34

5.8K 130 5
                                    


* ثلاث ملامح لوجه واحد
على الغدير كانت سما..
ويرمي الضما وجهي عليه
على الغدير .. وجهي وسما ..
لين ارتمى وجهك عليه ..
على الغدير ..
وجهي .. ووجهك والسما ..
من يسبق ويملى يديه ..
يشرب ملامح صاحبه ..
ليت السحاب ..
يظهر على المدى الباهت ..
وتمر ثلاث طيور ..
بين العتم والنور ..
ينبت شجر .. واعشاب ..
وطفلٍِ يبيع زهور ..
يولد ..
وتتحول الاخشاب ..
كرسي ..
واجلس انا وياك ..
قبل الظلال هناك ..
في أخر الصوره ..
على سلة السيف الصقيل ..
يتكحل سيفين ..
وينزف قتيل ..
واليوم عيد .. يا اللي الجفا وصلك ..
ومشغولة في كحلك ..
وشلون انا بحايدك ..
امرايتك سيف ..
و ذبحي انا .. عوايدك ..
# مهندس الكلمة ، أميري : البدر ♥♥♥♥


*

سحبت نفسها للحمام و دمع عينها ما جف .. فتحت الدش تاركة المويا الباردة تصب بجسدها ، رغم برودة الجو بهالليل .. علها تخفف من حرقة قلبها ، حرقة الكلمات اللي ما سكت لسانه عن ترديدها طول هالليل .. كلمات تنحر بالصميم !
دام الحق قال ( قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا ، انه هو الغفور الرحيم ) .. مين هم البشر لحتى ما يسامحون ؟ بس دائما البشر كذا .. سرعان ما يملى السواد قلوبهم !
طلعت من الحمام و المنشفة تلفها ، بعد ما لبست ملابسها فرشت سجادتها تصلي الوتر ، ألحت بسجودها بالدعاء أن الله يكشف عنها كربتها و همومها و يزيل السواد عن قلب ياسر ..
مجرد ما أنهت صلاتها سمعت طرق عالباب .. غمضت عيونها و بداخلها تدعي ما يكون ياسر وراه .. لكن سرعان ما زفرت براحة وهي تسمع صوت منى الهامس ينادي باسمها ..
وقفت بتعب و نوبة برد تجتاحها ، فتحت الباب و لا زالت بلبس الصلاة .. و مجرد ما شافت وجه منى .. امتلت محاجرها دمع جاهدت لتكبته
منى بخوف دخلت الغرفة و صكرتها وراها : وش فيه وجهك كذا ؟
ابعدت وجهها وهي تنزل الجلال من راسها .. تاركته على كتوفها .. جلست على طرف السرير و بصوت مبحوح وهي تضم نفسها : شكله ضربني برد .. تروشت بمويا بارد !
شدت منى على شفاتها تمنع بكاء على وشك النزول ، عارفة باللي تعانيه ريان ، و عارفة شكثر هي تعبانة .. و تعرف أكثر ان أخوها الوحيد يعاني أشد ! و لا تلومه أبد ، ريان هي اللي جابته لنفسها .. و تعرف أكثر ان ريان تغيرت .. لكن مين يقنع مين ؟ ، تقدمت للسرير وجلست بجنب ريان مو عارفة شلون تواسيها !
بعد صمت طويل .. ريان بهمس : وينه ؟
تنهدت منى و نزلت راسها تخفي دمعة عالقة بأهدابها : طلع ، ... - سكتت شوي و تابعت بغصة - لما سمعت باب غرفتكم ينفتح .. رحت على بالي انتي ، .... بس كان ياسر .. كنت ناوية أكلمه دامه وحده بالصالة ، لكن ...... - ببكاء ما قدرت تخفيه أكثر - تخيلي ، كان يبكي !
" حتى انتي يا منى ؟ ، حتى انتي تزيدين الوجع ! ، تشوفين قلبي بحالة يسمح للتقبل ؟ ، ما تعرفين شكثر أعاني و أموت باليوم كم مرة ؟ ، تجين الحين و تموتيني موت فوق موتي ؟ " .. نزلت راسها ريان تاركة لشهقاتها العنان ، و ببكاء : وش أسوي انا منى ؟ ... تكفيييييييين قوليلي شسوي ؟ ، أموت ؟ .. وربي اني كل ليلة ادعي ان الله يرزقني الشهاده بالقريب ، أبي أمووووت شهيدة لان الشهيد يروح للجنة على طول ! .. - تابعت بشهقات وهي تخفي وجهها بين ركبها - مرة سمعت شيخ يقول ... ان اللي نيته الشهادة الله يرزقه الشهادة حتى لو كانت موتة عادية .... أبي أموووت و أريحه ، وربي اني انذبح مليون مرة و انا أشوف نظراته .. أشوف إنكساره ! ...... - وصمتت لفترة و أردفت بهمس - ياسر أخوي قبل لا يكون زوجي .. أخوي قبل لا يكون هنا - وهي تأشر على قلبها -
قاطعتها منى بحرقة : لا تقوليييييين أخوك .. لا تقولين حبيبك ! .. اللي يحب عمره مارح يخون بهالطريقة البشعة ! ، انتي كنتي توهمين نفسك بحبه ، عمرك ما حبيتيه ! ، اللي يحب يقدم حبيبه عن شهواته .. ما يشوووف غيره ! ؛ ...... ياسر لا تحلمييييين انه يرجع لك .. و لا تحلمييين انه يرجع على هالحياة انتي بنفسك قتلتيه ، انهيتي حياته بكل برووووووود !
وقفت و تابعت و دموعها تنزل بأريحية : ريان .. صحيح اني أعزك و ياما كنتي أمي ، بس عممممري مارح أسامح أحد كسر أخوي ! ، .. كسرتيه كسر ما ينجبر ! و قبلك الحيوانات اللي حطموني ، انتم اللي كسرتوا أخوي .. - و بجرح - لأنكم ببساطة ما تنتمون للإنسانية بشي ، انتم - و بتطويل للكلمة - حيــــــــوانــــــــات !
فتحت باب الغرفة و طلعت تاركة وراها ريان ، و بخطوات سريعة دخلت غرفتها و صكتها وهي تستند عالباب .. فجرت دموعها بقسوة و شهقاتها الحادة مسببة له الرعشة ، منظر ياسر بدموعه و هروبه لما شافها .. كسرها و كسرها بالصميم ، أول مرة بحياتها تشوف أخوها و سندها يبكي بهالطريقة الموجعة ! ..
مشت بخطوات ثقيلة لدولابها .. فتحته و سحبت الشماغ الأحمر لحضنها ، دايما ما كانت هالقطعة ملاذها الوحيد بعز إنكسارها !
ارتمت على سريرها و تدثرت بالشماغ تاركة دموعها تبلله باريحية

ودي بدفا صدرك اصيح لين يهلكني البكا و أتعب و أنام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن