_
أخبرتُكِ مَرهْ ۈ سَ أخبِرُكِ
مَرةً أخرىّ بِ أنكِ أنتِ
ﺎلسَعادةْ التِي تُسقِيْ
# قَلبِيّ (=| 'قبل ' زفاف صقر و ملاك ' بيوم . .
( ملحق تركي ، ملحق الشباب - سابقا - ) ..وقف قدام الباب و الهم بوجهه ، حاسس بذنب كبير على رقبته .. الطفلة اللي كانت بالأمس تعتبره أخوها .. هي اليوم ' زوجته شرعا ' !
ما يعرف بأي وجه يقابلها ، أو شلون يرد عليها لا سألته عن - خطيبها المزعوم - !
أخذ نفس عميق و فتح الباب ..
عقد حواجبه من الظلام اللي يسيطر عالملحق !
كلها لحظات و انتشرت الورود و قصاصات ملونة عليه مع إضاءة المكان ، و صوت تصفير و صريخ البنات !
عقد حواجبه وهو يشوف كل بنات أخوانه مجتمعات بصالة الملحق و بيدينهم الطراطيع ، و بالوسط ' دانة ' بفستان سبور تركوازي ياصل لركبتها و علامات ' الخجل و الفرح ' واضحة عليها ..
ما يدري كم من الوقت غاب و هو يتأملها ، مو كأنها دانة اللي يعرفها .. أول مرة يشوفها متزينة ! ، ( فاتنة ) هذا أقل شي يقوله عنها ... لكن ، تضل طفلة بعيونه ، و يضل ' تأنيب الضمير ' يلاحقه .. هو قبل لا يوقع عالعقد وعد نفسه ما يشوفها غير ' أخت ' لين الله يفرجها عليها !قاطع صورتها قدامه ظهور تالا قدام وجهه و على شفاتها إبتسامة وسيعة .. : اسمع تروك .. دام ان خطيب الحبيبة ما بيدخل عليها ، انت بتأدي دوره .. - غمزت - اوتسي ؟
ناظر لها نظرة طويلة ، و ختمها بإستحقار ... و بدون لا يرد عليها تقدم من البنات اللي سكتوا يوم شافوا ملامح وجهه .. نطق و هو يأشر عالحلويات اللي عالطاولة : وش ذا ؟ شيلوه !
تعداهم ناوي يدخل الغرفة و هو يقول : أبي أنام و لا أشوف وحدة هنا ..
دخل غرفته و قفل الباب .. فسخ شماغه و ارتمى عالسرير ، أخذ نفس عميق وهو مغمض عيونه يحاول بشتى الطرق يبعد هالهم الثقيل عن باله !
زفر بضيق وهو يسمع الباب ينفتح و بدون لا يفتح عيونه نطق : تالا ، كم مرة أقولك لا تدخلين إلا بعد ما تطقين !
قفلت الباب وراها و بنرفزة : بايخ ! ، - تقدمت و جلست بطرف السرير : ياخي وش ذي الحركة ؟ وربي انك تنرفز ! ، المسكينة ماسكة الصيحة ..
استعدل بجلسته و ضم المخدة لصدره و بهم تكلم : وش تبيني أسوي تالا ؟ ، تبيني أصفق و أضحك و أبارك لها ؟ و كل ذا هي مخدوعة فيه ؟ وش ذا النفاق اللي ببني عليه حياتي ؟
تالا : والله حاسة فيك ، بس يخي عالأقل تظاهر بالفرح عشانها ، تخيل يوم ملكتها أخوها مكشر !
ما علق و استمر بالصمت ،
تالا : قوم قبل لا يخلصون الجاتوه . .
تنهد و وقف طالع للصالة ..
مجرد ما فتحت تالا الباب توجهت كل الأنظار عليهم ، تقدم تركي لدانة و على شفاته إبتسامة ' مغصوبة ' .. باس راسها : مبروك يا عين أخوك
ابتسمت بخفة ' إبتسامة تسليك ' : الله يبارك فيك ..,
،برومآ . .
