مالي أراك في كل الوجوه
أغزتك عيني أم غزتك الأماكن ؟
*•
بعد مرور سنــــة :بمقهى بطابع عربي أنيق ..
يجلس باسترخاء بشكل شبه مائل وراسه للخلف ، بينما هي جنبه متربعة ولاب توبها بحضنها تطقطق عليه .. لتلتفت عليه بعد ما حست بهدوءه : وليد !
زفرت وهي تدرك إنه شبه نائم ، هزت كتفه بقوة : ولييييييد !
فز بسرعة وهو يفرك وجهه : معك معك ..
تنهدت : واضح مرة
عقد حواجبه وهو يشوف الساعة مازالت 9 الصباح ، والموظفين حوله حركتهم ما وقفت .. : يلله صباح الخير ، من متى جوا ؟
ابتسمت وهي ترجع للاب توب : من غفيت ..
بمباغتة سحب كوب قهوتها ورشف منه ، لتفتح عيونها بصدمة : قهوتي !
ابتسم على جنب وهو يرجع يشرب منه : ما تبيني أصحصح !
سحر زمت شفاتها : روح جيب لك .. ما تشرب حقتي
اتسعت ابتسامته لينطق قبل لا يرتشف آخرها : أنتِ ومالكِ لزوجك
غصب عنها فلتت منها ضحكة وهي تضرب فخذه : أستغفر الله ! لاتحرف في الأحاديث ..
لينطق بمزح مغلف بجدية : أنا ما قلت حديث ، هذي مقولتي أنا ..
رجعت للاب توبها : خلاص ارجع نام ، أبي أخلص بحثي وأرسله قبل الساعة 12 .. أعرفك ما بتتركني بحالي
ترك كوب قهوتها بعد ما أنهاه ليسحب مجموعة الأوراق اللي قدامها : ألخصها لك ؟
تنهدت بتعب : ياليت ، تسوي فيني خير ..
بدأت تشرح له المطلوب لينشغل معها ويساعدها ببحثها
-
بالدور العلوي من نفس المكان بعد ساعات ...ينزل بخطوات سريعة من الدرج العلوي اللي يتوسط المقهى لينطق بصوت متوتر : يالله ! أنتو باقي هنا .. - يتحرك بسرعة وهو يشوف احد الكراسي مايل ويعدله - أوووف .. باقي ما أنهينا شي والليلة الافتتاح ! - ليعود من جديد للاثنين الجالسين بجلسة أندلسية ويناظرونه بضحكة - تضحكون !
كبت ضحكته وليد : ريلاكـــس بيبي ! شفيك طاير كذا !
مجرد ما أنهى كلمته طار له فهد وهو يسحبه : انت مالك فايدة ، سوي خير وأطلع تفقد الصغار تعرف اليوم ما أقدر أجيبهم .. ولا أقولك شرايك تطلع فوق مع هديل !
ليقفز وليد مباشرة : لا لا بشوف لريم وثامر أبرك لي ..
وقفت سحر مباشرة معه وهي تلم أوراقها ولاب توبها : بجي معك
حمل اللاب توب ليمسك كفها ناويين يغادرون المقهى ، لكن عند الباب اصطدموا بآخر شخص توقعوا يشوفونه ..
شهقت سحر بصدمة لتمتلي عيونها دموع وهي ترتمي بحضنه وتشد عليه بقوة ، بينما هو يضحك ليغلب شوقه الكبير وهو يقبل راسها من فوق الحجاب ..
وليد اللي كان واقف خلفهم ازدادت ابتسامته : خلاص يا حبيبي ، ما تبي تسلم علي ؟
ابتعدت سحر شوي وهي تمسح دموعها لتطيح أنظارها على الواقفة خلف جواد والتعب ظاهر عليها ، ضحكت بفرح وهي تسحبها له وتضمها : شكثر اشتقت لك ملاذ !
ملاذ وهي تدقق بملامح سحر : تغيرتِ !
ضحكت سحر وهي تقول : مو كثرك ، سمنانة !
تلقائيًا توجهت كف ملاذ لبطنها : لا تقهريني .. مو مني ، من هاللي ببطني وياكل أكلي .
شهقت سحر وهي تتذكر : يووه نسيت إنك حامل
لتشعر بقرصة خفيفة على ذراعها و همسة وليد من بين أسنانه : قصري صوتك !
