على وضعه : هذي ميرا مو أي أحد .. محد كان قريب لها كثري ، و لا أحد يعزها مثلي ، - نزل راسـه و تابع بضيق - حتى أبوها و أمها و رايد ، مايعرفونها مثل ما أعرفها أنا ! ، الله ياخذني من هالدنيا قبل لا يمسها شي !
تنهد تركي بضيق ، وضع راكان يخوفه ، يحسسه ان ميرا بتروح منهم
سحبه تركي ووقفه معه : قم نطلع عندهم و نطمن ، و بعدين ارجع ارتاح بالبيت .
دخلوا المستشفى وكلهم أمل يسمعون اللي يطمنهم ،
مجرد ما طلعوا لـ قسم الطوارئ ، وصتلهم أصوات البكاء و النياح..