وكيف يتمّ بأسك في أناسٍ
تصيبهم ، فيؤلمك المصاب ..
- المتنبئ .؛
؛
بالشقة البعيدة ،
كان جالس بالمجلس وحده ، يتأمل الخاتم اللي بيده .. خاتم ذهبي أنيق ، منقوش بداخله اسمها واسم خطيبها ( سحر ، عبدالله )
يا ترى معقولة ما فقدته ؟ ، هل يعني لها هالخاتم كثير ؟ .. ماذا لو أنهى وجود هالخاتم ؟ هل بينتهي كل شي وبيختفي اسم عبدالله !
زفر بضيق على حالته الصعبة ، يهوجس بأشياء مالها أساس ! ، كله من وجودها ذاك اليوم بالشقة .. لو ما جات ما كانت هذي حالته !
وقف ودس الخاتم بجيبه .. توجه لغرفته حيث ينام أبوه ، وبهدوء وثقة رمى الخاتم بسلة القمامة ! من دون أي تأنيب ضمير !
كان ناوي يتمدد على سريره ، لكن الصوت الصادر من برى منعه .. طلع عند فهد اللي للتو رجع وهو حامل بيده الطفلة الصغيرة " هديل " ، كان يلاعبها ويضحك بسعادة .. وخلفه تقفز شهد بمرح ، بمجرد ما شافته ركضت له وضمته : ولييييييييييد !
نزل لمستواها وضحكة تتسلل له ، حملها لفوق ودار فيها بينما هي تصرخ بمرح
فهد ابتسم لمنظرهم اللي فقده من زمان
وليد نزلها : اشتقت للإزعاج
فهد بضحكة : جبتها علها تحرك شوي من برود الشقة
ابتسم وليد وتقدم ، حمل هديل عن فهد وراح يعفس وجهه لها علها تضحك .. : شكثر اشتقت لها هالنتفة !
فهد ترك الأكياس اللي كان حاملها على طاولة المطبخ : بالغصب سمحوا لي آخذها معي ... تغديتوا ولا أطبخ لكم معي ؟
وليد جلس تارك هديل بحضنه تلعب بميدالية المفاتيح بينما شهد تحوس بالشقة : أبوي غديته .. أنا باقي ، تكرم لي واطبخ
بدأ فهد يطبخ بحماس بعد نوبة التعب اللي داهمته مؤخرًا وأردته جالس .. تشاركه شهد بمرح ، بعد مدة وسوالف عابرة ، رفع راسه لوليد وكأنه تذكر : صحيح ، شفت خاتم غريب بالشقة ؟
وليد وكأنه انلسع ، تدارك نفسه ونطق : اممم فيه سوار وساعة كانت بالحمام ، حطيتها بغرفتك ما شفتها ؟
فهد تابع تحريك الرز على النار : إلا شفتها .. بس ماشفت خاتم معها !
وليد ببراءة : تلقاه طاح
ابتسم فهد : مو مهم - بضحك تابع - سحر مكلمتني اليوم تسأل عن الخاتم خصيصًا .. تعرف البنات يقدسون هالخرابيط !
ضحك وليد بجمود مخفي ملامحه عن فهد : إلا بسألك ... متى زواجها ؟
فهد رفع عينه لوليد يستشف مشاعره اللي ماخفت عنه : بعد شهرين !
نزل راسه وليد يتابع لعبه مع هديل : الله يوفقها
فهد وزع الرز والدجاج على الصحن ، قربه لوليد وجلس مقابله .. : وليد .. لازم تشغل نفسك ، قدم على أي وظيفة تنفعك
وليد بضيق من هذا الموضوع : ناوي أطلع للشرقية أو البحرين .. أحس الرياض تقتلني ، خاصة بعد ماجوا خوالي ، مو طايق أحد الله وكيلك .. بس يمر هالشهر وتسوي عمليتك وبعدها نطير لهناك سوا .
فهد نقل نظره لهديل المستكينة بكرسيها .. قاطعه وليد : لا تشيل هم ، حتى هديل نقدر ننقلها للشرقية .. لقيت بيت هناك زين وكبير
فهد كان يراقب حماس وليد بصمت ، تابع وليد : تدري أفكر نفتح مشروع صغير تديره انت .. كوفي على قدنا - بضحكة ممزوجة بنشاط - عندنا خبرة ، ولا نسيت ركن القهوة اللي اشتغلنا عليه أيام الجامعة ؟
ضحك فهد بمرح على ذكرى الأيام الماضية : الله ! قسم خاطري نرجع له
وليد ابتسم : عاد حلمك تمسك كوفي وتضبطه .. وعيادة صغيرة خاصة بجنبه افتحها لي
فهد والفكرة راقت له كثير : والله فكرة جازت لي .. زين نشغل نفسنا هالأيام تخطيط ، الديكور علي !
قاطعهم صوت جوال وليد : هذا طلال .. بشوف وش يبي