وقف و بعصبية رمى الجريدة على فهد : انت مجنوووووووووون و لا كيف ؟ ، أقسم بربي عمري ما شفت أحد بعقلك ! .. ببساطة تبي تنهي كل شي !
ما علق فهد و اكتفى بنظراته لوليد اللي متر الغرفة و هو رايح جاي ..
جلس مقابل فهد و تنهد يحاول يخفف من عصبيته : فهد .. مسألة انك عقيم مهيب مبررة لتفكيرك بالطلاق ! ، ياكثرهم اللي عاشوا بدون عيال و حياتهم زي العسل .. أهم شي انكم تحبون بعض و مقتنعين ببعض ، و هالبنت الصغيرة اكفلوها من جهة تصير مثل بنتكم و من جهة تكسبون أجر .. !
فهد بهدوء : مو بس كذا ، مابيها تعيش مع إنسان طول عمره بيضل مريض !
وليد بسخرية و بداخله رافض كل شي : لا يكون صدقت الحكي ! ، يا ولد قالوا لك إشتباه إشتبااااااااااه تفهم أو لأ !
فهد : لا تضحك على نفسك وليد ، صحيح قالوا إشتباه إيدز .. بس أنا واثق من هالشي ! ، هذا غير اللي جايني بالطريق !
وليد بنرفزة شديدة وقف : عالم غيب حضرتك و لا شنو !
طلع من الغرفة و قفل الباب بقوة ، فتح الغرفة الثانية و قفلها بهدوء ..
جلس بطرف السرير و زفر بشدة يحاول يمنع دموعه : يارب !
رفع يد أبوه المستلقي بجنبه و باسها وهو يتنفسها بعمق ، بهالوقت بالذات يحتاج لأمان أبوي شديد .. ما بقى حوله غير ' فهد ' اللي حالته أردى منه ، و ' أبوه ' اللي ما يدري عن الدنيا بسبب مرضه !
و اثنينهم بأي لحظة يترقب ( فقدهم ) !
اهتزت كتوفه ببكاء و بداخله يدعي ان ربي يسهل أمورهم و يفرج عنهم كربهم !
فهد ، اللي أثبتت التحاليل ان الطفلة ما تمت له بأي صلة ، لكن بنفس الوقت اثبتت ' انه عقيم ' ! ، و تحاليل الدم اللي أجروها .. نتيجتها ' إشتباه بوجود فيروس الإيدز ' ! .. هذا غير إحساسه بأعراض غريبة ما كشف عنها !
استلقى بجنب أبوه تارك راسه على كتف أبوه .. و بضيق صوته نطق بهمس : يبه .. تكفى ضمني ! ، طمني ان الدنيا لسى فيها أمان ... أدري ، ما تعرفني .. ما تعرف إن هالبايس ابنك ، - ابتسم بسخرية - هذا إذا كنت ابنك ! ، - بحشرجة - بس ارجع لنطقك و خبرني .. خبرني أنا فعلا ولدك ! ، أو ... مثل ما يقولون ! .. بس انطق و قول أنا أبوك يا وليد !
بكى بشدة و هو يسمع أنين أبوه و كأنه فعلا يدرك باللي يمر فيه ابنه ، رفع راسه و غمض عيونه بشدة وهو يشوف دموع أبوه .. مسحها بأصابعه و هو يبكي بألم .. للتو أدرك معنى وجود ' الأب ' بالحياة !
انفتح الباب و طل من وراه فهد ، تنهد وهو يشوف منظرهم .. هو بعد يحتاج ' إحساس أبوي ' بهالوقت و بشدة !
تقدم ناحيتهم و انضم لهم و إحساسه بإن ' وليد ' و ' عائلة وليد ' هم فعلا عائلته الحقيقية يزيد ..