التفتت عليه تلقائيًا وهي تمسك ذراعها : اححح ، ياخي لا تلومني ، جواد وملاذ قدامي مو أي أحد
زم شفاته وليد بغيض : طيب ادخلوا مو عالطريق !
جواد كان يتأمل سحر ووليد بمشاعر غريبة ،ونظرات أغرب .. انتقلت كفه لملاذ ليمسك بكفها ويقودها لداخل : وينه فهد ؟
سحر بحماس أمسكت بكفه تدله على مكانه : بينصدم ، وش هالمفاجأة الزينة
جواد نقل عيونه لوليد : زين ما خربها وليد ، توقعت لسانه يزل
لتلتفت عليه بصدمة : عارف ولا تقولي ؟
وليد بابتسامة : المفاجآت لا تُسرب !
سحر وهي تعطيه ظهرها وتسير مع جواد ملاذ : اليوم راكب عقلك جان انت وهالمقولات العجيبة !
ليصلها صوت وليد ضاحك : على تبن..
التفت تلقائيًا جواد على كلمته ليشوف وليد يبتعد عنهم تاركهم براحتهم والابتسامة بوجهه ، ليشد على كف سحر ويستوقفها باستجواب هامس : دايمًا يعاملك كذا ؟
اختفت الابتسامة من وجهها لتعقد حواجبها: مين ؟
ازداد همسه : وليد مين غيره ؟
بهت وجهها من سؤاله الغريب وهي تعقد حواجبها بابتسامة : ليه وش فيه ؟
زم شفاته ليشد كفها : بعدين نتكلم بالموضوع ، وينه فهد !
وصلوا الدور العلوي وهي تبحث عن فهد بحماس : اليوم متوتر ولا يثبت بمكانه ، مدري فين نلقاه الحين !
ليصلها صوت فهد من أحد الغرف : سحــر ، تعالي ...
اتسعت ابتسامة جواد بشوق كبير وهو يسمع صوته ، ليدخلون المكتب اللي فيه فهد وهو واقف وعينه على الجوال ويهز رجوله بتوتر مو منتبه لهم : توقعتك رحتِ مع وليد ، شوفي هديـ....
بتر كلمته وعينه ترتفع لتسقط على جواد بصدمة ، ترك الجوال ليلتقي به ويضمه بشدة .. بينما سحر قادت ملاذ لتجلس على الكنب.
فهد بعدم استيعاب : مو قلت جاي بعد أسبوع !
جواد : لا قلت بداهمك بشغلك وانت ماتدري
تنهد فهد بفرحة : الحمدلله .. جيت بالوقت المناسب ، اليوم الافتتاح .
جواد : وجايب معي ضيوف بعد
عقد حواجبه فهد باستغراب ليكمل جواد : راكان وزوجته
فهد بعتاب : وينهم ؟ أقل شي نسوي الواجب ونعزمهم !
جواد بابتسامة : لا اتركهم يرتاحون ، قبل الافتتاح يجون وتعشيهم بعدين
أمسك به فهد ليقوده بشوق كبير ويجلسون بعد ما سلم على ملاذ وأخذ أخبارها ..
حتى وصل ثامر وريم وكانوا أصحاب النصيب الأكبر من الصدمة ..
استأذن جواد بعد ما أنهى الغداء في المطعم المقابل لمقهى فهد وهو يلاحظ تعب ملاذ بسبب السفر ، وقبل لا يروح التفت لسحر : تعالي معنا ..
سحر مباشرة وقفت برفقة ريم وثامر والحماس يأخذها لجواد، التفتت على وليد : ناخذ عمي معنا ؟
وليد هز راسه نفي: لا ، كلها كم ساعة وترجعون.. أفضل يبقى هنا
أمسكت بيد جواد بحماس ورجعت تثرثر له ، مجرد ما ابتعدوا همس فهد لوليد اللي ياكل مقابله : مسوي شي انت ؟
عقد حواجبه بضيق : لا .. مدري شفيه علي !
زفر فهد وهو يرتشف العصير : واضح مو متقبلك
وليد : كان طبيعي معاي ، مدري شفيه قلب .
وقف فهد ليوقف معه وليد وهو يقول : لا تتحسس ، سحر أقرب شخص له .. تصير هالغيرة عالخوات لا تشيل هم
رفع حواجبه بحيرة وهو الغير مدرك لمشاعر بين الأخوين من هالنوع كون شهد صغيرة ..