39

5.7K 134 6
                                    


الخيبة : أن نصعد سويةً سُلّم الصدآقة فيتعثر أحدنا بقدم الآخر ♡̷̷̷ . --


وقفت السيارة داخل - قصر ، أقل شي قدرت توصفه - جدا كبير و فخم و بالنسبة لها أول مرة تشوف مثله !
نزل من السيارة و لف لعندها يفتح لها الباب ، اعتلتها الحمرة لما مسك كفها يساعدها عالنزول . .
همس : سمي بالله
سمت بداخلها و خطت أول خطواتها معه ..
نطق وهم يمرون الحديقة الكبيرة و أصبعه تشير لمبنى فخم : هذا بيت أهلي .. - لف عينه للجهة الثانية - وهنا بيتنا
دق قلبها من نطق ' بيتنا ' للآن تحس انها بحلم جميل ما تقدر تصحى منه . .
فتح الباب : ادخلي بيمينك و سمي الله
سوت مثل ما سوا و سرعان ما بققت عيونها وهي تشوف فخامة البيت !
الحين تأكدت انها بحلم ! ، مو معقول تكون موجوده بهالقصر . . !
صقر بهدوء : محد بالبيت ، فسخي عبايتك و ارتاحي


,
،

بآخر الليل ، - بعد ما رجعوا من القاعة - ..


طلع بدر من دورات المياه اللي عند المسبح وهو مشمر أكمامه بعد ما توضى ، عقد حواجبه وهو يشوف ' راكان ' جالس على ركبه و كأنه يدور عني شي . . : راكان ، وش تسوي ؟
رفع راسه بضيق : أدور عن جوالي . .
بدر : أي جوال
راكان وهو يتحسس الأرض : النوكيا . .
بدر برفعة حاجبه : ذاك اللي مخليه للعب
راكان رمى عليه نظرة : مهوب وقتك و ربي !
جلس بدر على أطراف رجوله و هو يدور عن الجوال مع راكان : متى ضيعته ؟
راكان : من طلعت من البيت بالمغرب وهو مو معاي .. يعني أكيد هنا
بدر : إن شاء الله يكون طاح بيد جدي و لا عمي عمر
راكان : فال الله و لا فالك .. قسم بالله ليطردوني !
بدر نقل عيونه لراكان : لهالدرجة فيه بلاوي ؟
راكان : يعني !
بدر يرجع يدور : أجل تستاهل ، ذي قرصة إذن
زفر بشدة راكان : أستغفر الله العظيم ، أبيك عون صرت لي فرعون . .
ضحك بخفة : لا خلاص بدور و أنا ساكت ، شكلك ينرحم - سكت شوي و تابع - طيب نغم عليه
راكان بضيق : نغمت عليه لين قلت بس ، لكن ألقاه مقفل .. المشكلة قبل لا يضيع كانت بطاريته فل
بدر يهز راسه بإستياء : صدقني الحين هو بيد واحد من الأهل
وقف راكان : تهقى ؟
بدر وقف معه : والله مو بعيدة ، عاد تعرف بهالبيت لا ضاع منك شي تحلم تلقاه . .
مسح وجهه بكفه : يالله !
بدر وهو ينزل أكمامه : تعال نصلي الوتر قبل لا يدخل وقت الفجر . .
راكان رغم ان عادته ما يصلي السنن ، إلا انه تبع بدر . .


