وقف على باب المستشفى يستنشق الهواء بعمق : أخيـــرًا !
وليد تقدمه نازل الدرج : يللا استعجل ، لاحق على الهواء
فهد لحقه بابتسامة : يازين الشمس ، طقت تسبدي بالمستشفى !
وليد ركب السيارة برفقته : الحمدلله ، أزمة وتعدت ..
فهد بحنين كبير : قبل لا نروح البيت وصلني عند الدار .. بشوف هديل ، شكثر اشتقت لها
وليد : روح استريح ونام وبعدها نروح
فهد : لا .. نمرها قبل ، وبعدين فيه موضوع أبي أحكيه معك .
وليد عقد حواجبه : وش ؟ احكي الحين
فهد بابتسامة واسعة : لا لا ، موضوع يحتاج روقان
وليد بغيض : ياخي طيب ليش تقول لي الحين ، كان أجلت هالكلمة لين وقتها الحين بنشغل أفكر وش الموضوع !
ضحك فهد وبإصرار : أبدًا ، كلها ساعة وأحكي لك ..
مضى طريقهم بمحاولات وليد لمعرفة الموضوع حتى وصلوا للمركز ، احتضنها فهد بشوق كبير بينما وليد يراقبه بأسى : الله يعجل ويسهل بأمور نقلها للشرقية ، ياخوفي تتعسر
فهد بنفس روقانه وابتسامته : لا إن شاء الله ، ما نمشي للخبر إلا وهي معنا
وليد : لا تتحمس ، الاجراءات تطول .. لو طلال ما يعرف مدير فرع الخبر كان رفضوا !
فهد بعد ما تركها واستودعها الله بنفسه نطق وهو يمشي : نشوف !
زفر وليد من حماسه الزايد ولحقه ، توجهوا لشقة وليد المقابلة لشقتهم .. بعدما سلّم فهد على أبو وليد اللي يذبل أكثر وأكثر توجه للصالة المقابل لها مطبخ مفتوح ، بادر وليد بالسؤال وهو يجهز الشاي : وش الموضوع اللي بتحكي عنه ؟
فهد استرخى على الكرسي الهزاز : تعال اجلس واترك الشاي يغلي
وليد عقد حواجبه وهو يستشعر الموضوع المهم ، غسل يدينه وتوجه له .. جلس مقابله وبانتباه : احكي
ابتسم فهد بصدق وبدون مقدمات فجرها : قبل أمس .. بلغتني سحر بموافقتها .
اعتلت وليد الدهشة ، وسرعان ما نطق بهمس : موافقة شنو ؟
استعدل فهد بجلسته ليقرب منه : مو أنت خطبتها ولا نسيت ؟
شعر وليد وكأن فيضان كبير ابتلعه وسحبه ليغوص فيه ، فتح فمه : جد ؟
ضحك فهد بخفة : الله يهديك أحد يمزح بهالموضوع ؟
ارتد وليد على الكنبة وهو يمسح وجهه بعدم تصديق : اااااااخ يا سحر آخ ! ، أخيرًا !
فهد ابتسم بهدوء ، وبجدية : ماتعرف شكثر فرحت ، ماني قادر آمن سحر عند أي أحد غيرك .. من يوم بلغتني حسيت الدنيا رجعت تفتح يدينها لنا ، من زمان وأنا أتمنى الله يجمعها بك .
أبعد وليد يدينه عن وجهه ليظهر لفهد ملامح وجهه المنقلبة والمخطوف لونها بفرحة غير مصدقة .. ضحك فجأة : يالله فهد ، ماني مصدق !
ضحك لضحكته : لا صدق ..
فز وليد واقف فجأة : بروح أبشر أبوي ..
اختفى عن عيون فهد خلال لحظة وهو يدخل لغرفة أبوه يبشره رغم معرفته إن أبوه مستحيل يفهم أو يستوعب ما يقوله ، وفعلًا رغم ثرثرة وليد غط أبوه بنوم عميق قبل لا ينهي كلامه ..
فتح فهد الباب ليجد وليد جالس بسرير أبوه ممسك بيده يحكي له بشغف كيف تعب معها حتى رضت فيه أخيرًا ! ، تقدم له ليمسك بكتفه وبهمس : اتركه ينام ، تعال نتفاهم ..
زفر وليد براحة كبيرة وقبّل كف أبوه ، طلع مع فهد اللي بادر : إذا ودكم تحكون مع بعض وتتفاهمون وتقررون أموركم قبل العقد تعال الشقة بعد المغرب ..
وليد بضحكة : الله يهديك كان عطيتني خبر قبل استعد واحلق ..
فهد هز راسه : على أساس ما تعرف وجهك ، روح جهز نفسك كانك تبي تكلمها وأنا بطلع أشوفهم وأكلم جواد ..
تركه فهد يستعد بينما هو توجه للشقة ، مجرد ما فتحها استقبلته بفرح حقيقي : أخيرًا نورت الشقة !
ابتسم وهو يقبل راسها : أنتو نورها والله ..
دخل يتفحص إخوانه ليجدهم منشغلين بالتلفزيون ، لف على سحر : وليد بيجينا اليوم يتعشى ونتفق على كل شي .. جهزي نفسك .
اعتلاها التوتر : اليوم ؟
ابتسم : ايه اليوم ، تفاهموا واتفقوا على كل شي على أساس ما نطول ونكتب العقد قبل لا نروح الخبر ..
توهج وجهها احمرار خجل ، مشت بسرعة وهي تقول : زين .. بشوف وش ناقصنا .
لتختفي من عيونه والربكة تغطيها ..