#

بعد مضي العطلة الأسبوعية - يوم السبت - . . * مدرسة البنات


منى بضيق : والله المدرسة ما تسوى بدون ملوك ، بعدي سبيدي
ريان : تلاقينها مستانسة الحين ، الله يديمها عليها
ميرا طاحت عينها بعين ' تالا ' و سرعان ما أبعدتها : ياااااربي هالبنت صايرة تخوف ، - و بشويش رجعت عيونها لتالا اللي تناظرها بنظرات غريبة - تالا يالمخيسة لاعاد تناظريني كذا ترى أخاف !
وقفت تالا وسحبت يد ميرا : تعالي أبغاك . .
ميرا تلف وجهها للبنات : يا ويلي بتستفرد فيني
سحبتها بقوة تالا لين أبعدوا عن البنات . . نطقت ميرا وهم يمشون : وش تبين مني ؟ ، و ليه كذا تناظريني ؟
تالا سكتت شوي ، و نطقت وعينها على ميرا : من متى ترسلين صورك لمشاري ؟
انقلب وجه ميرا مية لون ، و بهمس : شلون عرفتي ؟
تالا : ما يهم ، الزبدة عرفت و بس . . ما قلتي لي من متى ؟
ميرا نزلت راسها وهم يمشون : من زمان ، من بداية ما تعرفنا على بعض
رفعت حاجب تالا : ما شاء الله ! ، وش هالثقة !
ميرا بضيق : تالا واللي يرحم والديك إذا بتعطيني درس بالثقة و المكالمات وفريه لنفسك
تالا بنرفزة : على أي أساس تعطينه صورك ؟ ، تكلمينه و قلنا خلاص البنت تعلقت فيه ما نقدر نمنعها . . بس توصل ترسلين له صورك ترى زودتيها !
ميرا ما قدرت تمسك نفسها و بغيض نطقت : انت وش دخلك فيني ؟ ، أسوي اللي أبي محد له شغل !
تكتفت و تسندت عالجدار و هي تزفر بغيض ،
رن الجرس على نهاية الفسحة ، تقربت منها تالا و سحبتها من يدها . . طلعوا الدرج رايحين لفصلهم . .
وقفت ميرا قدام الفصل و البنات الموجودات قليل كون الفسحة توها انتهت . . نطقت وهي فعلا مقهورة : و بعدين لو انتي خايفة اني أخرب سمعة العايلة ، أقولك تطمني . . اللي ماخذك ولد عمك يعني سمعتكم وحدة مارح يتركك !
تالا بضيق : ميرا ما همني سمعة العائلة ، انت تهميني فوق كل شي . . صدقيني بيجي يوم و تندمين على كل شي و بتقولين تالا ما قالت !
ميرا و النقاش حول ' مشاري ' بالنسبة لها منتهي ، لأنها ببساطة تشوف نفسها ' صح ' .. نطقت بغيض و لا هي حاسة بالكلام اللي ترميه : بعدين انتي ليه شايفة نفسك علينا ؟ ، خلاص عندك بدر يوفر لك كل اللي تبينه و معطيك كل الحنان . . خلاص ما تبين أحد غيرك يعيش متهني !
بققت عيونها تالا : ميرا وش هالكلام ، - بضيق - ما توقعته منك و ربي !
وقفت ميرا وهي متسندة عالسور و أنفاسها تشتد . . تالا جدا نرفزتها بالكلام !
سكتت شوي تالا و نطقت بهدوء : و أبي أقولك شي . . راكان ، أبعدي عنه !
لفت ميرا برفعة حاجب : لا والله ! ، احلفي بعد ! ، حتى أخوي تبين تحرميني منه . . ياماما فوقي بس
تالا بنفس هدوءها : ما أقصد تقاطعينه ، يعني حطي بينكم حدود . . سالفة انك تطلعين عليه أحيانا بلا حجاب و طاقة معه الميانة بزيادة ترى ما يجوز !
ميرا بقهر لفت على تالا و بإصبعها تطق راس تالا : انت وش بعقلك ؟ ، راكان أخووووي . . أ خ و ي ! ، هالتفكير الحيواني اللي براسك طلعيه - و هي تمرر عينها على تالا من فوق لتحت - و كلن يرى الناس بعين طبعه !
تالا بقهر أبعدت يد ميرا : اصصصصحي ميرا ، راكان مو أخوك . . راكان ولد عمتك ! ، بهالزمن الواحد ما يأمن أخوه و أبوه . . وانت تقولين عادي ؟ ، .... للأسف انتي ما تعرفين راكان و لا نواياه ! ، راكان حيووووووووووان تعرفين معنى حيوان ؟ ، حيوان و حقير و سافل !
ما قدرت ميرا تتحمل كلام تالا و لا شعوريا رفعت يدها بكف حار على خد تالا . . نطقت و الدموع متجمعة بعيونها : محد حيوان غيرك ! ، راكان لا تطرينه على لسانك القذر . . - زمت شفاتها ، و تابعت - و إذا انتي تبين تبعديني عن راكان على قولتك لأنه حيوان . . شوفي نفسك أول و ابعدي عني ، لا تنسين انتي بلسانك قلتي لي تحسين نفسك ولد . . و هالشي مو بعيد منك ! . . - بسخرية - ما ينرحم بالموضوع إلا بدر اللي ابتلى بزوجة يمكن تكون مثله .. ولد ، و مثل ما تقولين ابعدي عن راكان لأنه حيوان ، أنا أقولك أبعدي عن بدر لأنه بعد حيوان . . و لا وش يبي من وحدة ما تمت للأنوثة بأي صلة ، إلا إنه يبي يفرغ شهوته فيك و انتي مثل الغبية ينلعب عليك !
بهتت عيون تالا وهي تسمع تجريح ميرا ، ميرا اللي معها من طلت عالدنيا . . ما كانت مجرد بنت عم ، كانت أكثر من أخت ، و صديقة . . من طفولتها حتى هذي اللحظة ، كانوا يتشاركون فرحهم و همومهم . . بهالبساطة تجرحها بأكثر شي يجرحها ؟ ، بعد ما قدرت بصعوبة تتخطى هالأزمة ، ترجعها لها ميرا بشكل أقسى . .
عضت شفتها السفليه و بهمس : مشكورة يا أختي . . ما قصرتي !
أبعدت عن ميرا و توجهت للدرج اللي يودي ' للسطح ' . . جلست و كفينها تغطي وجهها ، بكت و بشدة . . فعلا كلام ميرا صحيح ، أنا على أي أساس أتعلق بالبدر ؟ ، ما كذبت يوم قالت ما أمت للأنوثه بأي صلة ! ، و أنا مثل الغبية أصدق البدر ! ، و أغفر له أخطاءه . . و أقول ' تغير ! ' . . بعد ما حطمني عرف كيف يرجع ثقتي فيه . . و من جديد رح يرجع يرميني ! ، طول عمري رح أضل إنسانة ينلعب بعقلها . . و لا كيف أتعلق بشخص - خان أهله و دينه ! - ، شكرا من القلب ' ميرا ' كونك وعيتيني من أحلامي . .
رفعت راسها و بقهر نابع من الصميم و مشاعرها القديمة ترجع : حسبي الله عليك يا البدر ، حسبي الله . . الله يوريني فيك عجائب قدرته - و بحرقة - و ينتشلك من قلبي و يوعيني !
نزلت من الدرج ، و توجهت لدورة المياه . . غسلت وجهها ، و توجهت للفصل . .
سمحت لها الأستاذة بالدخول بعد ما سوت لها سالفة لأنها تأخرت . .
مجرد ما جلست على كرسيها اللي بجنب ميرا ، وقفت ميرا : أستاذة ممكن أجي قدام ، ما أشوف واضح
نقلت كرسيها بعد ما أذنت لها الاستاذة تحت أنظار تالا . .
مر الوقت بطيء و كئيب جدا عليهم ، لين ما انفردت كل وحدة ببيتها . .

ودي بدفا صدرك اصيح لين يهلكني البكا و أتعب و أنام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن